جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تأكيده بأن التعاون بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة ركن أساسي للعلاقات الدولية.. مشيدا بالشعب الأمريكي لمشاركته النشطة في العملية الديمقراطية، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت أمس الأول.

وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة أن جوتيريش هنأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات، مؤكدا أن الأمم المتحدة تقف مستعدة للعمل بشكل بناء مع الإدارة الأمريكية المقبلة لمعالجة التحديات الصعبة التي يواجهها العالم.

اقرأ أيضاًجوتيريش يعرب عن قلقه البالغ من إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا

«جوتيريش» يدعو للاعتراف بدور الشباب لتشكيل مستقبل المناطق الحضرية في اليوم العالمي للمدن

الرئيس السيسي يهنئ جوتيريش بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم الأمم المتحدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الأمم المتحدة الولايات المتحدة أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم

في مناسبتين مختلفتين خلال الأسابيع القليلة الماضية سمعتُ مسؤولين كبار سابقين في إدارة بايدن وهم يوجهون نداء مفاجئا لأوروبا جاء فيه «أمريكا في محنة وجاء دورك للدفاع عن الديمقراطية».

يقينا سيكون ذلك عين الإنصاف على الرغم من أن ثمة مفارقة في رغبة الأمريكيين في مساعدة خارجية بدلا من تنظيم مقاومة في الداخل. فالحزب الديمقراطي ليس ميتا أو محظورا بموجب القانون.

لكن ربما ستجد أوروبا صعوبة في المسارعة إلى النجدة نظرا إلى أنها هي نفسها هدفٌ لهجوم دونالد ترامب على الديمقراطية الليبرالية كما اتضح في الحملات الانتخابية الأخيرة في رومانيا وبولندا.

قبل ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك من انعقاد قمة الناتو لعام 2025 تنطلق كل الأحاديث التي تدور وسط المسؤولين الأوروبيين من هاجس الخوف من فك أمريكا ارتباطها بالقارة. ويطرح هؤلاء المسؤولون أسئلة من شاكلة هل يسحب ترامب الجنود الأمريكيين من أوروبا؟ وكم سيكون عددهم؟ ومتى؟ ومن أي بلد؟ وهل تعهُّدُ الدولِ الأعضاء بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع (والذي من الواضح أنه سيفيد صناعة الأسلحة الأمريكية) سيُرضِي هذه القوة المهيمنة ويُبقي التحالف عبر الأطلنطي (الناتو) على قيد الحياة؟

هذه الأسئلة مشروعة على خلفية حرب أوكرانيا. لكنها تخطئ المسألة الحقيقية. فالتهديد الأكبر الذي يشكله رئيس الولايات المتحدة على أوروبا ليس سحبَ الجنود أو المعدات. إنه تغيير الأنظمة، ترامب لن يتخلى عن حلف الناتو، بل المحصلة المعقولة هي تفكيكه والقضاء عليه بسلسلة من الإجراءات المؤلمة، حسب مسؤول دبلوماسي أمريكي سابق.

ما يفعله الرئيس ترامب وأتباعُه للديمقراطية الأمريكية من تقويض لمؤسساتها وتطبيعٍ للفساد وبث للخوف في نفوس النخب الفكرية ومطاردة للمهاجرين وتهديد للقضاة والإساءة إلى القادة الأجانب في المكتب البيضاوي أخطر بكثير. وكما تقول عالمة السياسة الإيطالية ناتالي توتشِّي «الصدمة الترامبية الحقيقية ليست التخلي (عن أوروبا). إنها الخيانة».

من المفترض أن يكون التحالف عبر الأطلسي مرتكزا على قيم مشتركة.

وإذا أعادت أمريكا تعريف هذه القيم ووجهتها ضد حلفائها فمن الحتمي أن يشعروا بالخيانة. هذا ما حدث عندما اتهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أوروبا في فبراير بالتراجع «عن أهم قيمها الأساسية» بما في ذلك حرية الكلام، وألقى مواعظ على قادتها عن هذا «التهديد من الداخل».

هذا أيضا ما حدث في الأسبوع الماضي (تاريخ المقال 5 يونيو) عندما نشرت وزارة الخارجية التي يقودها ماركو روبيو ورقةً تحت عنوان «الحاجة إلى حلفاء حضاريين في أوروبا» عبر مكتبها المسؤول عن شؤون الديمقراطية. (يقصد بحلفاء حضاريين حلفاء يشاطرون الولايات المتحدة قيمها وهويتها الحضارية- المترجم).

حذرت الورقة من أن «التقهقر الديمقراطي لأوروبا ... يؤثر باطراد على الأمن الأمريكي»، وجاء فيها أيضا «على كلا جانبي المحيط الأطلسي، يجب علينا الحفاظ على قِيَم ثقافتنا المشتركة وضمان بقاء الحضارة الغربية مصدرا للفضيلة والحرية وازدهار البشر».

وهكذا فجأة صارت للمبادئ التي ترتكز عليها الحضارة الغربية معانٍ ودلالات مختلفة في أمريكا وأوروبا. فما يدعوه روبيو «طغيانا مستترا» هو في نظر الحكومة الألمانية «ديمقراطية» خالصة. وفي حين يرى فانس «تهديدا من الداخل» يرى العديد من قادة أوروبا تهديدا من الولايات المتحدة. هذه مشكلة في «تحالف يرتكز على قيم».

قد يشير المؤرخون إلى أن الأوروبيين والأمريكيين كانت لديهم خلافات حول القيم من قبل. وما هو مختلف هذه المرة ليس فقط المدى الذي تسعى إدارة ترامب في الذهاب إليه لتغيير النظام السياسي الأمريكي ولكن أيضا حقيقة أن فريق ترامب وتحديدا نائبه فانس يريد من أوروبا اتباع نفس المسار.

يُشَن هذا الهجوم في وقت تشعر فيه حكومات عديدة في أوروبا بضعف وضعها بسبب صعود أحزاب أقصى اليمين. ويعد هذا الصعود التهديدَ الذي تتعرض له «من الداخل» في حين يمثل لأعوان ترامب أداة قوية للدفع بأجندة ماغا (شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) في أوروبا.

يقول مسؤول إسباني متحسرا: « الآن زعيم هذه الحركة يوجد في البيت الأبيض. بالنسبة لنا هذا عامل مغيّر لقواعد اللعبة».

في بولندا شاهدت حكومةُ يمين الوسط في أسى واشنطن وهي تولي اهتماما شديدا لانتخاباتها. فقد استضاف ترامب المرشح القومي للرئاسة كارول ناوروتسكي في المكتب البيضاوي قبل أسبوعين من الجولة الأولى للانتخابات في الشهر الماضي. ثم قبل خمسة أيام فقط من الجولة الثانية وبعدما أوضحت استطلاعات الرأي أن المنافسة ستكون حامية الوطيس حضرت كريستي نويم وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية فعالية في بولندا لدعم ناوروسكي الذي فاز بفارق ضئيل يوم الأحد 1 يونيو.

لكن النجاح غير مضمون. ففي رومانيا فشل المرشح الذي يؤيده ترامب في الفوز بالانتخابات الشهر الماضي، ويشعر بعض الساسة الأوروبيين من أقصى اليمين بعدم الارتياح من ربطهم برئيس أمريكي غير محبوب.

لدى الديمقراطيين الأوروبيين المحاصرين بالمشاكل الكثير الذي ينبغي لهم عمله، نعم أمريكا في محنة، لكن قبل أن يكون بمقدورهم المساعدة عليهم إصلاح حالهم أولا.

مقالات مشابهة

  • أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم
  • مسؤول أممي: دعم المؤسسات المالية الدولية أساسيّ لعودة اللاجئين السوريين
  • الرئيس الفرنسي: معاهدة حماية أعالي البحار تدخل حيز التنفيذ يناير المقبل
  • قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن
  • الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي
  • جوتيريش: المحيطات تتعرض لتهديدات متزايد.. وثمة فرصة للتغيير والمواجهة
  • الرئيس اللبناني: زيارتي للمملكة تؤكد العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين
  • الأمم المتحدة تدعو لتجنب الفوضى في المياه الدولية ومنع تحويل الأعماق إلى غرب أمريكي
  • وزيرة البيئة تتوجه لنيس للمشاركة بقمة المحيطات نيابة عن الرئيس السيسي
  • إيران تحذّر من تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية