مصر تؤكد أنها لا تدخر جهدا لحقن دماء شعب السودان الشقيق
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أكدت مصر أنها لا تدخر جهدا بالتعاون مع الشركاء لحقن دماء شعب السودان الشقيق ومساعدته على الخروج من محنته، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وأدان الأزهر الشريف بشدَّة، المجازر الوحشية التي تُرتكب على أرض السودان الشقيق، وبخاصة في قرى غرب ولاية الجزيرة وجنوبها وشرقها، التي راح ضحيتها ما يقارب خمسمائة من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين.
وأكد الأزهر أن ترويع المدنيين الآمنين، وقتلهم والانتقام منهم من أجل تصفية حسابات سياسيَّة، هي جريمة إرهابية نكراء في حق الإنسانية، ويعدها ديننا الحنيف من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، مطالبًا المجتمع الدولي بالتكاتف لدعم الشعب السوداني، والتصدي لهذه المذابح الوحشية، ومحاكمة مرتكبيها.
والأزهر إذ يدين هذه المجازر الوحشية، فإنَّه يعزي الشعب السودان الشقيق، ويدعو الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يشفي المصابين، وأن يفرِّج كرب أبناء السودان، ويوحِّد كلمتهم لما فيه مصلحة بلادهم، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه.
الأزهر يدين تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا حول تأييدها قصف المدنيين في غزة
وعلى صعيد اخر، يأسف الأزهر الشريف من التَّصريحات المتطرفة التي أدلَتْ بها وزيرة الخارجية الألمانية حول تأييد بلادها لقصف الكيان الصهيوني لأماكن تواجد المدنيِّين في غزَّة، مُؤكِّدًا أنَّ هذه التصريحات؛ انتكاسة أخلاقيَّة وسياسيَّة، وردة حضارية، وفتوى سياسية تبيح للمجرمين ممارسة قتل المدنيين الأبرياء وإزاحة الشعوب من على وجه الأرض، بل ودليلٌ واضح على التحيز الأعمى في دعم الإرهاب الصهيوني ومباركة جرائمه.
ويُؤكِّد الأزهر أنَّ صدور مثل هذه التصريحات المتطرِّفة من مسؤول رفيع لهي سابقةٌ تُنذر بخطرٍ كبير، بما تحمله من دعمٍ صريح لهذا الكيان في قتل المدنيِّين من الأطفال والنِّساءِ والشَّباب.
كما يأسف الأزهر لصدور هذه التَّصريحات المحرضة من مسؤولين كان يُظنُّ بهم التوسط والعمل على الوقف الفوري للعدوان الذي تجاوز عامًا كاملًا، والَّذي أجمعت عليه الشعوب الحرة في أوروبا وأمريكا، بل والعالم أجمع، لكن خابت آمال الإنسانية حينما اختارت الوزيرة الألمانية الاصطفاف خلف الجُناة، وبما يُهدِّد كل جهود الوساطة لوقف العدوان.
ويُذكِّر الأزهر وزيرة الخارجية الألمانية بموقف بلادها الإنساني من استقبال اللَّاجئين من مختلف دول العالم خلال السنوات القليلة الماضية جرَّاء الظروف القهرية التي حدثت في بلادهم من حروب وصراعات، وهو ما يتناقض جذريًّا مع هذا التصريح المتطرف الناتج عن شعور بالذنب التاريخي، مؤكدًا أنَّ هذا التصريح يمثل وصمة عار في السياسة الألمانية وتحولها إلى النقيض من داعمٍ للقضايا الإنسانية إلى محرِّضٍ على ارتكاب أفظع الجرائم في حق المدنيين العُزَّل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان القاهرة الإخبارية مجازر بوابة الوفد السودان الشقیق
إقرأ أيضاً:
دماء على مذبح الصمت
غيداء شمسان غوبر
بينما تشرق شمس عيد الأضحى المبارك، وتقرع طبول الفرح في أرجاء الأرض، وتذبح الأضاحي طاعة لأمر الله، تخنق صرخات الألم من قلب غزة النازفة كيف لقلب أن يرقص فرحا، ولروح أن تستطيب العيد، بينما أهلي هناك يقتلون بكل عبثية وإجرام لا متناهي؟ كيف للقمة أن تستساغ، ولثوب جديد أن يلبس، ولضحكة أن تطلق، بينما أطفال غزة يتضورون جوعا، ويرتجفون خوفا، ويدفنون تحت الركام بلا كفن؟
هنا تكمن المفارقة الكبرى، وهنا يتجلى عار العصر إنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أضحية العيد، وكبش الفداء التي تسفك دماؤها على مذبح الصمت العالمي، وتقدم أشلاؤها قربانا لضمائر ماتت أو كادت تموت.
أي عيد هذا الذي يمر على أرواح مثقلة بالوجع، وقلوب محطمة بالفقد؟ أي فرح هذا الذي نبنيه على أنقاض بيوتنا، وعلى صرخات أطفالهم التي لا تجد صدى؟ إن فرحنا اليوم، إن كان فرحا، فهو ملطخ بالدم، مثقل بالخجل، محاط بعار الخذلان الذي يلف الأمة والعالم.
يا لقسوة المشهد الذي يحرج كل ضمير حي! بينما تزين موائدنا بأطايب الطعام، ترى موائد غزة خاوية إلا من غبار الدمار ومرارة الجوع بينما تلبس أطفالنا أجمل الثياب، يرى أطفال غزة عراة إلا من أكفانهم، أو ثياب بالية لا تقي حرًا ولا بردًا.
إنهم لا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون، لا يملكون سوى الصبر الذي فاق صبر الجبال، والإيمان الذي زلزل عروش الطغاة إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.
أين هي بهجة العيد في ظل هذا النزيف؟ أين هي روح التكافل التي يعلمنا إياها ديننا؟ أين هي صرخات “لبيك” التي تردد في عرفات، بينما غزة تنادي ولا مجيب؟
إن هذا العيد ليس عيدًا لمن يرى أطفاله يذبحون، ولا يملكون ما يلبسون ولا ما يأكلون إنهم هم الأضحية، وهم الفداء، وهم من يحرجون العالم بصمودهم، ويُفضحون الأمة بصمتها.
الصمت اليوم ليس حيادًا، إنه تواطؤ إنه خذلان يلطخ جبين الأمة بوصمة عار لا تمحى فالله سيسألنا جميعًا، كل بقدر استطاعته: ماذا قدمت لغزة وهي تباد؟ ماذا قدمت لأطفالها وهم يقتلون؟ ماذا قدمت لنسائها وهن يروعن؟ هل كان صوتك حبيس صدرك؟ هل كانت يدك مكبلة بالخوف أو بالمصالح؟
ليكن عيدنا هذا العام وقفة ضمير، لا مجرد وقفة احتفال ليكن كل تكبيرة نطلقها صرخة حق في وجه الظلم ليكن كل دعاء نرفعه نصرة لأهلنا في غزة.
فلا فرح يكتمل، ولا عيد يبهج، وقطعة من جسدنا تباد إن أضحيتنا الحقيقية اليوم هي كسر الصمت، ورفع الصوت، والعمل بكل ما أوتينا من قوة لإيقاف هذه المجزرة.
فهل من مجيب لنداء غزة؟ هل من قلب يرفض الفرح الزائف لأجل الحق؟ هل من يد تتحرك لإيقاف هذا النزيف؟
إن الجواب يبدأ من هنا، من كل قلب ينبض بالإنسانية، ومن كل يد تتحرك لإحقاق الحق. فلنحول هذا العيد إلى وقفة عز، ولنسخر كل طاقاتنا لنصرة إخوتنا في غزة فالله معنا، والحق معنا، والمستقبل لأهل الحق.
دماء على مذبح الصمت