توجه المولدوفيون، الأحد، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية واستفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل مخاوف من تدخل روسي في اختبارين مفصليين يأتيان في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا المجاورة.

وتعد العملية الانتخابية التي توصف بـ"التاريخية"، اختبارا لتحوّل الجمهورية السوفيتية السابقة التي يقطنها 2,6 مليون شخص، نحو أوروبا في عهد الرئيسة مايا ساندو، الساعية للفوز بولاية ثانية.

وأوقفت الشرطة في مولدوفا مئات الأشخاص خلال الفترة الماضية، محذرة من أن ما قد يصل إلى ربع الأصوات، قد يكون تمّ شراؤها بأموال مصدرها روسيا، حسب وكالة فرانس برس.

وقال رئيس وزراء مولدوفا، دورين ريسيان، إن "بلادنا على مفترق طرق.. مجموعة من اللصوص تحاول خداع الناس وتعدهم بالمال وتعطيهم آمالا زائفة"، داعيا مواطنيه إلى "اليقظة".

من جانبها، كررت رئيسة البلاد التحذير من "المساعي الروسية للتدخل في العملية الانتخابية" في مولدوفا.

مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا للاتحاد الأوروبي تنطلق الثلاثاء أكدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا إلى الكتلة ستطلق، الثلاثاء المقبل، وفق ما أعلنت الرئاسة البلجيكية للمجلس الأوروبي على منصة إكس، الجمعة.

في المقابل، تنفي روسيا بشكل قاطع أي تدخل في الانتخابات المولدوفية، رغم أنها تحتفظ بمئات الجنود في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الناطق بالروسية، حسب تقرير نشره موقع "راديو أوروبا الحرة".

وهذا الأسبوع، أكدت واشنطن عزمها على مساعدة كيشيناو على التصدّي "للتدخّلات الروسية" في عملية الاقتراع، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنّه فرض عقوبات على 5 أشخاص وجمعية موالية لموسكو في مولدوفا، بتهمة السعي لزعزعة استقرار البلاد عشية الانتخابات.

وساندو البالغة من العمر 52 عاما، الخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي، هي المرشحة الأوفر حظا للفوز، لكن استطلاعات الرأي تقدّر حصولها على 35,8 بالمئة من الأصوات، وهي نسبة غير كافية لحسم النتيجة من الدورة الأولى وتفادي خوض دورة ثانية مقررة في الثالث من نوفمبر.

وتخوض ساندو الانتخابات في مواجهة 10 منافسين، ومن أبرز هؤلاء ألكسندر ستيانوغلو (57 عاما)، وهو مدّعٍ عام سابق مدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا، ويتوقع أن يحصل على نحو 9 بالمئة من الأصوات، وريناتو أوساتي (45 عاما)، وهو رئيس بلدية سابق لبالتي ثاني كبرى مدن مولدوفا، ويتوقع أن ينال 6,4 بالمئة.

وفُتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) تزامنا مع عزف النشيد الوطني عبر مكبرات الصوت في العاصمة.

 وتقفل المراكز عند التاسعة ليلا، على أن تبدأ النتائج الأولية بالصدور بعد ساعة من ذلك.

وبشأن استفتاء الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، أظهرت استطلاعات الرأي أن 55,1 بالمئة من الناخبين سيصوّتون بـ"نعم"، في حين قال 34,5 بالمئة إنهم سيرفضون الانضمام للتكتل القاري.

مولدافيا تستدعي سفير موسكو احتجاجا على تصريحات جنرال روسي استدعت مولدافيا الجمعة السفير الروسي للاحتجاج على تصريح لجنرال روسي قال فيه إنّ موسكو تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا لكي يصبح لديها منفذ إلى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المولدافية.

ويطرح الاستفتاء على الناخبين سؤالا عما إذا كانوا يوافقون على تعديل الدستور لجعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفا لمولدوفا، التي بدأت في يونيو مفاوضات الانضمام إلى التكتل المؤلف من 27 دولة.

ولتصبح النتيجة نافذة، يتوجب ألا تقلّ نسبة المشاركة عن 33 بالمئة، حيث دعت أحزاب موالية لروسيا إلى المقاطعة.

وقالت المحاسِبة ليديا سيبان، إن "مستقبل مولدوفا يعتمد على ما سيختاره الناس.. آمل في أن نقدم على خطوات ملموسة نحو الاتحاد الأوروبي".

وقامت ساندو بجولات انتخابية في الآونة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد، اعتبرت خلالها أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيساعد على تحسين مستوى المعيشة في إحدى أفقر دول القارة.

وقالت ساندو في تجمع انتخابي: "مصير بلادنا لعقود مقبلة يعتمد على هذا القرار" في انتخابات الأحد.

انتقادات من المعارضة

في المقابل، يرى منتقدو رئيسة البلاد إنها "لم تقم بما يكفي" لمكافحة التضخم وإصلاح القضاء.

وخلال حملته، دعا ستيانوغلو الذي أقالته ساندو من منصبه، إلى "استعادة العدالة"، بينما شدد أوساتي على أنه الخيار الأفضل للناخبين لأنه "الوحيد غير الخاضع لسيطرة الشرق أو الغرب".

ويبدي المسؤولون في مولدوفا مخاوف من المحاولات الروسية للتأثير على الانتخابات والاستفتاء.

وقالت الشرطة هذا الشهر إن ملايين الدولارات تمّ تهريبها إلى البلاد، عبر أشخاص مرتبطين بالسياسي السابق، رجل الأعمال الهارب من العدالة، إيلان شور.

وقدّرت أن هذا المخطط "غير المسبوق" قد يؤثر على ما يصل إلى 300 ألف صوت.

"لدعمها في مواجهة روسيا.. أوروبا تجتمع في مولدافيا وزيلينسكي "أول الحضور يجتمع حوالي 50 من القادة الأوروبيين، الخميس، في مولدافيا الدولة الصغيرة التي تشهد على غزو أوكرانيا المجاورة من قرب وتعيش في خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها، لتوجيه رسالة قوية إلى موسكو بأن كيشيناو ليست وحدها.

وحسب موقع "راديو أوروبا الحرة"، فإن شور، الذي يعيش في المنفى في روسيا، كان موضوع جدل كبير في مولدوفا، حيث تم اتهامه بتدبير خطة بملايين الدولارات لدفع الرشاوى لناخبين يرفضون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وشور، الذي جرى حظر حزبه في العام الماضي متهم أيضا بالمشاركة بمؤامرة انقلاب، وأنه مرتبط بمخططات أخرى لدعم النفوذ الروسي في البلاد، وإثارة السخط بين صفوف المواطنين ضد الحكومة.

وقبل أيام من التصويت، أعلنت السلطات المولدوفية اعتقال 4 أشخاص، مشيرة إلى أن عشرات آخرين تلقوا تدريبًا في روسيا والبلقان، بهدف "زعزعة استقرار" البلاد بعد الانتخابات. 

وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت الدول الغربية دعمها للنهج الموالي للاتحاد الأوروبي في مولدوفا، حيث زارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، العاصمة تشيسيناو.

وأعلنت فون دير لاين عن استثمارات من الاتحاد الأوروبي تقدر بنحو 2 مليار دولار لمساعدة البلاد على "مضاعفة حجم اقتصادها خلال عقد".

وصرّحت المسؤولة الأوروبية، خلال زيارتها بتاريخ 10 أكتوبر: "إنه قراركم السيادي بشأن مستقبل بلادكم، ولا يمكن لأحد التدخل".

وأضافت: "بالطبع، بصفتي رئيسة المفوضية الأوروبية، أعتقد أن مكان مولدوفا هو في الاتحاد الأوروبي"، كما ذكر موقع "راديو أوروبا الحرة". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانضمام إلى الاتحاد الأوروبی فی مولدوفا

إقرأ أيضاً:

مستشارة بالاتحاد الأوروبي: الدبلوماسية لا بديل لها والحل السياسي هو الطريق

قالت كاميلا زاريتا، مستشارة بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يؤمن بأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمات في الشرق الأوسط، مؤكدة أن العودة إلى طاولة المفاوضات أمر ضروري، بغض النظر عن الطرف الذي أغلق هذا المسار سابقًا.

وأضافت خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج "ملف اليوم"، على قناة "القاهرة الإخبارية" أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات ضغط حقيقية ويستخدمها في التأثير على جميع الأطراف، سواء إسرائيل أو إيران أو حتى الولايات المتحدة، لدفعهم نحو خيار السلام الشامل والمستدام.

احترام القانون الدوليعريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة النووي»محفوظ مرزوق يكشف عن نوع الصاروخ الأمريكي في ضرب منشآت إيران النوويةقيادي بالجبهة الوطنية: أمريكا تتعمد استمرار دوامة العنف بضربها منشآت إيران النوويةأحمد موسى يكشف تفاصيل الضربة الأمريكية على المفاعل النووي الإيراني وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

وأشارت إلى أن "الأوضاع الحالية تنذر بأن المنطقة على شفا حرب واسعة النطاق، ما يستدعي تحركًا جماعيًا لتجنب كارثة إقليمية"، مؤكدة أن احترام القانون الدولي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحلول السياسية والتفاوضية، لا بالضربات العسكرية.

وأكدت زاريتا أن الاتحاد الأوروبي يدرك خطورة التصعيد العسكري الذي جرى مؤخرًا، معتبرة أن غياب التخطيط المحسوب، كما حدث في قرارات مثل تلك التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلًا من حلها.

واختتمت بالتشديد على أن اللقاءات الدبلوماسية، مثل تلك التي جرت مؤخرًا بين مسؤولين أوروبيين ورئيس الوزراء الإيراني، تمثل النهج الأمثل لتحقيق الأمن الإقليمي والدولي.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبى اوروبا اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى “التحلي بالشجاعة” لمعاقبة إسرائيل
  • سوريا ترفع الرواتب والمعاشات التقاعدية بنسبة 200%
  • مستشارة بالاتحاد الأوروبي: الدبلوماسية لا بديل لها والحل السياسي هو الطريق
  • الاتحاد الأوروبي يعقد "اجتماعا حاسما" غدا لبحث تصاعد الأزمة في غزة
  • الاتحاد يعقد اجتماعا استعدادا للانتخابات البرلمانية وفرز المرشحين المحتملين
  • قبل الترشح لانتخابات الشيوخ .. إلزام هؤلاء بالاستقالة | تفاصيل
  • انتخابات الاتحاد العُماني لكرة القدم تدخل مراحلها الحاسمة
  • الاتحاد الأوروبي: هناك مؤشرات على انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان
  • 9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
  • «الاتحاد الأوروبي» يجدد دعمه لخارطة طريق شاملة تفضي لتنظيم انتخابات حرة في ليبيا