استمرار جرائم الإبادة الوحشية فى غزة وعموم فلسطين المحتلة، ولبنان، من دون توقف، أو تدخل دولى حقيقي، يُنذر بتغييرات كارثية فى المستقبل القريب، بعد أن صار الحديث جهرًا عن إمكانية إعادة رسم الخريطة السياسية العربية، بشكل مفضوح.
الشواهد كلها تؤكد أن الوضع العربى عمومًا، بات أكثر تأزمًا وتعقيدًا، فى ظل وجود مخططات «شيطانية»، لم تتوقف يومًا، على مدار عقود، لتقسيم المنطقة فى الألفية الثالثة، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، قد تؤثر على وجودنا جميعًا من الأساس!
الآن، يبدو فى الأفق حراك وهمى سياسى تديره الولايات المتحدة، وفق خطة «الشرق الأوسط الجديد»، التى يُعاد تدويرها، وتتمثل فى عزل الساحات، وتفكيك المنظومة المقاوِمة، وإنعاش مشاريع «مركونة» على رفوف «الماسونية العالمية» لعقود طويلة، بانتظار «إعادة هيكلة» لـ«إسرائيل» سياسيًّا وجغرافيًّا.
خطة شيطانية، بدأت فعليًّا منذ سنوات، ولم تعد سرًا، إذ تحدث عنها قادة «الكيان المحتل» وأمريكا، باعتمادها على التطبيع الكامل، الذى سيكون غلافًا للخطة الأساسية، بتغيير معالم فلسطين المحتلة مرة أخرى، بالإضافة إلى بعض البلدان العربية مثل لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر!
تلك الخطة «الوجودية» وضعها ـ الصهاينة والأمريكان ـ للجمع بين السياسة والجغرافيا والأمن، إذ يرونها ضرورة ملحة للسيطرة وإعادة التشكيل، وربطها بـ«التحالف الإبراهيمي» وقيادة المنطقة، وفقًا لقاعدة الولايات المتحدة الشهيرة «لو لم توجد إسرائيل كنا سنخلقها فى المنطقة»!
ربما تعززت تلك النظرية قبيل «طوفان الأقصى»، منذ إنهاء أمريكا و«إسرائيل» مناورات «اللكمة القاضية»، التى تحاكى حربًا متعددة الجبهات، مدعومة بإطلاق قطار التطبيع نحو السعودية، وما تبقى من دولٍ عربية، تزامنًا مع «شراء الوقت» الكافى لصالح «الكيان الصهيوني»، لتنفيذ المهمة بنجاح.
لعل ما يجب الانتباه إليه هو السعى الحثيث لتأسيس «ناتو عربي» أو «شرق أوسط جديد»، فى إطار «التحالف الإبراهيمي»، يحل مكان جامعة الدول العربية، التى ستصبح «جامعة دول الشرق الأوسط»، تكون «إسرائيل» درة تاجها، لتتربع منفردة على عرش المنطقة.
بكل أسف، مَن يراقب بدقة ما يجرى فى منطقتنا البائسة، يُدرك أنه لم يُترك للشعوب العربية والإسلامية أى خِيار سوى الاستسلام والإذعان والخضوع والخنوع، ثم التطبيع المجاني، وليس السلام العادل، وبالتالى فقدنا الماضى وخسرنا الحاضر، وبالتالى لم يعد هناك أى مستقبل ينتظرنا!
يقينًا، كل تلك المخططات، أصبح بعض الساسة و«علماء الدين» والإعلاميين ـ بقصد أو من دون قصد ـ يشاركون فيها، من خلال إشغالنا ودفعنا وجرِّنا لفخ «الفتنة المذهبية»، التى أصبحت ورقة رابحة يلعب بها «الصهاينة» ومَن ولاهم من «المتأسلمين»، لتعزيز التعصب والكراهية وبث الفرقة ورفض الآخر.
أخيرًا.. «العدو الصهيوني» يعقد رهانه للانتصار علينا وعلى المقاومة، من خلال خذلاننا لها، وتنصّلنا منها، وتواطؤنا ضدها، وتوجيه سهام نقدنا وتشكيكنا وسخريتنا وطائفيتنا وكرهنا وحقدنا عليها، وإسقاط مركبات نقصنا وخوفنا وجُبننا وخضوعنا وخنوعنا وعبوديتنا لأراذلنا، كنمط عَيْشٍ أَلِفَه الكثيرون!
فصل الخطاب:
يقول الشاعر والأديب السورى «محمد الماغوط»: «كنا أصحاب حق، فصرنا أصحاب سوابق».[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستيطان المقاومة محمود زاهر الناتو العربي الشرق الاوسط الجديد طوفان الأقصى الماسونية العالمية حدود إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي التطبيع
إقرأ أيضاً:
1444 اعتداء للمستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين خلال 6 شهور
الثورة نت/..
قال معهد الأبحاث التطبيقية- القدس “أريج”، أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين خلال الفترة من شهر يناير وحتى يونيو للعام الجاري بلغت (1444) اعتداء، و(38) تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها.
وأضاف المعهد في تقرير صادر عنه اليوم الخميس، وفقا لوكالة معا الفلسطينية، أن الهجمات الاستيطانية التي ينفذها المستوطنون، شهدت تصاعدًا غير مسبوق في الضفة الغربية، مشيرا الى إن الثمن الذي يدفعه المواطن الفلسطيني لا يُقاس بعدد الهجمات، بل بالمعاناة اليومية التي تطال جميع جوانب الحياة من صعوبة الوصول إلى مصادر المياه والأراضي الزراعية وخاصة القريبة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتقييد الحركة حيث يقوم المستوطنون بإغلاق مداخل القرى والطرق وتعريض المواطنين لأشكال متعددة من العنف النفسي والجسدي.
واكد التقرير ان المواطن الفلسطيني أصبح محاصرًا ليس فقط بجدار الفصل العنصري، بل بشبكة عنف تبدأ من المستوطنين ولا تنتهي عند القوانين العسكرية “الإسرائيلية” الجائرة.
وأكد الى ان هذه الاعتداءات لا تُعتبر حوادث فردية أو صدفة، بل هي جزء من سياسة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير المواطن الفلسطيني من أرضه، وتفريغ المناطق من مواطنيها الفلسطينيين، تمهيدًا لتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير الشرعية والاستيلاء على الأراضي للأغراض الاستيطانية المختلفة.
واوضح إلى ان الاعتداءات تصاعدت بشكل واضح حيث بلغت في العام 2020 (579) و(911) في العام 2021، و(1527) للعام 2022، و(2191) في العام 2023، و(2444) في العام 2024، وحتى شهر يونيو من العام الجاري بلغت (1444) اعتداء.
وتابع التقرير ان الاعتداءات والانتهاكات من قبل المستوطنين التي تم ارتكابها في خلال الفترة من شهر يناير وحتى يونيو للعام الجاري ، تنوعت ما بيت الاعتداء على دور العبادة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاعتداء على المدنيين والثروة الحيوانية والممتلكات والمصادر الطبيعية وغيرها، وتوزعت على النحو التالي: بيت لحم (87)، الخليل (246)، جنين (2)، اريحا (138)، القدس (160)، نابلس (217)، قلقيلية (44)، رام الله والبيرة (229)، سلفيت (148)، طوباس (155)، وطولكرم (18).
وأضاف التقرير أن جماعات المستوطنين عملت في الأشهر القليلة الماضية على تهجير عشرات العائلات البدوية من أماكن سكناها في الضفة الغربية، مع التركيز على التجمعات البدوية في كل من محافظات الخليل (جنوب الضفة الغربية) ورام الله والبيرة (وسط الضفة الغربية) والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية التي كانت تقطنها.
حيث نقل المعهد دراسة لمنظمة “بتسليم الإسرائيلية” حول التجمعات البدوية التي تم استهدافها من قبل جماعات المستوطنين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر اكتوبر 2023 وحتى تاريخ هذا التقرير، حيث بلغت 38 تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها (مع التركيز على التجمعات البدوية في محافظتي رام الله والبيرة والخليل)، هذا بالإضافة الى تجمعات أخرى تم استهدافها جزئيا وترحيل بعض العائلات في القدس (تجمع واحد)، بيت لحم (5)، الخليل (8)، أريحا (1)، نابلس (6)، رام الله (13)، سلفيت (2)، وطوباس (2).
وختم معهد “أريج ” قوله :أن الانتهاكات التي يمارسها المستوطنون “الإسرائيليون” في الضفة الغربية بحق المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات القتل وإطلاق الرصاص الحي بشكل قاتل والاعتداءات الجسدية، وحرق الأراضي والأشجار والتهجم على الممتلكات من منازل وسيارات، والتهجير القسري، تُعد تجاوزات وخروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.