موقع 24:
2025-06-01@04:57:25 GMT

ما علاقة الفساد بخسائر روسيا في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

ما علاقة الفساد بخسائر روسيا في أوكرانيا؟

في 21 فبراير (شباط) عام 2022، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفساد دافعاً لقراره غزو أوكرانيا. في حينه، اتهم الوكالة الوطنية لمنع الفساد والمكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد، والمحكمة العليا لمكافحة الفساد في أوكرانيا، بأنها كلها دُمى في يد الولايات المتحدة.

شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد




وبحسب ناشطين أوكرانيين، فإن التقدُّم الأوكراني ضد الفساد أثار الذعر في قلب بوتين. فالحرب التي تشنها كييف ضد الفساد حاسمة بالضبط كحربها ضد بوتين، وفق الباحثين إيلين ديزنسكي، مديرة أولى ورئيسة مركز القوة الاقتصادية والمالية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وتيد شيبرد، متدرب في مركز القوة الاقتصادية والمالية وباحث متخصص في التاريخ والشؤون العالمية.
وقال الباحثان في مقال مشترك بموقع "1945" الأمريكي: على مدى العقود السابقة، تطورت أوكرانيا فأمست دولة تابعة لروسيا الأقوى منها، وتحت السيطرة الروسية بسبب النفوذ الفاسد لموسكو.

 

 

On the battlefield and in smoky back rooms, Ukraine must be freed from the clutches of Russia and its deep arsenal of kleptocracy, write ⁦@FDD_CMPP⁩ ⁦@ElaineDezenski⁩ & Ted Shepherd https://t.co/YG6t5geXx2

— Mark Dubowitz (@mdubowitz) August 14, 2023


ولكن قبضة بوتين الفاسدة على أوكرانيا بدأت تضعف، بالتزامن مع ثورة الميدان التي اندلعت عام 2014 وأطاحت بفيكتور يانوكوفيتش الفاسد، بعد أن امتلأ قصره الرئاسي بعائدات اختلاسه التي تراوحت ما بين أسود أثرية ومطعم على هيئة سفينة قراصنة عائمة ورغيف خبز من الذهب الخالص.
ومنذ ذلك الحين، أحرزت أوكرانيا تقدماً كبيراً في مكافحة الفساد، في سياق جهودها الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وعَدَّ بوتين جهود مكافحة الفساد هذه تهديداً للنفوذ الروسي.

 

 

 

                                        زائرة للمتحف الوطني في كييف تضع على رأسها تاجاً يمثل الرغيف الذهبي الذي عثر عليه في منزل يانوكوفيتش.

ثورة الميدان 2014


وفي أعقاب ثورة الميدان عام 2014، وبعد مزاعم مُختلَقَة بانقلاب "النازيين الجدد"، أرسلَ بوتين قوات روسية خاصة إلى شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. وفي عام 2022، غزت روسيا أوكرانيا بالكامل، سعياً منها للإطاحة بحكومة أوكرانيا المُنتخبة ديمقراطيّاً. وتعثَّرَ الغزاة بسبب مشكلات لوجستية، وأخطاء استراتيجية وانعدام للكفاءة، حسب الباحثين. لكن، يكمنَ وراء هذه المشكلات السقم عينه الذي أصابت به روسيا أوكرانيا، ألا وهو الفساد.
ففي عام 2022، أشارت منظمة الشفافية الدولية إلى أنّ "قطاع الدفاع الروسي مُعرض للفساد بقدرٍ كبير بسبب الرقابة الخارجية المحدودة للغاية على سياسات وميزانيات وأنشطة وعمليات الاستحواذ على مؤسسات الدفاع". فقد أنفقت روسيا 62 مليار دولار، أي نحو 4.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، على جيشها عام 2022. وقدَّرَ كثير من المسؤولين والخبراء الروس أن ما لا يقل عن 20% من ميزانية الدفاع، أو حتى ما يصل إلى 50% منها، يُهدَر بسبب الفساد.


فساد القطاع العسكري


وقال الباحثان إن هذا الفساد في القطاع العسكري ليس بالظاهرة الجديدة؛ فقد ادعى المدعي العام الروسي السابق في عهد بوريس يلتسين أن الجيش كان الأكثر فساداً من بين جميع المؤسسات الحكومية الروسية.
وكان الفساد في القطاع العسكري الأوكراني مستفحلاً أيضاً، رغم أن غريزة نهب الإمدادات الحيوية في زمن الحرب تختلف على الأرجح بالنسبة لجيشٍ يدافع عن وطنه وشعبه.
وأضافَ الباحثان: تُقاتل أوكرانيا على نحوٍ متزايد بأسلحة وذخيرة تمدها بها أمريكا وحلفاؤها، مما يخفف التأثير المحتمل للفساد على صناعة الدفاع الأوكرانية.

أما منظومة المُشتريات العسكرية الروسية، فهي مُعرّضة بشكلٍ خاص للفساد. يبدو أن شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد، إذ حلَّت محل المكونات الأصلية مكونات صينية رخيصة، وضاع ثلث الميزانية البالغة 18 مليار روبل بسبب الاختلاسات في هذا السياق.
وظهرت ثمار هذا الفساد المُستشري فور أن عبر الجنود الروس إلى أوكرانيا عام 2022. وحتى أن القوميين المتشددين أمثال زعيم جماعة فاغنر السابق يفغيني بريغوجين كانوا صريحين بشأن التأثير الكارثي لفساد قطاع الدفاع الروسي، إذ برَّرَ بريغوجين ثورته، التي لم تَدُم طويلاً ضد الكرملين، بأنها كانت رداً على الفساد.


تأثير مضاعف للفساد


وأوضح الباحثان أن تأثير الفساد كان مضاعفاً، لأنه كان خفيّاً إلى حد كبير على بوتين وصناع القرار الآخرين.
وأضافا:"تُقاتل جيوش بوتين، التي ضعفت شوكتها بسبب الفساد، من أجل حماية نفوذ الكرملين الفاسد على أوكرانيا، التي لا تفتأ تزداد ميلاً للغرب ونزوعاً له".
ورأى الباحثان أنه إذا أرادت أوكرانيا أن تنتصر في هذه الحرب، فعليها أن تنتصر على الفساد وفي ساحات المعركة العسكرية أيضاً. ولذلك فمن الضروري، وفق الباحثين، أن تدعم واشنطن وحلفاؤها جهود كييف الساعية إلى مكافحة الفساد كشرطٍ أساسي لكلٍ من المساعدات والعضوية في التحالفات الغربية المتعددة الجنسيات.
واختتم الباحثان مقالهما بالقول: "في ساحات المعركة ووراء الكواليس التي تعطن برائحة الفساد، لا بد من تحرير أوكرانيا من براثن روسيا وترسانتها العميقة الممثلة في منظومة السرقات الحكومية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية مکافحة الفساد عام 2022

إقرأ أيضاً:

روسيا تنتظر رد أوكرانيا بشأن حضور محادثات جديدة في إسطنبول

أعلنت روسيا اليوم الخميس أنها لا تزال بانتظار رد أوكرانيا على جولة مقترحة من المحادثات يرتقب عقدها في إسطنبول الإثنين المقبل على أمل التوصل إلى تسوية سلمية تنهي النزاع، فيما تتهم كييف موسكو بكسب الوقت مطالبة بمعرفة شروطها قبل أي اجتماع.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف "بحسب علمي، لم نحصل على رد بعد.. علينا انتظار رد من الجانب الأوكراني"، بخصوص اقتراح عقد لقاء جديد في إسطنبول بعد اجتماع للطرفين في 16 مايو/أيار أسفر فقط عن اتفاق لتبادل للأسرى.

وكانت أوكرانيا قي أبدت أمس استعدادها لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة مع روسيا، لكنها طالبت بأن تقدّم موسكو شروطها للسلام مسبقا لضمان أن يفضي الاجتماع إلى نتائج.

واعتبر بيسكوف اليوم مطلب كييف من روسيا تسليمها شروط السلام قبل المحادثات "غير بنّاء".

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، على تصريحات الكرملين على منصة "اكس" قائلا "إن خوف الروس من إرسال وثيقتهم إلى أوكرانيا يُشير إلى أنها على الأرجح تتضمن إنذارات نهائية غير واقعية، ويخشون الكشف عن عرقلتهم لعملية السلام".

وأضاف "إن لم يكن الأمر كذلك، فعليهم إرسال هذه الوثيقة فورا.. والتوقف عن هذه الألاعيب، التي تُظهر فقط أنهم على الأرجح يريدون أن يكون الاجتماع المقبل فارغا".

إعلان لعب بالنار

واقترحت موسكو إجراء هذه المحادثات بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"اللعب بالنار".

ورغم الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى أشهر، لا يبدو الطرفان أقرب للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.

وفي 16 أيار/مايو، عقد الوفدان الروسي والأوكراني أول لقاء مباشر بينهما منذ ثلاث سنوات في اسطنبول، من دون إحراز تقدّم.

ولم تسفر مناقشات إسطنبول عن أي تقدم فيما اتهمت أوكرانيا روسيا بتقديم مطالب إقليمية "غير مقبولة"، لكن تعهّد الجانبان خلال تلك المفاوضات، القيام بعملية تبادل غير مسبوقة للأسرى، شملت ألف اسير من كل جانب وأُنجزت نهاية الأسبوع الفائت.

ويبدو أنه من الصعب التوفيق بين المواقف الرسمية للجانبين. ففي حين تطالب روسيا بأن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن المناطق الخمس التي ضمّتها، تعتبر كييف ذلك أمرا لا يمكن القبول به.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. مقتل 7 أشخاص في انهيار جسر قرب الحدود مع أوكرانيا
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روسيا تعلن القضاء على 9420 عسكريا أوكرانيا خلال أسبوع
  • الكرملين: روسيا مستعدة للتفاوض.. ولقاء بوتين بـ ترامب أو زيلينسكي «مشروط»
  • بمسيّرات.. روسيا تشن هجوما عنيفا ضد أكبر موانئ أوكرانيا على نهر الدانوب
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة
  • واشنطن: على بوتين قبول الاتفاق المطروح لإنهاء حرب أوكرانيا.. أفضل نتيجة ممكنة
  • روسيا تنتظر رد أوكرانيا بشأن حضور محادثات جديدة في إسطنبول
  • ترامب يعرض وساطة تاريخية.. اجتماع ثلاثي مع بوتين وزيلينسكي وتسوية أوكرانيا خلال أسبوعين
  • روسيا مستعدة لبحث نقاط الاتفاق الشامل بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا