أمريكا أولاً وترامب آخراً..العالم يستعد إلى تقلبات عاصفة من أوكرانيا إلى غزة وإيران
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
مع عودته إلى البيت الأبيض، سيشهد العالم تقلّبات جديدة، لأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب المعروف بنزعته الحمائية وأطواره المتقلّبة، ينوي طيّ صفحة جو بايدن الذي عكف في السنوات الأربع الأخيرة على ترميم صورة الولايات المتحدة.
ولا شكّ في أن الارتدادات الأكثر تجلّيا لفوز المرشح الجمهوري على غريمته الديموقراطية كامالا هاريس ستكون على أوكرانيا حيث تعهّد ترامب بإنهاء الحرب بسرع، وإجبار كييف على تنازلات للروس.ويعتبر قطب الأعمال، أن "هذه الحرب ما كان لها أن تنداع يوماً" ويتباهى بعلاقته "الجيدة جداً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيسعى على الأرجح إلى تنظيم لقاء معه بعد تولّيه مهامه في 20 من يناير (كانون الثاني).
ورجّح ليون أرون من معهد الأبحاث الأمريكي في واشنطن أن "تكون خطوته الأولى أشبه بدبلوماسية جدّ شخصية مذهلة" يدعو فيها بوتين للحوار قائلاً: "فلنتكلّم عن الموضوع فلاديمير. يمكننا أن نحلّ هذه المشكلة". لكنه أشار إلى أنه "يصعب توقّع المآل"، مستبعداً أن يقدم بوتين تنازلات في أوكرانيا ولافتاً إلى أنه لا بد أيضاً أن يراعي ترامب موقف الكونغرس الأمريكي الذي له أيضاً كلمته في السياسة الخارجية.
بعد أن جعل الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، تعزيز تحالفات بلده أولوية، تشهد علاقات الولايات المتحدة بحلفائها التاريخيين توتراً من جديد. وقد اتّهم ترامب الأوروبيين باستغلال المظلّة الأمريكية الدفاعية، مشككاً في جدوى حلف شمال الأطلسي ناتو، الذي يعدّ حجر الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.
وبعد إعلان ترامب فوزه بالانتخابات، قدم له زعماء أجانب التهاني، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. ولا شك أن فوز المرشّح الجمهوري سيكون له أصداء إيجابية على زعماء قوميين مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي التقاه في عدّة مناسبات خلال الحملة الانتخابية، وعلى آخرين مثل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. أما الكرملين، فأعلن من جانبه أن فلاديمير بوتين لا ينوي تهنئة إلى دونالد ترامب.
وفي الملفّ الصيني، لا يخفي دونالد ترامب سخطه معتبراً العملاق الآسيوي عدواً لبلده.
غير أنه تباهى أيضاً بروابطه الوطيدة بالرئيس شي جين بينغ، معتداً بمقاربته للعلاقات الدولية "القائمة على الصفقات".
وأعربت الصين عن أملها في "تعايش سلمي" مع الولايات المتحدة بعد إعلان ترامب عن فوزه.
وربما يثير الرئيس المنتخب سخطاً أيضاً في أمريكا اللاتينية حيث بات شركاء كبار للولايات المتحدة، مثل البرازيل، وكولومبيا، برئاسة زعماء من اليسار. وربما يتسبب التعهّد الذي قطعه خلال الحملة الانتخابية بطرد ملايين المهاجرين غي الشرعيين في فوضى في المنطقة إذا أوفى به. وفي وجه رؤية لعالم تتعدّد فيه الأقطاب الفاعلة، يرفع ترامب شعار "أمريكا أولاً" خاصةً في التجارة.
ورأى براين فينوكن المتخصّص في السياسة الخارجية للولايات المتحدة أن اندفاع ترامب ربما يزيد مقارنة مع ولايته الأولى.وقال: "رربما يكون ترامب في ولايته الثانية مختلفاً جداً. وهو لن يتحلى بأيّ من الطباع التي لجمت اندفاعه في فترة ما أو بطريقة ما، بما في ذلك مع البنتاغون". وقد سبق للرئيس الجمهوري أن أثار الخوف في تايوان بالتساؤل علناً عن جدوى الدفاع عن الجزيرة، في وجه اجتياح صيني.
وعن الشرق الأوسط، من المرتقب أن يعيد ترامب تأكيد دعمه غير المشروط لإسرائيل، وأن يضع نصب عينيه العدوّ الإيراني الذي يجب بذل الجهد للتصدي له.
وتقول تقارير إعلامية إنه أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو شيكاً على بياض في حربه في غزة ولبنان خلال الشهرين اللذين يسبقان تولّيه الرئاسة.
وأشاد نتانياهو "بأعظم عودة في التاريخ"، باعتبار أن رجوع ترامب إلى البيت الأبيض "سيعيد الالتزام القويّ في التحالف الكبير" مع إسرائيل.
ولا شك أن دونالد ترامب سيزيد الضغوطات على إيران بعدما شجّع نتانياهو، على قصف المنشآت النووية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل في مطلع أكتوبر (تشرين الأول).
ونقل ترامب أيضاً في ولايته الأولى السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. واستقبل أخيراً بنيامين نتانياهو في منتجعه مار آ لاغو.
ويتوقّع أن يشجع الرئيس العائد بلدانا عربية أخرى على الاعتراف بإسرائيل، ويحدوه أيضاً الأمل الذي حطّم في عهد بايدن في تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ما من شأنه أن يشكّل منعطفاً كبيراً في المنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية خطوته الأولى أوكرانيا تباهى الرئيس المنتخب ملايين المهاجرين السياسة الخارجية الشرق الأوسط تقارير إعلامية دونالد ترامب السفارة ترامب الانتخابات الأمريكية الشرق الأوسط روسيا الصين للولایات المتحدة فی الانتخابات دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
مستعدون للرد.. الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب بسبب الرسوم على الصلب والألومنيوم
أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه الشديد حيال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم إضافية على الصلب والألومنيوم، والتي تقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي مع الولايات المتحدة في هذا الصدد، حسبما ذكرت المفوضية الأوروبية، اليوم السبت.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوربي، إن تدابير مضادة أوروبية ستدخل حيز التنفيذ تلقائيًا في 14 يوليو 2025، أو حتى قبل هذا التاريخ إذا اقتضت الظروف ذلك؛ في حال لم يتم التوصل إلى حل مقبول للطرفين، مؤكدًا استعداد الاتحاد للرد على هذا الإجراء.
وانتقدت المفوضية الأوروبية قرار ترامب، معتبرةً أنه يزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، ويزيد من التكاليف على المستهلكين والشركات على جانبي المحيط الأطلسي.
و أعلن الرئيس الأمريكي أمس الجمعة أن الرسوم الإضافية على الصلب والألمنيوم سترتفع إلى 50% يوم الأربعاء المقبل، في تصعيد جديد في حربه التجارية.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، جعل ترامب الرسوم الجمركية محورًا رئيسيًا لسياساته.
وبعد فترة من تفاقم التوتر؛ كانت أوروبا تأمل في زخم جديد في المفاوضات عقب محادثة هاتفية بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قبل أسبوع.
وتحدث مفوض التجارة الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، مع وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، عدة مرات في الأيام الماضية.
ومن المتوقع أن تُعقد مناقشات جديدة الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين، على هامش اجتماع وزاري في باريس لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضم بشكل رئيسي الدول الغربية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت في الأشهر الماضية رسومًا جمركية على الاتحاد الأوروبي 3 مرات:
الأولى: 25% على الصلب والألومنيوم، أُعلن عنها في منتصف مارس.
الثانية: 25% على السيارات في أبريل.
الثالثة: 20% على جميع المنتجات الأوروبية الأخرى في أبريل.
وعلّقت إدارة ترامب هذه الرسوم الإضافية حتى 9 يوليو المقبل؛ لإتاحة المجال للمفاوضات.
ومع ذلك، لا يزال من المفترض أن تُطبق رسوما جمركية بنسبة 10% على معظم السلع التي تُصدّرها الدول الأعضاء الـ 27 إلى الولايات المتحدة، ما لم تمنع المحاكم الأمريكية دخولها نهائيًا للبلاد.
وقضت محكمتان ابتدائيتان، هذا الأسبوع،بعدم أحقية دونالد ترامب في فرض بعض هذه الرسوم الجمركية، ومع ذلك، ستظل سارية المفعول حتى تُحسم هذه المسألة نهائيًا.