«الجارديان»: أمريكا على وشك انتخاب كامالا هاريس أول رئيسة في تاريخها
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
مع شروق شمس يوم الثلاثاء، كان هناك شيء مألوف ومطمئن بشأن الطقوس التي سيجلبها يوم الانتخابات في أمريكا: طوابير طويلة من الناخبين، والمرشحين يدلون بأصواتهم، وخبراء التلفزيون ينقرون على شاشات اللمس الخاصة بخريطتهم الانتخابية وتدفق ثابت للنتائج من الولايات الزرقاء الآمنة والولايات الحمراء، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.
شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تبديلًا متأخرًا للمرشحين، ومناظرتين غير متوازنتين، ومحاولتي اغتيال، وتدخلًا من أغنى رجل في العالم، ونشوة تذكرنا بباراك أوباما وخطابًا يستحضر أدولف هتلر. إنها حملة تتميز بالعنف والفرح.
ترامب قد يكون أول رئيس سابق له سجل إجراميستكون نتيجتها - في الواقع رمي العملة التي قد تكون معروفة أو لا تكون معروفة يوم الأربعاء - رائدة بنفس القدر، قد تكون أمريكا على وشك انتخاب كامالا هاريس، أول رئيسة في تاريخها الممتد 248 عامًا، أو قد يعيد البيت الأبيض إلى دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عامًا، وهو أول رئيس سابق له سجل إجرامي إضافة إلى محاكمتين للعزل.
إن كلا الجانبين مقتنعان تمامًا بأن جانبهما يجب أن يفوز، وأن الهزيمة ستمثل نهاية الديمقراطية والحرية وأسلوب الحياة الأمريكي، إنهم مثل قطارين يكتسبان السرعة بينما يندفعان نحو بعضهما البعض وحادث لا مفر منه، بالنسبة لنحو نصف البلاد، ستكون النتيجة مدمرة. سيخسرون ما أسماه الصحفي المخضرم كارل بيرنشتاين ذات يوم بالحرب الأهلية الباردة.
يرجع ذلك جزئيًا إلى أن ترامب قضى عقدًا من الزمان في زرع الانقسامات الطبقية والعرقية. لكن هذه الانتخابات كشفت عن فجوة بين الجنسين بعد عامين من إنهاء المحكمة العليا للحق الدستوري في الإجهاض، رشح الديمقراطيون امرأة بينما تبنى ترامب الذكورية الفظة وثقافة «الذكورة» في سعيه للعثور على ناخبين جدد.
كتبت مورين داود، كاتبة عمود في صحيفة نيويورك تايمز: «إنها المعركة النهائية بين الجنسين في أكثر الانتخابات وحشية، من سينتصر؟، النساء، وخاصة الشابات، اللواتي يشعرن بالفزع من التظاهرات الذكورية الكرتونية والمواقف الجاهلة لدونالد ترامب وحاشيته؟ أو الرجال، بما في ذلك العديد من الشباب، ورجال النقابات، واللاتينيين والسود، الذين ينجذبون إلى تبجح ترامب وتنمره وإهانته، ويرون فيه الترياق المتراجع للتفوق الذكوري المتقلص».
فكر في هذا الجزء الثالث من ثلاثية ترامب. في عام 2016، كان وافدًا جديدًا وقحًا يسخر من المؤسسة السياسية والإعلامية لإسعاد المؤيدين الذين شعروا أن الحلم الأمريكي قد أفلت منهم، في عام 2020، وبخه الناخبون الذين سئموا من فوضاه ونرجسيته وتعامله غير الكفء مع جائحة عالمية.
عندما يُكتب تاريخ انتخابات عام 2024، سيكون أسبوع واحد في شهر يوليو في قلب السرد.
في الثالث عشر من يوليو، أطلق توماس كروكس (20 عاما) النار على ترامب في تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، فأصاب أذنه وقتل أحد الحاضرين. وأصبحت صورة ترامب وهو يقف ووجهه ملطخ بالدماء وهو يرفع قبضته ويصيح «قاتل!» الصورة التي لا تمحى من حملته الانتخابية.
المؤتمر الوطني للحزب الجمهوريوبعد يومين، انطلق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، حيث ارتدى بعض الحاضرين ضمادات للأذن تضامنا مع ترامب، وأصر المتحدث تلو الآخر على أن الله نجا ترامب، وهي علامة أكيدة على أن عمله على هذه الأرض لم ينته بعد. وسرد المرشح الحادثة في افتتاحية قاتمة لخطابه في المؤتمر ــ لكنه أفسدها بعد ذلك بإعادة تدوير المظالم القديمة لأكثر من ساعة.
كان الديمقراطيون بحاجة إلى استعادة السرد، وفي نهاية ذلك الأسبوع، في الحادي والعشرين من يوليو، فعلوا ذلك. فقد استسلم جو بايدن، 81 عاما، الذي كان متأخرا في استطلاعات الرأي ومتأثرا بأداء ضعيف في المناظرة، للضغوط من حزبه وأعلن انسحابه من السباق.
وقالت هيلاري كلينتون، المرشحة في عام 2016، إن هذا كان أحد أكثر أعمال الوطنية نكران الذات التي رأتها على الإطلاق.
وسرعان ما أيد بايدن هاريس؛ وتبعه آل كلينتون وأوباما وبقية الحزب. لقد استخدم نائب الرئيس «سياسة الفرح» وعين نائبا له، الحاكم تيم والز، الذي وصف خصومه بأنهم «غريبون»، والآن، بدا المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو وكأنه أسعد مكان على وجه الأرض، مليئا بالارتياح والأمل والمرح؛ حتى النداء على مستوى الولاية تحول إلى حفلة رقص.
بدا أن حملة ترامب مخطئة، عاجزة عن تأطير هاريس أو إيجاد لقب مهين لها. كان ترامب ينحرف عن المسار بقصة غريبة وكاذبة مفادها أن المهاجرين يأكلون القطط والكلاب في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، وسحقته هاريس، المدعية العامة السابقة في قاعة المحكمة، في مناظرتهما الوحيدة في فيلادلفيا، ومع الزخم إلى جانبها، بدا أنها وجدت الترياق الطويل المراوغ لترامبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس
إقرأ أيضاً:
اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
في تقرير مطول، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونوه بحجب مليارات الدولارات من أموال الحكومة الفدرالية عن الجامعات لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى ولايته الأولى.
وقالت إن إدارة ترامب تلاحق الجامعات التي يُزعم أنها ظلت تتسامح مع تنامي ظاهرة معاداة السامية في أروقتها، وتتوعد جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات الأميركية المرموقة بحرمانها من التمويل الفدرالي للأبحاث التي تجريها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساend of listوقد اتهم البيت الأبيض الجامعات بالفشل في حماية الطلاب اليهود خلال الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة التي بدأت في عام 2023.
ومع ذلك، فإن الصحيفة تشير إلى أن فكرة استهداف جامعات وكليات النخبة بحجب التمويل عنها برزت قبل سنوات، مضيفة أن العديد من المحافظين لطالما كانوا يبحثون في طرق لمكافحة ما يعتبرونها عللا ليبرالية معادية للغرب في مؤسسات التعليم العالي الأميركي، حتى إن البعض منهم الذين يحتلون مواقع في إدارة ترامب الحالية يضغطون من أجل إحداث تغيير.
ونقلت وول ستريت جورنال في تقريرها عن مسؤولين في الإدارة أن هاجس ترامب بما يدور في الجامعات بدأ منذ عام 2018، وأصبح الآن منشغلا بحملة البيت الأبيض -التي يقودها ستيفن ميلر كبير مستشاريه للسياسة الداخلية- للتأثير على الجامعات الأميركية، وخاصة هارفارد.
إعلانوقد رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب منعها من قبول الطلاب الأجانب.
ويتهم كبار الموالين لترامب الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
كبار الموالين لترامب يتهمون الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
لكن الصحيفة تقول إن الحاجة إلى ثقافة جديدة في الجامعات كانت فكرة لم تجد صدى، حتى أثارت لكمة في الوجه انتباه ترامب. ففي فبراير/شباط 2019، أقام ناشط محافظ يدعى هايدن وليامز منبرا في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، لإقناع الطلاب بالانضمام إلى مجموعة "تيرنينغ بوينت أميركا" التي أسسها ناشط محافظ آخر اسمه تشارلي كيرك.
وانتشر مقطع فيديو يظهر رجلا مجهول الهوية يسخر من وليامز -أثناء نقاش حاد- قبل أن يوجِّه إليه لكمة قوية. وظهر بعدها وليامز على قناة فوكس نيوز بعين سوداء. ولم يكن المهاجم، الذي أُلقي القبض عليه لاحقا، ولا وليامز نفسه يدرسون في الجامعة.
وأشار تشارلي كيرك إلى أنه قال لترامب إن هذه الحادثة فرصة عليه أن يغتنمها للدفاع عن الطلاب المحافظين، وأنهما تحدثا عن حجب التمويل الفدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تنتهك حرية التعبير. وكشفت وول ستريت في تقريرها أن دونالد ترامب الابن نسب الفضل إلى كيرك في دفع هذه الإستراتيجية.
وبعد حوالي أسبوعين من الواقعة، صرح ترامب بأنه يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يلزم الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا ما أرادت الحصول على أموال البحوث من الحكومة الاتحادية.
وبعد مدة وجيزة، وقّع ترامب على الأمر التنفيذي، إلا أنه تم تعطيله من قبل المعارضين الذين كان من بينهم جمهوريون في الكونغرس وبعض مسؤولي البيت الأبيض.
إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
ورغم ذلك، وضعت إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
إعلانوخلال السنوات الأربع التي تفصل بين ولايتي ترامب الأولى والثانية، بدأ بعض مسؤولي إدارته السابقة في التخطيط لكبح جماح مؤسسات التعليم العالي مرة أخرى.
وقد وضع صانعو سياسات التعليم العالي المحافظون خريطة لكيفية استخدام السلطة التنفيذية، متوقعين، في ذلك الحين، أن الجمهوريين قد لا يملكون 60 صوتا اللازمة للتغلب على تعطيل مجلس الشيوخ.
ووفق تقرير الصحفية، فقد شكلت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين -التي عمّت الجامعات في الولايات المتحدة في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب اللاحقة في غزة- دافعا مفاجئا للإدارة الأميركية لتنفيذ تهديداتها.
ففي جلسة استماع في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام استجوب أعضاء مجلس النواب رؤساء 3 جامعات كبرى حول تقارير معاداة السامية.
واغتنمت مراكز الدراسات المحافظة، التي تعج بأنصار ترامب، هذه الفرصة للدفع بأجندتها. ففي يناير/كانون الثاني 2024، عقدت مؤسسة "هيريتيدج" فعالية لإطلاق فرقة عمل وطنية لمكافحة معاداة السامية. وانضم عدد من مسؤولي ترامب في ولايته الأولى، بمن فيهم ديفيد فريدمان، السفير السابق لدى إسرائيل.
وكان أن تشجّع فريق ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة 2024 وحصوله على دعم كافة الشرائح الديمغرافية تقريبا. وعقب تنصيبه بأسبوعين، أعلنت وزارة العدل عن تشكيل فرقة عمل جديدة لمكافحة معاداة السامية، وأصدرت في وقت لاحق قائمة بـ10 جامعات مستهدفة شملت جامعات هارفارد وكولومبيا وديوك ونيويورك، بالإضافة إلى جامعة بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرفين.
غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة، من بينها واحد أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أظهرت أن الأميركيين يعارضون بأغلبية ساحقة قطع تمويل الجامعات للأبحاث الطبية.
إعلانكما أعربت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا -وهي من أبرز منتقدي الجامعات التي تزعم أنها تقمع وجهات النظر المحافظة- عن معارضتها لتكتيكات ترامب، بما في ذلك التهديد بقطع تمويل الأبحاث في جامعة هارفارد.