أزمة تسريب معلومات من مكتب نتنياهو.. هل تشهد نهاية رئيس وزراء دولة الاحتلال؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
وصفت صحيفة بريطانية بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنَّه مهووس بصورته وحريص على البقاء في منصبه، وهو ما يراه أفضل طريقة لتجنب الملاحقة القضائية بتهم الفساد المستمرة منذ فترة طويلة، والتي ينفيها؛ لتتطرق الصحيفة البريطانية إلى أزمة تسريب معلومات من مكتب نتنياهو، والتي تراها بأنها ربما ستكون شاهدة على نهاية رئيس وزراء إسرائيل.
وبحسب ما جاء في صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، فإن «نتنياهو» اتُهم في الداخل والخارج، بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، لإرضاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين قد يتسببون في انهيار حكومته، فضلا عن أنَّه على استعداد لإطالة أمد وتوسيع التدخل العسكري الإسرائيلي في المنطقة من أجل تأجيل المساءلة عن الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية في السابع من أكتوبر 2023.
وأدى تسريب معلومات عسكرية سرية من مكتبه إلى وسيلتين إخباريتين إلى اعتقال 5 أشخاص حتى الآن، وذلك لأن التسريب ربما أضر بفرص التوصل إلى اتفاق، ويبدو أن هذه المعلومات تمّ تحريرها أو التلاعب بها لصالح موقف رئيس الوزراء بشأن محادثات المحتجزين، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقبل وقت قصير تحديدًا في أشهر الصيف، أضاف نتنياهو مطلباً مثيراً للجدل في محادثات المحتجزين ووقف إطلاق النار بعد التوصل إلى إطار مشروط بالفعل: وهو بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر، وهو ما رفضته حماس ورأته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، غير ضرورياً، وبعدها وفشلت المحادثات.
ثم دارت تساؤلات حول مقالين، أحدهما لصحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية والآخر لصحيفة «بيلد» الألمانية الشعبية، نُشرا بفارق يوم واحد في أوائل سبتمبر، وزعمت إحدى المقالتين استناداً إلى مواد اكتشفها الجيش الإسرائيلي في غزة، أن يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، خطط لتهريب نفسه والمحتجزين الإسرائيليين إلى خارج القطاع، فيما قال تقرير آخر إن وثائق حماس التي عثرت عليها القوات الإسرائيلية أظهرت أن الجماعة الفلسطينية المسلحة تخطط لإطالة أمد المحادثات لأطول فترة ممكنة كشكل من أشكال الحرب النفسية.
وبسبب مخاوف من أن يؤدي نشر المقالات إلى تعريض جمع المعلومات الاستخباراتية للخطر، بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في التسريب، وتراجعت صحيفة «كرونيكل» اليهودية عن قصتها بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنها تبدو ملفقة، وقطعت العلاقات مع الصحفي المستقل الذي كتبها بعد ظهور مخاوف بشأن مقالات أخرى ساهم بها.
وتمسكت صحيفة بيلد بتقريرها، قائلة إنَّ الجيش الإسرائيلي أكد صحة المادة، فيما قوبل التقريران بالتشكك في إسرائيل، إذ لوحظ أن النقاط التي تناولتها المقالات تتوافق مع نقاط الحديث التي طرحها رئيس الوزراء نفسه في وقت كان تحت ضغوط غير مسبوقة للموافقة على صفقة بعد اكتشاف ستة محتجزين قتلى في نفق في رفح.
وقتل المحتجزين قبل وقت قصير من العثور عليهم من قبل القوات الإسرائيلية، مما زاد من الشكوك بين الجمهور الإسرائيلي في إمكانية إطلاق سراح المتبقين من خلال عمليات الإنقاذ والضغط العسكري، كما أصر نتنياهو أنَّ المتظاهرين الذين يدعون إلى التوصل إلى اتفاق يقعون في فخ الفصائل الفلسطينية.
وهزت هذه القضية إسرائيل منذ يوم الجمعة، بعد أن أعلنت المحكمة عن اعتقال 5 أشخاص خلال الأسبوع الماضي في تحقيق مشترك بين الشرطة وأجهزة الأمن الداخلي والجيش بشأن انتهاك مشتبه به للأمن القومي ناجم عن تقديم معلومات سرية بشكل غير قانوني، الأمر الذي أضر بتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية - أي إطلاق سراح المحتجزين.
وتمّ تحديد المشتبه به الرئيسي باسم إليعازر فيلدشتاين، الذي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنَّه تمّ تعيينه متحدثًا ومستشارًا إعلاميًا في مكتب رئيس الوزراء بعد وقت قصير من هجوم الفصائل على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنَّ الأربعة الآخرين هم جنود يخدمون في وحدة استخبارات مكلفة بمنع التسريبات، وتمّ الإفراج عن أحدهم منذ ذلك الحين، ولا تزال العديد من التفاصيل تحت أمر حظر النشر، فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية، إنَّ المحققين يعتقدون أن سرقة الملفات السرية من قواعد بيانات جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي تمّ تسريبها لاحقًا إلى أفراد في مكتب رئيس الوزراء، كانت منهجية، وأن التقارير الإخبارية في المنافذ الأجنبية تعرض حياة الجنود والمحتجزين في غزة للخطر.
ماذا يقول نتنياهو؟ولا يُعتقد أنَّ رئيس الوزراء مشتبه به في القضية وقد نأى بنفسه عن «فيلدشتاين»، كما سعى إلى التقليل من أهمية هذه القضية، داعياً إلى رفع حظر النشر من أجل تحقيق الشفافية، وفي يوم السبت، نفى نتنياهو أي تورط في التسريب، أو ارتكاب موظفيه أي مخالفات، قائلا مكتبه إن فيلدشتاين لم يشارك قط في مناقشات أمنية، ولم يتعرض أو يتلقى معلومات سرية، ولم يشارك في زيارات سرية.
ولا يزال حظر النشر الجزئي قائما، مما يعني أن التفاصيل من المرجح أن تظهر ببطء، ولكن الأزمة قد تتسع أكثر فأكثر، ففي يوم الثلاثاء، سمحت إحدى المحاكم بنشر خبر مفاده أن وحدة مكافحة الفساد في الشرطة الإسرائيلية تجري تحقيقاً جنائياً يتعلق بالأحداث منذ بداية الحرب.
ومرة أخرى، منع أمر حظر النشر نشر الكثير من المعلومات، ولكن يُعتقد أن القضية تركز على مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء يحاولون على ما يبدو تغيير مذكرات اجتماعات مجلس الوزراء ونصوص الإحاطات الأمنية، فيما وصف مكتب نتنياهو التقرير بأنه كذبة كاملة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مكتب نتنياهو نتنياهو أزمة نتنياهو الداخل الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی مکتب نتنیاهو رئیس الوزراء التوصل إلى حظر النشر من مکتب
إقرأ أيضاً:
“الوطني” الفلسطيني: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على سفينة “مادلين” إرهاب دولة منظم
الثورة نت/..
أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن الاعتداء الإسرائيلي السافر على سفينة “مادلين” واختطاف من على متنها من نشطاء أحرار من فنانين عالميين وأعضاء في برلمانات وشخصيات إنسانية اعتبارية ما هو إلا عمل قرصنة منظم.
وأوضح رئيس المجلس روحي فتوح في بيان اليوم الاثنين، أن هذه الجريمة تعكس طبيعة حكومة الاحتلال اليمينية التي يقودها مطلوب العدالة الدولية الذي يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط ويواصل ممارساته العدوانية حتى ضد المبادرات الإنسانية السلمية.
وأضاف أن اعتراض السفينة في عرض البحر ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى شعبنا الذي يواجه حرب إبادة جماعية، يعد إرهاب دولة منظم، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي.
وأكد فتوح أن هذا الاعتداء الإجرامي على سفينة كانت مهمتها إيصال المساعدات الرمزية الإنسانية وكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، بلطجة وجريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات.
وشدد على أن الحصار المستمر يؤدي يوميًا إلى كارثة إنسانية حقيقية، حيث يقتل عشرات الأطفال والشيوخ ويعمق من معاناة أكثر من مليوني إنسان محاصرين في القطاع منذ سنوات طويلة.
ودعا فتوح كل أحرار العالم، من برلمانيين ومثقفين ونشطاء ومنظمات إنسانية، إلى التحرك الفوري والفاعل لكسر الحصار الجائر المفروض على غزة ورفع الصوت عاليًا في وجه هذا الظلم الممتد.
وطالب بالتحرك في المحافل الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بما في ذلك الاعتداء على سفينة مادلين واختطاف ركابها بشكل غير قانوني.
وناشد فتوح المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات الحقوقية بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن المختطفين المتضامنين مع الحرية والعدالة وضمان حرية العمل الإنساني ورفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعاني من كوارث عدوان الإبادة والتطهير العرقي منذ 611 يومًا.