قادة عسكريون خدموا مع ترامب يحذرون من عودته للرئاسة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
حذر قادة عسكريون كبار سبق أن خدموا تحت إمرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من عودة ترامب لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة مرة ثانية، ووصفوه بأنه "فاش حتى النخاع" ويحاول تقسيم الأميركيين.
وبحسب تحليل لشبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن تهديد ترامب باستخدام الجيش الأميركي للتعامل مع "العدو من الداخل" إذا فاز بالانتخابات أثار مخاوف جديدة بشأن ما قد يطلبه من القوات الأميركية إذا فاز بولاية ثانية لكونه قائدا أعلى للجيش.
ونقل بوب وودورد في كتابه الجديد "الحرب" عن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي قوله إن الرئيس السابق "هو الشخص الأكثر خطورة على هذا البلد.. إنه فاش حتى النخاع".
والخميس الماضي، قال وودورد إن الجنرال جيم ماتيس، الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد ترامب، أرسل له رسالة عبر البريد الإلكتروني ليقول إنه يتفق مع التقييم الذي قدمه ميلي، موضحا أن جوهر رسالة ماتيس بشأن ترامب كان "دعونا نتأكد من أننا لا نحاول التقليل من شأن التهديد، لأن التهديد مرتفع".
ورغم الصداقة الوثيقة التي تربط ترامب بالجيش، فإن كبار الجنرالات والقادة المتقاعدين لم يبادلوه الحب نفسه، ويبدو أن البعض منهم يعتقد أن الرئيس السابق هو "العدو الداخلي" الحقيقي، وعدّد تقرير "سي إن إن" حالات انتقد فيها قادة عسكريون كبار ترامب، وحذروا من خطره على الشعب الأميركي، وأبرزها:
قبل أربع سنوات، أدلى ماتيس بتصريح لمجلة "ذا أتلانتيك" جاء فيه "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأميركي ولا يتظاهر حتى بالمحاولة، بل إنه بدلاً من ذلك يحاول تقسيمنا". على نحو مماثل، قال كيلي لجيك تابر من شبكة "سي إن إن" العام الماضي إن ترامب "شخص لا يحمل سوى الازدراء لمؤسساتنا الديمقراطية ودستورنا وسيادة القانون". يقول هربرت ريموند ماكماستر في كتابه "في حرب مع أنفسنا"، وهو مذكرات عن فترة عمله في البيت الأبيض في عهد ترامب، إنه في أعقاب هزيمة ترامب الانتخابية عام 2020 فإن "غرور ترامب وحبه لذاته.. دفعاه إلى التخلي عن قسمه بدعم الدستور والدفاع عنه، وهو أعلى التزامات الرئيس". قبل ثلاثة أسابيع، كتب الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي أحدث ثورة في قيادة العمليات الخاصة المشتركة، وهي الوحدة المسؤولة عن قتل أسامة بن لادن في عام 2011، مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فيه إنه سيصوت لصالح كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن بسبب "شخصيتها". ولم يذكر في مقاله تقييمه لترامب، رغم أن ماكريستال قال في الماضي إن ترامب "غير أخلاقي" و"غير أمين". الأدميرال بيل ماكرافين، وهو زعيم عملية قتل بن لادن، كتب مقالا عام 2020 في صحيفة "واشنطن بوست" عن ترامب، قائلا "عندما تكون الأنا الرئاسية والحفاظ على الذات أكثر أهمية من الأمن القومي فلن يتبقى شيء لوقف انتصار الشر". في أوائل يونيو/حزيران 2020، كتب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الأدميرال مايك مولن في مجلة "ذا أتلانتيك" أنه "شعر بالاشمئزاز" لرؤية المتظاهرين السلميين الذين كانوا يحتجون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة يتم إبعادهم بـ"القوة والعنف" من محيط البيت الأبيض.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أكبر بنوك أميركا يحذّر من انهيار سوق السندات الأميركي تحت ضغط الديون
أطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، تحذيرا صارخا بشأن مصير سوق السندات الأميركي، مشيرا إلى أن هذا السوق "سينهار" تحت وطأة الدين العام المتنامي للولايات المتحدة، وداعيا إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير المسار المالي للبلاد نحو مسار أكثر استدامة.
وفي كلمته خلال منتدى ريغان الوطني الاقتصادي في كاليفورنيا، قال ديمون: "ستشهدون انهيارا في سوق السندات. أنا أخبركم أن هذا سيحدث، وستصابون بالذعر. أما أنا فلن أذعر. سنكون بخير".
يشار إلى أن "جيه بي مورغان تشيس" يُعد أكبر بنك أميركي من حيث حجم الأصول، إذ تتجاوز 3.9 تريليونات دولار. ويعد من أقوى البنوك على مستوى العالم من حيث التأثير والاستقرار المالي.
قلق متزايد في وول ستريتتصريحات ديمون، الذي يقود أكبر بنك في الولايات المتحدة، تعكس قلقا متزايدا في وول ستريت من حجم العجز المالي الأميركي، خاصة في ظل مراجعة الكونغرس لمشروع الموازنة الجديد الذي يصفه ترامب بأنه "كبير وجميل".
والمشروع، الذي تم تمريره في مجلس النواب الأسبوع الماضي ويخضع حاليا لمراجعة مجلس الشيوخ، يُتوقع أن يرفع العجز الفدرالي بقدر كبير.
حتى قبل مناقشة هذا المشروع، توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن تتجاوز نسبة الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي المستوى القياسي الذي سجلته البلاد خلال أربعينيات القرن الماضي.
وشهدت السندات الأميركية طويلة الأجل ضغوطا كبيرة نتيجة المخاوف المالية، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاما إلى نحو 5%، مقارنة بما يزيد قليلا على 4% بداية عام 2024. كما قامت وكالة التصنيف الائتماني موديز هذا الشهر بتجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز (إيه إيه إيه)، وهو ما يعد تطورا لافتا في النظرة العالمية إلى الاقتصاد الأميركي.
إعلانوأشارت فايننشال تايمز إلى أن سوق سندات الخزانة الأميركي شهد نموا هائلا من نحو 5 تريليونات دولار عام 2008 إلى 29 تريليون دولار اليوم، وسط سياسات خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، خاصة خلال جائحة كورونا.
تراجع الطلب الأجنبي وتصاعد المخاطر الجيوسياسيةورغم أن هذا السوق يُعد الأعمق والأكثر سيولة عالميا، ويستفيد من مركز الدولار بوصفه عملة احتياطية رئيسة، فإن الطلب عليه تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من قبل المستثمرين الأجانب، الذين قلّصوا مشترياتهم من السندات الأميركية على مدار العقد الماضي. ويُعزى هذا الانسحاب جزئيا إلى سياسات ترامب الجمركية المتشددة، التي أثارت توترات تجارية مع الشركاء الدوليين.
وأضاف ديمون أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية والديون العالمية يؤشر إلى أن "الصفائح التكتونية للاقتصاد العالمي بدأت تتحرك"، مشيرا إلى أنه لا يعلم إذا ما كانت الأزمة "ستقع خلال 6 أشهر أو 6 سنوات"، لكنه شدد على ضرورة تعديل السياسات واللوائح المالية الحالية لتعزيز قدرة البنوك على التعامل مع صدمات السوق.
وتتوافق تصريحات ديمون مع ملاحظات أدلى بها جون والدرون، رئيس بنك غولدمان ساكس، خلال مؤتمر "بيرنشتاين" في نيويورك، حيث وصف العجز الأميركي بأنه "مثير للقلق"، مضيفا أن "الخطر الأكبر اليوم في الاقتصاد الكلي يتمثل في انعكاسات هذا العجز على سوق السندات"، متوقعا أن "تتواصل موجات الاقتراض، مما سيرفع من تكاليف رأس المال ويُبطئ النمو الاقتصادي".
ووفقا لتقديرات اللجنة المستقلة للميزانية الفدرالية المسؤولة، فإن مشروع موازنة ترامب سيضيف ما لا يقل عن 3.3 تريليونات دولار إلى الدين العام الأميركي بحلول عام 2034. كما حذّرت موديز من أن العجز الفدرالي قد يرتفع من 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى نحو 9% بحلول عام 2035.
ضرائب جديدةوفي ملف الضرائب، قال ديمون إنه يؤيد فرض ضرائب على "الأرباح المُرحّلة"، وهي ميزة ضريبية لطالما استفاد منها كبار مديري صناديق الاستثمار الخاصة. وأضاف: "علينا بالتأكيد فرض ضرائب على الأرباح المرحّلة"، مشيرا إلى أن هذا المطلب كان مدعوما سابقا من الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وقد تبنّاه ترامب حاليا.
إعلانوعند سؤاله عمّا إذا كان يفكر في الترشح لمنصب سياسي، أجاب ديمون (69 عاما): "سأفعل لو اعتقدت أنني أملك فرصة حقيقية للفوز، لكني لا أعتقد ذلك".