بعودة ترامب للبيت الأبيض .. أي مصير ينتظر المنطقة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
سرايا - بعودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، يرى مراقبون أن فوزه في الانتخابات يشكل حدثا ذا أهمية إستراتيجية لدول العالم والمنطقة تحديدا، ما يتطلب متابعة دقيقة لتوجهاته وقراءتها بشكل معمق من قبل صناع السياسات في المنطقة.
وفاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة، بحصوله على 277 صوتا مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وتزامن فوز ترامب بالرئاسة مع فوز الجمهوريين في انتخابات مجلس الشيوخ، ما عزز من سيطرته وحزبه على المشهد السياسي في أميركا، رغم المحطات اللافتة التي مر بها منذ خسارته أمام الرئيس السابق جوزيف بايدن عام 2020 من محاولات اغتيال وتهم قضائية وغيرها تشكل دراما أميركية بامتياز.
وقال مراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن الديمقراطيين خلال سباق الرئاسة قدموا الأيدولوجيا والرغبات العقائدية أكثر مما قدموا عملا سياسيا براجماتيا، وهو ما لم يخطئ فيه الجمهوريون، حيث حاولوا تعويض الولايات المتأرجحة واكتساحها بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، يقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا، "إنه منذ الصراع الروسي الأوكراني، إلى تدمير غزة والصراع في مضيق تايوان، إلى طهران، وبكين وموسكو، انتظر العالم من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث شكل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، نقطة أساسية في تحديد التأثير المتوقع على مستقبل القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، لأنه اهتم كثيرا بهذه المسائل في فترة رئاسته الأولى للبيت الأبيض.
وأوضح الخريشا أن فوز ترامب هو حدث ذو أهمية إستراتيجية لدول العالم والمنطقة تحديدا، ما يتطلب متابعة دقيقة لتوجهاته وقراءتها بشكل معمق من قبل صناع السياسات في المنطقة.
وتابع: "من المتوقع أن يستكمل ترامب بعد وصوله إلى الرئاسة، قطار التطبيع الذي بدأه في الولاية الأولى، إذ يشير دائما إلى أنه حقق ،حينما كان في منصب الرئيس، إنجازا دبلوماسيا كبيرا، حينما رعت إدارته تطبيع أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، إلى جانب إعلانه بأنه سيلتزم بسياسة التشديد والضغط، التي كان يتبعها ضد إيران، وتخللها انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران."
ورجح أن يواصل ترامب فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بالنمط نفسه الذي اتبعه في الولاية الرئاسية الأولى، لكن ذلك لا يعني الوصول إلى حرب شاملة، إذ ألمح إلى أنه ينوي التوصل إلى اتفاق مع طهران، لكن بشروطه هو.
واستكمل: "السؤال الأهم، هل سيشكل فوز ترامب عاملا لإنهاء حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة؟ أم دافعا لاستكمال قادة الاحتلال مخططات التهجير وفرض البنود التي لم يستطع تحقيقها من "صفقة القرن" في ولايته الأولى؟"
وأثار نجاح دونالد ترامب في رهانه بالعودة إلى البيت الأبيض مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم، إذ تعد عودة المرشح الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
من جهته، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة: "تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العديد من الملفات التي تستوجب حلا في المنطقة، لا سيما في ظل الصراع المتصاعد في كل من غزة ولبنان، إذ تحتاج المنطقة التي تعاني من تحديات أمنية وسياسية معقدة، إلى استثمارات دبلوماسية وجهود تنسيق دولية لضمان الاستقرار."
وأضاف الحجاحجة: "ومع بلوغ حرب الاحتلال على غزة عامها الأول، وفتح جبهة جديدة في لبنان، وظهور تصعيد مباشر وشيك بين إسرائيل وإيران، يأمل الجميع أن يتبنى الرئيس الأميركي المقبل دورا أكثر جرأة في حل هذه الملفات والقضايا".
وأوضح أن ترامب يعتبر بشكل عام داعما قويا لإسرائيل، وخلال فترة رئاسته السابقة، نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة عربيا وإسلاميا ودوليا، لكنه في الوقت نفسه انتقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصراحة، وقال إن على إسرائيل إنهاء مهمة الحرب بسرعة.
واستكمل: "في نهاية ولايته الأولى، قرر ترامب الانسحاب من سورية، لكنه تراجع عن ذلك تحت ضغط القادة العسكريين، ومن ثم قد تشكل هذه النقطة بداية لاستكمال هذا القرار في ولايته الثانية، وربما يمتد هذا الانسحاب إلى العراق."
وزاد: "بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق على الحرب في أوكرانيا، وعد ترامب بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم، وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف، كما أكد أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك."
بدوره، يقول عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة الدكتور محمد فهمي الغزو، إن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية قد يحمل تأثيرات معقدة على الشعوب العربية، موزعة بين الفرص والمخاطر حسب الموقع الجغرافي والمصالح السياسية لكل دولة، فمثلاً بالنسبة لدول الخليج هناك مصلحة محتملة في عودة ترامب، إذ اتسمت سياساته بالتحالف الوثيق مع هذه الدول، خاصة في مواجهة إيران، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية التي حققت مصالح مشتركة في قضايا النفط والتسليح، كما أن توجهاته الصارمة تجاه طهران، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي، كانت تصب في مصلحة دول الخليج التي تخشى تمدد النفوذ الإيراني.
وأضاف: "من ناحية أخرى، الشعب الفلسطيني قد لا يرى فائدة في فوزه، حيث كانت فترة حكمه السابقة مليئة بالقرارات التي أثرت سلباً على القضية الفلسطينية، كاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما أضر بمسار عملية السلام، وكذلك أيضا بالنسبة للدول التي تعاني من النزاعات مثل سورية واليمن قد لا تستفيد من عودته، حيث افتقرت سياسته إلى اهتمام حقيقي بحل هذه الأزمات، وتركتها عرضة للتجاذبات الإقليمية والدولية".
وأكد الغزو أن فوز ترامب يعكس تناقضات واضحة في المصالح العربية، حيث يستفيد البعض من استقراره في البيت الأبيض، بينما يستمر آخرون في المعاناة تحت وطأة سياساته غير المتوازنة.
وأتم: "ترامب وعد خلال سباق الرئاسة باتخاذ نهج أكثر صرامة يهدف إلى تقليص النزاعات وتعزيز المصالح الأميركية، في وقت أشار فيه إلى أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، سينهي الحرب في غزة فورا، لكن كيفية القيام بذلك ما تزال غير واضحة".
واستكمل: "العالم أجمع يترقب اليوم حقبة ترامب الرئاسية الثانية مع نهاية حملة غير مسبوقة تميّزت بالترشح المتأخر لهاريس في تموز (يوليو) الماضي بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، وبمحاولتي اغتيال استهدفتا ترامب."
وأضاف: "ومنذ جروفر كليفلاند في عام 1892، لم يتم انتخاب رئيس للولايات المتحدة لفترتين غير متتاليتين، لكن في النهاية، تمكن ترامب من تحقيق هذا الإنجاز ليس من خلال إستراتيجية حشد قاعدته فحسب، بل من خلال توسيع الخريطة الانتخابية الجمهورية بالفعل".
وقال الغزو "إن ترامب سيتولى منصبه والرياح تدعمه، إذ استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ، ما يعني أن تعييناته الوزارية والقضائية من المرجّح أن تواجه مقاومة ضئيلة".
وعبر انتخاب دونالد ترامب، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم، وسيصبح في كانون الثاني (ديسمبر) المقبل، أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
الغدإقرأ أيضاً : 41 قرارا تعهّد ترامب بتنفيذها في يومه الأول بالبيت الأبيضإقرأ أيضاً : ماذا قالت هاريس في "خطاب الهزيمة"؟
وسوم: #النفط#العالم#الخليج#الإمارات#ترامب#إيران#المنطقة#لبنان#مجلس#العراق#اليوم#بايدن#القدس#غزة#الاحتلال#الشعب#الثاني#الجميع#أوكرانيا#العسكريين#محمد#رئيس#الرئيس#كييف
| 1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-11-2024 08:46 AM سرايا |
| لا يوجد تعليقات |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * | |
| رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
| اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس ترامب العالم ترامب الرئيس ترامب مجلس الرئيس بايدن غزة العالم ترامب العالم ترامب الإمارات ترامب ترامب الاحتلال الاحتلال ترامب الرئيس ترامب غزة المنطقة الاحتلال غزة الجميع الرئيس ترامب القدس رئيس الاحتلال ترامب ترامب محمد ترامب الخليج النفط الخليج الشعب ترامب غزة اليوم ترامب الرئيس رئيس ترامب ترامب مجلس الثاني رئيس النفط العالم الخليج الإمارات ترامب إيران المنطقة لبنان مجلس العراق اليوم بايدن القدس غزة الاحتلال الشعب الثاني الجميع أوكرانيا العسكريين محمد رئيس الرئيس كييف دونالد ترامب البیت الأبیض فوز ترامب
إقرأ أيضاً:
ترامب يرفض الشائعات: أتمتع بصحة ممتازة!
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده تمتّعه بصحة بدنية وعقلية ممتازة، نافياً الشائعات المتداولة حول تراجع وضعه الصحي، واصفاً تلك التقارير بأنها ادعاءات غير دقيقة تستهدف تقييم أدائه العام.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال إلى أنه يعمل لساعات أطول من أي رئيس سابق، مؤكداً أن نتائج إدارته تُعد من بين الأفضل، وعرّج على إنجازاته التي شملت إيقاف ثماني حروب، وإنقاذ حياة الملايين، وتعزيز الاقتصاد، ورفع مستويات عودة الأعمال التجارية إلى الولايات المتحدة، وإعادة بناء الجيش، وتنفيذ أكبر التخفيضات الضريبية والتنظيمية، وإغلاق الحدود الجنوبية، وتعزيز هيبة البلاد دولياً.
وأضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يخضع لفحوصات طبية شاملة في مركز والتر ريد الوطني العسكري الطبي، وأن الأطباء منحوه تقييمات مثالية، مشيراً إلى أنه أجرى اختبار القدرات المعرفية ثلاث مرات وتجاوزها بنجاح أمام مختصين.
ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقارير نشرتها نيويورك تايمز وعدد من وسائل الإعلام التي تناولت تباطؤ أدائه أو ظهور علامات التعب عليه، مؤكداً قدرته على إدراك أي تغيير في صحته وأن ذلك لا يحدث حالياً، ووصف تلك التقارير بأنها مزيفة وتحريضية.
ووفق ما أظهرت صور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد ظهرت كدمة على معصمه، وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الفحص الطبي كشف عن إصابته بقصور وريدي مزمن، وأرجعت الكدمة إلى كثرة المصافحات وتناول الأسبرين ضمن برنامج وقائي للأمراض القلبية.
ويثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البالغ من العمر 79 عامًا جدلاً متجددًا بعد ظهوره في مناسبات عامة وكأنه يكافح النعاس، وآخرها خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض حيث أغمض عينيه لثوانٍ، وسط تغطية إعلامية واسعة تناولت تقدمه في السن وظهور علامات الإرهاق عليه.
ترامب: لم أتعهد بتمويل هنغاريا وعشرين مليار دولار كانت فقط مطلب أوربان
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم أي تعهّد مالي لهنغاريا بقيمة عشرين مليار دولار، وذلك في مقابلة مع موقع بوليتيكو يوم الثلاثاء، مؤكداً أن تصريحات رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان حول دعم أمريكي بهذا الحجم غير دقيقة.
وأوضح ترامب أن أوربان طلب الدعم خلال لقائهما في البيت الأبيض منتصف نوفمبر، ولكنه لم يقدّم أي التزام مالي خلال المحادثات.
وأبلغ أوربان أعضاء وفده بعد الزيارة بأن هنغاريا تستطيع الاعتماد على درع مالي أمريكي في حال تعرضت لضغوط سياسية أو هجمات خارجية، في ظل استمرار حجب الاتحاد الأوروبي مبالغ كبيرة عن بودابست بسبب مخاوف تتعلق بسيادة القانون.
وحدد أوربان لاحقاً المبلغ الذي يحتاجه لتحقيق الاستقرار بين عشرة وعشرين مليار دولار أو يورو، واعتبره صغيراً من وجهة النظر الأمريكية وفق تصريحاته خلال مقابلة مع قناة إيه تي في الهنغارية.
وفي الشهر الماضي، منح ترامب هنغاريا تمديداً لمدة عام يسمح لها بمواصلة استيراد الطاقة الروسية رغم العقوبات الأمريكية على موسكو، وأوضح في المقابلة أن وضع هنغاريا كدولة حبيسة غير ساحلية يفرض عليها الاعتماد على خطوط أنابيب للحصول على الطاقة.
فانس يوضح ملابسات صورة جدلية وسط تصاعد الإشاعات حول حياته الأسرية
أوضح نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي. فانس ملابسات صورة مثيرة للجدل جرى تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي وتُظهره في وضع يوحي بصراخ موجّه نحو زوجته أوشا، ويفيد بأن الصورة غير مؤرخة وغير مؤكدة وتبدو منشأة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وأشار فانس إلى أن معارضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدموا الصورة للتعليق على حياته الشخصية، ويفيد بأن بعض المستخدمين سارعوا إلى نشر تعليقات ساخرة حول طبيعة العلاقة الأسرية داخل الدوائر الجمهورية.
ورد فانس على الانتقادات عبر منصة إكس يوم الثلاثاء بمزحة تفيد بأنه يرتدي دائما قميصا داخليا عندما يخرج في العلن ليرفع صوته على زوجته، ويمثل الرد محاولة لتهدئة الجدل من خلال لغة ساخرة تخفف من حدة الانتشار.
ويتزامن ظهور الصورة مع موجة إشاعات تطال الزوجين منذ شهر أكتوبر الماضي، ويدور معظمها حول علاقة فانس بزوجته، وخصوصا بعد ملاحظة ظهور أوشا في مناسبتين مع السيدة الأولى ميلانيا ترامب دون خاتم زواجها، ويشير المتحدث باسمها إلى أنها كأم منشغلة تنسى أحيانا ارتداء الخاتم.
ويكشف فانس في مقابلة سابقة مع شبكة إن بي سي نيوز عن عدم اكتراثه بهذه الأحاديث المنتشرة، ويفيد بأنهما يستمتعان ببعض ما يقال حولهما طالما أنه لا يستند إلى وقائع حقيقية.