صندوق النقد يدق ناقوس الخطر بشأن الديون والنمو وحرب غزة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
انتهت اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي أمس بعد أن تناولت أبرز القضايا العالمية سواء التي تخص الاقتصاد العالمي أو اقتصادات الشرق الأوسط وأقاليم العالم.
ورغم إبقاء صندوق النقد على توقعه لنمو الاقتصاد العالمي عند 3.2% خلال العام الجاري، فإنه خفض توقعاته لنمو بعض الاقتصادات المتقدمة في العالم، لكن رفعه لتوقعات نمو الاقتصاد الأميركي (أكبر اقتصادات العالم) أسهم في تثبيت توقعات نمو السنة الحالية.
ويرجّح الصندوق أن يتراجع التضخم العالمي من متوسط سنوي 6.7% في عام 2023 إلى 5.8% في عام 2024 و4.3% في عام 2025، مع عودة الاقتصادات المتقدمة إلى أهداف التضخم في وقت أقرب من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
وأدت الاضطرابات في إنتاج السلع الأساسية وشحنها، وخصوصًا النفط، لا سيما في الشرق الأوسط، والصراعات والاضطرابات المدنية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، إلى خفض توقعات نمو اقتصادات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا جنوب الصحراء.
ويشهد البحر الأحمر هجمات من جماعة الحوثيين اليمنية على السفن التي يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل في توسع لتداعيات الحرب على قطاع غزة، وقد اتسعت دائرة الاستهداف لتشمل السفن التابعة لدول شكلت تحالفا لضرب الحوثيين لثنيهم عن استهداف السفن.
ورفع الصندوق توقعات النمو لاقتصادات آسيا الناشئة، إذ عزز الطلب المتزايد على أشباه الموصلات والإلكترونيات النمو، مدفوعًا باستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، لكن ثمة تحديًا مستمرًا يتمثل في شيخوخة السكان وضعف الإنتاجية قد يعيق النمو في العديد من الاقتصادات.
الشرق الأوسطخفض الصندوق في تقرير آفاق النمو العالمي توقعه لنمو اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.1% خلال 2024، نزولًا من 2.2% كانت متوقعة في يوليو/تموز الماضي، لكنه رفع توقعه للنمو خلال العام المقبل إلى 4% من 3.9% كانت متوقعة.
توقع الصندوق نمو اقتصاد السعودية 1.5% في 2024 وإلى 4.6% في 2025. رجح الصندوق نمو اقتصاد الإمارات 4% في العام الحالي و5.1% في 2025. رجح أن ينمو اقتصاد الجزائر 3.8% في السنة الحالية و3% في السنة المقبلة. يتوقع أن ينمو اقتصاد العراق 0.1% في 2024 و4.1% في العام المقبل. يتوقع أن ينمو اقتصاد قطر، وفق الصندوق، بنسبة 1.5% في 2024 و1.9% في السنة المقبلة. قدر الصندوق أن ينكمش اقتصاد الكويت 2.7% في السنة الحالية ليتحول إلى النمو في السنة المقبلة بنسبة 3.3%. سينمو اقتصاد سلطنة عمان، وفق الصندوق، بنسبة 1% في السنة الحالية و3.1% في السنة المقبلة. توقع الصندوق أن ينمو اقتصاد البحرين 3% في السنة الحالية و3.2% في السنة المقبلة. توقعت المؤسسة الدولية أن ينمو اقتصاد مصر 2.7% في 2024 و4.1% في السنة المقبلة. وحسب التوقع، سينمو اقتصاد المغرب 2.8% في 2024 و3.6% في السنة المقبلة. كما يتوقع أن ينمو اقتصاد تونس 1.6% العام الحالي. ويرجح الصندوق أن ينكمش اقتصاد السودان في السنة الحالية 20.3% لينمو في السنة التالية 8.3%. ويتوقع أن ينمو اقتصاد الأردن 2.4% في السنة الحالية و2.9% في السنة المقبلة. كما يتوقع أن ينمو اقتصاد موريتانيا 4.4% في العام الحالي و4.2% في العام المقبل.وقال كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي بيير أوليفيه غورينشاس، في وقت سابق على الاجتماعات، إن التقدم في كبح التضخم كان أكثر وضوحا في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة بينما سيستغرق الأمر وقتا أطول في دول منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء التي تواجه زيادات في الأسعار بأرقام في خانة العشرات.
وأضاف غورينشاس، في مؤتمر صحفي، أن مخاطر الركود في الولايات المتحدة تتراجع لأن الأداء الاقتصادي القوي للولايات المتحدة مدفوع بتحسن الإنتاجية وتوافر العمالة بسبب تدفق المهاجرين.
إسرائيلخفض الصندوق خلال الاجتماعات المنتهية السبت توقعه لنمو اقتصاد إسرائيل إلى 0.7% خلال السنة الجارية من 1.6% كانت متوقعة في أبريل/نيسان الماضي تحت ضغط النفقات العسكرية لحربها على غزة ولبنان.
ويتوقع البنك أن تستخدم إسرائيل الإنفاق الحكومي الأعلى في الأمد القريب لدعم الاقتصاد وتغطية التكاليف العسكرية للحرب، حسب ما أظهر تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر مساء أمس.
وتخضع توقعات الصندوق لحالة من عدم اليقين المتزايدة بسبب الحرب، ومن ثم قد تخضع لمراجعات، وفق التقرير الذي توقع نمو اقتصاد إسرائيل 2.7% السنة المقبلة و3.4% في عام 2029.
الاقتصاد العالميدعت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا الجمعة الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى إعادة بناء قدراتها المالية، مشيرة إلى أنه لا بد للبنوك المركزية من أن تفكر مليا في توقيت خفض أسعار الفائدة.
وأشارت في مؤتمر خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين إلى أنه "في الأمد القريب، يتعين التركيز على الجانب المالي كأولوية فورية. فالاحتياطيات المالية استُنفدت، ومع ذلك فالضغوط المالية مرتفعة".
وأضافت أن البنوك المركزية يتعين عليها "البقاء منتبهة، وأن تستند إلى الأدلة وتراقب البيانات بعناية للتأكد من أنها "لا تخفض أسعار الفائدة سواء مبكرا أو متأخرا للغاية".
وحذرت جورجيفا من أن العالم أصبح في خطر الوقوع في مسار نمو منخفض وديون مرتفعة تترك الحكومات بموارد أقل لتحسين الفرص لشعوبها والتصدي لتغير المناخ والتحديات الأخرى.
وقالت إن النتيجة هي تزايد حالة عدم الرضا لدى الشعوب.
وفي سياق ذي صلة، توقع الصندوق قبيل الاجتماعات أن يتجاوز إجمالي الدين العام العالمي 100 تريليون دولار هذا العام لأول مرة وقد ينمو بسرعة أكبر من المتوقع؛ إذ أصبح الخطاب السياسي أكثر توجها لزيادة الإنفاق في وقت يؤدي فيه النمو البطيء إلى ارتفاع احتياجات الاقتراض والتكاليف.
وأظهر أحدث عدد من تقرير الراصد المالي الذي يصدره صندوق النقد الدولي أن الدين العام العالمي سيصل إلى 93% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية عام 2024 ويقترب من 100% بحلول عام 2030.
ويتجاوز هذا المعدل الذروة البالغة 99% التي سجلت خلال جائحة كورونا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاقتصاد العالمی فی السنة الحالیة فی السنة المقبلة صندوق النقد الصندوق أن نمو اقتصاد فی العام فی عام
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد: نطمح لتوجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة
اختتم المؤتمر السنوي الأول لصندوق النقد الدولي للبحوث الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعماله بدعوة قوية إلى تبنّي سياسات متكاملة تستند إلى الأدلة لمواجهة التحديات الاقتصادية الملحّة التي تعاني منها المنطقة سواء القديمة منها أو المستجدة.
شكّل المؤتمر الذي نظمه صندوق النقد الدولي بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مايو 2025، منصةً محورية لإعداد أبحاث متعمقة تأخذ في الاعتبار خصوصيات الواقع الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شهد المؤتمر مشاركة صانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم وأكاديميين ومسؤولين حكوميين ومفكرين بهدف ردم الفجوة بين النقاشات الاقتصادية العالمية بواقع المنطقة وتحدياتها الفعلية. يمثل المؤتمر شراكة غير مسبوقة من نوعها بين صندوق النقد الدولي وإحدى الجامعات الرائدة في المنطقة، في خطوة تعكس التزاماً مشتركاً بتعميق الصلة بين البحث الأكاديمي وتطوير االسياسات
ومن جانبه أكد رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور أحمد دلال، على أهمية المؤتمر بوصفه منصة حيوية لتعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، موضحاً أن "الهدف هو بلورة أفكار عالمية مستنيرة، لكنها متجذرة بعمق في واقع منطقتنا." وأكّد دلاّل أن هذا النوع من الشراكات متعددة الأطراف يقع في صميم رسالة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويجسد التزامها بالبحث والتعليم والحوار المفتوح باعتبارها دوافع أساسية لتحقيق الاستقرار وبناء القدرة على الصمود وتعزيز النمو الشامل.
تحت عنوان "توجيه السياسات الاقتصادية الكلية والهيكلية في ظل مشهد اقتصادي عالمي متغير"، ركزت المناقشات على أربع قضايا محورية تُشكل مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاقتصاد العالمي:
• السياسة المالية: مع بلوغ الدين العام مستويات تاريخية غير مسبوقة، شدّد الخبراء على أهمية إعادة بناء الهوامش المالية مع التصدي لأوجه عدم المساواة الاجتماعية، وتحديات الشيخوخة السكانية، وضغوط تغير المناخ. وتضمنت المقترحات إصلاحات في الأطر المالية، واتخاذ تدابير لتعزيز تعبئة الإيرادات، بما في ذلك من خلال ضرائب الشركات متعددة الجنسيات واعتماد ضريبة أكثر تصاعدية.
• السياسة النقدية: استعرض المشاركون الدروس المستفادة من موجات التضخم الأخيرة، مؤكدين أهمية تبني سياسات نقدية استباقية ومعلنة بوضوح بهدف التعامل مع الصدمات العالمية والاضطرابات التي تنال قطاعات بعينها، لا سيما في الأسواق الناشئة.
• السياسة الصناعية: شهدت الجلسات اهتماماً متزايداً بإحياء دور السياسة الصناعية كأداة لتعزيز النمو الشامل، والابتكار، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. وأكد المتحدثون ضرورة تحقيق توازن بين الاستراتيجيات الرأسية مع الإصلاحات الأفقية التي تحفز الاستثمار الخاص، وتدعم التكامل التجاري، وترفع الإنتاجية.
• التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي: أثار تقاطع العمل المناخي والتحول الرقمي نقاشاً معمقاً حول قدرتهما على إعادة تشكيل أسواق العمل. وركزت التوصيات على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير شبكات أمان اجتماعي موجهة، ومواءمة أدوات السياسات لدعم خلق فرص عمل في القطاعات منخفضة الانبعاثات.
وعلى مدار جلسات المؤتمر كان هناك إجماع واضح على أن تعزيز صمود اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلب إصلاحات مؤسسية، وتعاوناً عبر الحدود، واستثمارات مستدامة في المهارات والابتكار. كما أكد المشاركون على أهمية دمج السياسات في الواقع المحلي - وهو نهج تعهدت كل من مفوضية الاتحاد الأفريقي وصندوق النقد الدولي بدعمه للمضي قدمًا.
جمع المؤتمر، بالإضافة إلى الأكاديميين والاقتصاديين البارزين من مختلف أنحاء العالم والمنطقة، والمسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، مجموعة من صانعي السياسات، منهم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر؛ والدكتور يوسف بطرس غالي، عضو المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية في مصر؛ والدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030؛ ومارتن غالستيان، محافظ البنك المركزي الأرميني.
وقد اختتم نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، بالقول: "يُمثل هذا المؤتمر علامة فارقة تجسد التزام صندوق النقد الدولي بتعميق التعاون مع الأوساط البحثية والأكاديمية، في إطار سعينا لضمان أن يكون دعم الصندوق للدول الأعضاء ليس فقط مُستجيبًا لاحتياجاتها، بل قائماً أيضًا على تحليلات دقيقة ومجربة، ومتسقاً بالدرجة الأولى مع الواقع المحلي. ومن خلال هذا النوع من الحوار متعدد الأطراف، نطمح إلى الوصول لفهم أعمق لكيفية توجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة."