لا يخفي الإسرائيليون حجم الانتكاسات التي يواجهونها حول العالم في شرعنة عدوانهم الدموي الجاري على الشعبين الفلسطيني واللبناني، بسبب مشاهد الموت والدمار التي تتسبب بها طائراتهم وقذائفهم، فيما يصعب عليهم جدا تبرير موقفهم أمام صور الأطفال الشهداء والمصابين جراء قنابل جيش الاحتلال، مما يزيد من الإشكاليات التي تصاحبهم على مدار الساعة في الساحة الدعائية.

 

المحامي أورييل لين، اعترف بداية بالقول إن "دولة الاحتلال تواجه في الصراع الحالي ساحتين صعبتين: العسكرية والدعائية، فالأولى تتسبب بوقوع خسائر في صفوف الجيش، وتشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة، وجزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، أما الثانية فهي لا تتسبب بوقوع خسائر إسرائيلية بشرية، كما الأولى، لكنها ليست أقل تعقيدا منها، لأن الاحتلال بسبب عدوانه العسكري يُلحق الضرر بالسكان المدنيين، الفلسطينيين واللبنانيين، مما يصور الاحتلال حول العالم بأنه يرتكب خطأً فادحاً وهو يقتل سكانا غير مشاركين في الصراع". 


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "بعد مرور أكثر من عام على اندلاع العدوان على غزة يصعب على الاحتلال مكافحة ردود الفعل العاطفية المناصرة للفلسطينيين بطريقة لفظية فقط، والنتيجة أن الاحتلال يصاب بنقطة ضعف حقيقية، مما يثير ضده ردود أفعال كبيرة في العالم، ومظاهرات ضد الاحتلال، وفرض مقاطعة وقيود على توريد الأسلحة له، وهذا لا يضر بالصورة الإسرائيلية فحسب، بل بقدرتها العسكرية أيضاً". 

وأقرّ الكاتب "بصعوبة التصدي لتدهور الصورة الإسرائيلية حول العالم بفعل المشاهد المؤثرة الصادرة من غزة ولبنان، لكنه في الوقت ذاته دعا خبراء الدعاية الإسرائيليين للتركيز على جملة من القضايا، أهمها  أن الاحتلال لم يبدأ الحرب، بل إن حماس وحزب الله، شنّتا هجوما مباشرا على الاحتلال، رغم اعتقاده أن هذه الرواية لن تنجح في ترميم الصورة الإسرائيلية المتردّية لدى قطاعات واسعة حول العالم". 

وزعم أنه "في الحرب العالمية الثانية، تم قصف لندن وستالينغراد وهامبورغ ودريسدن، وبالطبع هيروشيما وناجازاكي، بعض هذه التفجيرات من قبل النازيين، وبعضها الآخر من قبل الحلفاء، وكانت التفجيرات تهدف إلى قتل المدنيين، وقد قُتل في كل تفجير عشرات الآلاف من السكان، مما يعني أن دولة الاحتلال ليست الأولى التي تقتل المدنيين، بزعم أنها لا تستهدفهم مباشرة". 


وختم بالقول أن "هذه الإشارات مجرد نقاط أولية، لكنها لن تتمكن من حل مشكلة الدعاية والإعلام التي تعانيها دولة الاحتلال حول العالم، لأنه كما ذكرنا، من الصعب التعامل مع صور الأطفال المصابين في غزة ولبنان من خلال الشروحات اللفظية فقط، وهذا تحدّى سيبقى يرافق الإسرائيليين طالما استمرت الحرب الجارية في هاتين الجبهتين". 

تكشف هذه القراءة الإسرائيلية عن قلق حقيقي مما تلعبه الصور المؤثرة الصادرة من غزة ولبنان على أداء وسائل الإعلام العالمية، وما تتسبب به من دور مهم في الموجة المعادية للاحتلال، لاسيما وأن لوسائل الإعلام الدولية تأثيرها الكبير على السياسيين، وتشكيل الرأي العام، ورغم تعدد تلك الوسائل المنحازة للاحتلال، لكن لسوء حظّه، فإن الرئيسية منها غالبا ما تتخذ مواقف معادية له بسبب مجازره الدموية ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الفلسطيني الاحتلال غزة لبنان فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حول العالم غزة ولبنان

إقرأ أيضاً:

الوحشية الإسرائيلية.. سمير فرج: الشعب الفلسطيني يتحمل ما لا يتحمله بشر في العالم

أكد الخبير الاستراتيجي، اللواء دكتور سمير فرج، أن الشعب الفلسطيني يتحمل ما لا يتحمله بشر في العالم، في ظل ما وصفه بـ"الوحشية الإسرائيلية".



وأضاف فرج، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج حضرة المواطن مع الإعلامي سيد علي عبر شاشة الحدث اليوم، أن هناك مبعوثا أمريكيا يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، كما طلب عقد لقاء مع المبعوثين المصري والإسرائيلي.


وربط فرج هذه التحركات بـالاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أبلغه الرئيس السيسي أهمية "فعل أي شيء لوقف إطلاق النار قبل حلول عيد الأضحى المبارك".


وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي أبلغ الولايات المتحدة بناء على مكالمة الرئيس السيسي بهذا الأمر، ما دفع واشنطن لإرسال وفودها إلى الدوحة. وعبر فرج عن أمله في أن تشهد الساعات المقبلة توافقًا على المقترح القائم حاليا.


وتابع قائلا : أن هناك آمالا بأن يشهد اليومان المقبلان التوصل لاتفاق، وأن تتحلى حركة حماس بـ"المرونة" حتى يتم وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ثم مناقشة الملفات الأخرى.

طباعة شارك سمير فرج الشعب الفلسطينى حضرة المواطن سيد على

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية انتهاك لسيادة سوريا وتفتح المجال أمام الجماعات التي تهدد أمنها لزعزعة الاستقرار.
  • الحكومة الإسرائيلية تمول آلية المساعدات التي تفرضها على غزة
  • المفتي في رسالة الأضحى: نرفض استمرار الاحتلال والاعتداءات في فلسطين ولبنان
  • نشرة أخبار العالم | إيران تكشف موقفها من الاتحاد الإقليمي للتخصيب.. وزلزال يضرب كريت.. ومباحثات بين روسيا وكوريا الشمالية.. وإحاطة أوكرانية أمام الشيوخ الأمريكي بشأن الحرب.. وعدوان إسرائيلي على سوريا
  • الوحشية الإسرائيلية.. سمير فرج: الشعب الفلسطيني يتحمل ما لا يتحمله بشر في العالم
  • الأمم المتحدة: هجمات الاحتلال على المدنيين في غزة ترقى إلى جرائم حرب
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • الإغاثة الطبية في غزة: مساعدات الاحتلال فخاخ موت تستهدف المدنيين
  • الاحتلال يستهدف المدنيين في رفح ويخسر جنوده قتلى وجرحى في جباليا
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة