الجزيرة:
2025-12-03@11:48:18 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

التكايا مراكز اجتماعية تطوعية توزع وجبات غذائية لآلاف المحتاجين في السودان، وهي جزء من التراث الديني والثقافي في البلاد، ويمتد تاريخها إلى عقود من الزمن، منذ مملكة سنار الإسلامية، مرورا بعهد الدولة العثمانية وسلطنة دارفور.

وقد ساهم العثمانيون في دعم انتشار التكايا بهدف تعزيز التعليم الديني، وجعلوها تضطلع بدور حيوي في تحسين حياة الفقراء والمحتاجين.

ما التكايا؟

التكايا مفردها "تَكيَّة"، وهي ملجأ للفقراء، وأصلها "التّكْأة"، أي ما يتكئ عليه الفقير، وفقا لقاموس اللهجة العامية في السودان لعون الشريف قاسم.

وقد عُرفت التكية في العصر العثماني بأنها أحد أنواع المراكز الدينية التي كانت تخصص لإقامة الدراويش وطلبة العلم وعابري السبيل، وحلت مكان "الخانقاوات" التي انتشرت في العصر المملوكي.

وتُعرف التكايا بأنها إرث صوفي قديم، إذ يجد الفقراء والمحتاجون والمريدون فيها ملاذا يوفر لهم ما يسد جوعهم ويمنحهم الراحة.

وهي جزء من النظام الصوفي الذي عمل على نشر تعاليمه عبر مؤسسات من أهمها المسجد والمسيد والخلوة والزاوية والتكية والضريح والمزار.

تكية مسيد الشريف التيجاني في كركوج بولاية سنار تقدم الطعام للنازحين من مختلف مدن السودان (الجزيرة) تاريخ التكايا في السودان

يعود أصل التكايا في السودان إلى عقود طويلة، إذ ينسب أقدمها إلى الملك بادي أبو دقن، أحد ملوك مملكة سنار الإسلامية، في عام 1643.

وتقول بعض الروايات إن دخول التكية إلى السودان يعود إلى العرب الوافدين إليه من شمال أفريقيا في عهد السلطان أحمد المعقور، مؤسس سلطنة دارفور.

وقد أولت الدولة العثمانية، في فترة الواليين إسماعيل باشا وسعيد باشا، اهتماما خاصا بدعم قيام التكايا وفقا لخطة تهدف إلى المساهمة في نشر التعليم الديني.

وتألفت التكية العثمانية من حجرة للصلاة، وباحة واسعة مكشوفة تحيط بها حجرات الصوفية السكنية، وأروقة ومرافق للقراءة والاستحمام وتناول الطعام.

وفي العصر الحديث، انتشرت العديد من التكايا في السودان، ومن أشهرها تكية الإمام عبد الرحمن المهدي، زعيم طائفة الأنصار في أم درمان، وتكية السيد علي الميرغني، زعيم الطريقة الختمية الصوفية في الخرطوم بحري.

التكايا تنشط بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها (مواقع التواصل الاجتماعي) دورها المجتمعي

للتكايا المنتشرة في السودان والعالم العربي دور حيوي في توفير الدعم والرعاية الاجتماعية للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وتعمل على تحسين حياة الناس وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجا في المجتمع، ونشر قيم التكافل.

مناطق انتشارها وآلية عملها

انتشرت التكايا في مناطق واسعة من السودان بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وقد نشطت بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها، ومن أشهرها تكية مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين بمنطقة أم درمان القديمة التي توفر الغذاء والدواء للمحتاجين.

وبحسب محمد حمزة، أحد متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني بمنطقة الكوداب والحوشاب شمالي أم درمان، فإن التكايا تعتمد بشكل أكبر على التبرعات من الأهالي في داخل السودان وخارجه.

ووفقا للمصدر ذاته يدير التكايا إما أهل الحي أو الحكومة أو المنظمات الإنسانية وغرف الطوارئ، وتعمل بضع منها في الأسبوع حسب مقدار التبرعات المالية وتوفر السلع الأساسية.

التكايا تقدم وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقد رشح معهد أبحاث السلام بأوسلو في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024 غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام، لدورها في التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المحتاجين.

وتقدم التكايا وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها، ويوزع المتطوعون الغذاء على المحتاجين في منازلهم، وفي بعض المناطق يضطر المحتاج للذهاب إلى التكية حاملا إناء للحصول على طعام يكفيه وأسرته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی السودان التکایا فی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: الهدنة مناورة وبابنوسة تحت القصف

الخرطوم" د ب أ": أعلن الجيش السوداني،اليوم إحباط هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة الاستراتيجية بولاية غرب كردفان في وسط السودان.

وقال الجيش السوداني ، في بيان صحفي اليوم:" مواصلة لنهجها في تضليل الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي وفي الوقت الذي أعلن فيه قائد مليشيا آل دقلووقفا لإطلاق النار وهدنة من طرف واحد، ظلت المليشيا تستهدف مدينة بابنوسة يوميا بالقصف المدفعي والمسيرات الإستراتيجية".

وأضاف :"اليوم شنت هجوما جديدا على المدينة أحبطته قواتنا بقوة وحسم" ، مؤكدا أن "ما يسمى بالهدنة التي أعلنها حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة تهدف للتغطية على تحركاتهم الميدانية وتدفق الدعم المتواصل لتأجيج الحرب وقتل السودانيين".

وشدد الجيش على "التزام القوات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني ، ولن تسمح باستغلال الوضع الإنساني كغطاء لتحركات عسكرية تفاقم الأزمة، وستواصل أداء واجبها في حماية الدولة والمواطنين بكل مسؤولية واقتدار".

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الاثنين، السيطرة على قيادة الفرقة 22 مشاة- بابنوسة- رئاسة الجيش بولاية غرب كردفان بعد معارك عنيفة قادتها ضد القوات المسلحة.

ومنذ مطلع الشهر الجاري استأنفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة بابنوسة، مستندة إلى تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إليها من إقليم دارفور.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية كثفت الدعم السريع عملياتها البرية مستهدفة مقر قيادة الفرقة 22 مشاة، كما استخدمت بشكل واسع طائرات مسيرة متطورة قادرة على تدمير التحصينات تحت الأرض، وفق صحيفة "سودان تربيون" .

وتعد بابنوسة من المدن الاقتصادية المهمة في غرب السودان، إذ اشتهرت بمصنع ألبان بابنوسة، كما أنها تمثل واحدة من أهم محطات التقاطع في شبكة سكك حديد السودان التي تربط بين غرب وشرق وشمال وجنوب البلاد.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعا دمويا على السلطة بين الحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تدعو إلى وقف استهداف المرافق الطبية في السودان
  • الجيش السوداني: الهدنة مناورة وبابنوسة تحت القصف
  • أطباء السودان ميليشيات الدعم السريع قتلت 4 أشخاص بينهم طفل
  • الهروب المرعب من الحرب في السودان ..« رأيتهم يدهسون الجرحى بسياراتهم»
  • السودان.. الدعم السريع يدخل آخر معاقل الجيش في بابنوسة
  • البرهان: أي حل لا يضمن تفكيك الدعم السريع وتجريدها من السلاح غير مقبول
  • البرهان يقترح العودة لعلم السودان القديم
  • الدوقة صوفي تتألق بإطلالة كلاسيكية في مضمار نيوبري
  • "الدعم السريع" تسيطر على المواد الإغاثية التي تصل إلى دافور
  • قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور