شكلت قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة ودعم جهود إزالة الكربون محور مناقشات وزراء الطاقة وقادة الأعمال خلال فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024).

وفي اليوم الافتتاحي لـ أديبك 2024، أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، على الحاجة الماسة إلى التعاون والتنسيق بين قيادات قطاع الطاقة للمساهمة في دعم نمو وتطور الذكاء الاصطناعي الذي يعد أحد أبرز ابتكارات العصر.

 ويعكس التركيز على قدرة الذكاء الاصطناعي ثقة قادة قطاع الطاقة في قدرته، على إحداث نقلة نوعية وتطوير منظومة الطاقة حيث اتفق قادة الحكومة والمديرون التنفيذيون للشركات المشاركين في أديبك 2024 على قدرة الذكاء الاصطناعي في دعم الانتقال في قطاع الطاقة وفتح آفاقاً جديدة للتقدم والازدهار.

وفي جلسة بعنوان " قوة تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم الانتقال في قطاع الطاقة"، استكشف مجموعة من ابرز قادة قطاع الطاقة وكبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص من بينهم طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك البحرية ورئيسة أديبك 2024؛ وميشيل لوتز، كبير مسؤولي البيانات ورئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة توتال إنيرجيز؛ وماجزان كينيسباي، القائم بأعمال العضو المنتدب لشركة إيه آي كيو ، حيث استكشفت الجلسة كيف تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحويل العمليات التجارية، وتناولت الفرص والتحديات المتعلقة بمراكز البيانات واحتياجات استهلاك الطاقة.

وفي حديثه عن تجربة شركته مع الذكاء الاصطناعي، قال ميشيل لوتز، كبير مسؤولي البيانات ورئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة توتال إنيرجيز: "نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وهو ما يدعم بدوره تطور شركتنا في مجال الطاقة المتجددة، وهذا ما يتيح لنا مساعدة عملائنا بشكل أفضل في فهم سلوكهم وما يحتاجون إليه".

وبناءً على هذا التركيز المستمر على دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الطاقة، فقد أكد المتحدثون في مؤتمرات أديبك العشرة المتنوعة على الحاجة الملحة لمعالجة التحديات والفرص المحيطة بهذه التكنولوجيا التحويلية، وإلى جانب كبار الرؤساء التنفيذيين والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة، حث تنكو محمد توفيق، رئيس مجموعة بتروناس والرئيس التنفيذي لها، الجهات الفاعلة في الصناعة على تبني نهج مدروس وشامل للذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار علق تنكو قائلاً: " يتوجب علينا قبل أن نصل إلى مرحلة الكمال في الذكاء الاصطناعي، أن نعالج قضايا أساسية، فالذكاء الاصطناعي له آثار إيجابية بقدر ما له من آثار سلبية أيضاً، وذلك بحسب كيفية استخدامنا لهذه التكنولوجيا وكيفية تبنيها، ورغم أن الذكاء الاصطناعي يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة ويتطلب إنتاجه موارد هائلة، فإنه مع ذلك يساعد الاقتصادات والمجتمعات على النمو، لذا يتعين علينا أن نتعامل بحكمة مع مفترق الطرق الذي ينتظرنا لاحقاً".

كما شاركت أنيما أناندكومار، أستاذة علوم الحوسبة والرياضيات في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أيضًا في هذه المحادثات المهمة، حيث سلطت الضوء على التأثير المتطور للذكاء الاصطناعي على كل من صناعة الطاقة والبيئة.

وفي هذا السياق علقت أناندكومار قائلة: "يجب علينا ألا نفكر فقط في خفض الطاقة الذي تم تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل يجب علينا أيضًا أن نفكر في الوقت والمال الذي تم توفيره من خلال استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي هذه، حيث يساعدنا الذكاء الاصطناعي في اتخاذ إجراءات تصحيحية استجابة للكوارث الطبيعية وغيرها من القضايا المتعلقة بالمناخ، وكلما زادت البيانات المتاحة لدينا، كلما أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي لدينا أفضل، لذا فإن التأثير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي في التصميم من الصفر وإنشاء المحاكاة يعزز من عملنا في قطاعي الطاقة والتكنولوجيا".

وقد انعكس التزام أديبك 2024 بتسريع حلول ومشاريع الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق النسخة الافتتاحية لمنطقة الذكاء الاصطناعي بتنظيم أدنوك، والتي تضمنت استوديوهات الذكاء الاصطناعي ووحدات العرض التوضيحية التي عرضت حلولاً تحويلية من قبل كبرى شركات الطاقة والذكاء الاصطناعي الرائدة، حيث وفرت هذه المنطقة العصرية المتطورة للحاضرين رؤية شاملة للابتكارات التي تشكل مستقبل منظومة الطاقة.

كما استضافت المنطقة أيضًا مؤتمر الذكاء الاصطناعي المتخصص، الذي وفر منصة لتعزيز التعاون بين قادة من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمؤسسات الحكومية لتطوير خارطة طريق استراتيجية لإدماج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.

كما استعرض مؤتمر الذكاء الاصطناعي العديد من عروض الابتكار على مدار اليوم، حيث قدمت شركات التكنولوجيا العملاقة وشركات الطاقة أحدث إنجازاتها ومشاريعها في مجال الذكاء الاصطناعي. وشمل المشاركون نيراج جوشي، كبير مسؤولي التكنولوجيا العالميين في مجال الطاقة والموارد، مايكروسوفت؛ وأنيرودا شارما، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كاربون كلين؛ والدكتور مايك روشين، رئيس الذكاء الاصطناعي لدى شركة إيه آي كيو؛ وعلي الزعابي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة AYP/ADP، أدنوك.

وركز مؤتمر الرقمنة والتكنولوجيا الذي تم إطلاقه مؤخرًا على مناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الجيل التالي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منه في الفرص المتوفرة في مجال خفض الانبعاثات وإزالة الكربون ورفع الكفاءة في العصر الصناعي 4.0، حيث سلطت الجلسات الضوء على التطورات في المواد الجديدة، وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه مع التركيز على التوسع المستدام لهذه التقنيات.

واستعرضت الشركات خلال أديبك 2024 أحدث الأجهزة والمعدات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مما وفر فرصة للحضور لتعرف على عدد من المنتجات والخدمات المبتكرة المصممة للحد من الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة الطاقة وتسريع الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر نظافة.

 ويعد "أديبك" منصة عالمية مثالية لتحفيز الابتكار والتعاون والتقدم المستدام في الانتقال في قطاع الطاقة، ومنبراً لمناقشة التحديات المعقدة المتمثلة في خلق مستقبل منخفض الكربون وعالي النمو لقطاع الطاقة العالمي بفضل دوره في تقديم رؤى استراتيجية وأحدث الحلول التكنولوجية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الدكتور سلطان أحمد الجابر أدنوك أديبك الذكاء الاصطناعي أدنوك أديبك 2024 ذكاء اصطناعي مركز ذكاء اصطناعي الدكتور سلطان أحمد الجابر أدنوك أديبك الذكاء الاصطناعي أدنوك أديبك 2024 الذکاء الاصطناعی فی فی قطاع الطاقة أدیبک 2024 فی مجال

إقرأ أيضاً:

بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي

مسقط- الرؤية

حصلت الطالبة فَيّ بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.  

وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".

وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.

وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.

المشاركة في المعرض الدولي

وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.

وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.

الدعم والتدريب

وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.

وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.

وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.

الطموح والتطوير

وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.

وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.

مقالات مشابهة

  • ميتا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراجعة مخاطر المنتجات وتقلص دور الخبراء
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف
  • «أدنوك» تطور مهارات الطلاب في الذكاء الاصطناعي
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
  • «أدنوك» تساهم في تطوير مهارات طلاب الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام