كشفت عدد من التقارير لمنظمات حقوقية وناشطون في السودان، أن العديد من النساء في ولاية الجزيرة وسط البلاد، قد أقدمن على الانتحار عقب اغتصابهن، خلال الحرب الأهلية الجارية في البلاد.

وكانت الأمم المتحدة، قد وجّهت اتهامات لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، الأسبوع الماضي، بـ"ارتكاب جرائم بشعة، بما فيها القتل الجماعي في الولاية".

وهو ما جعل التقارير تتسارع بعد ذلك.

وفي السياق نفسه، قالت منظمة حقوقية لشبكة "بي بي سي" إنها "تتواصل مع ست نساء تفكرن في الانتحار، خوفا من التعرض للاغتصاب، مع استمرار تقدم قوات التدخل السريع"؛ فيما نفت قوات الدعم السريع ما جاء في التقرير الأممي وقالت إن: "هذه الاتهامات لا دليل عليها".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية في المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، هالة الكاريب: "شنت قوات الدعم السريع حملة انتقام في المناطق التي يسيطر عليها كيكل، فنهبت وقتلت المدنيين الذين قاوموا الهجمات واغتصبت النساء والفتيات الصغيرات".

وأضافت أن: "المبادرة تعمل على توثيق أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان خلال الحرب، ووثقت انتحار ثلاث نساء، الأسبوع الماضي، في ولاية الجزيرة"، مشيرة إلى أن اثنتين منهن انتحرتا في قرية السريحة والثالثة في قرية الرفاعة.


وأردفت هالة أن "الأدلة على الاغتصاب جاءت من قريتين فقط، من أصل 50 قرية تقريبا تعرضت للهجمات في الفترة الأخيرة، وأضافت أن الأرقام قد تكون أكبر بسبب انقطاع الاتصالات مع بعض المناطق".

كذلك، أوضحت شقيقة المرأة التي انتحرت في قرية السريحة أن أختها أقدمت على الانتحار بعد اغتصابها من قبل جنود قوات الدعم السريع، أمام والدها وأخيها، اللذين قتلا لاحقا.

وخلال الأسبوع الماضي، قد انتشرت عدد من الصور ومقاطع الفيديو على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق لعشرات الجثث ملفوفة في أغطية، إثر مجزرة نسبت لقوات الدعم السريع في السريحة. وبحسب "بي بي سي" فإن الموقع البارز في المقاطع هو ساحة مسجد في السريحة.

فيديو ابادة جماعية في منطقة السريحة بالسودان #السودان #قوات_الدعم_السريع #قوات_المسلحة#اسرائيل #فلسطيـن pic.twitter.com/hY4v7rtOSQ — yagoub shareif (@Yagoub_shareif) October 27, 2024 #السودان

▪️قوات الدعم السريع في السودان تواصل فظائعها في ولاية الجزيرة.
▪️في قرية السريحة قتلت أكثر من 100 مدنياً في يوم واحد ونزح الآلاف في جميع أنحاء ولاية الجزيرة.
▪️ تتعرض قرى وبلدات شرق الجزيرة لحملات انتقامية من قوات الدعم السريع، في أعقاب انشقاق قيادات منها. pic.twitter.com/KRE0d66vMF — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) October 28, 2024
ونقلت "بي بي سي" عن ناشطة في الجزيرة، طلبت عدم ذكر اسمها أنها "تأكدت من انتحار نساء بعد مقتل أزواجهن على يد قوات الدعم السريع". فيما روت الناشطة تفاصيل انتحار أختها بعد اغتصبها من قبل مسلحين من قوات الدعم السريع، الذين قتلوا خمسة من إخوتها وعددا من أقاربها السريحة.

وترى الناشطة أنه "يستحيل التحقق من التقارير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن انتحار النساء الجماعي خوفاً من الاغتصاب، بسبب انقطاع الاتصالات".

ووفقا لتقرير أممي من 80 صفحة، صدر الثلاثاء الماضي، إنه منذ بداية النزاع حتى يوليو/ تموز 2024، تمّ توثيق 400 شهادة لناجيات من اعتداءات جنسية مرتبطة بالنزاع، مبرزا أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير.


وقال رئيس اللجنة الأممية التي أعدت التقرير، محمد شندي عثمان، إن "الاعتداءات الجنسية الصارخة التي وثقها التقرير في السودان بلغت درجات مهولة". فيما أكدت اللجنة الأممية أن النساء اللاتي وثقت شهادتهن تراوحت أعمارهن من 8 سنوات إلى 75 سنة، أغلبهن بحاجة إلى علاج طبي، مشيرة إلى أن "أغلب المستشفيات والمصحات تعرضت للتخريب في القتال".

إلى ذلك، زارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، مركز المساعدات في بورت سودان، هذا الأسبوع، فيما قالت لـ"بي بي سي" إن: "البلاد قد تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذا لم يتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، محذرة من أن الملايين قد يموتون من الجوع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية السودان الأمم المتحدة الاعتداءات الجنسية الأمم المتحدة السودان الاعتداء الجنسي الجيش السوداني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة فی السودان بی بی سی فی قریة

إقرأ أيضاً:

السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»

رد الجيش السوداني، اليوم الأحد، على إعلان تحالف “تأسيس” تشكيل حكومة موازية، واصفاً إياها بـ”حكومة المليشيا”، معتبراً أنها تمثل “محاولة لخداع حتى شركائهم في الخيانة”، وتهدف إلى الاستيلاء على السلطة خدمةً لأجندات خارجية وطموحات شخصية.

وقال الجيش، في بيان رسمي، إن قادة “الدعم السريع” لا تجمعهم أي صلة حقيقية بالسودان، ويعتمدون على السلاح والنفوذ لنهب موارده، مضيفاً أنهم مستعدون لـ”اللعب بكل الأوراق الممكنة”، بما في ذلك قبولهم أن يكونوا أدوات لتنفيذ أجندات إقليمية تتجاوزهم.

ووصف البيان الحكومة الموازية بأنها “تمثيلية هزيلة”، تجمع بين “عملاء وجهلة ومجرمي حرب”، مؤكداً أن الشعب السوداني سيُفشل هذا المخطط، وسيظل السودان موحداً رغم ما سماه “اتساع دائرة التآمر”، بفضل وحدة شعبه وتماسك جيشه.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، إعلان “قوات الدعم السريع” عن تشكيل ما وصفته بـ”حكومة وهمية”، معتبرة الخطوة استفزازاً صارخاً واستهتاراً بمعاناة السودانيين الذين يواجهون العنف والانتهاكات منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن نشر الإعلان عبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف تراجع “الدعم السريع” تحت ضربات القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن مشاركة شخصيات مدنية في الإعلان يُعد دليلاً على “مؤامرة مشتركة للاستيلاء على السلطة بالقوة”.

وعبّرت الخارجية عن استيائها الشديد من سماح كينيا بعقد اجتماعات تمهيدية لهذا الإعلان في نيروبي، معتبرة ذلك خرقاً لسيادة السودان وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية، فضلاً عن تعارضه مع مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد.

ودعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى إدانة هذا الإعلان، مؤكدة أن “أي تعامل مع كيان سياسي يصدر عن قوات الدعم السريع يُعد مساساً بسيادة السودان وحقوق شعبه”.

وكان أعلن تحالف “تأسيس”، تشكيل حكومة موازية في السودان، وتعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، في خطوة وُصفت بأنها تحدٍّ مباشر للحكومة الرسمية بقيادة الجيش، وسط احتدام الصراع السياسي والعسكري في البلاد.

وذكر التحالف، في بيان صدر من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، أنه “تم تشكيل سلطتين سيادية وتنفيذية”، مشيرًا إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” سيتولى رئاسة المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة، مع تعيين عبد العزيز الحلو نائبًا له، وفارس النور حاكمًا للخرطوم.

وأوضح المتحدث باسم التحالف، علاء الدين عوض نقد، خلال مؤتمر صحفي في نيالا، أن “الاختيارات جاءت بعد مشاورات واسعة اتسمت بالشفافية، وأسفرت عن تشكيل هيئة قيادية من 31 عضوًا”، مؤكدًا أن الهدف هو تفكيك ما وصفه بـ”السودان القديم”، ومعالجة جذور الحروب وتحقيق السلام المستدام.

وأشار التحالف إلى انفتاحه على القوى المدنية والعسكرية الرافضة للحرب والداعمة لتغيير جذري، داعيًا “جميع المظلومين والمضطهدين للانضمام إلى صفوفه”.

يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه مدينة الفاشر بشمال دارفور تصعيدًا عسكريًا، بعد أن أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي تحويلها إلى “منطقة عمليات”، مطالبة المدنيين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، بالتنسيق مع قوات “تحالف تأسيس”.

وكان التحالف قد تأسس في فبراير الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم قوى من الدعم السريع والحركة الشعبية – قطاع الحلو وحركات مسلحة أخرى، وسط رفض رسمي إقليمي ودولي لأي حكومة موازية، وتحذيرات من تفتيت الدولة وزيادة معاناة المدنيين في ظل الانهيار الإنساني الواسع في البلاد.

آخر تحديث: 27 يوليو 2025 - 15:44

مقالات مشابهة

  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»
  • وزارة الخارجية تدين ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • حميدتي يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان
  • أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27
  • انقلب السحر على الساحر.. “الدعم السريع” تطلق النار على زوجة ناظر مؤيد لها
  • بينهم نساء وأطفال.. مقتل 30 شخصًا في هجمات لقوات الدعم السريع
  • 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودان
  • عاجل.. الدويم في مرمى مُسيّرات “الدعم السريع”