سوت بيوتها بالأرض وفجرتها..الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار في قرى لبنان الحدودية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشفت صور بالأقمار الصناعية لشركة بلانت لابس، الدمار الهائل الذي سببته الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، التي حولت 12 بلدة وقرية حدودية إلى حفر رمادية.
وكانت هذه البلدات مأهولة بالسكان منذ قرنين على الأقل قبل أن تصبح خالية الآن بسبب القصف الإسرائيلي.وتشمل الصور، بلدات بين كفركلا في جنوب شرق لبنان وجنوباً ،وما بعد قرية ميس الجبل، ثم غرباً بعد قاعدة تستخدمها قوة يونيفيل، ووصولاً إلى قرية لبونة الصغيرة.
وقال رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير التي تعرضت للهجمات الإسرائيلية: "هناك منازل قديمة جميلة عمرها مئات السنين. قصفت آلاف القذائف المدفعية ومئات الغارات الجوية البلدة". وأضاف "من يدري ما الذي سيبقى واقفاً في النهاية؟".
وقارنت رويترز بين صور الأقمار الصناعية التي التقطت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مع التي التقطت في سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول) 2024. وتوجد العديد من القرى التي لحقت بها أضرار واضحة على مدار الشهر الماضي على قمم تلال تطل على إسرائيل.
وكثفت إسرائيل الغارات على جنوب لبنان ومناطق أخرى في الشهر الماضي بعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود. وتوغلت القوات الإسرائيلية براً في المناطق الجبلية على الحدود مع لبنان واشتبكت مع مقاتلي حزب الله في بعض البلدات.
آلاف الهجماتوقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان، التي تتابع أعداد القتلى والمصابين والهجمات على بلدات بعينها، إن البلدات التي اطلعت رويترز على صورها، وعددها 14، تعرضت لـ 3809 هجمات إسرائيلية، في العام الماضي.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على أسئلة من رويترز عن حجم الدمار. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، إن إسرائيل قصفت أكثر من 3200 هدف في جنوب لبنان.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم بلدات في جنوب لبنان لأن حزب الله حول "القرى المدنية إلى مناطق قتال حصينة" يخفي فيها أسلحة، ومتفجرات، ومركبات. وينفي الحزب استخدام البنية التحتية المدنية لشن هجمات أو تخزين أسلحة، كما ينفي سكان تلك البلدات هذا الادعاء.
وقال مصدر مطلع على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، إن القوات تهاجم بشكل ممنهج بلدات بها نقاط مراقبة استراتيجية مثل محيبيب. وأضاف المصدر، أن إسرائيل "تعلمت الدروس" بعد حرب 2006، ومن بينها هجوم مقاتلي حزب الله من على قمم التلال على القوات التي توغلت براً في وديان جنوب لبنان. وأضاف"لهذا السبب يستهدفون هذه القرى بشدة، ليتمكنوا من التحرك بحرية أكبر".
تدمير شاملوأظهرت أحدث صور لقرية كفركلا سلسلة بقع بيضاء على طريق رئيسي يؤدي إلى بلدة. وكشفت الصور الملتقطة في العام الماضي، ذات الطريق محاطاً بالمنازل، والنباتات الخضراء ما يشير إلى أن المنازل دُمرت.
وتعرضت كتلة كاملة قرب مركز قرية ميس الجبل على بعد 700 متر من الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة بين إسرائيل، ولبنان، إلى دمار كبير.
وبدت المنطقة، التي تبلغ مساحتها نحو 150 متراً في 400 متر عرضاً وطولاً، وكأنها بقعة رمل بني ما يشير إلى أن المباني هناك سُويت بالأرض. وأظهرت صور التقطت في نفس الشهر من 2023 حياً مكدساً بالمنازل.
???? فيديو: شاهد حجم الدمار الهائل في بلدتين عيتا الشعب وكفركلا جنوب لبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل!! pic.twitter.com/d8VxfQstLg
— جنوبية | Janoubia (@janoubia_news) October 23, 2024 أي علامة على الحياةوتقول حكومة لبنان، إن ما لا يقل عن 1.2 مليون، نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلة، وقتل أكثر من 2600 على مدى العام الماضي، أغلبهم في الشهر الماضي.
ولم يتمكن سكان القرى الحدودية من الوصول إلى بلداتهم منذ أشهر. وقال رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير: "بعد أن وصلت الحرب إلى ميس الجبل، وغادر كل سكانها، بطلنا نعرف شي عن الوضع بالبلد".
وأظهرت صور لقرية محيبيب القريبة، مستويات مماثلة من الدمار. وكانت محيبيب بين عدة قرى، إلى جانب كفركلا، وعيترون، وعديسة، ورامية، أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، انفجارات متزامنة فيها لعدة مبان في الوقت نفسه، ما يشير إلى أنها كانت مفخخة بالمتفجرات.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، أن أحد مراكز قيادة قوة الرضوان الخاصة في حزب الله يوجد تحت محيبيب، وأن القوات الإسرائيلية "حيدت شبكة أنفاق رئيسية" تستخدمها الجماعة، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وأكد هاغاري، أن هدف إسرائيل هو "طرد حزب الله من الحدود وتفكيك قدراته والقضاء، على التهديد لسكان الشمال".
وقال جون ألترمان، نائب رئيس بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "هذه خطة أخذوها من على الأرفف". وأضاف "الجيوش تضع الخطط.. وهم ينفذون (الآن)".
وقال سيث جونز، وهو نائب رئيس آخر في المركز، إن حزب الله استخدم القرى على خط المواجهة لإطلاق صواريخه قصيرة المدى على إسرائيل.
وأوضح لبنان بعلبكي قائد الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية، ونجل اللبناني الراحل عبد الحميد بعلبكي، إن عائلته تشتري صوراً ملتقطة عبر القمر الصناعي لمسقط رأسها في عديسة للتحقق لمعرفة إذا كان منزل العائلة لا يزال قائماً.
وحول عبد الحميد المنزل إلى مركز ثقافي تزينه أعماله الفنية ورسوماته الأصلية، وأكثر من ألف كتاب في مكتبة مصنوعة من الخشب فقط. ورحل عبد الحميد في 2013، ودُفن تحت المنزل مع زوجته الراحلة.
وأكد لبنان "نحن عائلة فنانين، والدي معروف وبيتنا معروف أنه بيت ثقافي. كنا عم نطمّن حالنا بهذه الفكرة".
وحتى آخر أكتوبر (تشرين الأول)، كان المنزل قائماً. لكن لبنان رأى في مطلع الأسبوع مقطع فيديو متداولاً لتفجير عدة منازل في عديسة، بما فيها منزل عائلته.
ولا تنتمي العائلة لحزب الله، ونفى لبنان وجود أي أسلحة أو عتاد عسكري مخزن هناك، وقال:"إذا عندك نسبة المعلومات الاستخباراتية والدقيقة لاستهداف عناصر عسكرية بهذا الشكل، يعني تعلم جيداً ما الموجود في هذا البيت. كان بيت فن".
وأضاف "نحن كلنا فنانين. الهدف محو أي علامة حياة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله لبنان تشرین الأول جنوب لبنان میس الجبل حزب الله فی جنوب
إقرأ أيضاً:
صراع الحياد والولاء في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. هل ينزلق لبنان لحرب جديدة؟
مع تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران، بات لبنان يجد نفسه أمام اختبار جديد لسياسته الخارجية القائمة على "النأي بالنفس"، وسط قلق متزايد من انزلاقه لمواجهة عسكرية جديدة بعد إعلان جماعة "حزب الله" انحيازها لإيران وعدم وقوفها على الحياد.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ: "هذا القلق يأتي بينما لم يطوِ لبنان بعد صفحة العدوان الإسرائيلي الذي اندلع في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، مخلفا أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح ودمار واسع".
وتابعت الوكالة، عبر تقرير لها: "رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إلا أن إسرائيل ارتكبت آلاف الخروقات له، خلّفت ما لا يقل عن 216 قتيلا و508 جرحى، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية".
وأضافت: "ينقسم الموقف اللبناني بين تصريحات رسمية تتمسك بعدم التورط في حرب إسرائيل على إيران والتزام الحياد، وخطاب عسكري يفتح الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة جديدة"؛ فيما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، منذ 13 يونيو، عدوانا، على إيران، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
من جهتها، ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه عمق الاحتلال الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
إلى ذلك، قال الصحفي طوني عيسى، في حديثه لـ"الأناضول"، إنّ: "بلاده تعيش حالة من الترقب إزاء تطور العدوان الإسرائيلي على طهران"، متابعا: "حتى الآن لم تظهر النتائج أو الترددات المحتملة على المنطقة ككل وعلى لبنان".
"لذلك يبقى هناك مجال للانتظار لأي سيناريوهات سوف يقبل عليها الوضع العسكري، والوضع السياسي بين إيران وإسرائيل وبين إيران والولايات المتحدة والغرب إذا دخلت قوات أخرى في مرحلة لاحقة" بحسب عيسى. وهو ما جعل المحلل السياسي اللبناني، توفيق شومان، يتّفق معه بالقول: "البلاد تعيش حالة ترقب ناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران".
وأوضح شومان، في حديثه لـ"الأناضول" أنّ: "هذا الترقب ممتزج بمسار الحرب ونتائجها"، مشيرا إلى: "وجود مخاوف من توسيع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصا أن تل أبيب لم تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي".
أما الصحفي والمحلل السياسي قاسم قاسم، فقال لـ"الأناضول" إنّ: "الحرب الإسرائيلية على إيران قد انعكست سلبا على القطاع الاقتصادي بلبنان، إذ أثرت على الموسم السياحي الذي كان ينتظره البلاد في هذا الصيف".
أيضا، أورد التقرير أنه: "على غرار الدول المحيطة، تأثرت حركة الملاحة الجوية في بيروت بسبب الصواريخ الإيرانية حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الجوية من وإلى مطار بيروت، كما أُعيد جدولة مواعيد رحلات أخرى لأسباب أمنية".
ومضى بالقول إنّه: "في لبنان، تتباين المواقف إزاء الانحياز إلى إيران من عدمه، حيث يؤكد الموقف الرسمي على سياسة "النأي بالنفس"، إلا أن "حزب الله" أعلن انحيازه لطهران. وصدر الموقف الرسمي من هذه الحرب عن كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري".
وأكّد عون في 16 حزيران/ يونيو الجاري، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، معربا عن أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان. فيما دعا أيضا، المجتمع الدولي، إلى التحرك فوراً لمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافها.
أما سلام فقد شدد على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". بينما قال بري إن "لبنان لن يدخل الحرب 200 بالمئة وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعماً".
وفي آخر تصريح لأمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، قال إننا "لسنا على الحياد في حزب الله بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها وبين باطل أميركا وعدوانها، ونتصرفُ بما نراه مناسبا في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران".