أشعلت تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو نقاشًا واسعًا حول التحوّلات العميقة التي تشهدها اللعبة، ليس فقط على مستوى البطولات، بل في طبيعتها نفسها كمنظومة اقتصادية باتت تتحرك بقوانين السوق أكثر مما تحكمها روح الرياضة.

حسام حسن والجوهري.. اسمان من نور في تاريخ الكرة المصرية

فعندما تحدث إنفانتينو عن “ضرورة الحفاظ على هوية كرة القدم داخل حدودها الطبيعية”، بدا وكأنه يلمّح إلى واقع يتشكل في الخفاء، حيث لم تعد الأندية مجرّد مؤسسات رياضية، بل تحولت إلى كيانات اقتصادية ضخمة تملك نفوذًا يفوق أحيانًا سلطات الاتحادات الوطنية نفسها.

تشير دراسات اقتصادية حديثة إلى أن كرة القدم أصبحت تمثل ما يشبه “اقتصادًا عالميًا موازيًا”، تتجاوز عائداته 700 مليار دولار سنويًا بين حقوق بث وإعلانات ورعايات وانتقالات لاعبين. هذا الزخم المالي جعل اللعبة أكثر جذبًا للاستثمار، لكنه في الوقت نفسه وضعها على حافة فقدان توازنها بين المال والشغف.

وتحذيرات إنفانتينو جاءت لتسلّط الضوء على هذا الخطر المتنامي، إذ يرى مراقبون أن كرة القدم تسير نحو نموذج “العولمة المطلقة”، حيث تتنقل البطولات بين القارات بحثًا عن جماهير جديدة وعوائد أعلى، في مشهد يُذكّر بطريقة توسع الشركات متعددة الجنسيات.

يقول الخبير الاقتصادي الفرنسي “جان لويس دومينيك” إن “كرة القدم لم تعد نشاطًا رياضيًا بحتًا، بل صناعة تدار بمنطق الأسهم والعوائد الاستثمارية، تمامًا كما تُدار أسواق الطاقة أو التكنولوجيا”، مشيرًا إلى أن استمرار هذا المسار سيجعل الاتحادات المحلية مجرد واجهات رمزية أمام نفوذ الشركات المالكة للأندية.

من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن هذا التحول قد يحمل فرصًا لتطوير اللعبة، فالعائدات الهائلة تتيح للأندية الصغيرة فرصًا أكبر للنمو، وتُسهِم في تحسين البنية التحتية وتوسيع قاعدة اللاعبين المحترفين حول العالم. غير أن المشكلة تكمن، كما يقول إنفانتينو نفسه، في “اختلال ميزان العدالة التنافسية” حين يصبح النجاح مرتبطًا بالقدرة المالية لا بالكفاءة الرياضية.

ويُحذّر خبراء من أن “الخصخصة الكاملة لكرة القدم” ستقود في النهاية إلى فصل الجماهير عن أنديتها، وتحويل المشجع من عنصر فاعل إلى مجرد مستهلك للمنتج الكروي عبر المنصات الرقمية. وهو ما يخشاه كثيرون ممن يرون أن سحر اللعبة يكمن في ارتباطها العاطفي بالمكان والهوية، لا في الأرباح التجارية.

في المقابل، يشير إنفانتينو إلى أن الفيفا يدرس إنشاء “ميثاق عالمي لكرة القدم العادلة”، يهدف إلى وضع ضوابط مالية تمنع تحوّل اللعبة إلى مشروع استثماري بحت. ويؤكد أن التطوير يجب أن يكون لخدمة الشعوب لا لخدمة الأسواق.

ومع تصاعد الجدل، يبدو أن العالم الكروي يقف أمام مفترق طرق:
فإما أن تتوازن اللعبة بين جذورها الشعبية ومستقبلها التجاري،
أو أن تنجرف إلى مرحلة جديدة تُصبح فيها كرة القدم أقرب إلى “اقتصاد ترفيهي عالمي” لا يعرف حدودًا ولا انتماء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إنفانتينو كرة القدم فيفا الاتحاد الدولي کرة القدم

إقرأ أيضاً:

جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2025.. موعد الحفل والقنوات الناقلة

تتجه أنظار القارة إلى حفل جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2025، الذي يقام لأول مرة في السعودية.

سيشهد الحفل مشاركة كوكبة من أبرز الشخصيات الرياضية والنجوم الذين سيتوجون ضمن 20 فئة مختلفة في النسخة الـ29 من الحدث القاري (المعروف سابقا باسم الجوائز السنوية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم).

موعد حفل جوائز الاتحاد الآسيوي 2025

يقام الحفل الخميس 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مركز الملك فهد الثقافي الشهير بالرياض.

من المقرر أن تنطلق فعاليات حفل توزيع الجوائز في تمام الساعة الثامنة مساء (20:00) بتوقيت الدوحة ومكة المكرمة، الخامسة مساء (17:00) بتوقيت غرينتش.

القنوات الناقلة لحفل جوائز الاتحاد الآسيوي beIN SPORTS NEWS قناة الاتحاد الآسيوي على منصة يوتيوب المرشحون لجائزة أفضل لاعب في آسيا القطري أكرم عفيف السعودي سالم الدوسري الماليزي عارف أيمن حنبي

وسبق لعفيف الفوز بالجائزة في 2019 وسيصبح أول فائز باللقب 3 مرات إذا حصل على الجائزة في حفل الرياض.

القطري عفيف توج بجائزة أفضل لاعب آسيوي داخل القارة لعام 2023 (أسوشيتد برس)

ويأمل الدوسري (قائد الهلال السعودي) في الفوز بالجائزة للمرة الثانية بعد تتويجه بها عام 2022، في حين يُعد عارف جناح جوهور دار التعظيم أول ماليزي يترشح للجائزة.

وتم إدراج اسم الكوري الجنوبي لي كانغ-إن لاعب باريس سان جيرمان الفائز بدوري أبطال أوروبا، إلى جانب الإيراني مهدي طارمي، والياباني تاكيفوسا كوبو للمنافسة على نيل جائزة أفضل لاعب آسيوي محترف خارج القارة.

وسيحتفي الحفل بأبرز النجاحات خلال موسم 2025/2024، الذي شهد إطلاق نسخة مطورة من دوري أبطال آسيا للنخبة وانطلاقة تاريخية لبطولة دوري أبطال آسيا للسيدات.

وقال موقع الاتحاد القاري على الإنترنت -اليوم السبت- إن فقرات الحفل ستتوج بإعلان الفائزين بجائزتي أفضل لاعب ولاعبة في آسيا، إذ يتنافس على جائزة الرجال الثلاثي عفيف والدوسري وحنبي، في حين تضم قائمة السيدات الأسترالية هولي مكنمارا، والصينية وانغ شوانغ، واليابانية هانا تاكاهاتشي.

إعلان

وسيشهد الحفل أيضا الإعلان عن الفائزين في بعض الفئات الأخرى هي:

أفضل لاعبة شابة في آسيا أفضل لاعب شاب في آسيا أفضل لاعبة آسيوية محترفة خارج القارة أفضل مدرب ومدربة أفضل اتحاد وطني إعادة تصميم الجوائز والكؤوس

من جانبه، قال الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي: "ركزت الجهود خلال آخر 12 شهرا على الإصلاحات الإستراتيجية التي شملت هوية الاتحاد الآسيوي ومسابقاته، لذلك من الطبيعي أن نعتمد النهج ذاته عبر هوية متجددة لأكثر الليالي احتفالية في كرة القدم الآسيوية".

وتابع "يسرني أيضا الإعلان عن إعادة تصميم جميع الجوائز والكؤوس، بما في ذلك أرفع وسام في القارة (ماسة آسيا) التي ستُقدم إلى مستحقيها، في خطوة جديدة تعبّر عن المكانة المتزايدة لكرة القدم الآسيوية وشغفها المتواصل بالتطور".

وأضاف "لا مكان تتجسد فيه روح التطور أكثر من السعودية، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مركز محوري لكرة القدم العالمية. وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن خالص تقديري للاتحاد السعودي وقيادة المملكة على حفاوة الاستقبال والقدرات التنظيمية المتميزة".

مقالات مشابهة

  • الفيفا بين حماية هوية اللعبة وإغراءات المال.. جدل اقتصادي يهز كرة القدم العالمية
  • خلاف صامت بين الفيفا واليويفا.. صراع جديد يهدد خريطة كرة القدم الأوروبية
  • إنفانتينو يحذر: كرة القدم تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب نقل المباريات خارج الحدود
  • انطلاق الأسبوع الثامن من دوري الرديف لكرة القدم غداً
  • منتخبنا الوطني لكرة القدم يواجه منتخب موريشيوس غدًا خارج الديار
  • جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2025.. موعد الحفل والقنوات الناقلة
  • إنفانتينو: الباب مفتوح أمام تغيير موعد كأس العالم
  • إنفانتينو يهنئ أبو ريدة بتأهل مصر لكأس العالم 2026
  • إنفانتينو يهنئ أبو ريدة بتأهل مصر لكأس العالم