مع دعوة لوقف حرب غزة ولبنان : إدانات عربية للهجوم الإسرائيلي على إيران ومطالبات بضبط النفس
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
عواصم - أدانت دول عربية، السبت، الهجوم الإسرائيلي على إيران، وعدته “انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية”، وتهديدا لاستقرار المنطقة، حسب الاناضول.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق، بعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاء الهجوم على إيران الذي دام 4 ساعات، وتأكيد الأخيرة أنها “تصدت بنجاح لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد”.
استنكار ورفض
السعودية أعربت في بيان لوزارة الخارجية عن “إدانتها واستنكارها للهجوم الإسرائيلي باعتباره انتهاكا لسيادة طهران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية”.
وأكدت “موقفها الثابت في رفض استمرار التصعيد وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها”.
وحثت المملكة “كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد”، محذرة من “عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة”.
ودعت الخارجية السعودية “المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصرعات في المنطقة”.
بدورها، قالت الإمارات في بيان للخارجية إنها “تدين بشدة الاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران وتعرب عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكدت “أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر، وتوسيع رقعة الصراع”.
وجددت الخارجية الإماراتية “التأكيد على إيمانها بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول، هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة”.
دعوة لضبط النفس
وأدانت قطر في بيان للخارجية عن “بشدة استهداف إسرائيل لإيران”، معتبرة هذا العمل “انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وخرقاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي”.
كما أعربت عن “قلقها البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد، وحثت جميع الأطراف المعنية على التحلي بضبط النفس وحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وجددت دعوة دولة قطر للمجتمع الدولي لتكثيف الجهود الرامية إلى التهدئة وخفض التصعيد وإنهاء معاناة شعوب المنطقة، لاسيما في غزة ولبنان.
وأعربت الكويت في بيان للخارجية عن “إدانتها ورفضها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف إيران”.
وأكدت أن “ذلك العدوان يعكس سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال انتهاك سيادة الدول، وتعريض أمن المنطقة للخطر، وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية.”.
وجددت الكويت “مطالبتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الممارسات التي تهدد مستقبل المنطقة وشعوبها”.
وكذلك أعربت مسقط، في بيان لوزارة الخارجية، عن “إدانة سلطنة عمان واستنكارها الشديد للقصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي إيران”.
وأكدت أن الهجوم الإسرائيلي على إيران “يعد انتهاكا صارخا لسيادتها وخرقا واضحا لقواعد القانون الدولي، وتصعيدا يُغذي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة وخفض التوتر واحتواء الأزمات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية”.
وأضافت أنها “تشجب الممارسات الإسرائيلية المستمرة والتي تهدد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، وتدعو المجتمع الدولي مجددا للتحرك الفاعل في وقف العدوان ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة”.
وجددت سلطنة عمان دعوتها “لمعالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف العدوان على قطاع غزة”.
تحذير من تهديد أمن المنطقة
وفي معرض تعليقها على الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح اليوم، قالت مصر، في بيان للخارجية، إنها “تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان آخرها هذا الهجوم”.
وأكدت أنها “تدين كافة الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة”.
وحذرت مصر من “مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدى سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الاقليمي والدولي”.
وشددت القاهرة على موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدي إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الحرج بالإقليم.
وجددت مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وضرورة احترام السيادة اللبنانية على كافة أراضيه.
فيما اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، أن الهجوم على إيران “خرق للقانون الدولي وانتهاك لسيادتها، وتصعيد خطير يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة”.
وأكدت على “رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي، محذرا من الانزلاق إلى صراعٍ يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي”.
وطالبت المجتمع الدولي بـ”ضرورة تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان خطوة أولى نحو خفض التصعيد، ووقف خروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وحماية أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية”.
دعوة لوقف حرب غزة ولبنان
أما العراق، فقال في بيان للحكومة: “يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو إيران بما اقترفه من اعتداء جوي على أهداف إيرانية”.
وأعرب عن “استنكاره وإدانته بأشد العبارات الواضحة هذا العدوان، ويجدد تضامنه ووقوفه مع إيران”.
وأكد العراق موقفه “الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة”.
من جهته، كشف الجيش الإيراني عن مقتل عسكريين اثنين في الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على البلاد، فجر السبت، وفق وكالتي “إرنا” و”تسنيم” المحليتين.
كما أعلن الدفاع الجوي الإيراني “التصدي لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد”.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مسؤول العلاقات العامة في الدفاع الجوي الإيراني لوكالة أنباء “إرنا” الرسمية، دون الكشف عن هويته.
وفي وقت سابق السبت، قال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مقطع مصور: “أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل”.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الإسرائیلی على إیران الاحتلال الإسرائیلی فی بیان للخارجیة القانون الدولی غزة ولبنان فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
حملة واسعة تضامنا مع معتقلي سجن بدر.. ومطالبات بوقف التعذيب والانتهاكات
بدأت عائلات معتقلي سجن "بدر 3"، الجمعة، حملة إعلامية تضامنية مع السجناء السياسيين المصريين المضربين عن الطعام في "القطاع 2" من السجن، احتجاجا على سوء المعاملة وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وعلى رأسها الحق في الزيارة المحظورة منذ ثماني سنوات في مخالفة صريحة للوائح السجون المصرية.
وأفادت مصادر حقوقية بأن 35 معتقلاً، من أبرز القيادات السياسية في حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي، بدأوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وسط تقارير عن محاولات انتحار في صفوفهم بسبب تفاقم معاناتهم النفسية والجسدية، حيث جرى نقل بعضهم إلى مستشفى السجن لإنقاذهم.
وتمكن بعض السجناء من تسريب رسائل إلى ذويهم، أكدوا فيها استمرار إضرابهم حتى رفع الحظر عن الزيارة، فيما حذّرت التسريبات من أن مجموعة من المعتقلين تفكر في تنفيذ انتحار جماعي إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
وقد ناشدت العائلات الهيئات القضائية والمنظمات الحقوقية سرعة التدخل لتقصي أوضاع السجناء داخل السجن المغلق، والتحقيق في الانتهاكات الممنهجة بحقهم.
الحقوا المعتقلين.. رسالة من أحد ضباط سجن بدر 3 عن المضربين عن الطعام في قطاع 2#افتحوا_الزيارة #إضراب_السجون pic.twitter.com/WSjN2urXBZ — ????YASMINA???? (@yasmminZidan) August 1, 2025
وصية على منديل ورقي.. تفضح "عنبر الموت"
وفي الخامس من تموز/ يوليو الماضي٬ أطلق الأستاذ الجامعي ومحافظ الإسكندرية الأسبق، الدكتور حسن البرنس، نداءً مؤثرًا من داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة، أثناء نقله من سجن بدر 3، سلّم فيه رسالة كتبها على منديل ورقي بعنوان "وصيتي من عنبر الموت"، في محاولة منه لكسر الصمت المضروب حول أوضاع السجناء.
خاكب البرنس =رئيس الجلسة، القاضي محمد السعيد الشربيني، وقال من داخل القفص إنهم يتعرضون لـ"موت بطيء" في "أسوأ سجن في العالم"، منذ نقلهم إليه في آب/ أغسطس 2022.
وروى أنهم محرومون من الشمس والزيارة وأدنى مقومات الحياة، فيما تتعامل إدارة السجن معهم بـ"عقاب جماعي".
شهادات حية ومحاولات انتحار في قاعة المحكمة
لم يكن البرنس وحده من تحدث، بل شاركه في ذلك وزير القوى العاملة الأسبق خالد الأزهري، والنائب البرلماني السابق أحمد أبو بركة، حيث قدما شهادات صادمة عن أوضاعهم داخل الزنازين المغلقة.
وقال الأزهري: "لا نرى الشمس ولا النور.. لم نخرج من الزنازين منذ شهور. عندما وصلت لمرحلة أني أقطع شراييني، فهذا يعني أنني لم أعد أحتمل".
وطلب من القاضي توثيق حالته الصحية وتسجيل جرح قطعي في يده نتيجة محاولته الانتحار، بينما أكد البرنس أنه مضرب عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، مشيراً إلى وقوع 15 محاولة انتحار داخل السجن.
رغم تلك النداءات، تجاهلت المحكمة الطلبات، وجدد القاضي حبس المعتقلين، بحسب ما أكده مدير منظمة "حقهم" مسعد البربري.
وفي 12 تموز/ يوليو الماضي، حاول المعتقل رضا أبو الغيط الانتحار داخل قاعة المحكمة نفسها، على مرأى من القاضي والمحامين وعائلات المعتقلين، في مشهد هزّ الرأي العام الحقوقي.
نداء إلى الأمم المتحدة.. وصمت رسمي
في 22 تموز/ يوليو الماضي، نشرت منصات حقوقية نداءً موجهاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، موقعاً من سبعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين، بينهم أسامة مرسي، نجل الرئيس الراحل، والسفير رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان الرئاسة سابقاً، طالبوا فيه بالتدخل العاجل لرفع الظلم عنهم وتحسين ظروف اعتقالهم.
وبدأ الإضراب عن الطعام في 20 حزيران/ يونيو الماضي، للمطالبة بحقوق أساسية منها: التريض، والزيارات، وإدخال الطعام من الخارج، وأداء صلاة الجمعة، والسماح بسماع الراديو وقراءة الصحف.
وارتفع عدد المضربين عن الطعام تدريجياً ليصل إلى 35 من أصل 58 سجيناً بحلول 24 تموز/ يوليو الماضي، فيما يخوض آخرون إضراباً جزئياً.
ووفقاً للبربري، فإن استجابة وزارة الداخلية للنداءات كانت قمعية، إذ جرى إغلاق الصرف الصحي داخل الزنازين، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات، كما تم قطع المياه لأغلب اليوم، مع إبقاء ساعة واحدة في ذروة الحر، ودرجات حرارة مرتفعة جداً.
كما أقدمت الإدارة على تجريد الزنازين من كل شيء، بما في ذلك المصاحف، وهددت المعتقلين في باقي القطاعات بأنه سيتم نقل كل من يتضامن مع "القطاع 2" إلى هناك.
خطة لعزل المعتقلين.. وتقييد التسريبات
وفي خطوة تهدف لمنع تسرب أي أخبار عن الإضراب، نقلت إدارة السجن خلال النصف الثاني من تموز/ يوليو الماضي مستلزمات طبية مثل أجهزة الضغط والسكر والمحاليل من المستشفى إلى داخل القطاع 2، لتقليص الحاجة لنقل المرضى، خشية تسرب الرسائل إلى سجناء من قطاعات أخرى أو إلى محامين أثناء النقل.
كما نقل عن مساعد وزير الداخلية لشؤون السجون قوله للسجناء المضربين أثناء زيارة للسجن: "آخرنا ندخّلكم شوية أدوية وأكل.. لكن الزيارة لأ".
في المقابل، نفت وزارة الداخلية وجود إضرابات أو انتهاكات في "بدر 3"، ووصفت ما نشر بأنه "ادعاءات زائفة" صادرة عن "أبواق إعلامية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية"، مؤكدة التزامها بما وصفته بـ"أعلى المعايير الدولية في رعاية السجناء".
إلا أن المحامي خالد علي شدد على أن "الإضرابات داخل السجون تُقابل عادةً بالتفاوض والاستماع"، مؤكداً أن توسعها يدل على وجود أزمة حقيقية تستدعي الحوار.
وفي السياق ذاته، قال الإعلامي مسعد البربري: "في الماضي كان هناك حدود للتصعيد داخل السجون، أما الآن فنشهد تنكيلاً بلا سقف"، مضيفاً: "رغم ذلك، أظن أن هناك من داخل النظام من لا يزال يسعى لتفادي الانفجار الكامل، وقد نشهد خطوات جزئية لتهدئة الموقف، حتى وإن لم تكن انفراجة كاملة".
سجن بدر.. مركز حديث لانتهاكات قديمة
يشار إلى أن "مركز الإصلاح والتأهيل" المعروف باسم "سجن بدر" أُنشئ بقرار من وزير الداخلية في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021، ويتكون من ثلاثة سجون: "بدر 1" للجنائيين والسياسيين، "بدر 2" للنساء، و"بدر 3" لاحتجاز السجناء السياسيين فقط.
ورغم الادعاءات الرسمية بأن المركز يراعي "حقوق الإنسان"، فإن تقارير حقوقية عديدة تؤكد أن "بدر 3" تحول إلى نسخة أشد قسوة من "العقرب"، معزول عن الرقابة، وتحت إدارة أمنية تُتهم بممارسة سياسات تنكيل ممنهجة.
وفي ظل تزايد النداءات الحقوقية والمناشدات الدولية، يبقى مصير العشرات من المعتقلين السياسيين في سجن بدر 3 معلقاً بين صمت السلطات وتصاعد الضغط الشعبي والحقوقي، وسط مخاوف حقيقية من فاجعة إنسانية وشيكة داخل أحد أكثر السجون المصرية غموضًا وسوءًا.