يحيى صالح الحَمامي

الأرض اليمنية طاهرة لا تقبلُ بالغزاة، وإن تدنست بأقدام الغزاة فَــإنَّ حرارة الدم اليمني سوف يطهرها، ومن متى للغزاة حق البقاء والحياة في اليمن، الولايات المتحدة الأمريكية غرقت في (طُـوفَان الأقصى) في اليمن، وهي لا تستطيعُ أن تنزل أي جندي في اليمن هي تعلم جيِّدًا بالمصير الحتمي لمن يغزو الأراضي اليمنية “الموت”، ومن تحَرّكاتها السياسية معروفة للجميع، أما معاركها العسكرية معروفة فهي بالوكالة وهي تحاول ألا تفرط في دماء وحياة جنودها بعد خسائرها الكبيرة في حروبها السابقة، ولكن حطبها كثر في الوطن العربي، ونرى من القائد العسكري الحريص والمحافظ على الزمزمية الإماراتية أكثر من حياة الجنود اليمنيين المغرر بهم، ومن محاضراته للجنود ثم ينظر لما سيملي عليه الضابط الإماراتي بالاكتفاء والرضى أَو إضافة توجيهات أُخرى موقف تكلل بالخزي والعار، كفى تشدقاً بالوطنية لثلاثة وثلاثين عامًا والأسرة العفاشية متربعة العرش اليمني.

لا نستغرب من الحفاظ على الزمزمية؛ فالعميل يريد أن يثبت صدق عمالته؛ فمن خلق للعمالة ما يعيش إلا بها، طبيعي ما ينتج ممن لا يمتلك الثقة في قيادة اليمن ومن شاهد وسمع خطاب “طارق عفاش” يكتفي بالزمزمية، لقد تخلى عن مسؤولية حماية عمه وأثبتها في اليمن مع أقرب الناس إليه “عمه” لقد ترك عمه مقام الوالد، لم نجد التضحية والوفاء في هذا العميل حتى بحق القرابة، ولم يعترف بحق العيش والملح المقدس في قاموس القبائل اليمنية، ولو نتساءل مع العميل طارق عفاش إذَا لم يقدم التضحية مع أقرب الناس إليه فماذا سيقدم من تضحية لأجل اليمن؟ نقول كفى مزايدات بالوطن والوطنية، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعلم جيِّدًا أن صنعاء هي التي تصدر الحرية إلى جميع المناطق اليمنية، والبغل العفاشي يريد تحرير صنعاء من المخاء في معركة مدفوعة الأجر وهي لصالح الكيان الصهيوني ولكن البغل العفاشي يحمل أسفار أمريكا.

لا حياة لمن يأوي أمريكا، وجبالنا لا تعصم الغزاة والعملاء من أمر وقوة وبأس أبناء اليمن، هذا تأريخ اليمن النضالي على مر الزمن، لقد فشل تحالف العدوان على مدى تسع سنوات في اليمن، وقد عجزت المملكة العربية السعوديّة، والتي تعتبر من أكبر الدول الرأس مالية في الشرق الأوسط ومن أكبر الدول في التسليح والسلاح الجوي خسرت المعركة بالرغم مما حظيت من الدعم اللوجستي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولن تحقّق شيئًا.

التحَرّك الأمريكي مكشوف وواضح “أمريكا” غرقت في اليمن، وهي الآن تتمسك بكُـلَّ “قشة” وتحاول دفع العملاء والمرتزِقة في معركة في اليمن من جديد، ليس للعملاء نصيب في النصر؛ فالنصيب للمرتزِقة في الخسائر والهزيمة والانكسار، ولا تزال “أمريكا” تدفع بالعملاء والمرتزِقة كحطب معركة، الحال والموقف الأمريكي مخز لها، وهي في ورطة سبيلها الأوحد التحريض والدفع بخونة وباعة الأوطان، وقد تجعلهم يعيشون مع حلم اليقظة، وتضع آمال النصر من هامش سياستها الفاشلة، لقد انهزم في اليمن أهم حليف للولايات المتحدة الأمريكية وأهم داعم وممول وعميل عربي في شبه الجزيرة العربية المملكة العربية السعوديّة بقيادة “آل سعود” الأسرة التي تبنتها بريطانيا الحرباء الأُورُوبية وجعلت أمنها وسلامها مرتبط بسلام وأمن الكيان الصهيوني في الوطن العربي.

أرض اليمن لا تقبل بأمريكا وجبالنا لا تعصمها من أمر الأحرار من أبناء اليمن، بقوة الله عجزت في اليمن أكبر الدول العربية على تحقيق أهداف “أمريكا” وتحاول بوضع المكائد بدفع العملاء والمرتزِقة لخوض معارك مع جيش صنعاء، عودة الحرب في اليمن لصالح “إسرائيل”، ونقول لمن تسول له نفسه فَــإنَّ الاستعداد والجاهزية في جيش صنعاء حاضر على جميع حدود المدن المحرّرة وممتدة على السواحل والقرى والوديان والجبال والبحار، ولدى صنعاء أوراق ضغط سياسية وعسكرية كثيرة، ونقول لمن يتبنى الدعم للعملاء والمرتزِقة من قيادة الدول العربية فَــإنَّه سيعرض مصالحه وقواعده العسكرية وسفنه التجارية للخطر، والعاقبة من الله للمتقين، قال تعالى: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ‌ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسرافنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرينَ) {147} [سورة: آل عمران].

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المتحدة الأمریکیة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن في قلب المواجهة.. خطاب السيد القائد يكشف معادلات الردع المتجددة ويفضح ارتباك العدو

يمانيون | تحليل

في لحظة فارقة من تاريخ المواجهة المفتوحة مع الكيان الصهيوني وأدواته في المنطقة، أطلّ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأسبوعي بخطاب استثنائي، لم يكن مجرد تعليق على تطور عسكري، بل كان بمثابة خريطة طريق سياسية وعقائدية وعسكرية ترسم ملامح المرحلة المقبلة في الصراع مع المشروع الصهيوأمريكي.

لم يكن العدوان الصهيوني الأخير على مطار صنعاء سوى حلقة جديدة من مسلسل الرعب الذي يعيشه العدو أمام ضربات يمنية لم يتوقع يومًا أن تأتي من جنوب الجزيرة العربية، لا من جيوش التطبيع، بل من شعب فقير محاصر، اختار الكرامة طريقًا، وحمل فلسطين في قلبه وبندقيته.

عدوان العدو على صنعاء… عجز لا يُوارى
استهل السيد القائد خطابه بوصف دقيق لعدوان الكيان الصهيوني على مطار صنعاء، مؤكدًا أن هذا الاعتداء ليس دليلًا على القوة بقدر ما هو اعتراف ضمني بالعجز عن وقف العمليات اليمنية النوعية التي بلغت عمق الأراضي المحتلة. فالهجوم لم يكن له هدف عسكري حقيقي، بقدر ما كان محاولة يائسة لاستعادة هيبة مفقودة ورفع معنويات صهيونية منهارة.

وأوضح السيد أن هذا العدوان سيُقابل بتصعيد أقوى من حيث الدقة والتأثير، وهو ما يمثل تأكيدًا متجددًا أن كل استهداف خارجي لا يُضعف اليمن بل يزيده صلابة، ويُسرّع في انهيار منظومة الاحتلال القائمة على الغطرسة والهروب إلى الأمام.

الموقف اليمني في زمن الخنوع العربي
وفي مشهد يندر وجوده في خريطة المواقف العربية، بدا اليمن اليوم كاستثناء صاخب في صحراء الصمت. وبينما يُقصف الشعب الفلسطيني في غزة يوميًا وسط تواطؤ رسمي عربي، ترد صنعاء بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أهداف متعددة في قلب الكيان الصهيوني، فتُربك حسابات قادته وتُرعب مستوطنيه.

قال السيد القائد بصراحة: العدو يقصف سوريا وغيرها دون أي رد، لكنه يُصاب بالهستيريا كلما تحركت صنعاء. هذه المفارقة ليست مجرد مقارنة، بل دليل على أن اليمن بات رقماً صعباً ومصدر تهديد مباشر لبنية الكيان، لا يُمكن تجاهله أو تحييده أو كبحه بسهولة.

زخم شعبي يعادل جيوشاً بأكملها
على الأرض، لا تقف صنعاء على قدرات الجيش وحدها، بل تسندها جماهير استثنائية في وعيها وصلابتها. مليونان ومئة ألف فعالية شعبية في أقل من ثمانية أشهر، منها أكثر من ألف فعالية في أسبوع واحد، هو رقم صعب وموثق في ساحات ومدن وقرى اليمن.

أوضح السيد القائد أن هذا التفاعل الشعبي ليس عاطفيًا مؤقتًا، بل هو انعكاس لهوية عقائدية راسخة، إذ يرى الشعب اليمني أن فلسطين ليست مجرد قضية، بل واجب ديني وكرامة وطنية، وهذا ما جعل اليمن، رغم جراحه، في طليعة الأمة على مستوى الدعم العملي وليس في خانة الشعارات أو البيانات.

الدورات الصيفية… مشروع مقاومة ثقافية عميقة
وفي زاوية أخرى من المواجهة، شدد السيد عبد الملك على أهمية المعركة التربوية والفكرية، مشيرًا إلى الدور المحوري للدورات الصيفية في تشكيل وعي جهادي متين لدى الأجيال الصاعدة. هذه الدورات، تُنتج شبابًا لا يُغرَّر بهم في حروب ناعمة، بل يُسلَّحون بالثقافة القرآنية، ويتهيؤون لحمل السلاح بعقيدة لا تلين.

والأهم، أن الغضب الصهيوني من هذه الدورات دليل على نجاعتها، لأن العدو يعلم أن أمة مُحصّنة فكريًا لن تُهزم عسكريًا. وهذا الوعي الجمعي يشكّل البنية التحتية لأي نصر قادم لا محالة.

فشل العدوان الأمريكي الثاني… وانكشاف الاستكبار
وفي ما يتعلق بالعدوان الأمريكي المستأنف على اليمن، أشار السيد القائد إلى أن الجولة الثانية من الاستهداف الأمريكي فشلت فشلًا ذريعًا، وأكد أن صمود اليمن أفشل أهداف واشنطن في فرض معادلة جديدة بالمنطقة.

ولفت إلى أن تصريحات أمريكية رسمية، أبرزها من نائب الرئيس، باتت تعكس اعترافًا بقدرات صنعاء المتصاعدة، ما يكرّس اليمن كقوة إقليمية لا تخضع للإملاءات، بل تصنع الوقائع بدماء أبنائها ووعي شعبها وقيادتها الصلبة.

ردع نوعي… يطال عمق الكيان
السيد القائد تطرق أيضًا إلى الطفرة النوعية في القدرات العسكرية اليمنية، مستعرضًا استهداف مواقع استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، باستخدام صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة دقيقة. الضربات التي طالت يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش، ليست استعراضًا ناريًا بل رسائل استراتيجية، تؤكد أن اليمن تجاوز حدود البحر الأحمر إلى عمق الكيان.

هذا التحول في الجغرافيا العملياتية يعني أن صنعاء دخلت في حسابات الردع المباشر، وأن زمن الاكتفاء بالدفاع انتهى، فاليمن بات شريكًا فاعلًا في تهديد العمق الاستراتيجي للكيان، ومنصة إطلاق للمبادرة لا رد الفعل.

البحر الأحمر… سيادة بقرار المقاومة
وفي سياق السيادة الوطنية، جدد السيد القائد التأكيد على أن البحر الأحمر سيبقى مغلقًا أمام السفن الصهيونية أو المرتبطة بها، طالما استمرت المجازر في غزة، وأوضح أن هذا القرار ليس مناورة سياسية بل خيار استراتيجي غير قابل للتراجع إلا بزوال أسبابه.

صنعاء، بحسب توصيف السيد القائد، لا تساوم على مبادئها، ولا تتراجع تحت الضغط، بل تصوغ مواقفها بناءً على قيم إنسانية وإيمانية ثابتة، تضع الكيان الصهيوني في زاوية العزلة العالمية وتحرج من يهادنه أو يصمت عن جرائمه.

 اليمن ليس حليفًا لفلسطين… بل جزء منها
في خضم حرب متعددة الأوجه، يُعيد اليمن بقيادته وشعبه وتعاظم قدراته رسم ملامح صراع طويل الأمد لن تُحسم مآلاته في تل أبيب ولا في واشنطن، بل في ساحات الصبر والبذل كما يحدث اليوم في صنعاء.

خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لم يكن مجرد رد على عدوان، بل كان إعلان مرحلة جديدة من التوازنات في المنطقة. مرحلة تتكسر فيها الهيمنة الأمريكية، ويُصاب الكيان الصهيوني بنكسات غير مسبوقة، بينما تصعد صنعاء كعاصمة للقرار الشعبي المقاوم، وركيزة لا غنى عنها في معادلة التحرير المقبلة.

مقالات مشابهة

  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • ترتيب صادم للدول العربية في سرعة الإنترنت 2025.. بأي مركز حلت اليمن؟
  • سيكتب التاريخ: اليمن لم تخُن غزة وصواريخ الوفاء لم تُخطئ الهدف
  • في اليمن أكثر من (300) نوع للحمام أشهرها عالمياً “الصنعاوي”
  • التلغراف: أمريكا وبريطانيا فشلتا أمام اليمن رغم إطلاق ذخائر أكثر مما تم خلال 30 عامًا
  • تعرف على متوسط الرواتب في الدول العربية للعام 2025 (إنفوغراف)
  • اليمن في قلب المواجهة.. خطاب السيد القائد يكشف معادلات الردع المتجددة ويفضح ارتباك العدو
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • نشطاء: حماقة الحوثي تدمر اليمن وتزيد من معاناة الشعب