الحرة:
2025-07-07@17:31:11 GMT

الولايات المتحدة.. كيف تنتقل السلطة بعد الانتخابات؟

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

الولايات المتحدة.. كيف تنتقل السلطة بعد الانتخابات؟

للولايات المتحدة تاريخ طويل من الالتزام بالمبادئ الديمقراطية، فانتقال السلطة سلمياً من ركائز النظام، وعلامة على صحة الديمقراطية وسلامة عمل المؤسسات العامة.

لكن انتقال السلطة لا يتم باجتماع بروتوكولي بين الرئيس المنتخب وسلفه. بل حسب آلية ونظام محدد قانوناً: فبعد تصديق مكتب إدارة الخدمات العامة (GSA) على نتائج الانتخابات الرئاسية، تبدأ رسمياً المرحلة الانتقالية الرئاسية، وتستمر حتى يوم التنصيب في يناير، مما يسمح بالوقت للتحضير واستمرارية العمل الحكومي.

وقبل الانتخابات، على كل مرشح تأليف فريقه الخاص بنقل السلطة.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

انتقال للسلطة من حزب لحزب

فاز دونالد ترامب فاعترفت نائبة الرئيس كامالا هاريس بالهزيمة الانتخابية، وباحترامها لإرادة الناخبين، وقالت: "تحدثت مع الرئيس المنتخب ترامب وهنأته على فوزه. كما أخبرته أننا سنساعده وفريقه في عملية انتقال السلطة، وسنشارك في انتقال سلمي للسلطة. إن المبدأ الأساسي للديمقراطية الأميركية هو أنه عندما نخسر الانتخابات، فإننا نقبل النتائج. وهذا المبدأ، مثل أي مبدأ آخر، يميز الديمقراطية عن الملكية وعن الاستبداد".

وتحدث الرئيس جو بايدن مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتهنئته بفوزه ودعوته إلى البيت الأبيض. وقال بايدن:"أكدت للرئيس المنتخب أنني وجهت إدارتي بأكملها للعمل مع فريقه لضمان انتقال سلمي ومنظم للسلطة. هذا ما يستحقه الشعب الأميركي. سأقوم بواجبي كرئيس. سأفي بقسمي وسأحترم الدستور. وفي العشرين من يناير، سيكون لدينا انتقال سلمي للسلطة ".

من جهته، شدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على وحدة الأميركيين قائلاً:" لقد حان الوقت لنتحد. وسنحاول، وعلينا أن نحاول. وسيحدث ذلك. والنجاح سيجمعنا معاً".

انتهت الانتخابات وبدأ انتقال السلطة

طويت صفحة الانتخابات وبدأت فترة انتقال السلطة لدونالد ترامب. يشرح ويل ويسرت في أسوشيتد برس كيف ستسير الأمور خلال الـ75 يوماً القادمة قبل يوم التنصيب في 20 يناير 2025، ويضيف: "سيشكل فريق الرئيس ترامب إدارة جديدة تماماً عن إدارة الرئيس جو بايدن. كما تعهد فريق ترامب بأن الإدارة الثانية لن تشبه إلى حد كبير الإدارة الأولى التي أسسها ترامب بعد فوزه في عام 2016. والآن، على الرئيس المنتخب ملء حوالي 4000 وظيفة حكومية بتعيينات سياسية، لأشخاص تم اختيارهم خصيصاً لوظائفهم من قبل فريق ترامب. وهذا يشمل الجميع من وزير الخارجية ورؤساء الإدارات الأخرى والوزراء. يتطلب حوالي 1200 من هذه التعيينات الرئاسية موافقة مجلس الشيوخ، وهذا من المتوقع أن يكون سهلاً بعد فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي".

تسليم السلطة سلمياً.. أهم تجليات الديمقراطية

بنى جيمس ماديسون، أبُ الدستور الأميركي، نظاماً يتضمن العديد من الضوابط والتوازنات لمنع تراكم السلطة في يد واحدة أو صعود دكتاتور.

قال ماديسون: "لو كان الرجال ملائكة، لما كانت هناك حاجة إلى حكومة". فما هي أهمية الانتقال السلمي للسلطة في دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة؟

يقول فيليب كراولي، مساعد وزير الخارجية في عهد أوباما، لبرنامج "عاصمة القرار" من قناة الحرّة، إن "المواطنين الأميركيين ينتظرون انتقال السلطة بسلاسة بعد كل انتخابات. وهذه واحدة من السمات المميزة للديمقراطية الأميركية، التي تم العمل بها منذ تنازل رئيسنا الأول جورج واشنطن عن السلطة. لكن الاستثناء الوحيد لهذا كان في 6 يناير 2021، وقد أضر ذلك بالتأكيد بالتصورات الدولية عن الديمقراطية الأميركية".

ويعتقد ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية في عهد ترامب، أن "الانتقال السلمي للسلطة هو قيمة أساسية لنظامنا الديمقراطي، وهو يتضمن انتخابات حرة ونزيهة، تليها عملية انتقال سلمية وطوعية على أساس تلك الانتخابات. لقد كان احترام نتائج الانتخابات منذ البداية من السمات المميزة للعملية الديمقراطية الأميركية، ومن الضروري أن تستمر هذه التجربة الفريدة من نوعها مع الديمقراطية. وهذه التقاليد العريقة للانتخابات الحرة والنزيهة والانتقال السلمي للسلطة بناء على نتائج تلك الانتخابات، وهذا مهم ليس فقط لبلدنا، ولكن لنموذج الديمقراطية والحكم الديمقراطي أيضاً. إن الولايات المتحدة ليست مَلكية. نحن جمهورية دستورية وديمقراطية".

ويتبدل الرؤساء ويستمر النظام الديمقراطي جوهرة الولايات المتحدة. وها هي النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، أشد معارضي ترامب، تعلن احترامها لنتائج الانتخابات وتتطلع إلى اليوم التالي رغم خوفها على الديمقراطية في عهد ترامب: "لقد قام النظام الديمقراطي في بلادنا بوظيفته ولدينا رئيس جديد مُنتخب. إن كل الأميركيين ملزمون، سواء أعجبتنا النتيجة أم لا، بقبول نتائج انتخاباتنا. وتقع علينا الآن مسؤولية خاصة، كمواطنين في أعظم أمة على وجه الأرض، في بذل كل ما في وسعنا لدعم دستورنا والدفاع عنه، والحفاظ على سيادة القانون، وضمان بقاء مؤسساتنا على مدى السنوات الأربع القادمة. يجب على المواطنين في جميع أنحاء هذا البلد، ومحاكمنا وأعضاء الصحافة وأولئك الذين يخدمون في حكوماتنا الفدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية أن يكونوا الآن حواجز حماية الديمقراطية".

أميركا... بعض الانقطاعات في انتقال السلطة

في تاريخ الولايات المتحدة، كانت هناك حالات قليلة واجهت فيها عمليات انتقال السلطة الرئاسية انقطاعات أو تحديات كبيرة. بعض الحالات أحداث غير متوقعة، مثل الموت أو الاغتيال أو النزاعات السياسية، وأدّت إلى تعطيل عملية التسليم العادية. لكن هذه الحادثة شكلت سابقة "خطيرة":

عام 2021 وبعد تشكيك الرئيس دونالد ترامب بصحة انتخاب الرئيس جو بايدن. واجه انتقال السلطة تأخيرات واضطرابات شديدة بسبب الخلافات حول نتيجة الانتخابات والتعاون المحدود من الإدارة المنتهية ولايتها. وترك ترامب البيت الأبيض دون أن يُسلّم شخصياً السلطة لبايدن.

لحظة خطيرة للأمن القومي الأميركي

يتمتع الرئيس بسلطات واسعة في السياسة الخارجية الأميركية. ومن الأهمية بمكان أن يكون فريقه جاهزاً لتسلم مسؤوليات المنصب، خاصة أن هناك متطلبات إضافية ممن يتولون مراكز تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي، أهمها منحهم الأذونات الضرورية للاطلاع على أسرار الدولة، والحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

يقول "مركز الانتقال الرئاسي" في واشنطن، إن حماية الولايات المتحدة من التهديدات الخارجية والداخلية من أهم أولويات أي إدارة رئاسية. وإن الانتقال الرئاسي يُشكل لحظة خطيرة بالنسبة للأمن القومي الأميركي لأن: البلاد معرضة للخطر بشكل خاص خلال فترة الانتقال الرئاسي. فالخصوم يختبرون سياسات البلاد ويتخذون القرارات المهمة في وقت انشغال الإدارة بتبديل الموظفين الأساسيين واتخاذ قرارات سياسية مهمة".

يقول فيليب كراولي، خلال عملي في الحكومة لمدة 30 عاماً، شاركت عدة مرات في عمليات انتقال السلطة الرئاسية. ويضيف:"هناك حوالي 80 أو 85٪ من السياسة الخارجية الأميركية لا تتغيَّر من إدارة إلى أخرى، رغم أن كلّ رئيس يأتي إلى السلطة متعهداً بالقيام بتغيير ما. وهذا ما سيفعله الرئيس ترامب بالتأكيد".

من جهته، يوضح ديفيد شنكر أنه خلال هذه الفترة تتولى فرق انتقالية "التدقيق بملفات الموظفين الرئيسيين في الإدارة المقبلة، خاصة للمناصب الرئيسة التي عادة ما تكون من مساعدي الوزير وما فوق، والتي تتطلب موافقة مجلس الشيوخ، وهي عملية طويلة وعلى عدة مراحل. ولكن في كثير من الأحيان يستخدم أعضاء مجلس الشيوخ ذلك كأداة للحصول على مكاسب معينة من الإدارة، أمور قد لا تكون متعلقة بالمرشّح أو الوظيفة، لكنها تؤخر الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، وتؤخر بدء الإدارة الجديدة بعملها ".

إن الانتقال السلمي للسلطة ــ وخاصة من حزب سياسي إلى آخر ــ هو التعبير النهائي عن سيادة القانون. وهو "نضال مستمر من أجل روح أميركا" كما قال الرئيس جو بايدن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتقال السلمی للسلطة موافقة مجلس الشیوخ الولایات المتحدة الرئیس جو بایدن الرئیس المنتخب انتقال السلطة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.. من التشدد القومي إلى البراغماتية الأوروبية

ألكسندر فوتشيتش، سياسي صربي وُلد عام 1970 في العاصمة بلغراد، وبدأ مسيرته السياسية من صفوف القوميين المتشددين في الحزب الراديكالي الصربي إلى زعامة الحزب التقدمي الذي يُوصف بالاعتدال.

شغل مناصب وزارية عدة، وأصبح رئيسا للوزراء ثم تولى رئاسة صربيا عام 2017. قاد إصلاحات اقتصادية أثارت جدلا، وسعى إلى موازنة علاقات بلاده بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، مع تعزيز قبضته على الحكم وسط اتهامات بتقويض أسس الديمقراطية.

المولد والنشأة

وُلد ألكسندر فوتشيتش يوم 5 مارس/آذار 1970 في العاصمة الصربية بلغراد، وهو يتحدر من عائلة، أصلها من قرية تشيبولجيك قرب بلدية بوغوينو وسط البوسنة، وهاجرت أثناء الحرب العالمية الثانية واستقرت قرب بلغراد.

كان والده أنجلكو خبيرا اقتصاديا، ووالدته أنجيلينا فوتشيتش صحفية.

تزوج فوتشيتش من الدبلوماسية الصربية تامارا فوتشيتش، ولهما 3 أبناء، هم دانيلو وميليتسا وفوكان.

الدراسة والتكوين العلمي

أكمل فوتشيتش تعليمه الابتدائي في مدرسة "برانكو راديشيفيتش" في بلغراد، وواصل دراسته الثانوية في مدرسة "زيمون" التي كانت آنذاك مدرسة مهنية، إذ تخصص في مجال الثقافة والإعلام.

تخرج عام 1994 من كلية القانون بجامعة بلغراد. كما درس اللغة الإنجليزية في مدينة برايتون بالمملكة المتحدة، وهو يجيد اللغات الروسية والفرنسية والألمانية.

ألكسندر فوتشيتش تخرج عام 1994 من كلية القانون بجامعة بلغراد (رويترز) التجربة السياسية

بين عامي 1992 و1993، عمل فوتشيتش صحفيا في "قناة سي" في مدينة بالي بجمهورية "صربسكا" -جمهورية صرب البوسنة- وكان يُعد ويقدم نشرات الأخبار باللغة الإنجليزية.

بتأثير من النزعة القومية الصربية المتشددة، انضم فوتشيتش إلى الحزب الراديكالي الصربي عام 1993، أحد أحزاب أقصى اليمين، وانتخب في العام نفسه عضوا في الجمعية الوطنية (البرلمان).

وكان من أسس الحزب الراديكالي الزعيم القومي "فويسلاف شيشلي"، الذي وجهت له تهم لاحقا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء الحروب التي أعقبت تفكك جمهورية يوغسلافيا مطلع تسعينيات القرن الـ20.

إعلان

وكان الحزب يدعو إلى إنشاء "صربيا الكبرى" بضم أراض من الدول المجاورة، التي كانت جزءا من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية التي تفككت رسميا عام 1992.

في عام 1994، انتخب فوتشيتش أمينا عاما للحزب الراديكالي الصربي، وظل في هذا المنصب حتى عام 2008.

أثناء حرب البوسنة والهرسك (1992-1995)، برز فوتشيتش على الساحة السياسية واحدا من الشباب القوميين الذين دافعوا بشدة عن القومية الصربية. واشتهر بتصريح مثير للجدل أدلى به في البرلمان الصربي بعد أيام من بدء "مجزرة سربرينيتشا" في يوليو/تموز 1995، وقال فيه "إذا قتل واحد من الصرب، سنقتل مئة مسلم".

في عام 1996، تولى فوتشيتش إدارة مركز "بينكي" الرياضي والتجاري في مدينة زيمون، ثم عينه الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش عام 1998 وزيرا للإعلام في حكومة الوحدة الوطنية.

أثناء توليه الوزارة، أشرف فوتشيتش على تطبيق بعض من أكثر القوانيين تقييدا لحرية التعبير في أوروبا. وقد وصفت السياسية الصربية زورانا ميهايلوفيتش تلك المرحلة بأنها "حقبة اتسمت بالعقوبات والحروب وبالتطهير العرقي والكراهية تجاه الكروات والمسلمين".

انتُخب فوتشيتش عضوا في الجمعية الفدرالية لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية 3 مرات، في فبراير/شباط 1998 وفي مايو/أيار 2000، وفي الانتخابات الفدرالية التي أجريت في سبتمبر/أيلول 2000.

وفي الانتخابات المحلية لرئاسة بلدية بلغراد عام 2004 حصل على 29% من الأصوات في الجولة الأولى و48% في الثانية. أما في انتخابات مايو/أيار 2008، فحصل على 34.7% من الأصوات.

فوتشيتش كان محور جدل واسع إثر تصريح أدلى به أثناء حرب البوسنة والهرسك هدد فيه بقتل المسلمين (رويترز) من القومية إلى "الاعتدال"

في سبتمبر/أيلول 2008، وبعد الانقسام الذي حدث داخل الحزب الراديكالي، استقال فوتشيتش من منصبه أمينا عاما للحزب. وفي الشهر التالي شارك مع السياسي توميسلاف نيكوليتش في تأسيس "الحزب التقدمي الصربي"، الذي يؤيد انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، والذي يوصف بأنه "يميني معتدل".

بعد الانتخابات البرلمانية عام 2012، وفي إطار الحكومة الائتلافية التي تم تشكيلها، أصبح فوتشيتش نائبا لرئيس الوزراء، وتولى مسؤوليات شؤون الدفاع والأمن ومكافحة الفساد والجريمة. كما شغل في الوقت نفسه منصب وزير الدفاع.

وبعد استقالة نيكوليتش من رئاسة الحزب التقدمي بعد الانتخابات الرئاسية عام 2012، أصبح فوتشيتش رئيسا مؤقتا للحزب، ثم انتخب رسميا رئيسا له في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

شارك فوتشيتش في المفاوضات التي جرت بين حكومة صربيا والمؤسسات المؤقتة للحكم الذاتي في كوسوفو، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي. وأسهم في التوصل إلى اتفاق بروكسل في أبريل/نيسان 2013، الذي وضع أساسا عمليا لتمكين الصرب المقيمين في كوسوفو وميتوهيا من إنشاء مؤسسات تحظى باعتراف دولي.

في سبتمبر/أيلول 2013 استقال فوتشيتش من منصب وزير الدفاع وواصل عمله نائبا لرئيس الوزراء مكلفا بمكافحة الفساد والجريمة.

وبعد فوز الحزب التقدمي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/آذار 2014، أصبح فوتشيتش رئيسا لوزراء صربيا، واحتفظ بالمنصب لولاية ثانية حتى أبريل/نيسان 2017.

إعلان

ويعتبر مؤيدوه أن حكومته قد حققت نجاحا تاريخيا بتنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة شملت خفضا مؤقتا للمعاشات والرواتب في القطاع العام، ما أسهم -في رأيهم- في إنقاذ البلاد من الإفلاس واستعادة التوازن في الميزانية وبدء تقليص الدين العام.

رئيس صربيا

في الثاني من أبريل/نيسان 2017، فاز فوتشيتش في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، متفوقا فيها على 10 منافسين اتهموه أثناء الحملة الانتخابية بأنه "يقود البلاد إلى حكم استبدادي".

حصل فوتشيتش على 55.08% من أصوات الناخبين، وتسلم رسميا منصب رئيس الجمهورية في 31 مايو/أيار 2017.

وبعد وصوله إلى قمة السلطة، عمل على ترسيخ نفوذه السياسي وتعزيز صلاحياته، في حين رأى معارضوه أنه رسخ سلطته بإضعاف المؤسسات الديمقراطية بأسلوب يشبه النمط السلطوي الذي ميز حقبة تسعينيات القرن الـ20 في صربيا.

وتقول زورانا ميهايلوفيتش، التي شغلت سابقا منصب نائبة رئيس الوزراء، إن صربيا في ظل حكم فوتشيتش "بدأت تبتعد تدريجيا عن الاتحاد الأوروبي وعن القيم الديمقراطية".

أما الخبير الأكاديمي في شؤون القومية الصربية، فلوريان بيبر، فرأى أن الحكومة الصربية "تُحكم سيطرتها بشكل شبه كامل على جميع مستويات المؤسسات العامة ووسائل الإعلام".

ألكسندر فوتشيتش عارض بشدة فرض العقوبات الغربية على روسيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 (رويترز)

من جهتهم، رأى مؤيدو فوتشيتش أن هيمنته على السياسة الصربية جاءت بعد نجاحه في الحكم، وأن فترته شهدت نموا اقتصاديا غير مسبوق، مؤكدين أن صربيا، التي كانت تعاني من تبعات المرحلة الشيوعية والحروب، استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة نحو التحول إلى اقتصاد أوروبي متقدم.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، انتهج فوتشيتش سياسة توزان بين القوى الكبرى، فسعى إلى تعزيز علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، لكنه في الوقت ذاته عزز علاقاته مع روسيا وفتح الباب أمام الاستثمارات الصينية.

وقبيل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، أثار الجدل بعد تصريحه بأنه لن يعارض سياسات الكرملين الروسي، وأن "85% من الصرب سيقفون دائما إلى جانب روسيا مهما حدث".

كما عارض بشدة فرض العقوبات الغربية على روسيا، متعهدا بأنه "طالما بقي رئيسا لصربيا، فلن تُفرض أي عقوبات على موسكو".

في أبريل/نيسان 2022، فاز فوتشيتش بولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على 58.59% من الأصوات في الانتخابات المبكرة.

وفي 27 مايو/أيار 2023، أعلن استقالته من رئاسة الحزب التقدمي الصربي الحاكم، عقب احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة اندلعت إثر حادثتي إطلاق نار جماعي أسفرتا عن مقتل 18 شخصا.

وفي يونيو/حزيران 2025، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للفساد إلى شوارع صربيا مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وإنهاء حكم فوتشيتش.

ويتهمه معارضوه، بأن له صلات بالجريمة المنظمة وممارسة العنف ضد المعارضين، هو وحلفاؤه، مع فرضه قيودا على حرية الإعلام، وهي اتهامات نفاها مرارا.

ومن جهته، اتهم فوتشيتش منظمي الاحتجاجات بالتحريض على العنف ومهاجمة أفراد الشرطة، وطالب باتخاذ إجراءات قانونية بحقهم.

وقال في خطاب له "فازت صربيا، ولا يمكنكم هزيمتها بالعنف كما يود بعضهم"، مضيفا أنه "لن تكون هناك مفاوضات مع الإرهابيين أو الراغبين في تدمير الدولة".

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يطلب من ترامب استبدال السفيرة الحالية لدى الولايات المتحدة
  • ليبيا تعلن تضامنها مع الولايات المتحدة عقب فيضانات تكساس
  • اتفاقية السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية تسوية تاريخية لصراع دام 3 عقود
  • لتجنب رسوم ترامب.. تايلاند تعرض تنازلات تجارية على الولايات المتحدة
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزّي في ضحايا الفيضانات
  • الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.. من التشدد القومي إلى البراغماتية الأوروبية
  • عُمان تُعزّي الولايات المتحدة في ضحايا "فيضانات تكساس"
  • الرئيس التركي يطلب من ترامب التدخل لوقف إطلاق النار على مراكز المساعدات بغزة
  • ولي العهد يهنئ رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بذكرى استقلال بلاده
  • ميلوني تزعم أن الولايات المتحدة لم توقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا