جماهير أوروبا تنتفض: "كرتنا مش للبيع".. رفض واسع لفكرة نقل المباريات خارج القارة
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
تزايدت موجات الرفض الجماهيري في أوروبا عقب تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، بشأن محاولات بعض الدوريات الكبرى نقل مباريات رسمية إلى الخارج، في خطوة اعتبرها كثيرون “تهديدًا مباشرًا لهوية كرة القدم” التي نشأت في شوارع أوروبا قبل أن تتحول إلى صناعة عالمية.
. اتحاد طنجة يكشف تفاصيل تأخر القسط الأول من صفقة عبد الحميد معالي
ورغم تأكيد إنفانتينو أن الفيفا يرفض أي مساس بالمنافسات المحلية، فإن النقاش لم يهدأ في الأوساط الجماهيرية، حيث أطلقت روابط المشجعين في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا حملات إلكترونية واسعة تحت شعارات مثل “كرتنا مش للبيع” و“احموا الملاعب من العولمة”، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لفكرة أن يخوض ناديهم مباراة رسمية في مدن بعيدة مثل ميامي أو أبوظبي أو سنغافورة.
وأكدت مجموعات جماهيرية، أبرزها رابطة مشجعي ليفربول ومانشستر يونايتد، أن أي محاولة لنقل المباريات “ستخطف اللعبة من جمهورها الحقيقي”، مشيرين إلى أن الحضور الجماهيري في الملاعب هو ما يصنع القيمة الحقيقية للدوري الإنجليزي أو الإسباني، وليس الأسواق الخارجية.
وقال متحدث باسم “مشجعي الدوري الإنجليزي” في بيان رسمي: “نحن لا نعارض تنظيم جولات ترويجية أو مباريات ودية في الخارج، لكن نقل مباراة رسمية من مانشستر إلى قارة أخرى هو اعتداء على تاريخ البطولة ومكانتها”.
وفي إسبانيا، عبّر مشجعو برشلونة وريال مدريد عن الغضب ذاته، خصوصًا بعد أن كانت رابطة “الليجا” قد اقترحت سابقًا إقامة إحدى مباريات الموسم في الولايات المتحدة. وقال أحد المشجعين في تصريحات لصحيفة “ماركا”: “من يدفع ثمن التذاكر طوال العام؟ نحن هنا في الملاعب، لا من يشاهد المباراة عبر الإنترنت من آلاف الكيلومترات”.
وتحظى الحملات الجماهيرية بدعم بعض اللاعبين السابقين والمدربين، الذين حذّروا من أن الابتعاد عن الجماهير المحلية “سيقتل روح المنافسة”. وقال المدرب الإسباني المخضرم بيب جوارديولا إن “كرة القدم لا يمكن أن تفقد اتصالها مع مجتمعها الأصلي، وإلا ستتحول إلى عرض تجاري بلا مشاعر”.
من جانبه، شدد إنفانتينو على احترامه الكامل لآراء الجماهير، مؤكدًا أن الفيفا “لن يفرض أي قرار دون مشاورة أصحاب المصلحة الحقيقيين في اللعبة”، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى “مناقشة هادئة ومتوازنة” حول مستقبل المسابقات.
ويرى محللون أن هذا الرفض الجماهيري الواسع قد يُجبر الأندية الكبرى على التراجع عن خططها التسويقية، مؤكدين أن المشجعين ما زالوا يمتلكون قوة التأثير في زمن المال والإعلانات، خصوصًا في الدوريات التي تعتمد على الشعبية المحلية في تحقيق أرباحها.
ويؤكد خبراء، أن “معركة الجماهير” هذه ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فإما أن تنتصر فيها القيم التقليدية للعبة التي وُلدت من الشغف، أو أن ينجح رأس المال في فرض منطقه على المستطيل الأخضر.
وفي النهاية، تبدو الرسالة التي يرسلها ملايين المشجعين واضحة لا تحتمل التأويل:
“احتفظوا بكرتنا كما هي.. اللعبة لنا، وليست لمن يملك أكثر”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إنفانتينو جوارديولا ماركا الليجا ليفربول الفيفا
إقرأ أيضاً:
«العقل الثاني» لميسي يودّع الملاعب!
معتز الشامي (أبوظبي)
في أغسطس 2012، وعلى أرض ملعب السادار أمام أوساسونا، كانت الشرارة الأولى لعلاقة كروية استثنائية، تلقّى دافيد فيا الكرة، مرّرها إلى جوردي ألبا المتقدم على الجناح، رفع الأخير رأسه ورأى ليونيل ميسي يهرب من رقابة ديفيد تيمور، وأرسل له تمريرة حاسمة، والنتيجة يعرفها الجميع.
إنها أول تمريرة حاسمة من ألبا لميسي، وبداية شراكة استمرت لأكثر من عقد، أصبحت خلالها «وصلة تَخاطر كروي» لا مثيل لها في كرة القدم الحديثة.
ومع إعلان ألبا اعتزاله بنهاية الموسم الحالي من الدوري الأميركي، يُطوى فصل ذهبي من مسيرة ميسي، ولعب الاثنان معاً 413 مباراة في برشلونة وإنتر ميامي، صنع خلالها ألبا لميسي 33 هدفاً، بينما ردّ له النجم الأرجنتيني الجميل بـ15 تمريرة حاسمة، لكن هذه الأرقام، كما يقول ألبا نفسه، «لا تعبّر عن الروح بيننا، كنا نفهم بعضنا بنظرة واحدة»
ميسي ودّع صديقه بكلمات مؤثرة عبر إنستجرام قائلاً: «سأفتقدك كثيراً، سيبدو غريباً أن أنظر إلى يساري ولا أراك هناك، من سيعيد لي الكرات الآن؟»
ولم تكن الانطلاقة مثالية دائماً، وبين 2012 و2016 أعاقتهما الإصابات المتكررة، وغابت شراكتهما لفترات طويلة، ومع صعود نيمار من الجهة اليسرى، تغيّر توزيع الأدوار الهجومية.
لكن الموسم 2016-2017 حمل لحظتهما الخالدة، تمريرة ألبا في الدقيقة الأخيرة لميسي في الكلاسيكو أمام ريال مدريد ليحسم الفوز 3-2 في البرنابيو ويُشعل سباق اللقب.
ومع تولّي إرنستو فالفيردي قيادة برشلونة عام 2017، أعيد تفعيل تلك المعادلة السحرية، حيث جعل فالفيردي ميسي أكثر حرية في العمق، فيما منح ألبا حرية التقدم من الجهة اليسرى، لتصبح تمريراته العرضية السريعة لميسي واحدة من «أسلحة البارسا الفتّاكة».
شهدت تلك الفترة ذروة التفاهم بينهما، خصوصاً في لقاء سيلتا فيجو بكأس الملك 2018، حين تبادلا الأدوار بثلاث تمريرات وهدفين في 15 دقيقة أظهرت انسجاماً «تخاطرياً» أقرب إلى الفن من التكتيك.
وفي موسم 2018، ضد توتنهام في ويمبلي، كرّر الثنائي المشهد ذاته، عبر انطلاقة لألبا، تمريرة خادعة من ميسي، وسيناريو متقن أنهى اللقاء بهدف يُدرّس في مدارس كرة القدم.
وحين اجتمع الثنائي مجدداً في إنتر ميامي إلى جانب بوسكيتس، استعاد الجمهور ذكريات برشلونة، ألبا صنع لميسي 10 أهداف في جميع المسابقات الأميركية، بينما ردّ ميسي بخمس تمريرات مؤثرة لزميله الإسباني، من أبرزها تمريرته الساحرة ضد نيويورك ريد بولز في يوليو 2024.
ومثلما كان الحال في كتالونيا، استفاد آخرون أيضاً، وتمريرة ميسي إلى ألبا صارت مقدمة لهدف سجله لويس سواريز ضد سانت لويس في يونيو.
ورغم تقدّمه في السن، تكيّف ألبا مع متطلبات اللعب الحديثة، فصار يصنع الفرص لميسي من مراكز أكثر تنوّعاً، حتى من العمق أحياناً، كما أظهرت خرائط التمرير في الدوري الأميركي.
ولا يعني اعتزال جوردي ألبا رحيل ظهير أيسر بارع فقط، بل انطفاء أحد أفضل خطوط الإمداد في تاريخ كرة القدم، وكان ألبا «المفتاح» الذي يفتح لميسي كل الأبواب المغلقة، والرفيق الذي يفهم الإشارة قبل أن تأتي الكلمة.