باكحيل: اللحظة حانت لمصالحة وطنية حقيقية شاملة لا تستثني أحدا
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
قال خلدون باكحيل، الخبير في قضايا الحوكمة الأمنية وكبير المستشارين والمنسق الوطني لبرنامج دعم الاستقرار الأمني في اليمن بمركز "ديكاف" في سويسرا، إن اللحظة حانت لمصالحة وطنية حقيقية شاملة لا تستثني أحدا، قائمة على مبادئ العدالة الانتقالية واستعادة الحقوق والمضي في تنفيذ ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني.
وأشار خلال مشاركته في الجلسة الختامية لمؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان بمدينة إسطنبول، إلى أنه لا تزال الكثير من الأفكار، وإذا كان هناك بعض القصور في تنفيذ مخرجات الحوار، فعلى الأكاديميين والمراكز البحثية والعقول استكمالها، مؤكدا أن ذلك سيجعل اليمن جزءا من منظومة الأمن القومي العربي والإقليمي، ونصبح فاعلين ومؤثرين لا متأثرين بالمشاريع الخارجية والأجندات التي أسهمت فيما وصلنا إليه.
واعتبر باكحيل، الذي ينشط في تيسير المفاوضات الأمنية والعسكرية، أن مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين يمثل حدثا تاريخيا مهما أعاد إحياء الأمل في لحظة مصيرية ومفترق تاريخي خطير تمر به اليمن والمنطقة.
وبين أن اليمنيين يستطيعون إعادة بلادهم إلى جادة الصواب وأن تكون أفضل مما كانت، وأن تنافس الأمم بثروتها البشرية من الباحثين والخبراء إلى جانب ثروتها الطبيعية، لافتا إلى أن رأس المال البشري سيجعل اليمن مندمجا في هذا الإقليم ويثبت أهميتها وحيويتها بأنها بلد مصدر للنماء والاستقرار وليست فقط تهديدا، مؤكدا أن اليمن فرص وليست تهديدا.
وقال: "إنه من الأهمية أن نحاكي الإقليم المجاور وفي مقدمتهم أشقاءنا في دول مجلس التعاون والقرن الإفريقي والامتداد العربي والإسلامي والإنساني، أننا بلد مؤثر ونتأثر، فكلما كان اليمن مستقرا فهذا ينعكس على استقرار الإقليم والعالم، وكلما كان مضطربا ستتضطر من خلاله جميع الرؤى والتوجهات التي نتمنى أن نلحق بركبها في اليمن وأن نكون جزءا من هذا التطور."
وختم باكحيل كلمته بالتأكيد على أن التمسك بالأمل قادر على العبور من السيناريوهات المشوهة إلى سيناريوهات مليئة بالأمل.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
حصاد المقامرة الحوثية.. إيذاء وحصار اليمنيين بدلاً من إسرائيل
مثل بروز نجاح الدور العربي في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في غزة سقوطاً مدوياً لغياب أي تأثير لما يُسمى بـ"محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، في وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين التي دامت عامين كاملين.
وجسدت مليشيا الحوثي الإرهابية، وهي أحد أركان هذا المحور، هذا السقوط للمحور الإيراني بسرد زعيمها، في خطابه الأسبوعي الخميس، حصاد التصعيد الذي شنّته مليشياته طيلة العامين الماضيين تحت لافتة "إسناد غزة"، دون أي تأثير يُذكر.
وقدم زعيم المليشيا الحوثية إحصائية لـ"عمليات إسناد غزة" التي قامت بها المليشيا خلال عامي الحرب، وقال إنها بلغت "1835 عملية بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، وطائرات مسيرة وزوارق حربية".
أما تأثيرات هذا الكم من العمليات، بحسب زعيم المليشيا الحوثية، فهي "دخول ملايين الصهاينة إلى الملاجئ"، بالإضافة إلى "التأثير على حركة الملاحة الجوية في إسرائيل"، مستشهداً بأن "الكثير من شركات الطيران العالمية أنهت عملها مع المطارات الإسرائيلية".
ورغم أن الواقع يؤكد استمرار نشاط المطارات الإسرائيلية، يواصل زعيم المليشيا تقديم ما يراه إنجازات لـ"عمليات الإسناد"، منها "حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر"، الذي يصفه بأنه "إنجاز عظيم ونجاح كبير له أهمية استراتيجية في الصراع مع العدو الإسرائيلي".
وفي حين يزعم الحوثي أن عمليات مليشياته "أثرت على الوضع الاقتصادي في إسرائيل بشكل كبير" دون أن يوضح ذلك أو يقدم أدلة تؤكده، لم ينسَ زعيم المليشيا ترديد أهم إنجاز تروّج له المليشيا طوال فترة الحرب في غزة، وهو تعطيل ميناء أم الرشراش (إيلات) الإسرائيلي.
ويزعم الحوثي أن تعطيل الميناء "كان له تأثير حقيقي وواضح ومؤكد على الاقتصاد الإسرائيلي"، متجاهلاً حقيقة أن الميناء "ثانوي"، وآخر موانئ إسرائيل الخمسة من حيث الأهمية والنشاط، ما يجعل تأثير وقفه محدوداً على الاقتصاد الإسرائيلي.
بالمقابل، يتجاهل زعيم المليشيا سرد تأثيرات "عمليات الإسناد" المزعومة على اليمنيين في مناطق سيطرة مليشياته جراء الغارات الإسرائيلية والأمريكية البريطانية خلال العامين الماضيين، ولعل أبرزها إغلاق المنافذ الجوية والبحرية بالكامل.
وفي هذا السياق، كان لافتاً ما نشرته وزارة الصحة بحكومة المليشيا قبل يوم من خطاب زعيمها عن "ضحايا العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني من المدنيين الذين وصلوا إلى المستشفيات والمرافق الصحية" منذ بدء ما تصفها المليشيا بعمليات الإسناد.
وقالت الوزارة في بيان لها إن عدد الضحايا اليمنيين جراء هذه الغارات حتى أكتوبر الجاري بلغ ألفاً و676 قتيلاً وجريحاً، موضحةً أن عدد القتلى بلغ 319 مواطناً، منهم 38 طفلاً و23 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 1357 مواطناً، منهم 197 طفلاً و96 امرأة.