عرض الصحف البريطانية- دول أفريقيا هي الوحيدة التي بإمكانها تحقيق الاستقرار والديمقراطية في القارة السمراء – الغارديان
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
(عدن الغد)بي بي سي:
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الغارديان بمقال نسرين مالك التي ألقت الضوء على أهم الأسباب والدوافع وراء الانقلابات في منطقة الساحل في أفريقيا، والتي كان أحدثها انقلاب النيجر الذي بدأ في العاشر من أغسطس/ آب الجاري. ووصفت الكاتبة هذا الانقلاب بأنه "الحلقة الأخيرة التي تكمل سلسلة من الدول التي يحكمها انقلابيون في المنطقة بأكملها".
وأشارت مالك إلى أن هذا أحد أهم أسباب هذا الانقلاب أو محاولة الاستيلاء على السلطة، التاسع في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، هو التدخل الروسي سواء من خلال جماعة مرتزقة فاغنر أو من خلال الموقف الرسمي لروسيا من تلك الحركات الانقلابية. وأشارت إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض في تصريحات أدلى بها منذ أسبوعين على دول أفريقيا أن يحررها من قوى الاستعمار الجديد".
ورغم أن فاغنر ليست من الأسباب الرئيسية لتلك الانقلابات، إلا أنها من أهم العوامل التي توفر الدعم لتلك التحركات، وفقا للغارديان التي ذكرت أن جماعة المرتزقة الروسية تستخدم قوتها المسلحة في تدريب ودعم وتعزيز قوات مسلحة وشبه مسلحة تابعة لحكومات أو لجماعات متمردين على حدٍ سواء. وأشارت الصحيفة البريطانية أيضا إلى أن فاغنر تستخدم أيضا القوى الناعمة لروسيا من خلال مؤسسات مثل "مؤسسة حماية القيم الوطنية" الروسية، التي تزعم أنها ترصد اتجاهات المواطنين نحو الدولة الحكومات في دول بعينها بهدف التوصل إلى الأساليب التي من شأنها المساعدة في إنجاح عملية إدارة البلاد، كما تجلت تلك القوى الناعمة في النيجر في ظهر أعلام روسيا في مظاهرات في مؤيدة للمجلس العسكري.
وقالت مالك إن "فاغنر تستخدم كل هذه الطرق والأساليب من أجل شيء واحد؛ هو استنزاف ثروات الدول التي تنشط فيها، مثل الذهب في السودان، والنفط في ليبيا، والماس واليورانيوم في جمهورية وسط أفريقيا"، وهو الاستنزاف الذي وصفته الكاتبة بأنه "قرصنة اقتصادية".
وضمنت الكاتبة بين أسباب ازدهار الانقلابات في منطقة غرب ووسط أفريقيا الإرهاب الذي ينتشر بسهولة في تلك الدول استغلالا للصلة الضعيفة بين دول أفريقيا سلسلة الأمن العالمي. فوجود الجماعات الإرهابية تعطي مسوغا لقناعة تسود في دول مثل النيجر بأن الحكم العسكري أقدر على التصدي للإرهاب من الحكم المدني الديمقراطي.
وأشارت أيضا إلى أن الفقر يُعد أيضا من أهم هذه الأسباب، إذ يعاني ملايين السكان في تلك الدول من مستقبل اقتصادي مظلم وتتملكهم حالة من اليأس، وهو ما يفقدهم القوة اللازمة لمقاومة العسكريين الشباب الأقوياء ذوي الشخصيات الجذابة الذين يستغلون هذا الضعف لصالحهم.
وخلصت نسرين مالك إلى أن "استقرار دول أفريقيا لا يمكن أن يخطط له في البنتاغون أو في حلقات النقاش والتحليل على قنوات الأخبار، لكنه يتحقق بأيدي الأفريقيين وبآلياتهم بعد أن يواجهوا مخاوفهم بأنفسهم".
"حرب ثقافية"لا زلنا في الغارديان، حيث نشرت الصحيفة البريطانية مقالا لخمسة من السياسيين والمحلين السياسيين، في باب "ذي بانيل"، الذين عرضوا تشريحا دقيقا لسياسات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والبيئة.
ورأى جون ريدوود، عضو مجلس العموم عن ووكنغهام، أنه "على رئيس وزراء المملكة المتحدة أن يتوقف عن القسم وأن يطلق تعهدات حقيقية، فالشعب يتوقع من حاكمه عند الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام أن يستخدم لغة واضحة وأسرية تشعرهم بأنه واحد منهم".
وأشار إلى أن استخدام عبارات القسم والحديث الفضفاض عند التصدي إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية في البلاد أثار الكثير من الجدل أكثر من تقديمه حلول مستقبلية للمشكلة.
ورجح أن خير وسيلة يمكن للحكومة استخدامها لتحقيق النتائج المأمولة لحزب المحافظين في الانتخابات المقبلة هو أن يلتزم سوناك بتعهداته الخمسة التي تتمثل في خفض معدل التضخم بواقع النصف، وخفض المديونية البريطانية، والقضاء على قوائم في مستشفيات الهيئة الوطنية للرعاية الصحية، وتحقيق نمو اقتصادي، ووقف عبور زوارق المهاجرين إلى بريطانيا.
وقال توم جونز، عضو مجلس محلي ومؤلف، إن الناخبين يحتاجون إلى إجراءات حقيقية، "لا إلى إيمائات لا طائل من ورائها". وأكد أن البريطانيين الذين صوتوا لصالح حزب المحافظين في 2019 يحتاجون إلى تلبية احتياجات عدة، لا إلى "حرب ثقافية"، في إشارة إلى السياسات التي تتبعها الحكومة الحالية في التعامل مع المهاجرين.
وقالت فايزة شاهين، الأستاذة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد، إن ما يفعله سوناك وحكومته فيما يتعلق بقضايا الهجرة والبيئة "جهود حثيثة لتشتيتنا بالأكاذيب والكراهية".
وأضافت أن "سوناك أضاف سطرا جديدا في كتابه ’فرق تسد‘ عندما تحدث بشكل مناهض لسياسة للمناطق قليلة الانبعاثات في أوكسبريدج، إذ أثار جدلا بين مؤيدي ومعارض قائدي السيارات للتعتيم على الكارثة التي تسبب فيها هو وحكومته في اقتصاد البلاد والخدمات العامة".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي مارك باك أن الحكومة الحالية في البلاد سلكت طريقا قد يؤدي بها إلى خسارة الكثير من الدعم الشعبي عندما اعتمدت على استغلال حرب ثقافية، قضية المهاجرين، في كسب هذا الدعم. كما أشار إلى خطأ آخر ارتكبه سوناك عندما اظهر ميلا إلى التهاون في مكافحة انبعاثات الكربون بإعلانه أمام وسائل إعلام عن حبه لقيادة السيارات.
وأكد أن الناخبين لا يحبون الحكومات التي تسدد ضرباتها إلى الفئات المستضعفة مثل المهاجرين، ولا تلك التي تتبنى سياسات تقلل من أهمية الطاقة الخضراء، مشددا على أن مثل هذا النهج "يؤدي بالحكومات حتما إلى طريق الفشل".
وقالت ناتالي بينيت، الزعيمة السابقة لحزب الخضر البريطاني، إن "تراجع شعبية حزب المحافظين لا يكفي، إذ ينبغي أن يتحلى حزب العمال بالشجاعة"، واصفة النهج الذي سلكه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في التعامل مع المهاجرين بأنه "ترامبي"، من أساليب ترامب، ظنا منه أنه نهج جديد وصادق في التعامل مع القضية يستهدف من خلاله إنعاش الناخبين الذين يفضلون الصخب والنزعة الهجومية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: دول أفریقیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغارديان: كيف صمدت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وقاومت ضغوط السلطات في الغرب؟
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، أعدّته ثلة من مراسيلها في مدريد ونيويورك وبرلين وباريس وروما ودبلن، قدموا فيه صورة عن حركة الاحتجاج المؤيدة لفلسطين ومعارضة حرب غزة، وكيف واجهت هذه الحركة التي انتشرت على نطاق العالم قمعا مستمرا ومقاومة من المحتجين.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "حركات الاحتجاج والمسيرات الحاشدة التي طالبت بوقف حرب الإبادة في غزة، مثّلت امتحانا للحكومات وموقفها من حرية التعبير، إذ واجهت هذه التظاهرات بالمنع والاعتقال، وتحديد مدى حريات التعبير".
وأضاف: "في الوقت الذي انتشرت فيه مظاهر الفرح بين الفلسطينيين في غزة والإسرائيليين لنهاية الحرب وموافقة كل من حماس وإسرائيل على صفقة توقّف الحرب، والسّماح بعودة الأسرى لدى حماس وانسحاب إسرائيلي من القطاع لنقطة متفق عليها".
وتابع: "الغضب في أوروبا والولايات المتحدة الذي تمظهر على الحرب التي وصفتها لجنة تابعة للأمم المتحدة بالإبادة الجماعية، حيث خرجت مظاهرات عارمة في إسبانيا وإيطاليا ولندن في نهاية الأسبوع. ومع أن الغضب الذي يغذي الإحتجاجات كان مشتركا وواحدا، إلا أن رد المتظاهرين والسلطات كان متباينا ومن بلد إلى آخر".
"في الولايات المتحدة، قوبل النشاط المتنامي المؤيد للفلسطينيين باعتقالات وإجراءات قانونية وتهديدات متزايدة، مما وفر ذريعة لهجوم إدارة ترامب غير المسبوق على حرية التعبير، وحفّز ما يراه الكثيرون انحدارا في البلاد نحو الاستبداد" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "في الأشهر الأولى من الحرب، شارك آلاف الأشخاص، كثير منهم يهود، في الاحتجاجات. وبعد أن أقام طلاب جامعة كولومبيا مخيما مؤيدا للفلسطينيين في الحرم الجامعي في ربيع عام 2024، تبعهم العشرات في جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد. وردّت العديد من الجامعات واستجابةً لضغوط المشرعين والمانحين والمنتقدين المؤيدين لإسرائيل، بقسوة متناهية على المخيمات واستدعت الشرطة إلى حرمها الجامعي، ما أدى إلى آلاف الاعتقالات".
واسترسل: "استغلّت إدارة ترامب مزاعم معاداة السامية ضد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين لشنّ هجوم غير مسبوق على الحرية الأكاديمية، بما في ذلك خفض تمويل الجامعات بمليارات الدولارات والتدقيق في آلاف المتقدمين للحصول على تأشيرات، بحثا عن آراء مؤيّدة للفلسطينيين واحتجاز ومحاولة ترحيل باحثين أجانب بسبب آرائهم السياسية".
وأورد: "في بريطانيا، اعتقلت شرطة لندن حتى الآن أكثر من 1,900 شخصا في فعاليات مؤيدة للفلسطينيين، غالبيتهم احتجزوا بزعم التعبير عن دعمهم لحركة الفعل "بالستاين أكشن" والتي قرّرت الحكومة حظرها هذا الصيف بموجب تشريعات مكافحة الإرهاب. فيما دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إلى إلغاء الحظر، واصفا إياه بأنه: غير متناسب وغير ضروري".
وتابع: "وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، التظاهرات التي نظمت في ذكرى 7 تشرين الأول/ أكتوبر بأنها "غير بريطانية"، وقال إن حكومته ستنظر في فرض المزيد من القيود على الاحتجاجات، بما في ذلك منح صلاحيات محتملة لاتخاذ إجراءات ضد هتافات محددة في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. كما حثّ ستارمر المتظاهرين على إظهار الاحترام بإلغاء أنشطتهم في أعقاب هجوم على كنيس مانشستر، والذي أودى بحياة شخصين".
"في ألمانيا، كشفت الاحتجاجات عن توترات بين الشعور الشعبي وتضامن البلاد الراسخ مع إسرائيل" وفقا للتقرير نفسه، الذي استرسل بالقول: "حتّى مع انقلاب الرأي العام ضد هجوم الحكومة الإسرائيلية المتواصل على غزة، حيث اجتذبت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في برلين بالفترة الأخيرة حوالي 100,000 متظاهرا، أعادت الحكومات الألمانية المتعاقبة التأكيد على مبدأ أن مسؤولية أمن إسرائيل جزء من "منطق الدولة" في برلين".
ومضت بالقول: "مع أن ناشطين تحدثوا أكثر من مرة بأن الشرطة كانت مفرطة في ردها، ووحشية في بعض الأحيان ومخالفة للحماية الدستورية لحرية التجمع والتعبير. وتمحور جزء كبير من الخلاف بين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والسلطات الألمانية حول الشعارات المحظورة بموجب القانون باعتبارها معادية للسامية".
وأضاف: "في أيار/ مايو من العام الماضي، أُدينت ناشطة مؤيدة للفلسطينيين بالتغاضي عن جريمة لاستخدامها شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة" في تجمع جماهيري بعد أربعة أيام من 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقالت القاضية إنها "لم تستطع فهم" منطق أحكام المحاكم الألمانية السابقة التي قضت بأن الشعار "غامض"، وأنه من الواضح، بالنسبة لها، أنه: ينكر حق دولة إسرائيل في الوجود".
وأردف: "عندما سئلت شرطة برلين هذا الشهر عن حملات القمع ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين بعد قضية وحشية مزعومة ضد متظاهر أيرلندي، قالت إنها فتحت تحقيقا مع الضابط، لكنها نفت وجود نمط من العنف أو انتهاك الحقوق المدنية".
إلى ذلك، أشار فنانون ومثقفون إلى الخوف الواسع في ألمانيا من دعم القضية الفلسطينية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث يمكن تشويه سمعة أي انتقاد للأساليب الإسرائيلية في غزة بسرعةٍ باعتباره معاداة للسامية، ما يؤدي إلى سحب الجوائز والمناصب والتمويل العام.
وفي أيار/ مايو من هذا العام، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها ستحل جمعية حقوق الإنسان والتضامن مع فلسطين، "إريجنس بالستاين"، مشيرة إلى أنها تتسامح مع حماس وتدعو إلى انتفاضة في فرنسا وتثير الكراهية والعنف والتمييز ضد اليهود. وطعنت "إريجنس بالستاين" في هذه الادعاءات، قائلةً إن خطوة حلها ذات دوافع سياسية وجزء من حملة قمع أوسع نطاقا على النشاط المؤيد للفلسطينيين.
وبحسب التقرير، فإنّه: "فيما لم يتم حل الجمعية بعد. قالت ماري لور جيفري، مسؤولة الدفاع عن الحريات في منظمة أمنستي إنترناشونال- فرنسا، إنه كان هناك قمع كبير وإسكات للأصوات المتضامنة مع فلسطين، وأن هذا مستمر".
إلى ذلك، أضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "في إيطاليا، تجلى مدى معارضة الرأي العام لحرب إسرائيل في 22 سبتمبر/ أيلول، عندما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإنهاء الصراع في إطار إضراب عام نسقته النقابات العمالية. وطغت على هذا الحدث السلمي في معظمه اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين ملثمين في محطة قطار ميلانو المركزية، ما أتاح لرئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، فرصة لإدانة هذه المشاهد "المخزية" ومهاجمة خصومها اليساريين بدلا من إظهار التضامن مع الفلسطينيين".
وأكّد: "ازداد الضغط على ميلوني أكثر عندما أثار اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي احتجاجات في جميع أنحاء إيطاليا بعد تسعة أيام. وقالت شرطة روما إن ما لا يقل عن 250,000 شخصا شاركوا في مسيرة، جاءت بعد يوم من مشاركة أكثر من مليوني شخص في إضراب عام ليوم واحد لدعم الفلسطينيين في غزة".
وتابع: "حاولت حكومة ميلوني مجاراة الرأي العام، وازداد انتقادها في الأشهر الأخيرة لقتل إسرائيل للفلسطينيين، حتى مع بقاء إيطاليا واحدة من أقوى حلفاء إسرائيل في الاتحاد الأوروبي. وتقول ميلوني الآن إنّ إيطاليا ستعترف بدولة فلسطينية إذا تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين وخروج حركة حماس من الحكومة".
وأكّد: "في أيرلندا التي انضمت إلى النرويج وإسبانيا للإعتراف بالدولة الفلسطينية في أيار/ مايو 2024، تعاملت قوة الشرطة، "الغاردا سيوشانا"، بشكل معتدل في الغالب مع احتجاجات غزة، والتي عادة ما تمر دون حوادث. كما وتميل سياسة الحكومة والرأي العام بشدة إلى دعم الفلسطينيين، ما خلق مناخا داعما للمسيرات والمظاهرات".
وقالت رئيسة حملة التضامن الأيرلندية مع فلسطين، زوي لولور: "بشكل عام، إنها نوع من عدم التدخل في عمل الشرطة". مضيفة: "تمر المظاهرات الوطنية بشكل جيد. في ليمريك، ننظم مظاهرة أسبوعيا ولا ترى الشرطة إلا إذا حضر اليمين المتطرف. وإلا، فإننا نكتفي بمراقبة أنفسنا".
وأضافت لولور بأنّ: "الشرطة أظهرت أحيانا "تشددا" في التعامل مع الاعتصامات وغيرها من أعمال العصيان المدني، لكن ذلك لا يقارن بسلوك الشرطة "المروع" في بعض الدول الأخرى. وفي الغالب تمتّع المتظاهرون بأيرلندا بحرية احتجاج أكبر مقارنةً بدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا".
"إلا أن الشرطة الأيرلندية لا تزال بحاجة إلى مراقبة" وفقا لجو أوبراين، المدير التنفيذي للمجلس الأيرلندي للحريات المدنية؛ وأضاف: "لقد استمعنا إلى شهادات، بما في ذلك مزاعم عن عمليات تفتيش غير ضرورية بالتجريد من الملابس وتفتيش في الجيوب، ما يثير مخاوف جدية بشأن امتثال الشرطة لأطر حقوق الإنسان والقوانين واللوائح والسياسات الوطنية التي تحكم معاملة الأشخاص المحتجزين".
ووفقا للتقرير فإنّه: "من بين الدول الغربية، كانت إسبانيا استثناء، فيما يتعلق بدعم الحكومة. وبعد فترة وجيزة من إجبار أكثر من 100,000 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين على إنهاء سباق الدراجات "فويلتا إسبانيا" في مدريد الشهر الماضي قبل انتهائه وبسبب مشاركة فريق "إسرائيل بريميير تيك"، اصطف كبار السياسيين الإسبان للتنديد بالضرر الذي ألحقه الاحتجاج بسمعة البلاد العالمية".
لكن شخصية سياسية واحدة اتخذت موقفا مختلفا. فقد قال رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، بيدرو سانشيز، إنه "يعجب بشدة" بجميع من احتجوا بطريقة سلمية، وبـ"المجتمع الإسباني الذي يحشد ضد الظلم ويدافع عن أفكاره بطريقة سلمية". كما أعرب سانشيز، الذي تعرض لانتقادات لاذعة من خصومه، عن أمله في أن تدفع أحداث مدريد الآخرين إلى إعادة النظر في إدراج دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأحداث الرياضية الكبرى.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، تظاهر ما يقدر بنحو 200,000 شخصا في عشرات المدن الإسبانية للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين. وتظهر الاحتجاجات ودعم رئيس الوزراء، لها قوة الرأي العام في بلدٍ يعتقد فيه 82% من سكانه، وفقا لاستطلاع رأي حديث، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب إبادة جماعية في غزة.