النبطية.. قلب الجنوب اللبناني وتاريخه العريق
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
مدينة تقع في قضاء النبطية ضمن محافظة النبطية جنوبي لبنان، وهي مركز المحافظة، وتحيط بها سلسلة من الجبال من الشرق والغرب. وترجح الروايات أن اسم النبطية مشتق من "الأنباط"، في إشارة إلى إرثهم التاريخي في المنطقة، أو من كلمة "نبط الماء" نظرا لكثرة ينابيعها.
تعد من المدن الغنية بالمعالم الأثرية التي تعكس تاريخها العريق، ومن بينها قلعة الشقيف المطلة على المدينة، وسوق الاثنين، وجامع النبطية القديم، وكنيسة السيدة، مما جعلها وجهة سياحية بارزة.
وللمنطقة دور بارز في تاريخ المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضت للغارات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات بين إسرائيل وحزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
الموقعتقع مدينة النبطية في محافظة النبطية اللبنانية، وتتوسط مدن وقرى سلسلة جبال لبنان الجنوبي، وتبعد عن بيروت حوالي 70 كيلومترا، وتطل عليها قلعة الشقيف التاريخية.
الجغرافياتعد مدينة النبطية كبرى مدن المحافظة البالغ مساحتها نحو 1097 كيلومترا مربعا، وتحيط بها سلسلة من الجبال من الغرب والشرق. ويعرف عن مناخها أنه معتدل طوال العام، إذ ترتفع فيها درجات الحرارة قليلا في فصل الصيف، وتنخفض في الشتاء.
يعود أصل تسمية مدينة النبطية إلى روايتين، تشير الأولى إلى أن الاسم مستمد من "الأنباط" الذين تركوا إرثا عريقا في مملكة البتراء جنوب شرق لبنان. أما الرواية الأخرى فتقول إن اسم النبطية مأخوذ من اللغة العربية، ويعني "نبط الماء"، أي تفجره وسيلانه، في إشارة لكثرة الينابيع في المنطقة.
السكانتحتل مدينة النبطية المرتبة الخامسة بين مدن لبنان من حيث عدد السكان، ويشكل الشيعة الأغلبية في المنطقة، إلى جانب السنة والمسيحيين.
تاريخ الصموديعود تاريخ مدينة النبطية إلى عصور ما قبل الميلاد، فقد عثر على أدلة أثرية تعود إلى العصر الحجري مرتبطة بحضارة القرعون في الفترة من 5 آلاف إلى 20 ألف سنة قبل الميلاد.
وقد وُجدت فؤوس حجرية وأدوات مصنوعة من الحجر الضران أو الصوان على عمق سبعة أمتار، يعود تاريخها إلى ما بين 8 آلاف و15 ألف سنة قبل الميلاد.
كما مرت النبطية بعصور متعددة من الفينيقي إلى البيزنطي مرورا بالعصر الروماني، وتبين ذلك من وجود مغاور وكهوف وأحجار ومدافن وطرق مرصوفة تعود إلى عصر الرومان.
وقد خضعت المدينة لحكم الدولة العثمانية وكانت مركزها الرئيسي في البلاد، وكانت عقب الانتداب الفرنسي تابعة لقضاء صيدا ثم لمحافظة جنوب لبنان، ثم محافظة النبطية.
وقد شهدت مدينة النبطية عمليات عسكرية إسرائيلية، بدءا من عملية الليطاني في مارس/آذار 1978 التي هدفت لطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية مع إسرائيل. وقد أدت العملية إلى فرار معظم السكان من المدينة بسبب القصف الكثيف الذي طالها.
وكان للمدينة دور في نشأة المقاومة اللبنانية في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وشهدت عملية "تصفية الحساب" 1993، وعملية "عناقيد الغضب" 1996، وكذا حرب يوليو/تموز 2006.
وقدمت المدينة أثناء هذه العمليات العسكرية عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى الخسائر المادية وتهجير عشرات العائلات من بيوتهم.
وشهدت مدينة النبطية عشرات الغارات الإسرائيلية في عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات مع حزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
مخترع لبناني، ولد عام 1895 في مدينة النبطية، ونال إعجاب معلميه وهو في السابعة من عمره بعد أن لوحظت علامات نبوغه وذكائه في الرياضيات.
وقد برع أثناء دراسته في الجامعة الأميركية ببيروت في حلّ المسائل الرياضية والفيزيائية المعقدة، وبعد إخضاعه للتجنيد الاجباري، هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ثم التحق بجامعة إلينوي عام 1923 وحصل على درجة الماجستير في الهندسة.
وأظهر عبقريته عقب عمله في مختبر شركة جنرال إلكتريك، وقدم 52 طلبا للحصول على براءات اختراع، من بينها جهاز يساعد على نقل الصور من خلال أنبوب الأشعة الكاثودية، وذلك قبل سنوات من ظهور التلفاز في العالم.
توفي حسن كامل الصباح يوم 31 مارس/آذار 1935 عن عمر ناهز 41 عاما إثر حادث سير، وشيد له تمثال في النبطية.
أحمد رضاعالم باللغة والأدب، ولد ونشأ في مدينة النبطية وتعلم في مدرستها الابتدائية، وأخذ العلم عن شيوخ الطريقة الأزهرية، ثم مارس التجارة، ونشر المقالات والقصائد، وألف العديد من الكتب من بينها كتاب "متن اللغة العربية" في خمسة مجلدات.
كما ألف كتب "رد العامي إلى الفصيح" و"هداية المتعلمين" و"روضة اللطائف"، كما نشرت له أبحاث ومقالات في المجلات الشامية وغيرها.
توفي عام 1953 إثر إصابته بحجر طائش في أثناء تظاهرة انتخابية في النبطية، وفارق بعدها الحياة عن عمر ناهز 80 عاما.
تعج مدينة النبطية بالعديد من المعالم الطبيعية والمواقع الأثرية الشاهدة على تاريخها العريق، ومنها:
قلعة الشقيفمن أشهر المعالم في المنطقة، تقع على صخر شاهق مطل على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومدينة النبطية. يعود بناؤها إلى عصر الرومان، وزاد الصليبيون من أبنيتها، ورممها الأمير اللبناني فخر الدين الثاني في القرن السادس عشر.
سوق الاثنينيعد سوق يوم الاثنين أو "سوق الوحدة" من أهم المعالم السياحية في مدينة النبطية، وبحسب الروايات فقد نشأ في عهد المماليك، إذ كان ملتقى للاتين من مختلف مدن لبنان وفلسطين وسوريا، ويتجمع الناس فيه كل يوم اثنين من أجل البيع والشراء.
وتباع في السوق المنتجات الزراعية من حبوب وخضر وفواكه، إضافة إلى اللحوم والمنتجات الاستهلاكية الأخرى.
يقع الجامع في حي السراي في النبطية، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويعد من أول المساجد المبنية في المدينة، وأصبح معلما تاريخيا يقصده الزوار.
كنيسة السيدةكنيسة بُنيت عام 1898 في حي الميدان بالنبطية، وهي من أولى الكنائس المبنية في جنوب لبنان، وتعد مركزا تراثيا وثقافيا وأحد الأدلة على التنوع الديني في المدينة. وتشتهر بتصميمها الجميل، وتقام فيها الصلوات المسيحية.
الاقتصاديعتمد سكان مدينة النبطية بشكل أساسي على الزراعة والتجارة والخدمات، وتشتهر المنطقة بأراضيها الزراعية الخصبة، إذ يزرع السكان الخضروات والفواكه والتبغ.
كما تسهل التجارة في المدينة بفضل موقعها الإستراتيجي على الطريق الرئيسية التي تربط بيروت بجنوب لبنان والحدود مع إسرائيل. إضافة إلى ذلك تسهم خدمات التعليم والرعاية الصحية في دعم الاقتصاد المحلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محافظة النبطیة مدینة النبطیة قبل المیلاد فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
الملك والرئيس اللبناني يعقدان مباحثات في قصر بسمان
صراحة نيوز ـ أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر بسمان الزاهر، اليوم الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وأبرز التطورات في المنطقة.
وأكد الزعيمان خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة، اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع الأردن ولبنان، وأهمية مواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة.
وتطرقت المباحثات إلى أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية.
وأعاد جلالة الملك التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه.
وبالنسبة للأوضاع في المنطقة، أكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لكل المناطق.
وشدد جلالته والرئيس عون على رفضهما لأية مخططات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، وضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
ولفت جلالة الملك إلى خطورة استمرار التصعيد غير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
كما تطرقت المباحثات إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا، الأمر الذي سيساعد في تسهيل عودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى وطنهم.
من جانبه، أشاد الرئيس اللبناني بدور الأردن، بقيادة جلالة الملك، في الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه، وتقديم الدعم للجيش اللبناني.
وأشار الرئيس عون إلى أهمية تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين، لا سيما في مكافحة الإرهاب والتهريب.
وتم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة، ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبدالله العدوان، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، والسفير الأردني لدى لبنان وليد الحديد، والوفد المرافق للرئيس اللبناني.
وودع جلالة الملك في مطار ماركا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، لدى مغادرته عمان اليوم الثلاثاء