تحت رعاية رئيس الدولة معرض ومؤتمر «أديبك» 2024 يعقد فعالياته في أبوظبي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيانرئيس الدولة، حفظه الله، تُعقَد فعاليات النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» 2024، خلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر 2024 في مركز أدنيك أبوظبي. ويُتوقَّع أن يحضر الحدث أكثر من 184,000 زائر، إلى جانب مشاركة أكثر من 1,800 من أبرز الخبراء والمبتكرين وأصحاب الرؤى من مختلف مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات للتحدُّث في المؤتمر العالمي.
وستجمع هذه النسخة أهمَّ المعنيين بقطاع الطاقة العالمي لاستكشاف الدور الرئيسي للذكاء الاصطناعي، والتمويل في تسريع عملية الانتقال العالمي في مجال الطاقة. وسيشهد الحدث إطلاق ثلاثة مؤتمرات جديدة بمشاركة شخصيات رائدة من قطاعات التمويل والتكنولوجيا والشباب، ودول الجنوب العالمي للعمل على صياغة مستقبل طاقة أكثر استدامة وشمولية.
وقالت طيبة الهاشمي، رئيس معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، والرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك البحرية»: «الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى الطاقة، والطاقة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي ويوجد ترابط كبير بينهما. وسيكون التكامل بين الذكاء الاصطناعي والطاقة محوراً رئيسياً في النسخة الأربعين المميَّزة لأديبك. وسنناقش، من خلال جمع القادة والمبتكرين العالميين معاً، إمكانات الذكاء الاصطناعي في التحويل النوعي للاقتصادات والصناعات المختلفة، ودوره الفعّال في تسريع تحقيق انتقال منظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة».
ويجمع جدول أعمال مؤتمر «أديبك» الاستراتيجي بعضاً من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، لاستكشاف كيفية تمكين الابتكار التكنولوجي من تسريع عملية الانتقال في قطاع الطاقة، وأهمية الشراكات بين القطاعات المختلفة لخفض الانبعاثات الكربونية.
وقال كريستوفر هدسون، رئيس «دي إم جي إيفنتس»: «بمرور 40 عاماً على تأسيسه، من المتوقَّع أن يكون أديبك 2024 النسخة الأكثر طموحاً حتى الآن، حيث يتحد المجتمع الدولي ومنظومة قطاع الطاقة العالمي حول الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة لتأمين الطريق إلى تحقيق الحياد المناخي، ومن خلال عرض التقنيات المبتكرة والرؤى القيمة والأصوات المؤثِّرة، سيقدِّم الحدث التزاماً عالمياً متجدِّداً بخلق مستقبل طاقة آمن وعادل ومستدام للجميع».
وسيتعرَّف المشاركون في مؤتمر «أديبك» الجديد حول الرقمنة والتكنولوجيا، على كيفية استخدام تقنيات الجيل التالي التي تقدِّمها الثورة الصناعية الرابعة، ومنها الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الكفاءة وخفض الانبعاثات. وسيستعرض جدول أعمال المؤتمر التقدُّم المُحرَز في التقنيات الجديدة، وإنترنت الأشياء للقطاع الصناعي، وحلول التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، مع تناول كيفية توسيع نطاق التقنيات بطريقة مستدامة وعادلة.
وسيشهد الحدث تنظيم «أدنوك» للنسخة الافتتاحية من معرض «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل»، الذي سيسلِّط الضوء على التأثير الذي يمكن أن يُحدثه الذكاء الاصطناعي في سلسلة القيمة للطاقة، بينما يكشف أيضاً عن حجم الطلب المتنامي للذكاء الاصطناعي على أنظمة الطاقة العالمية. ويقام ضمن المعرض «مؤتمر الذكاء الاصطناعي»، الذي يجمع قادة قطاعات الطاقة والتكنولوجيا وممثّلي الحكومات، لتطوير خريطة طريق استراتيجية تضمن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشهد الطاقة العالمي.
ويأتي تنظيم «مؤتمر الاستثمار والتمويل» هذا العام، كإضافة جديدة إلى مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» 2024، حيث يوفِّر هذا المؤتمر منصة للقادة من القطاعات الحكومية والمالية وقطاعات الطاقة، لمناقشة التباين بين التدفُّقات الرأسمالية والاستثمارات اللازمة لتحقيق انتقال عادل ومنصف، ويهدف «مؤتمر أصوات الغد» الجديد إلى ربط دول الشمال والجنوب العالمي، وإعطاء قادة الغد صوتاً في مستقبل أكثر شمولية.
وستشهد اجتماعات قادة «أديبك» أيضاً تركيزاً كبيراً على الذكاء الاصطناعي، حيث تستكشف المناقشات الحصرية والمغلقة العلاقة الحاسمة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة، مع التركيز على كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتسريع تطوير منظومة طاقة جاهزة للمستقبل.
يُذكَر أنَّ النسخة الجديدة من معرض «أديبك» تتضمَّن تنظيم عشرة مؤتمرات متنوّعة، وتقام في 16 قاعة، بمشاركة أكثر من 2,200 شركة عارضة يمثِّلون مختلف قطاعات الطاقة في العالم، ويجتمعون في مكان واحد لعرض أحدث الابتكارات والحلول التي ترسم ملامح مستقبل الطاقة العالمي، من بينها 54 شركة من أبرز شركات النفط الوطنية والعالمية، وجهات وطنية وشركات هندسية دولية، و30 جناحاً للدول العارضة، وأربع مناطق صناعية متخصِّصة تركِّز على خفض الانبعاثات الكربونية، والتحوُّل الرقمي، والقطاع البحري، والخدمات اللوجستية، والذكاء الاصطناعي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الطاقة العالمی
إقرأ أيضاً:
هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.
واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.
هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.
ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.
من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلاتويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.
لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".
إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعةوإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.
ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.
لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.
أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.
وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.
رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.
لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.
هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.
وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.
مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.
إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.
وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.