رايتس؛ التدخل الدولي حماية للمدنيين
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن فكرة التدخل الدولي التي كان قد سعى إليها رؤساء منظمة الإيغاد من خلال مؤتمر الإيغاد في أديس أبابا يونيو 2023م التي أكد فيها كل من رئيس كينيا وليم روتو و رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد عندما قالا أن السودان ليس فيه سلطة، و طالبا بتدخل قوات من شرق أفريقيا لجعل الخرطوم منطقة منزوعة السلاح.
الآن هيومن رايتس ووتش تتبنى فكرة التدخل الدولي في السودان حماية للمدنيين، و المنظمة التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي بهدف التدخل في عمليات القمع و القتل التي كانت تحدث في أمريكا الاتينية، رغم أن الولايات المتحدة كانت وراء ذلك القمع قد أخذت شهرتها من هناك، لكنها تظل أداة في يد أمريكا و الغرب لتمرير أجندتهم.. و معلوم أن هيومن رايتس هي نفسها كانت وراء دعم العديد من الورش لمنظمات سودانية، و ألتي كانت تقام في كل من نيروبي و كمبالا إلي جانب منظمات أمريكية و اوروبية أخرى تحت غطاء رفع القدرات و تأهيل كوادر في إدارة الأزمات، حتى يصبح هؤلاء أدوات للمشروع الذي سقط الآن في السودان بيقظة أبناء الوطن الواعين، و المدركين للمخطط التأمري ضد بلدهم.. فالمنظمة ليست بعيدة عن أجندة التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني.. و التي كانت تديره " الرباعية التي تشارك فيها كل من أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" في محاولة على فرض شروط في العملية السياسية السودانية لخدمة أجندتهم.. و استطاعت هذه الدول أن تجند العديد من أبناء الوطن خدمة لمشروعهم..
أن المجازر التي قامت بها الميليشيا في ولايات دارفور، و في العديد من قرى الجزيرة، و الآن التي تطال العديد من قرى شرق الجزيرة كردة فعل لموقف كيكل و انسحابه من الميليشيا، لم تجد أي موقف حازم من تلك الدول و المنظمات، باعتبار أن الميليشيا تمارس عملية تطهير عرقي و إبادة جماعية ضد المواطنين.. كما أن هذه الدول لم تتخذ أي موقف قوي من دولة الأمارات الداعمة للميليشيا عسكريا، و توفر لها الحماية، و دفع أموال طائلة لشراء مرتزقة من دول الجوار إضافة إلي مالي و النيجر.. أن أصحاب المؤامرة كل مرة يغيرون أجندتهم و خططهم وفقا لمجريات الأحداث في السودان..
أن الذي يجري الآن في شرق الجزيرة انتقاما من موقف كيكل، يتحمل كيكل نفسه و الزمرة التي كانت وراءه من أبناء المنطقة تبعاتها، و حتى القيادات الأهلية التي خرست ألسنتها من أفعال أبنائها، هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية عن الذي تفعله ميليشيا الدعم السريع.. و عندما كانت الولايات الأخرى تدفع أبنائها إلي التجنيد و الاستنفار و المقاومة الشعبية لحمل السلاح بهدف حماية مناطقهم من الميليشيا و أعوانها، من شماشة و مرتزقة و المتعاونين مع الميليشيا و غيرهم، صمتت قيادات المنطقة الأهلية صمت القبور.. ألان يحاول البعض رفع شعار التدخل الدولي حماية للمواطنين، و هي دعوة لا تفيد الوطن في شيء غير أنها تخدم الأجندة الأجنبية.. لآن التدخل الدولي سوف يأتي لخدمة أجندة بعينها ليس لها علاقة بالوطن و المواطنيين، فالدول و الأوطان يحميها أبنائها.. عندما وصل القائد العام للجيش إلي منطقة البطانة. و طالب ابعض الحضور مدهم بالسلاح. قال البرهان أن الجيش لا يمانع في تسليح أبناء المنطقة دفاعا عن مناطقهم و يكون السلاح تحت أمرة قيادة الجيش..
أن مشروع التدخل الدولي في السودان مر بمراحل عديدة، منذ بدأ التحضير لهذا المخطط منذ عام 2011م، لكي يكون وريثا لحكم الإنقاذ، و كان الدافع الأساسي هو التأكد أن القوى السياسية السودانية تعاني حالة من الوهن و الضعف، و الذي لا يؤهلها أن ترث دولة لا تستطيع أن تنهض بها، لذلك بدأ البحث عن بدائل تكون مسنودة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا، مع ممثلين إقليميين يستطيعوا الصرف على المشروع تحت زريعة إنها دور الإسلاميين في المنطقة، لكي تجد الدعوة صدى قويا في الشارع.. و عندما تعزرت كل المحاولات، و فشل الذين تم تدريبهم في تلك الورش في أدارة الأزمة، أصبح البحث عن قوى بديلة للتدخل العسكري، فكان الرهان على الميليشيا مع تجنيد عشرات الآلاف من مرتزقة عرب الشتات.. لكن الفكرة نفسها قد فشلت بعزيمة و تضحية شباب السودان.. أن الدعوة للتدخل الدولى هي محاولة من محاولات إنقاذ الميليشيا، و تبنيها من منظمة هيومن رايتس وتش هي أعطائها أجندة حقوقية، و لكن سوف تتكسر نصالها أمام صمود أبناء السودان الأوفياء.. و جميل أن يعلن الأمين العام أن الوقت لم يحن لإتخاذ مثل قرار التدخل. لآن الأمين العام يدرك المقصد منه.. و الذين ينتظرون أن الخارج سوف يشكل لهم رافعة للسلطة.. أفضل لهم التوجه للجماهير في الداخل لكي يعرفوا حقيقة موقفها منهم أولا..نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التدخل الدولی فی السودان العدید من التی کان
إقرأ أيضاً:
رايتس ووتش: اللعبة الجميلة في خطر بسبب سياسات الهجرة الأميركية القبيحة
حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن سياسات الهجرة والقيود الجديدة التي تفرضها الإدارة الأميركية تهدد بتقويض قيم الانفتاح والتنوع التي يفترض أن ترمز إليها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة بالمشاركة مع كندا والمكسيك.
وقالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في المنظمة، إن تطمينات مسؤولي الفيفا والإدارة الأميركية بشأن "استقبال العالم" في البطولة تصطدم بواقع إجرائي وتشريعي صارم قد يعرّض آلاف المشجعين، ومن بينهم مواطنو 48 دولة مشاركة، للاستجواب أو الاحتجاز أو حتى المنع من دخول البلاد على أساس منشوراتهم في وسائل التواصل الاجتماعي أو خلفياتهم الشخصية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غوتيريش يحمّل الذكاء الاصطناعي مسؤولية انتشار خطاب الكراهيةlist 2 of 2"القطري للصحافة" يناقش تحديات الصحفيين اليمنيين وفرص السلامend of listوأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن الإدارة الأميركية أصدرت في الرابع من يونيو/حزيران مرسوماً يحظر دخول مواطنين من 12 دولة منها إيران وأفغانستان والسودان وليبيا واليمن وإثيوبيا، ويقيد بشكل بالغ الحصول على التأشيرات لمواطني سبع دول أخرى منها كوبا وفنزويلا وتركمانستان.
وقد سمح القرار باستثناءات محدودة للرياضيين، لكنه أبقى الباب مغلقا في وجه عشرات آلاف المشجعين المحتملين.
ويأتي هذا في ظل تقارير عن طوابير انتظار طويلة تصل إلى عامين للحصول على مقابلة تأشيرة في بعض السفارات الأميركية، مع سياسات جديدة تلزم المتقدمين بالكشف عن كامل نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت ووردن أن سياسات إدارة الرئيس ترامب الجديدة، بما في ذلك حظر دخول بعض الجنسيات وتضييق منح التأشيرات واستمرار استهداف اللاجئين والطلاب، تتناقض مع وعد الفيفا بجعل كأس العالم 2026 الأكثر شمولية وانفتاحاً في تاريخ البطولة.
وتذكّر هيومن رايتس ووتش بالفوضى التي شهدتها المطارات الأميركية عام 2017 عند تطبيق أولى قرارات حظر السفر، حيث تعرض مئات المسافرين للاحتجاز والإبعاد والفصل عن أسرهم، فيما حُرم طلاب وزوار ومشاركون في مؤتمرات من الدخول، محذرة من تكرار تلك المشاهد خلال البطولة القادمة.
إعلانوتنتقد المنظمة صمت الفيفا إزاء السياسات الأميركية، وترى أن ذلك يمثل تنازلا عن مبادئها المعلنة بشأن احترام حقوق الإنسان، التي نصت عليها بقوة في استراتيجيتها الخاصة بحقوق الإنسان لمونديال 2026.
ودعت هيومن رايتس ووتش الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى ممارسة ضغط حقيقي على الإدارة الأميركية لإلغاء هذه القيود وضمان معاملة جميع الفرق والمشجعين والصحفيين بشكل متساوٍ بصرف النظر عن الجنسية أو المعتقد أو التوجه. وحذرت من أنه بدون ضمانات واضحة، لا بد من إعادة النظر في أحقية الولايات المتحدة في استضافة بطولة بحجم كأس العالم.
وختمت المنظمة بالقول: "اللعبة الجميلة تستحق أكثر من أن تُقام وسط سياسات هجرة قبيحة تُقصي الآلاف وتجرّد البطولة من مضمونها الإنساني العالمي".