صحفية عبرية: حماس لم ترد على مقترحات اسرائيل بشأن صفقة الرهائن
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لم تقدم أي رد حتى الآن على مقترحات صفقات الرهائن التي نُقلت عبر الوسطاء.
حماس لم ترد على مقترحات اسرائيل بشأن صفقة الرهائنحماس لم ترد على مقترحات اسرائيل بشأن صفقة الرهائنووفقًا للمسؤول، الذي رفض الكشف هويته، فإن إسرائيل تدرس كافة الخيارات الممكنة لإبرام صفقة، وهي على استعداد لمناقشة أي عرض يتم تقديمه.
وأشار المسؤول إلى أن فريقًا إسرائيليًا بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنياع، ناقش خلال زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة، الاقتراح المصري لإجراء صفقة محدودة تهدف إلى تعزيز الثقة بين الجانبين، وكذلك الصفقة متعددة المراحل التي تدعمها قطر والولايات المتحدة.
عاجل|استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي على وسط غزة مقتل 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا وتجمعًا للمواطنين في "بيت لاهيا" شمالي قطاع غزة وقف الحرب.. شرط حماس لإتمام صفقة الرهائنومع ذلك، أوضح المسؤول أن حماس ستضع شرطًا في أي صفقة يتضمن وقف الحرب في غزة، وهو مطلب ترفضه إسرائيل بشكل قاطع قائلًا: "لسنا على استعداد للقيام بذلك".
كما أضاف أن إسرائيل لا تزال تفتقر إلى صورة واضحة حول من يتخذ القرارات بشأن محادثات الرهائن داخل حماس بعد مقتل قائدها يحيى السنوار.
واختتمت الاجتماعات التي بدأت الليلة الماضية في الدوحة ظهر اليوم، بين رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتهدف هذه المحادثات إلى الجمع بين المقترح المصري الجزئي والمبادرة القطرية الأمريكية الشاملة، وفق ما أفاد به موقع "واي نت".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس حركة حماس اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي صفقة الرهائن على مقترحات حماس لم
إقرأ أيضاً:
حرب فارسية-عبرية… لماذا بلغة عربية؟
يتصارع الإيراني مع الإسرائيلي، هذا بالفارسية وذاك بالعبرية، لكن لغتهما إلى العرب ويتحدثون بالعربية؛ يظهر ناطق الجيش الإسرائيلي ملخّصًا للحرب بلهجة عربية فصحى مفهومة، ويعقبه المرشد الإيراني برسالة بالعربية. يتساءل مشاهد: ما علاقتنا؟ وآخر يهمس: «فخار يكسّر بعضه»، وثالث يدعو: «اللهم سدد رميهما»، فما سر استهدافهم لنا بلغتنا العربية في حرب ليست حربنا؟.
إنَّ استخدام اللغة العربية في سياق الصراع الاسرائيلي - الإيراني عند الرغبة في فهمه فإن علينا تقمص عقلية «الفاعل السياسي الإعلامي» ــ لا كمجرد طرف في صراع، بل كطرف يُدير رواية ويُشكل إدراكًا عامًا، خاصة في منطقة مثل الشرق الأوسط، حيث المعركة تدور بقدر ما هي على الأرض، فهي كذلك داخل عقول وقلوب الشعوب.
ولنتأمل المشهد الحالي فإن تحليله يعود لأبعاد منها البُعد الاتصالي السياسي من خلال السيطرة على السرديات، وكذلك اللغة كأداة تعبئة وتجنيد رمزي، فيما يعتبر الجمهور العربي أحد العناصر التي يراها كلا الطرفين عنصر حاسم في ميزان الشرعية الإقليمية.
إنَّ السيطرة على «السردية» في الفضاء العربي تظهر حين يستخدم الإيراني أو الإسرائيلي اللغة العربية في خضم صراعهما، فهما لا «يخاطبان» بعضهما البعض، بل يحاول كل طرف كسب أو تحييد الشعوب العربية، والتأثير في «السردية العربية العامة» حول الصراع. فالناظر إلى الصراع يجد إيران تحاول أن تلبس عباءة «المقاومة الإسلامية» وتتحدث باسم «المظلومين» وتربط صراعها مع إسرائيل بأنه صراع العرب جميعًا، أما إسرائيل في المقابل تحاول أن تُظهر أن العرب أقرب لها من إيران، وأنها الطرف المعتدل مقارنة بـ«التطرف الإيراني».. إذن، الحرب هنا ليست على الأرض فقط، بل على رواية من هو الضحية ومن هو العدو، وتلك رواية لا تُصنع في طهران أو تل أبيب، بل تُصنع في الشارع العربي وفي داخل العواصم والمدن والبيوت والحوارات العربية.
ولا تنفك السيطرة السردية عن اللغة العربية باعتبارها كرمز وليس فقط كوسيلة فاستخدام اللغة العربية لا يعني مجرد الترجمة، بل هو ترميز سياسي ثقافي؛ لذا عندما تتحدث بلغة قوم، فأنت تقول: «أنا معني بكم، أنا أفهم ثقافتكم، أنا داخل دائرتكم الرمزية، فأنا لست بغريب عنكم»؛ فمثلا إيران تستخدم مفردات عربية منها : «القدس»، «الدم»، «الأمة الإسلامية»، «العدو الصهيوني»، فيما تستخدم إسرائيل مصطلحات مضادة مثل : «السلام»، «التطبيع»، «الاعتدال»، «الإرهاب الإيراني»؛ لذا فكل كلمة مقصودة بعناية. إنها ليست فقط رسائل سياسية، بل محاولات لإعادة تشكيل الانتماء الجمعي للعرب.
وتكتمل عناصر استخدام اللغة العربية في هذا الصراع من خلال محاولة السيطرة على الجمهور العربي والناطق بالعربية فهناك مئات الملايين من العرب يشاهدون ويتفاعلون عبر السوشيال ميديا، ولذا فأي طرف يستطيع أن يحرك الرأي العام العربي لصالحه، سيكون قد كسب وزنًا استراتيجيًا. إن إيران تعرف أن الهيمنة الثقافية على خطاب «المقاومة» يتطلب تجنيد العرب معنويًا، وفي تل أبيب يدرك الاسرائيليون أن حياد أو قبول العرب مهم لحصار النفوذ الإيراني، وبالتالي، فاللغة العربية ليست مجرد أداة، بل هي ساحة حرب بحد ذاتها.
وبعد استعراض العناصر يبرز سؤال: «لماذا العرب؟».. أليست الحرب فارسية - عبرية؟ إنه من منظور الاتصال السياسي فإن كل صراع بين قوتين إقليميتين (كإسرائيل وإيران) يتمدد ليشمل «الوسط المحايد» أو «الكتلة الرمادية»، وهي في هذه الحالة الشعوب العربية التي لم تحسم ولاءها. ومن منظور الشرعية الرمزية فإن العرب هم الأساس للمركزية الإسلامية والتاريخية في المنطقة (القدس، مكة، العروبة…)، ومن يكسبهم يكتسب غطاءً معنويًا.
بقي القول، إنه في هذا المشهد، يتضح أن الصراع الإسرائيلي الإيراني لم يعد مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة متقدمة على جبهة الاتصال النفسي والسيطرة على السرديات؛ لذلك فالعرب، وإن لم يكونوا طرفًا مباشرًا، باتوا يشكلون «الساحة الثالثة» التي يسعى كل طرف لاختراقها لغويًا ورمزيًا، وكذلك فاستخدام اللغة العربية ليست مجاملة، بل أداة استراتيجية تهدف إلى كسر الحياد، وتجنيد العقول والمواقف، ومع تزايد تعدد الروايات في الفضاء العربي، يصبح توجيه الرأي العام تحديًا بالغ الأهمية، وهكذا تتحول اللغة إلى سلاح ناعم، لا يقل فاعلية عن الصواريخ والطائرات.
ومن هنا نفهم لماذا يخاطب الطرفان العرب، فبينما إيران تقول: «نحن حماة القدس، لا أنتم»، ترد إسرائيل وتوجه رسالتها للعرب: «أنتم معنا، لا ضدنا».
قد يعجبك أيضاًNo stories found.