الذكاء الاصطناعي في "منتدى شباب عُمان"
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
رامي بن سالم البوسعيدي
سُعدنا كثيرًا بالمُشاركة في افتتاح النسخة الأولى من مُنتدى شباب عُمان الذي تنظمه جريدة الرؤية وشركاؤها تحت رعاية صاحب السُّمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، والتي تضمنت في جلستها الأولى "الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم الجديد"، ومثّلت فرصة ثمينة لكل المُهتمين بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتناولها مجموعة من المواضيع الحيوية المُتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات؛ منها: صناعة التأثير في الرأي العام والإنتاج الافتراضي والخوارزميات والمحتوى الإخباري الجديد، والاستخدامات التنموية للذكاء الاصطناعي.
وهذا المُنتدى الفريد من نوعه، يترجم اهتمام جريدة الرؤية بالشباب العُماني وصقل مهاراتهم في عالم التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي.
ما لفت انتباهي في هذه الجلسة المُتقدمة تركيزها على كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوجيه الرأي العام والتأثير عليه، لا سيما من خلال الخوارزميات التي تُحدد ما يُشاهده الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات ضخمة من البيانات لفهم ميول الأفراد وتفضيلاتهم، مما يسمح بتخصيص المحتوى بشكل دقيق، وبالتالي التأثير على كيفية تلقي النَّاس للأخبار والمعلومات، والقدرة الهائلة للذكاء الاصطناعي على إنشاء وترويج المعلومات التي قد تؤدي إلى تشكيل تصورات جديدة لدى الجمهور، وقدرة الخوارزميات الحديثة على تقوية الرسائل الموجهة وتقليص الأصوات المعارضة، مما يجعل من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي تجاه هذا التأثير، والحاجة إلى مراقبة وضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق.
التقنيات الافتراضية أصبحت اليوم أداة أساسية في إنتاج المحتوى الرقمي، بفضل الذكاء الاصطناعي، وفي هذا الجانب تناولت أوراق العمل في الجلسة الأولى للمنتدى مفهوم الإنتاج الافتراضي وكيفية توظيف الخوارزميات الذكية في تحسين عمليات الإنتاج الفني والإبداعي، واستعراض كيفية استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء مقاطع الفيديو والرسومات والأفلام بدون الحاجة لتدخل بشري كبير، كما أنَّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي تساهم بشكل كبير في توفير الوقت والجهد وتحسين جودة المحتوى من خلال عمليات التنبؤ والتصحيح التلقائي؛ حيث يمكنها تعلم الأنماط الفنية والجمالية المفضلة لدى الجمهور وتطبيقها في إنتاج المحتوى.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي أصبح من الممكن توليد محتوى إخباري آلي يعتمد على تحليل البيانات ومعالجتها بشكل فوري، ويمكن استفادة المؤسسات الإعلامية من هذه التقنيات لتسريع عملية إعداد الأخبار وتقديمها بطرق مبتكرة، ومن خلال تقنيات مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، ويمكن للأنظمة الذكية كتابة الأخبار تلقائياً بناءً على بيانات حية، وتحليل الاتجاهات الإعلامية بشكل أسرع وأكثر دقة من الإنسان، كما أن هذه التقنيات تسهم في تخصيص الأخبار للجمهور، حيث يتم تحليل تفضيلات المتابعين لتقديم المحتوى الذي يناسب احتياجاتهم الفردية، وهو ما يجعلنا نسلط الضوء في المرحلة القادمة على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التحقق من الأخبار وتقليل انتشار المعلومات المضللة، وهي قضية باتت تشكل تحدياً كبيراً أمام وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.
أحد المحاور الأكثر أهمية التي تم مناقشتها في منتدى شباب عُمان هو كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية، لذا ومن خلال متابعتنا نؤكد بأن الذكاء الاصطناعي يستطيع تقديم إمكانيات هائلة في مجالات مثل التعليم والصحة والزراعة والطاقة؛ حيث يمكن استغلاله لتحسين الكفاءة وتطوير حلول مبتكرة للتحديات التنموية، على سبيل المثال في قطاع التعليم يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في تطوير أدوات تعليمية ذكية تتكيف مع احتياجات كل طالب على حدة، مما يُعزز من فرص التعلم الشخصي والفعال، أما في المجال الصحي فالتطبيقات تشمل تحليل البيانات الطبية وتشخيص الأمراض وحتى تطوير الأدوية بشكل أسرع وأكثر دقة.
نستطيع القول إنَّنا اليوم أمام فرصة لاستشراف المُستقبل والتفكير في كيفية الاستفادة المثلى من تقنيات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان لتحسين مختلف جوانب الحياة، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو محرك رئيسي للتحول الرقمي في العالم، مع توفر إمكانيات لا حصر لها لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير الصناعات، لكنه يأتي أيضاً بتحديات أخلاقية وقانونية يجب معالجتها لضمان استخدامه بشكل مسؤول وآمن، ويُمثل منتدى شباب عُمان منصة مُهمة أمام الشباب العُماني والمهتمين لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم ومواكبة التطور الكبير لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما ينعكس على إنتاجيتهم في العمل وجودة ما يقدموه في مؤسساتهم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي
مع تسارع وتيرة الحياة اليومية بالتزامن مع عصر الذكاء الاصطناعي، لم يَعُد مستقبل الوظائف مجرد سيناريوهات مستقبلية أو تكهنات بعيدة، بل بات واقعًا يتشكّل بسرعة تفوق التوقعات، ما كان يُعتبر ضربًا من الخيال قبل سنوات، أصبح اليوم حقيقة مدعومة بأرقام وتقارير صادرة عن كبرى المؤسسات البحثية والتقنية.
أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعيوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعيلم يَعد يكتفي الذكاء الاصطناعي بأتمتة المهام الروتينية، بل بات يُعيد تشكيل سوق العمل من جذوره، ويبتكر وظائف لم تكن موجودة من قبل، دافعًا بالمهن إلى تحوّل غير مسبوق في النوع والسرعة والمهارات المطلوبة.
ووسط هذه التحولات المتسارعة، لم تعد الوظائف الجديدة خيارًا تقنيًا نخبويًا، بل أصبحت ضرورة حتمية تفرضها موجات التغيير، وتُبرز الحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد بمرونة واستعداد دائم، فالتغيير الذي كان يستغرق عقودًا بات يحدث خلال أشهر، ومهن الأمس باتت تُستبدل بوظائف لم نسمع بها من قبل، إذ تُجمِع التقارير الحديثة الصادرة عن PwC و Gartner وMcKinsey على أن الوظائف الجديدة ليست ترفًا تقنيًا، بل ضرورة إستراتيجية للتكيف مع عالم سريع التغيّر.
من أبرز هذه الوظائف، فني الصيانة التنبُّئِية بالذكاء الاصطناعي (AI Predictive Maintenance Technician) الذي يستخدم خوارزميات لرصد الأعطال قبل وقوعها، ما قد يُوفر على الشركات ما يصل إلى 630 مليار دولار سنويًا، بحسب Cisco Systems، وكذلك مهندس سلاسل الإمداد الذكية (Smart Supply Chain Engineer )، الذي يوظف أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة ودقة تسليم المنتجات، إذ أظهرت دراسة لمؤسسة Deloitte أن هذه الوظيفة يمكن أن تقلّص وقت التسليم بنسبة 40%، وتخفض الانبعاثات بنسبة 25%.
وضمن الرؤى الاستشرافية التي تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها، تم التنبؤ بظهور خمس مهن جديدة بحلول عام 2030، تشمل: مدقق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Auditor)، ومهندس الميتافيرس (Metaverse Engineer)، ومطور برامج الحوسبة الكمومية (Quantum Software Developer)، ومعالجًا نفسيًا مختصًا في الإدمان الرقمي (Digital Detox Therapist)، ومهندس التعلم (Learning Engineer).
هذه الوظائف، التي لم يكن لها وجود فعلي قبل سنوات قليلة، تعكس ليس فقط التحولات التقنية، بل أيضًا التغير العميق في طبيعة المهارات المطلوبة.
اقرأ أيضاًالذكاء الاصطناعي يهدد عرش «جوجل».. هل انتهى عصر محركات البحث التقليدية؟
«آبل» تقيم معرضها السنوي للمطورين في ظل تعثراتها بمجال الذكاء الاصطناعي
أمازون تختبر إنشاء روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي