أبرز انتهاكات المستوطنين بالأقصى في أيام عيد العُرش
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
القدس المحتلة- بإغلاق باب المغاربة -الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال والمخصص لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى– اليوم الأربعاء طويت صفحة موسم الأعياد اليهودية الأطول لهذا العام، والذي بدأ برأس السنة العبرية وانتهى بعيد العُرش (المظلة).
وكان حصاد عيد العُرش هذا العام مُرّا على القدس والمسجد الأقصى، ورغم أن الانتهاكات التي وثقت خلاله لم تسجل كسابقة فإن المتطرفين كانوا أكثر عددا وجرأة في تنفيذها بشكل علني وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال.
وخلال الأيام الخمسة التي خصصت لاقتحامات هذا العيد اقتحم المسجد 5980 متطرفا ومتطرفة، مقارنة بـ5729 اقتحموا المسجد في المناسبة ذاتها من العام الماضي، و5064 مستوطنا اقتحموه في عام 2022 وفقا لمعطيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وبالنظر إلى هذه الأرقام فإن جماعات الهيكل المتطرفة نجحت هذا العام في زيادة عدد المقتحمين بنسبة 4.3% عن العام الماضي، وبنسبة 18% عن عام 2022.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي سجلت في ساحات المسجد خلال عيد العُرش فجميعها وردت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجماعات الهيكل ونشطائها، في ظل انعدام مصدر آخر لتوثيق هذه الانتهاكات بسبب منع حراس الأقصى من الاقتراب من المقتحمين أو تصوير الاعتداءات التي ينفذونها.
وتاليا أبرز الانتهاكات التي سجلت خلال عيد العُرش من خلال رصد الجزيرة نت أبرز ما ورد على هذه الصفحات:
تقديم القرابين النباتية الخاصة بعيد العُرش بشكل جماعي وعلى مدار يومين متتاليين في شرقي المسجد، وشارك كبير حاخامات معهد الهيكل الثالث الحاخام يسرائيل أريئيل في تقديمها. النفخ في البوق، رئيس منظمة "جبل الهيكل بأيدينا" توم نيساني رفع العلم الإسرائيلي. أداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح أرضا) جماعة. ارتداء ملابس "التوبة" البيضاء، وهي الملابس التي ترتديها طبقة كهنة "المعبد". أداء صلاة "الموصاف" (المضافة) جماعيا في الساحات الشرقية. التصفيق والغناء وأداء الطقوس بصوت مرتفع في الجهة الغربية من المسجد.وبالإضافة إلى هذه الانتهاكات التي وثقت داخل ساحات الأقصى فإن الأروقة المؤدية إلى أبوابه لم تسلم من الاعتداءات، إذ تعمد مئات المتطرفين التجمع أمام أبواب المسجد من الخارج، وحرصوا على الغناء والتصفيق وأداء طقوس عيد العرش بصوت مرتفع، كما نفخوا في البوق وقدموا القرابين النباتية أمام باب الأسباط والقطانين والمغاربة.
وبالتزامن مع كل هذه الانتهاكات ضيقت شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب على المصلين الوافدين إلى المسجد، وأحكمت تطبيق التقسيم الزماني بمنعهم من دخوله خلال أوقات الاقتحامات، خاصة الصباحية.
https://x.com/Aljazeeraquds/status/1849035279903989990
فرض الطقوسوكتب الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص على حسابه في منصة إكس عن محاولة المتطرفين فرض الطقوس التوراتية في كل أجزاء الأقصى بأن ذلك يندرج في إطار "التأسيس المعنوي للهيكل"، والذي يعني التعامل مع المسجد وكأنه هيكل حتى وإن كانت أبنيته لا تزال إسلامية، على اعتبار أن هذا التأسيس المعنوي يشكل مقدمة للتأسيس المادي.
ويركز المقتحمون طقوسهم التوراتية في الساحة الشرقية للأقصى والتي يتعاملون معها وكأنها كنيس غير معلن، لكنهم يحرصون في الوقت عينه -وفقا للباحث- على توسيع نطاق الطقوس لمساحات أخرى في المسجد تعبيرا عن عدم اكتفائهم بها، وعن تمسكهم بتغيير هوية المسجد الأقصى بكامل مساحته.
أما عن طقس النفخ في البوق الذي يعتبر في الفهم التوراتي إعلان سيادة فحرصت الجماعات المتطرفة على تأديته في الأقصى علنا لتقول إن زمان الهيكل قد بدأ، وفقا للباحث ابحيص الذي أكد من خلال منشور على صفحته في فيسبوك أن النفخ في البوق بالأقصى عام 2023 كان إحدى مقدمات اندلاع شرارة طوفان الأقصى، وأن مواصلته اليوم هي محاولة لتفريغ الطوفان من معناه والقول إن العدوان على الأقصى يمضي رغم الطوفان "وهذا رهان صهيوني لا بد أن يفشل".
وتفاخر نشطاء جماعات الهيكل المتطرفة بكل هذه الانتهاكات، ومن بينهم أساف فريد الذي كتب على صفحته في فيسبوك معلقا على صورة تضم عشرات المستوطنين المقتحمين للأقصى "كل يهودي يصعد إلى جبل الهيكل يروج في الواقع لبناء المعبد".
تصعيد خطير
ودفعت هذه الانتهاكات الهيئات الإسلامية في القدس إلى إصدار بيان دعت فيه إلى "التحرك العاجل لوقف التصعيد الخطير في انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى".
وجاء في البيان أن حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية باتت تمكن المتطرفين اليهود من تغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، من خلال السماح لأعداد كبيرة منهم بتنفيذ حملة مسعورة من ممارسة الصلوات التلمودية والانبطاح ونفخ البوق وأداء الرقص والمجون والغناء والصراخ ورفع الأعلام وتكسير وسرقة حجارة المسجد، وذلك في تحد سافر ومستفز لكل مسلمي وأحرار العالم.
وأكدت الهيئات الإسلامية في بيانها أن انتهاكات المتطرفين باطلة قانونيا وتاريخيا ودينيا، وأنها تدنيس للمسجد الأقصى المبارك ومساس بقدسيته، وحذرت المسلمين عامة ومسؤوليهم خاصة من أن ينالهم غضب الله إن استمر الصمت والقعود عن حماية المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أن عيد العرش الذي تضمن كل هذه الاعتداءات يعتبر أحد أعياد الحج الثلاثة لدى اليهود التي تتركز طقوسها في "المعبد"، وتقام قبل حلوله العُرش بجوار المنازل أو على أسطحها لمحاكاة حياة اليهود في التيه.
أما سعف النخيل المرتبط بعيد العُرش فيرمز في الديانة اليهودية إلى "المظلات المصنوعة من سعف النخيل، والتي أسكن الله فيها بني إسرائيل خلال تيههم في صحراء سيناء طوال 40 عاما بعد خروجهم من مصر بقيادة سيدنا موسى -عليه السلام- وهم في طريقهم إلى أرض الميعاد" حسب الرواية التوراتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الانتهاکات التی هذه الانتهاکات المسجد الأقصى هذا العام فی البوق
إقرأ أيضاً:
القدس في يوليو.. تصاعد في عمليات الهدم ومطالبة بمزيد من السيطرة على الأقصى
افتُتِح شهر يوليو/تموز المنصرم في القدس باغتيال أسيرين مقدسيين محررين أُبعدا إلى غزة عام 2011 خلال صفقة "وفاء الأحرار" التي أُبرمت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهما بسام أبو سنينة ورياض عسيلة وكلاهما يبلغ من العمر 52 عاما.
وخلال الشهر المنصرم توالت الانتهاكات في ساحات المسجد الأقصى، إذ اقتحم المسجد على مدار الشهر 5501 من المتطرفين، وسُجل أعلى رقم للاقتحامات يوم 13 يوليو/تموز بواقع 512 متطرفا اقتحموا الساحات بمناسبة يوم "صيام 17 تموز العبري".
وشهدت الساحات أداء صلوات وطقوس تلمودية أبرزها طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، وأشهرَ العديد من المتطرفين زواجهم وسط التصفيق والغناء والرقص وحُملوا على الأكتاف احتفالا بهم.
ولم تمارس شرطة الاحتلال دور حماية المتطرفين فقط، بل نشرت الجماعات المتطرفة صورة من الساحات الشرقية تُظهر أحد عناصر الشرطة يتقدم المستوطنين في طقس السجود الملحمي، وأخرى لشرطي وشرطية يؤدون صلاة صامتة.
تستعد جماعات المعبد لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى “خراب الهيكل” الأحد المقبل، وسط دعم سياسي غير مسبوق من الحكومة الإسرائيلية الحالية، وصمت عربي وإسلامي مطبق، فما الذي ينتظر الأقصى خلال هذه المناسبة؟
للمزيد: https://t.co/fWD7gixHdB pic.twitter.com/f8uQCfKguV
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) July 31, 2025
مطالبة بمزيد من التسهيلاتوضمن برنامج منظم اقتحم 12 حاخاما ورئيسا لمعهد ديني يهودي برفقة أتباعهم ساحات الأقصى من أجل "شكر الرب على معجزات الحرب".
ورغم التسهيلات كافة المتاحة أمامهم، نظم متطرفون وقفة أمام باب المغاربة (أحد أبواب المسجد الأقصى) من الخارج احتجاجا على "التمييز ضدهم" خلال الاقتحامات.
ولدى اقتحامه الأقصى، قال عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين "قالوا إن صعودنا إلى جبل الهيكل (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى) سيشعل الشرق الأوسط.. انظروا ماذا يحدث اليوم"، زاعما سيطرة اليهود على أولى القبلتين.
إعلانومن بين أخطر الانتهاكات التي وثقتها الجزيرة نت خلال الشهر المنصرم بحق أولى القبلتين، كان إعلان جماعة "يشيفات هكوتل" المتطرفة، بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس، عن عقد مؤتمر "نزداد خشية" الديني قرب حائط البراق غربي الأقصى، في مطلع أغسطس/آب الجاري.
ومن المفترض أن يشارك في هذا المؤتمر مجموعة من الحاخامات الذين عُرفوا بمواقفهم الداعية للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك.
وفي اليوم الأول من الشهر المنصرم اقتحم السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هوكابي ساحة البراق، وأدى صلاة بمرافقة من حاخامات، وتفاخر خلال مكوثه هناك بالمعجزات التي حدثت خلال العدوان الأميركي الإسرائيلي على إيران، حسب وصفه.
وفي اليوم الأخير من الشهر اقتحم وزير خارجية جنوب السودان سيميا كومبا ساحة البراق أيضا، وأدى صلوات أمام حائط البراق.
تصاعد في عمليات الهدم
أما على صعيد انتهاكات الحريات، فاعتقلت قوات الاحتلال 55 مقدسيا في محافظة القدس، بينهم 8 قاصرين و3 نساء، كما أصدرت محاكم الاحتلال 26 أمر اعتقال إداري بحق أسرى المحافظة.
وفي ما يخص أوامر الإبعاد، سلمت مخابرات الاحتلال 10 أوامر إبعاد لمقدسيين بينهم 6 أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى، وأمرا إبعاد عن البلدة القديمة، كما حُكم على مقدسيين اثنين بالحبس المنزلي بينهما طفل.
وعلى صعيد عمليات الهدم، وثقت الجزيرة نت تنفيذ 37 عملية هدم في محافظة القدس على مدار الشهر المنصرم، بينها 14 عملية هدم ذاتي قسري، في تصاعد كبير مقارنة بالشهر الماضي، حيث وثقت الجزيرة نت تنفيذ 15 عملية خلال يونيو/حزيران المنصرم.
وكان من اللافت خلال شهر يوليو/تموز إخطار 17 أسرة مقدسية بهدم البناية التي يعيشون فيها بشكل نهائي، وقد كان يسكن خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري في الطابق الأرضي من هذه البناية.
أرقام مفزعة⬇️
منذ بداية شهر يوليو/تموز الجاري، هدم الاحتلال 7 عقارات مقدسية بينها 6 سكنية، إلى جانب بناية كاملة قيد الإنشاء. كما أفرغت عائلات مقدسية مجبرة 9 شقق سكنية بانتظار هدمها في أي لحظة. عدا عن ترقب نحو 300 مقدسي إخلاءهم من منازلهم لصالح المستوطنين.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/kKSb5rWjJk
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) July 21, 2025
استهداف العقاراتورفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية الاستئناف الذي قدمته عائلة الباشا المقدسية للحفاظ على عقارها من الاستيلاء عليه لمصلحة المستوطنين، في الوقت الذي استولى فيه المستوطنون على عقار جديد في القدس العتيقة.
وتحت وطأة الاعتداءات المتكررة للمستوطنين، اضطر أهالي أحد تجمعات الخان الأحمر البدوية إلى تفكيك مساكنهم والرحيل، كما أضرب سائقو الحافلات المقدسيون عن العمل بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم أثناء ساعات العمل.
ولم تُطو آخر صفحات شهر يوليو/تموز قبل أن تبلغ مخابرات الاحتلال نقابة المحامين الفلسطينيين بمنع نشاطاتها النقابية داخل المدينة المحتلة.