عربي21:
2025-05-30@22:16:52 GMT

نهاية سنوات الرخاء الصهيونية…

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

تُبَيِّن التَّحولات الحاصلة في النظام العالمي اليوم أن الكيان الصهيوني برغم ما يَمتلك من عناصر قوة عسكرية إنما هو في طريق التفكك التدريجي ليصل إلى مرحلة الاضمحلال فالزوال بطريقة أو بأخرى.

أولا: من بين المؤشرات القوية التي تؤكد هذا الاتجاه هو تقهقر حليفه الأول الولايات المتحدة اقتصاديا، وإن مازال على مستوى القوة العسكرية يحتل المكانة الأولى، فنِسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لا تزيد عن 3٪ في حين تفوق ذات النسبة 6٪ في الصين، كما أن الناتج المحلي الصيني تَفوَّق على نظيره الأمريكي من حيث معادل القدرة الشرائية وسيتفوق عليه أكثر من هنا إلى سنة 2030 (64.

2 تريليون دولار للصين مقابل 31 تريليون دولار للولايات المتحدة)

حسب visual capitalist. كما أن الاقتصاد الصيني أصبح ينتج اليوم نحو 30٪ من الإنتاج الصناعي العالمي في حين لا يزيد إنتاج الولايات المتحدة عن 18٪، من دون الحديث عن الدَّيْن الداخلي الأمريكي الذي أصبح يشكل 125٪ من الناتج المحلي، وديون الولايات المتحدة لدى الصين التي تبلغ أكثر من 800 مليار دولار… الخ.

بما يعني أن الكيان لم تعد تسنده أكبر قوة اقتصادية في العالم، خاصة إذا علمنا تأييد الصين لقيام دولة فلسطينية مستقلة. أما إذا أضفنا إلى هذا المؤشر ما نراه اليوم من بداية خروج النظام العالمي عن نظام “بريتن وودز” وعن هيمنة الدولار، يتأكد لنا أن سنوات الرخاء الصهيونية قد باتت في عِداد الماضي وأن القادم سيكون أسوأ لهذا الكيان المُصْطَنَع في هذا الجانب.

ثانيا: على صعيد التماسك الداخلي للكيان الصهيوني، يلاحظ منذ طوفان الأقصى مدى هشاشة التماسك الداخلي للمجتمع الصهيوني من حيث التركيبة العرقية والدينية.
الصراع الطبقي واضح وقائم بين هذه الفئات
فاليهود الأشكيناز من أصل غربي أكثر عداء للفلسطينيين من اليهود السفارديم (مغاربة وإسبان) واليهود الشرقيين من أصل شرقي  واليهود الأثيوبيين، كما أن الصراع الطبقي واضح وقائم بين هذه الفئات وإن تَعمَّد المُتحكِّمون في السلطة في الكيان جعل “بن غفير” الشرقي رمزا للتشدد والعنصرية تجاه الفسطينيين وحاولوا تغطية هذه التنافضات بإعطاء الصفة اليهودية الواحدة للجميع ناهيك عن المواطنة الاسرائيلية.

إذا أضفنا إلى هذا  كون عرب 1948 سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أصبحوا الآن يشكلون كتلة ذات وزن (نحو 20٪) مقارنة ببقية السكان ولديهم تمثيل في الكنيست وهم الآن يشكلون جماعة ضاغطة ذات أثر كبير على  الرأي العام داخل الكيان فإننا سنتوقع تفككا سريعا في السنوات القادمة لهذا المجتمع المُصْطَنَع وغير الطبيعي في تركيبته.

ثالثا: على صعيد ميزان القوة الإقليمي، حيث تأكد للعالم أجمع أن الكيان الصهيوني لم يعد هو القوة العسكرية الأولى في المنطقة، بل إن حتى تفوقه من ناحية انفراده بامتلاك السلاح النووي بات اليوم محل شك، مادام العدوان الأخير على إيران لم يستهدف المنشآت النووية في هذا البلد.

وفي ذلك اعتراف ضمني بأن إيران أصبحت تمتلك القدرة على إنتاج القنبلة النووية متى أرادت، يكفيها المبرر لذلك. وكان الهجوم على منشآتها النووية كاف كمبرر لتقوم بأول تفجير نووي علني لها وتُعلن نفسها قوة نووية في المنطقة، ولعل هذا ما جعل العصابة الحاكمة في تل أبيب ترتدع وتمتنع عن القيام بهذه الخطوة. ومن شأن هذا الواقع الجديد أن يُشجِّع دول المنطقة الأخرى وبخاصة مصر على كسر ميزان القوة العسكري مع الكيان بما في ذلك السعي لامتلاك قدرات نووية هي الأخرى.

هذه بعض المؤشرات الدَّالة على أن معركة طوفان الأقصى قد حققت نتائجها الاستراتيجية وعلى رأسها كشف نقاط ضعف الكيان وبداية تدهور حال حلفائه ونهاية حقبة الرخاء لديه، وإعطاء مزيد من الأمل للفلسطينيين بأن بداية نهاية الاحتلال قد اقتربت حتى وإن كان حجم التضحيات كبيرا، بل وغير مسبوق في التاريخ، مما يدل أن مجرمي الحرب الصهاينة هم بالفعل مُدركون لهذه الحقائق ويعلمون علم اليقين أن سنوات الرخاء بالنسبة لهم قد ولَّت، بل إن نهايتهم قد اقتربت…

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران الاحتلال إيران لبنان الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أكثر من 170 ألف شهيد وجريح حصيلة 600 يوم من جرائم الإبادة الصهيونية

 

 

الثورة / متابعات

واصل جيش الاحتلال جريمة الإبادة على غزة، لليوم 600 على التوالي، مخلفًا دمارًا واسعًا في البنى التحتية والأحياء السكنية وأكثر من 170 ألف شهيد وجريح غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وارتكبت قوات الاحتلال أمس العديد من المجازر الوحشية ضد العائلات والمواطنين المدنيين في قطاع غزة، راح ضحيتهما العشرات من الضحايا الأبرياء كشهداء وجرحى من بينهم أطفال ونساء .
وبحسب وزارة الصحة بغزة، فقد ارتفعت حصيلة شهداء جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إلى 54 ألفاً و84 شهيداً، و132 ألفاً 308 إصابات منذ السابع من أكتوبر عام 2023م.
وأوضحت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 28 شهيداً (منهم 5 شهداء انتشال)، و179 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن الاحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها،
ولفتت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
في المقابل تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لآليات الاحتلال وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة «طوفان الأقصى»
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهدافها ناقلة جند إسرائيلية في منطقة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت القسام: إن «مجاهديها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة «p-29الاثنين الماضي، في منطقة الفخاري شرقي خان يونس».
من جانب آخر أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني أنه لا يمكن التصدي للأزمة في غزة من خلال استغلال المساعدات الإنسانية لتمرير خطط سياسية وعسكرية.
وأوضح لازاريني في تصريح صحفي، أن آلية توزيع المساعدات المقترحة من «إسرائيل» لا تلائم المعايير الإنسانية، مؤكدا أن الحصار المطبق على غزة يقتل الناس، وأن الطعام والمساعدات التي يمكن أن تنقذ سكان غزة تعفنت على الحدود.
فيما حذرت مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة إيناس حمدان، من انتشار الفوضى والخروج عن السيطرة في غزة بسبب الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات.
وقالت حمدان، في حديث صحفي : «إن الفوضى التي حدثت، الثلاثاء، أثناء توزيع المساعدات نتيجة طبيعية بسبب قلة عدد المراكز المسؤولة عن هذا الشأن خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المدنيين الذين في أمس الحاجة لأي مساعدة بعد نفاد جميع المواد الغذائية جراء الحصار الذي دام لأكثر من 80 يوما».
يأتي ذلك وسط تزايد الدعوات الأوروبية المطالبة بوقف جرائم الإبادة على قطاع غزة .وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة جوناثان ويتال: إن غزة تمحى أمام أعيننا
وأكد ويتال أنه لا مكان آمنا في غزة وأن المساعدات يتم تسليحها، وفي كل يوم يمر تتحول غزة إلى مسرح جريمة أكبر .
وأضاف المسؤول الأممي أن المساعدات ليست كافية، وأن الناس يجبرون على الوقوف في طوابير من أجل فتات، مشيرا إلى أن الوضع في غزة لم يكن بهذا السوء من قبل.
من جهته، جدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو الدعوة العاجلة لتقديم المساعدات فورا ومن دون عوائق في غزة، كما دعا إلى وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الأسرى في غزة.
وأكد ستانو ضرورة عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية لغزة، وأهمية دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، مُحذرا من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسرا.
وقال تاياني أمام البرلمان إن «رد فعل الحكومة الإسرائيلية المشروع على (هجوم 7 أكتوبر) يتخذ أشكالا مأساوية وغير مقبولة إطلاقا، وندعو إسرائيل إلى وقفها على الفور».
وأضاف تاياني خلال نقاش محتدم في مجلس النواب «يجب أن يتوقف القصف، ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي».
وهاجمت أحزاب المعارضة، التي أعلنت عن مظاهرة في روما في 7 يونيو، الحكومة الإيطالية بشأن غزة وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل واعتراف إيطاليا رسميا بدولة فلسطين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فيه.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التضامن ’’العالمي’’ مع غزة تنديداً بجرائم الإبادة الصهيونية بحق الأطفال والنساء .. اليمن نموذجًا للموقف المشرّف
  • سعر الدولار في نهاية تعاملات اليوم الجمعة 30 مايو 2025
  • سعر الذهب في نهاية تعاملات اليوم الجمعة 30 مايو 2025
  • بن غفير: "حان الوقت للدخول بكامل القوة" إلى غزة
  • القسطل قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية لتفتح الطريق إلى القدس
  • انفجارات في الكيان الغاصب بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن
  • المشدد 10 سنوات لمقاول نقل لاتهامه فى قتل شخص بالإسكندرية
  • أكثر من 170 ألف شهيد وجريح حصيلة 600 يوم من جرائم الإبادة الصهيونية
  • سعر الذهب في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء 28 مايو 2025
  • ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟