الانتخابات الأمريكية 2024.. توقيف موظف بتهمة التهديد بتفجير مركز اقتراع
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن توقيف عامل في أحد مراكز التصويت المبكر بولاية جورجيا، بعد تهديده بتفجير المركز عبر رسالة زائفة كتبها باسم ناخب تشاجر معه.
ووفقًا لبيان الوزارة، تم القبض على نيكولاس ويمبيش، البالغ من العمر 25 عامًا، بعد أن أرسل رسالة إلى مشرف الانتخابات في مقاطعة جونز تتضمن تهديدات خطيرة ضد موظفي مركز الاقتراع.
وذكرت الوزارة أن الحادث بدأ في منتصف أكتوبر الماضي عندما دخل ويمبيش في مشادة مع ناخب.
بعدها بفترة قصيرة، أرسل رسالة مزيفة باسم الناخب إلى رئيس المركز، تحتوي على تهديدات للموظفين، بما في ذلك تحذيرات بضرورة "النظر خلف أكتافهم" وتهديدات بالعنف ضد النساء. كما اختتم الرسالة بتحذير مكتوب بخط اليد حول وجود قنبلة مزروعة في المركز.
ويمثل ويمبيش الآن أمام القضاء بتهم تشمل إرسال تهديد بوجود قنبلة عبر البريد، ونقل معلومات كاذبة، والإدلاء ببيانات مضللة لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وفي حال إدانته، قد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 25 عامًا.
يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة انتخابات رئاسية متقاربة بين نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، والرئيس السابق، دونالد ترامب، عن الحزب الجمهوري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية 2024 وزارة العدل الامريكية
إقرأ أيضاً:
بن غوريون يُقفل.. وحيفا تحت التهديد
في لحظة تاريخية فارقة، لم تعد اليمن دولة محاصرة تتلقى الضربات بصمت، بل أصبحت قوة إقليمية تصنع التحولات، وتعيد صياغة المعادلات العسكرية في المنطقة، وترسم بخط النار ملامح مرحلة جديدة، عنوانها “الردع باسم غزة”. فمن كان يتوقع أن تتحول الدولة التي خُنقت لسنوات بالحرب والحصار، إلى مركز قرار عسكري يهزّ كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويُربك حسابات الحليف الأمريكي، ويضع يده على عنق الملاحة البحرية العالمية؟
اليمن اليوم، ليست على هامش الحدث الفلسطيني، بل في صلبه، ليست متضامنة، بل مشاركة، ليست شاهدة، بل فاعلة، تقصف، وتضرب، وتوجّه الإنذارات الحربية بشكل مباشر، وتفرض مواقف جديدة لم يسبق أن شهدتها الساحة الإقليمية. لا بيانات ولا تعاطف عابر، بل صواريخ فرط صوتية، وطائرات مسيرة، وتهديد صريح ومدروس لموانئ ومطارات العدو.
ما قامت به اليمن في الأسابيع الأخيرة وما تقوم به حتى اللحظة تخطى سقف التوقعات: إغلاق شبه دائم لمطار اللد المسمى إسرائيليا بن غوريون، اضطرابات في الملاحة الجوية، شلل في بعض المرافق الحيوية داخل الكيان، وإنذارات متواصلة تفرض على المستوطنين الاحتماء في الملاجئ كل ليلة. هذه ليست ضربة معنوية فقط، بل اختراق عسكري استراتيجي لمنظومة كان يُروّج لها بأنها الأذكى والأكثر تطوراً في العالم.
بينما يشاهد العالم المذابح اليومية في قطاع غزة دون أن يحرّك ساكناً، ويكتفي القادة العرب بإصدار بيانات إدانة باهتة أو صمت مخجل، تثبت اليمن أنها الدولة الوحيدة التي قررت خوض الحرب فعلياً إلى جانب المقاومة الفلسطينية، واضعةً مقدراتها العسكرية تحت تصرّف القضية، ومستعدة لتحمّل تبعات المواجهة مهما بلغت، هذا الموقف لم يأتِ تحت ضغط سياسي، ولا لحسابات تحالفات مرحلية، بل جاء من إيمان عميق بأن فلسطين ليست قضية موسمية، بل مبدأ عقدي، وخط أحمر يتجاوز الجغرافيا والسياسة.
وبينما يتحدث الإعلام العالمي عن تطور الصواريخ الكورية أو تقدم الصناعات التركية، تأتي الصواريخ اليمنية لتفرض نفسها في الميدان بقوة ودقة لا يمكن إنكارها، حيث سُجّلت إصابات مباشرة على منشآت حساسة داخل الأراضي المحتلة، الأمر الذي أجبر إسرائيل على إغلاق بعض المرافق، وإعادة النظر في تموضعها الدفاعي على طول السواحل والموانئ. واليوم، دخل ميناء حيفا دائرة الاستهداف المباشر، وصدرت تحذيرات علنية من صنعاء تؤكد أن أي تصعيد جديد ضد غزة سيقابل برد لا يمكن التنبؤ بعواقبه.
في العمق، لا يمكن عزل هذا التصعيد اليمني عن المسار الإقليمي، لكنه في الوقت ذاته لا يخضع لأي وصاية أو محور.. صنعاء تخوض حربها بقرار مستقل، وتحالفها الأساسي هو مع المظلومين، وموقعها الطبيعي هو إلى جانب المقاومة لا في طوابير التطبيع.. هذا ما منح اليمن اليوم مكانة أخلاقية وسياسية متقدمة في ضمير الأمة، وجعل من تحركاتها العسكرية حديث الشارع العربي الذي كان متعطشاً لرؤية ردّ حقيقي، ولو من مكان لم يكن في الحسبان.
لقد قلبت اليمن المعادلات.. وما كان يُعدّ سابقاً استفزازاً متهوراً صار اليوم جزءاً من قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضتها صنعاء على طاولة الصراع مع العدو.. فمن قصف مطار بن غوريون، إلى إدخال ميناء حيفا ومحيطه في نطاق النار، بات واضحاً أن الكيان الصهيوني لم يعد في مأمن من الضربات طويلة المدى، وأن الجبهة الجنوبية لفلسطين لم تعد تقتصر على غزة، بل تمتد من سواحل البحر الأحمر حتى العمق المحتل.
في ظل هذا المشهد، لا مبالغة في القول إن اليمن تُعيد اليوم تعريف مفهوم “الدعم للقضية الفلسطينية”، وتضع سقفاً مرتفعاً من الفعل، ليس فقط أمام العدو، بل أيضاً أمام الشعوب التي تنتظر منذ عقود من يتقدم الصفوف.. التاريخ سيسجل أن اليمن وحدها، في لحظة الانكشاف الكامل، اختارت أن تقاتل، بينما تخلّى الآخرون، وتردد المترددون، وتواطأ المتآمرون.
وفي هذه اللحظات التي تشتد فيها المحرقة في غزة، وتتعالى صرخات الأطفال، وتسيل دماء النساء، ترتفع الصواريخ اليمنية في السماء كأنها صيحة غضب، ونداء وفاء، وقسمٌ بالعقيدة بأن هذه الدماء لن تذهب سدى.
وعد الله لا يتخلف، والتاريخ لا يرحم، والميدان لا يكذب، وما يُصنع اليوم في اليمن، هو ليس فقط دعمًا لغزة، بل إعادة لكتابة روح الأمة من جديد.