سيناريوهات تنهي باسيل سياسياً.. هل يتنازل للمعارضة؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
يغيب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عن الساحة الاعلامية والسياسية بشكل شبه كامل منذ اغتيال الامين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، اذ أنّ اطلالاته باتت قليلة جدا، وتراجعت بشكل لافت في الاسابيع الاخيرة. حتى المواقف العامة لم تعد تصدر عنه او عن تياره او عن عنه الرئيس السابق ميشال عون، الا نادرا وتقتصر المواقف العونية الحالية على اشتباك إلكتروني بين الناشطين و"جيش" المعجبين بـ إليسا.
.
من الواضح أن باسيل يقف على التل، فبعد استعادة "حزب الله" لتوازنه لم تعد مسألة هزيمته ممكنة، وعليه بات حديث باسيل عن انسحابه من التحالف مع حارة حريك يحمل مخاطر سياسية خصوصا ان ما يتحدث به عن الحزب ونهايته، في جلساته الخاصة وصل الى "حزب الله" الذي لن يكون ايجابيا مع حلفائه الذين تركوه لحظة المعركة وعليه كان لا بد للرجل من التراجع قدر الإمكان عن الساحة ليظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود، وعندها فقط سيأخذ موقفه السياسي المؤيد للحزب او المعارض له.
كما ان باسيل يجد امامه سيناريوهات خطيرة قد تؤثر وتهدد وجوده السياسي، واحدى ابرز هذه السيناريوهات هي وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى رئاسة الجمهورية، وهذا يعني ان "البدلة العسكرية" ستعود الى بعبدا مما سيحول عون من قائد جيش الى قائد سياسي، مع ما يستتبع ذلك من استقطاب شعبي من حصة "التيار الوطني الحر" او ما بقي من شعبيته بعد الخسائر الكبرى الذي تعرض لها..
الاستحقاق الثاني هو الانتخابات النيابية، فبغض النظر عن قانون الانتخاب الجديد وطبيعته، سيكون باسيل امام تحدي الحفاظ على حد ادنى من عدد النواب اذ ان كل التوقعات تؤكد ان تكتل "لبنان القوي" سيخسر عددا كبيرا من النواب وانه لن يكون قادرا على ايصال عشرة نواب خصوصا وان "حزب الله" لن يمنحه اي نائب في مناطق نفوذه وكذلك حلفاء الحزب السياسيين في الشوف وعاليه وعكار تحديدا.
خسارة باسيل النيابية ستجعله يترأس كتلة نيابية تصل الى ثمانية نواب تقريباً او في احسن التقديرات سيكون عدد نواب التيار عشرة، وهذا يعني ان الاستنزاف الشعبي سيستمر وسيخسر باسيل قدرته على التأثير في القرارات الكبرى لصالح قوى اخرى، فكتلة "تيار المردة"سيكون عددها مماثلاً لعدد كتلة "التيار" في حال منحها الحزب نوابا في البقاع وبيروت وبعبدا، ما يحجم دور باسيل خصوصا ان حضور عون سيتراجع تدريجيا مع مرور الوقت. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسلاميون جزائريون ردا على قمة بغداد العربية.. كفى نفاقا سياسيا باسم غزة
أثارت القمة العربية التي احتضنتها بغداد هذا الأسبوع – وهي الأولى في العراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003 – موجة من الجدل في الشارع العربي، وخاصة الجزائري، بشأن ما يُوصف تقليدياً بـ"القضية المركزية" للأمة: فلسطين.
ورغم أن البيان الختامي الصادر عن الجامعة العربية لم يخرج عن القوالب المعتادة، مجدداً التأكيد على أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى"، فإن هذه العبارة باتت محل رفض وسخرية وانتقاد لاذع من قبل شخصيات جزائرية سياسية ودعوية بارزة، على رأسها علي بلحاج وعبد الرزاق مقّري، معتبرين أن استخدام هذا التعبير تحول إلى غطاء للخذلان والتقصير، أكثر منه إعلاناً عن التزام فعلي.
عبد الرزاق مقّري: "القضية المركزية" أصبحت تعبيراً ممجوجاً
في منشور لافت، قال الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، الدكتور عبد الرزاق مقّري: "جاء في بيان الجامعة العربية أن القضية الفلسطينية قضية مركزية. وهي عبارة يتلفظ بها الجميع: دول، أحزاب، منظمات، جماعات، وشخصيات، دون أن يعطوها حقها. وقد باتت هذه الكلمة ممجوجة لكثرة تكرارها وهي فارغة من محتواها".
وأوضح مقّري أن جعل فلسطين "قضية مركزية" لا يعني ترديد الشعارات، بل أن تكون أولوية حقيقية في العمل السياسي والدبلوماسي والإعلامي وحتى الشعبي: "معنى أن تكون فلسطين قضية مركزية هو أن يُضحى من أجلها، أن توضع في مقدمة الكفاح، لا أن تُدرج فقط ضمن المواقف الدبلوماسية الباهتة أو المزايدات الإعلامية".
وتابع مقّري: "الكل يقول فلسطين قضية مركزية، لكن كل شيء في حياتهم يمر قبلها، ولا يُقدَّم لها شيء إلا ضمن السقوف التي ترسمها واشنطن، أو التي تفرضها أنظمتهم الاستبدادية".
وختم قائلاً: "فلنكن صادقين، إما أن نرفع القضية إلى مستوى الفعل والتضحية، أو نتوقف عن هذا الادعاء حتى لا نكون من المنافقين".
بلحاج: موقف الجزائر لا يختلف عن التطبيع
من جهته، صعّد علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، من نبرة انتقاده للسلطة الجزائرية، في تصريح خاص لـ"عربي21"، واصفاً مشاركة الجزائر في قمة بغداد وقراءتها لرسالة تبون دون تحفظ، رغم تصريحات عباس المعادية للمقاومة، بأنها "فضيحة سياسية".
وقال بلحاج: "قالوا تبون لم يحضر القمة، وكأنهم يلمّحون إلى رفضه لمخرجاتها، لكنه أرسل عطاف ليلقي رسالة وافق فيها على كل ما ورد، دون أي تحفظ على تطاول عباس على المقاومة. هل هذا موقف من يدّعي دعم فلسطين؟".
وتساءل: "إذا كانت الجزائر فعلاً ترفض ما جاء في القمة، فلماذا لم تنسحب؟ لماذا لم تتحفظ؟ كيف تصف نفسها بأنها ضد التطبيع وهي تمنع حتى المسيرات من أجل غزة؟".
وأضاف: "الفرق بين من يُطبّع ومن يُنافق باسم فلسطين أصبح معدوماً. قائد الأركان في الجزائر يتحدث أسبوعياً عن الاقتصاد والسياسة الداخلية، لكنه لم يذكر غزة ولا مرة واحدة منذ بداية العدوان".
قمة "بلا روح" وبيان "بلا شجاعة"
وشهدت قمة بغداد، التي رُوّج لها باعتبارها "عودة العراق إلى الحاضنة العربية"، غياباً جزائرياً على مستوى القادة، واكتفى الرئيس عبد المجيد تبون بإرسال ممثله، ما فُسِّر بداية كنوع من الاعتراض على تطبيع بعض الدول المشاركة، غير أن الرسالة التي قرئت باسمه أثارت جدلاً، لأنها لم تتضمن أي موقف واضح من التطبيع أو الهجوم على غزة.
وبينما تواصل الطائرات الإسرائيلية قصفها العنيف على المدنيين في غزة، تُواجَه البيانات العربية بـ"برودها المعتاد"، ولغة فضفاضة لم تعد تقنع الشارع العربي، بل تزيد من حالة السخط الشعبي ضد أنظمة تضع فلسطين في الشعارات وتُقصيها من الأولويات.
من النفاق إلى الخيانة الصامتة
في ختام حديثه، قال بلحاج لـ"عربي21": "هذه ليست قمة، هذه رُمة. لا مواقف، لا تنديد حقيقي، لا قرارات، ولا حتى تضامن شعبي مسموح به. إنهم يمنعون الشعوب من التضامن، ويخدعون الأمة ببيانات شكلية".
وأضاف: "إن الأنظمة التي تنافق في خطابها حول فلسطين أخطر من تلك التي طبّعت علناً، لأن الأولى تتلاعب بمشاعر الشعوب، وتخدعها باسم المقاومة، دون أن تقدم شيئاً سوى الكلام".
رغم أن بيان قمة بغداد أعاد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، إلا أن الواقع السياسي والرسمي العربي ـ كما عبّر عنه مقّري وبلحاج ـ يكشف شرخاً عميقاً بين القول والفعل، ويعري مستوى الخذلان السياسي الذي باتت تشهده فلسطين من أقرب مدّعي نصرتها. فما لم تتحول الشعارات إلى سياسات عملية، وضغوط حقيقية، وتضحيات ملموسة، فستبقى "القضية المركزية" مجرد ديكور لفظي يخدم الأنظمة أكثر مما يخدم المقاومة.