دهوك- وجهت الحرب على غزة وتبعاتها التي شملت مناطق متعددة من الشرق الأوسط ضربة للاقتصاد العالمي، ولا سيما اقتصاد إسرائيل التي تجاوز فيها الإنفاق الحكومي 140 مليار دولار، كما خسرت ما يقارب 15 مليار دولار من الهجوم على لبنان، وفق مستشار الاقتصاد الدولي وباحث الدكتوراه في جامعة أنجليا روسكين الدكتو زياد الهاشمي.

وأشار الهاشمي خلال ندوة علمية دولية عقدت عبر الإنترنت بعنوان "الصراعات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الاقتصاد" إلى أن اقتصاد إسرائيل انكمش 27% في الربع الأخير من هذا العام، مع توقعات بنمو صفري حتى نهاية العام، كما تراجعت قيمة الشيكل أمام الدولار، مما أدى إلى انهيارات في أسواق الأسهم الإسرائيلية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الذي يشكل 31% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال الهاشمي خلال الندوة -التي نظمها مركز الأبحاث في جامعة جيهان في دهوك شمالي العراق بمشاركة أكثر من 100 شخصية سياسية واقتصادية وإعلامية من مختلف دول العالم- إن تحويل مسارات النقل البحري من البحر الأحمر إلى مسارات أطول قد تسبب في ارتفاع تكاليف النقل بشكل ملحوظ، موضحا أن هذه الزيادة أثرت على كفاءة النقل الدولي ورفعت تكاليف التأمين بسبب المخاطر الأمنية.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن شرعوا في استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل للضغط عليها لفك الحصار عن غزة، الأمر الذي اتسع ليشمل سفنا لجنسيات أخرى لدول شكلت تحالفا لوقف استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وأضاف أن هذه التحديات انعكست على أسعار السلع في أوروبا والولايات المتحدة، إذ ارتفعت بنسبة 300% في بعض الحالات.

وفيما يتعلق بالاقتصادات العربية، قال الهاشمي إن مصر كانت من بين الدول الأكثر تأثرا، إذ انخفضت حركة السفن عبر قناة السويس بنسبة 50%، مما أدى إلى انخفاض عوائد القناة بحدود 6 مليارات دولار، أما دول الخليج فقد زادت تكاليف النقل البحري إليها 150%، لكن حركة النقل بدأت تتعافى تدريجيا.

تأثير سياسي

وبشأن التحولات السياسية الكبيرة التي قد تشهدها المنطقة في المستقبل القريب، قال وزير حقوق الإنسان السابق في حكومة إقليم كردستان العراق الدكتور محمد إحسان إن ثمة إمكانية لتحول جذري في الشرق الأوسط نتيجة التنافس بين الولايات المتحدة والصين.

وقال الدكتور إحسان إن الشرق الأوسط يشكل هدفا رئيسيا للدول العظمى نظرا لأهمية موارده الطبيعية، خاصة في قطاع الطاقة.

وأوضح أن إسرائيل تسعى كذلك إلى التخلص من محور المقاومة، خاصة حزب الله في لبنان، والذي يشكل تهديدا مباشرا لأمنها، كما تسبب في أزمات اقتصادية هائلة بسبب النزوح والدمار في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى محاولتها منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.

من جانبه، قال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والحاصل على الدكتوراه في الدراسات الثقافية من جامعة بيردو الأميركية الدكتور عقيل عباس إن بداية التصعيد الحاسم بين إيران وإسرائيل كانت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما قررت إسرائيل التحرك لإنهاء نفوذ إيران في المنطقة.

وأكد عباس أن الصراع الحالي تجاوز كل قواعد الاشتباك التقليدية، مشيرا إلى صعوبة التوصل لحل سلمي، كما أن الحرب قد تستمر لسنوات.

وقال إن إيران بدأت تشعر بتداعيات سياساتها في المنطقة، خاصة بعد تفاقم الضغوط الدولية عليها، مشيرا إلى أن انتخاب رئيس جديد من التيار الإصلاحي في إيران جاء كمحاولة لتخفيف الضغط الدولي وتغيير النظرة العالمية تجاه النظام الإيراني.

مخاطر أمنية

بدوره، قال الخبير الأمني والعسكري الضابط السابق في الجيش العراقي سرمد البياتي إن الوضع خطير للغاية وقد يجر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة، مشيرا إلى أن العراق لديه تاريخ طويل من الحروب والإنهاك العسكري، لذلك لا يمتلك فرصا لتعزيز قدراته الدفاعية في الوقت الحالي.

وأشار البياتي إلى أن العراق سيتسلم في عام 2025 منظومة دفاع جوية متطورة من كوريا الجنوبية، مما قد يساعد في تعزيز دفاعاته، ومع ذلك أوضح أنه يفتقر إلى القدرات الهجومية على مستوى إسرائيل، مما يعزز خطورة أي تصعيد محتمل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى

قالت الكاتبة والمحللة السياسية هند الضاوي، إنّ موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني هو موقف مميز وأسبق من دول أخرى، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف قد يكون مدفوعًا بمصالح استراتيجية تسعى فرنسا من خلالها لإعادة بناء نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد تراجعها في أفريقيا.

فرنسا و14 دولة غربية أخرى تدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية.. وكندا تدرس الأمرسفير مصر في فرنسا: انتهاء الاستعدادات للتصويت بانتخابات الشيوخ الحصول على ضمانات

وأضافت الضاوي في مداخلة هاتفية مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أن هذا الظرف الدولي يمثل فرصة مهمة للاستثمار من أجل الحصول على ضمانات وموافقات لإقامة الدولة الفلسطينية.


وتابعت ، أن على بقية الدول أن تدرك أن الشعوب الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت مقلوبة رأسًا على عقب بسبب ما تعانيه غزة من إبادة ومجاعة مفروضة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.


وأشارت إلى أن هذا الواقع وضع الحكومات الغربية تحت ضغط شعبي كبير، ما اضطرها إلى التجاوب مع الجهود العربية وعلى رأسها مصر في المطالبة بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني، ولو على المستوى النظري المبدئي، وذلك لامتصاص غضب الشارع.


وأكدت، أنّ هذا الاعتراف النظري لا يعني تحقيق دولة فلسطينية حقيقية بالضرورة، نظراً لوجود شروط قد تكون تعجيزية، مثل ضرورة نزع سلاح حماس، وهو أمر يتطلب إيجاد حلول سياسية معقدة، مؤكدة أن الأولوية هي ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتحييد حماس من المشهد بعد تحقيق هذه الحقوق.


 

طباعة شارك فرنسا الشرق الأوسط منطقة الشرق الأوسط الاحتلال سياسات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • ويتكوف: حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها.. ونتنياهو ملزم بإنهاء الحرب
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيرته الكندية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • «خبير استراتيجي» يكشف خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط
  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى