السجادة الحمراء.. غياب الفن واستعراض العرى
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
تُعتبر المهرجانات السينمائية مناسبات بارزة تحتفى بصناعة الفن السابع وتكرم المواهب السينمائية المتميزة، ولكن فى السنوات الأخيرة، باتت هذه المهرجانات تثير جدلًا واسعًا بسبب ما يشوبها من مظاهر غير لائقة تتجاوز الغاية الفنية إلى استعراضات غير مناسبة، تتمثل فى الملابس الجريئة والعرى التام لأغلب الفنانات. والمنافسة الشديدة فى من تلفت الأنظار وتتعرض لانتقادات أكثر من الأخرى حتى تتصدر التريندات.
فقد أثار مهرجان الجونة السينمائي، الذى انعقد فى دورته الأخيرة تساؤلات واسعة حول طبيعة هذه المناسبات والأهداف الحقيقية التى تسعى لتحقيقها.
من الطبيعى أن يتوقع الجمهور من الفنانين والمشاركين فى المهرجانات السينمائية أن يظهروا بأفضل الملابس الأنيقة، لكن باتت الأمور تتجاوز حدود اللياقة إلى مسار يثير الاستغراب، حيث يختار البعض الظهور بملابس تكشف عن مفاتنهن بشكل لافت، ما يسرق الأضواء من القضايا السينمائية والفنية التى يُفترض أن تكون محور الاهتمام.
وفى الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة، كانت هناك مشاهد متكررة لفنانات يرتدين ملابس تكاد تكون عارية أو تصف الجسم بجرأة غير معهودة، ما أثار انتقادات من الجمهور ومتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهم الكثير منهم هؤلاء الفنانين بالبحث عن الشهرة السريعة على حساب قيم المجتمع وأخلاقياته.
النقد الذى يوجه إلى المهرجانات السينمائية فى هذا السياق ليس هجومًا على حرية التعبير أو اللباس الشخصي، بل هو دعوة للحفاظ على مستوى من الاحترام والذوق العام يتماشى مع قيم المجتمعات التى تقام فيها هذه المهرجانات. فمن المفترض أن تكون هذه المناسبات منصة للاحتفال بالإبداع السينمائى وتكريم أصحاب المواهب، لكنها أصبحت مسرح لاستعراض الأزياء والموضة الغريبة والملابس غير المحتشمة التى تُظهر أكثر مما تخفى.
المشكلة تكمن فى أن هذه الظاهرة بدأت تسيء إلى سمعة المهرجانات السينمائية وتغير من طبيعتها الثقافية إلى استعراضات سطحية. الجمهور الذى يأتى لمشاهدة نجوم الفن يتوقع أن يكون الحدث محتفىً بالفن نفسه، وليس بالمظاهر السطحية. والغريب أن هذا التوجه لا يعبر فقط عن فردية بعض المشاركين، بل يبدو أحيانًا وكأنه جزء من توجيه عام يهدف إلى جذب الانتباه والإثارة على حساب المعايير الأخلاقية والفنية.
فى مهرجان الجونة الأخير، كانت هناك أمثلة كثيرة لفنانات ظهرن بفساتين شفافة أو مفتوحة بشكل كبير، ما أثار امتعاض الكثير من الحضور والمشاهدين. البعض يرى أن هذه الأزياء تهدف إلى لفت الأنظار، وليس إلى الاحتفال بالسينما أو تقديم رسالة فنية. هذا الأمر يعزز من التوجه الذى يعيد تعريف الغاية من المهرجانات، ويضعها فى سياق غير مُرضٍ لمن يبحثون عن التميز الفنى والثقافى. ومن بين الانتقادات التى طالت المهرجان، كانت تساؤلات حول غياب الفعالية الحقيقية المتعلقة بالفن السينمائى لصالح «السجادة الحمراء»، التى تحولت الى مسرح للعروض غير المبررة. باتت بعض النجمات تتنافس على لفت الأنظار، فيما يبدو أنه سباق خفى بينهن لإبراز المفاتن والتألق بأزياء تكاد تكون أقرب للعرض منها للملابس التقليدية. وهذا التوجه ليس مقتصرًا على مهرجان الجونة فقط، بل هو جزء من مشكلة أوسع تعانى منها المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، حيث تتجه بعض الأحداث لتكون مساحة للاستعراضات المثيرة بدلًا من الاحتفاء بالفن الهادف.
فى الوقت الذى يتباهى فيه الفنانون بملابسهم الجريئة، يتم تهميش القضايا الفنية المهمة التى يُفترض أن تكون فى الواجهة، مثل تشجيع الإنتاج السينمائى المحلي، ومناقشة قضايا السينما المستقلة، وتسليط الضوء على أفلام تتناول قضايا مجتمعية أو إنسانية مهمة. يتحول الحديث فى الصحافة ووسائل الإعلام من مناقشة الأفلام والرؤية الإبداعية للمخرجين والمنتجين إلى الحديث عن ملابس الفنانات وأحدث الإطلالات المثيرة. التأثير السلبى لهذا التوجه يتجاوز حدود المهرجان نفسه، حيث يرسل رسالة للجمهور- وخاصة الجيل الشاب- بأن الجاذبية الخارجية هى العامل الأهم فى نجاح الفرد، وليس الإبداع أو الموهبة. وهذا يتعارض مع القيم التى ينبغى أن تُعزز فى المجتمع، مثل العمل الجاد، والإبداع، والتميز فى المجال الفنى والثقافى.
يجب على القائمين على تنظيم هذه المهرجانات أن يعيدوا النظر فى النهج المتبع، وأن يركزوا على تعزيز الجانب الفنى والثقافى للمناسبة بدلًا من السماح بأن تتحول إلى عرض للأزياء الجريئة والظهور غير اللائق. إن الحفاظ على الطابع الثقافى والفنى لهذه المناسبات لا يعنى الحد من حرية التعبير أو الاختيار، بل يهدف إلى إعادة تركيز الأنظار على ما هو مهم السينما وفنها، والمحتوى الذى يستحق الاهتمام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سامية فاروق السجادة الحمراء إطلالة المهرجانات السينمائية الفن السابع المواهب السينمائية المهرجانات المهرجانات السینمائیة مهرجان الجونة
إقرأ أيضاً:
بتهمة البلطجة واستعراض القوة وحمل الأسلحة البيضاء والشوم.. 6 أشخاص يواجهون هذه العقوبة
أعطي المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية بمحافظة الغربية المستشار محمد صلاح الفقي توجيهاته العاجلة إلي رئيس نيابة ثان المحلة المستشار أحمد ناصر بسرعه باب التحقيق العاجل في واقعة اندلاع مشاجرة حامية استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والشوم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
تحرك جهات التحقيق
كما وجهت النيابة العامة بحبس 6 أشخاص من المتهمين في الواقعة بتهمه البلطجة واستعراض القوة وحمل الأسلحة البيضاء والشوم 4 أيام علي ذمة التحقيقات وتفريغ كاميرات المراقبة وسماع أقوال شهود العيان.
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقت الاجهزه الامنيه بمديرية أمن الغربية إخطارا من مأمور قسم شرطة ثان المحلة يفيد بورود بلاغ من شرطة النجده حول واقعة نشوب مشاجرة بين مجموعه من الباعة الجائلين بمنطقة السوق التجاري "العباسي القديم " بنطاق دائرة القسم.
كما انتقلت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث للوقوف على آخر تطوراته.
وبنقنين الإجراءات اللازمة وبأعداد الأكمنة الثابته والمتحركة تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط 6 أشخاص بتهمه البلطجة واستعراض القوة بشوارع المدينة وتم اقتيادهم إلي ديوان القسم وعرضهم علي جهات التحقيق.
وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
عقوبة البلطجة
نصت المادة 375 مكرر من قانون العقوبات على أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليه أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادى أو معنوي به أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه أو التأثير فى إرادته لفرض السطوة عليه أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على الامتناع عنه أو لتعطيل تنفيذ القوانين أو التشريعات أو مقاومة السلطات أو منع تنفيذ الأحكام، أو الأوامر أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ أو تكدير الأمن أو السكينة العامة، متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب فى نفس المجنى عليه أو تكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشىء من ممتلكاته أو مصالحه أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره”.
وطبقا لقانون العقوبات، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرات أو منومة أو أية مواد أخرى ضارة، أو إذا وقع الفعل على أنثى، أو على من لم يبلغ 18 سنة ميلادية كاملة.
بينما تصل العقوبة إلى الإعدام فى قانون العقوبات إذا تقدمت الجريمة المنصوص عليها فى المادة 375 مكررا أو اقترنت أو ارتبطت بها أو تلتها جناية القتل العمد المنصوص عليها فى الفقرة الأولى من المادة (234) من قانون العقوبات.
وطبقا لـ قانون العقوبات، يقضى فى جميع الأحوال بوضع المحكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة المحكوم بها عليه بحيث لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنين.