بوابة الوفد:
2025-05-30@10:23:00 GMT

السجادة الحمراء.. غياب الفن واستعراض العرى

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

تُعتبر المهرجانات السينمائية مناسبات بارزة تحتفى بصناعة الفن السابع وتكرم المواهب السينمائية المتميزة، ولكن فى السنوات الأخيرة، باتت هذه المهرجانات تثير جدلًا واسعًا بسبب ما يشوبها من مظاهر غير لائقة تتجاوز الغاية الفنية إلى استعراضات غير مناسبة، تتمثل فى الملابس الجريئة والعرى التام لأغلب الفنانات. والمنافسة الشديدة فى من تلفت الأنظار وتتعرض لانتقادات أكثر من الأخرى حتى تتصدر التريندات.

فقد أثار مهرجان الجونة السينمائي، الذى انعقد فى دورته الأخيرة تساؤلات واسعة حول طبيعة هذه المناسبات والأهداف الحقيقية التى تسعى لتحقيقها.

من الطبيعى أن يتوقع الجمهور من الفنانين والمشاركين فى المهرجانات السينمائية أن يظهروا بأفضل الملابس الأنيقة، لكن باتت الأمور تتجاوز حدود اللياقة إلى مسار يثير الاستغراب، حيث يختار البعض الظهور بملابس تكشف عن مفاتنهن بشكل لافت، ما يسرق الأضواء من القضايا السينمائية والفنية التى يُفترض أن تكون محور الاهتمام.

وفى الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة، كانت هناك مشاهد متكررة لفنانات يرتدين ملابس تكاد تكون عارية أو تصف الجسم بجرأة غير معهودة، ما أثار انتقادات من الجمهور ومتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهم الكثير منهم هؤلاء الفنانين بالبحث عن الشهرة السريعة على حساب قيم المجتمع وأخلاقياته.

النقد الذى يوجه إلى المهرجانات السينمائية فى هذا السياق ليس هجومًا على حرية التعبير أو اللباس الشخصي، بل هو دعوة للحفاظ على مستوى من الاحترام والذوق العام يتماشى مع قيم المجتمعات التى تقام فيها هذه المهرجانات. فمن المفترض أن تكون هذه المناسبات منصة للاحتفال بالإبداع السينمائى وتكريم أصحاب المواهب، لكنها أصبحت مسرح لاستعراض الأزياء والموضة الغريبة والملابس غير المحتشمة التى تُظهر أكثر مما تخفى.

المشكلة تكمن فى أن هذه الظاهرة بدأت تسيء إلى سمعة المهرجانات السينمائية وتغير من طبيعتها الثقافية إلى استعراضات سطحية. الجمهور الذى يأتى لمشاهدة نجوم الفن يتوقع أن يكون الحدث محتفىً بالفن نفسه، وليس بالمظاهر السطحية. والغريب أن هذا التوجه لا يعبر فقط عن فردية بعض المشاركين، بل يبدو أحيانًا وكأنه جزء من توجيه عام يهدف إلى جذب الانتباه والإثارة على حساب المعايير الأخلاقية والفنية.

فى مهرجان الجونة الأخير، كانت هناك أمثلة كثيرة لفنانات ظهرن بفساتين شفافة أو مفتوحة بشكل كبير، ما أثار امتعاض الكثير من الحضور والمشاهدين. البعض يرى أن هذه الأزياء تهدف إلى لفت الأنظار، وليس إلى الاحتفال بالسينما أو تقديم رسالة فنية. هذا الأمر يعزز من التوجه الذى يعيد تعريف الغاية من المهرجانات، ويضعها فى سياق غير مُرضٍ لمن يبحثون عن التميز الفنى والثقافى. ومن بين الانتقادات التى طالت المهرجان، كانت تساؤلات حول غياب الفعالية الحقيقية المتعلقة بالفن السينمائى لصالح «السجادة الحمراء»، التى تحولت الى مسرح للعروض غير المبررة. باتت بعض النجمات تتنافس على لفت الأنظار، فيما يبدو أنه سباق خفى بينهن لإبراز المفاتن والتألق بأزياء تكاد تكون أقرب للعرض منها للملابس التقليدية. وهذا التوجه ليس مقتصرًا على مهرجان الجونة فقط، بل هو جزء من مشكلة أوسع تعانى منها المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، حيث تتجه بعض الأحداث لتكون مساحة للاستعراضات المثيرة بدلًا من الاحتفاء بالفن الهادف.

فى الوقت الذى يتباهى فيه الفنانون بملابسهم الجريئة، يتم تهميش القضايا الفنية المهمة التى يُفترض أن تكون فى الواجهة، مثل تشجيع الإنتاج السينمائى المحلي، ومناقشة قضايا السينما المستقلة، وتسليط الضوء على أفلام تتناول قضايا مجتمعية أو إنسانية مهمة. يتحول الحديث فى الصحافة ووسائل الإعلام من مناقشة الأفلام والرؤية الإبداعية للمخرجين والمنتجين إلى الحديث عن ملابس الفنانات وأحدث الإطلالات المثيرة. التأثير السلبى لهذا التوجه يتجاوز حدود المهرجان نفسه، حيث يرسل رسالة للجمهور- وخاصة الجيل الشاب- بأن الجاذبية الخارجية هى العامل الأهم فى نجاح الفرد، وليس الإبداع أو الموهبة. وهذا يتعارض مع القيم التى ينبغى أن تُعزز فى المجتمع، مثل العمل الجاد، والإبداع، والتميز فى المجال الفنى والثقافى.

يجب على القائمين على تنظيم هذه المهرجانات أن يعيدوا النظر فى النهج المتبع، وأن يركزوا على تعزيز الجانب الفنى والثقافى للمناسبة بدلًا من السماح بأن تتحول إلى عرض للأزياء الجريئة والظهور غير اللائق. إن الحفاظ على الطابع الثقافى والفنى لهذه المناسبات لا يعنى الحد من حرية التعبير أو الاختيار، بل يهدف إلى إعادة تركيز الأنظار على ما هو مهم السينما وفنها، والمحتوى الذى يستحق الاهتمام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سامية فاروق السجادة الحمراء إطلالة المهرجانات السينمائية الفن السابع المواهب السينمائية المهرجانات المهرجانات السینمائیة مهرجان الجونة

إقرأ أيضاً:

بمشاركة المحافظ.. افتتاح الدورة الثانية منأيام قنا السينمائية

شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، فعاليات افتتاح الدورة الثانية من مهرجان "أيام قنا السينمائية"، التي أُقيمت بمكتبة مصر العامة بقنا، تحت شعار: "السينما في قلب الريف – نحو تسويق مستدام للسياحة الريفية بمحافظة قنا"، برعاية محافظة قنا، ومؤسسة ابن دقيق العيد للتنمية المستدامة، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتبة مصر العامة.

حضر الافتتاح عدد من الشخصيات العامة والمهتمين بالشأن الثقافي، من بينهم مجدي حسن، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، و الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، وعلي حزين توفيق، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابن دقيق العيد، و حمادة الأزهري، مدير المهرجان، والدكتورة دعاء كمال، مدير مكتبة مصر العامة بقنا، والدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وعبدالله القباني، مدير عام إدارة قوص التعليمية، وشيرين العدوي، نائب مدير مكتبة مصر العامة.

خلال تفقد مركز عزيمة..محافظ قنا يشارك في تخريج 100 متعافٍ من الإدمانمحافظ قنا يودع وفد الحجاج وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والفرحةإغلاق 4 منشآت طبية مخالفة بمدينة قنامصوغات بـ20 مليون جنيه.. بدء التحقيق مع عصابة المصوغات الذهبية في قنا

بدأت فعاليات الحفل، بعزف السلام الجمهوري، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم ، تلاه عرض فيلم تسجيلي يبرز الملامح الثقافية والتراثية التى تتميز بها محافظة قنا تحت عنوان "السياحة الريفية بقنا "، وفى نهاية الاحتفال تم عرض فيلم الافتتاح البر التاني للمخرج محمود رمضان.

وأكد محافظ قنا، بأن استضافة المحافظة لهذا الحدث الثقافي والفني للعام الثاني على التوالي، يُعد خطوة رائدة في إطار تحقيق العدالة الثقافية التي تنتهجها الدولة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، بأهمية دعم الفن والإبداع باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان المصري، وتشكيل وجدانه وفكره، ومواجهة الأفكار المتطرفة.

وأضاف عبد الحليم، بأن صناعة السينما تؤدي دورًا محوريًا في التعبير عن طموحات الشباب وتطلعاتهم، كاشفًا عن استعداد محافظة قنا لتنظيم مهرجان للفنون الشعبية والحرف اليدوية خلال شهر نوفمبر المقبل، في إطار دعمها المتواصل للحراك الثقافي والإبداعي، ومشدداً على أن قنا تولي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والفنون، من خلال رعاية العديد من الفعاليات والمهرجانات، التي تمثل منصات مهمة لتبادل الخبرات والرؤى، واكتشاف المواهب الشابة في شتى مجالات الإبداع، مما يعزز التواصل بين الأجيال، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الفكر الحر الواعي، إيمانًا بدور النهضة الثقافية في تسويق المقومات المتميزة للمحافظة.

وأعرب حمادة الأزهري، مدير المهرجان، عن شكره وتقديره لمحافظ قنا على رعايته الكريمة لفعاليات الدورة الثانية، مشيرًا إلى أن هذه الدورة ستشهد مجموعة من الأنشطة النوعية، من بينها، ورشة عمل حول "استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة"، وندوة بعنوان "صانعات السينما في صعيد مصر وتوفير بيئة عمل آمنة"، فضلا عن حلقة نقاشية عن "صُنّاع سينما الصعيد"، ماستر كلاس في التأليف والإخراج السينمائي.

وأضاف الأزهرى، كما ستُعرض خلال أيام المهرجان مجموعة من الأفلام المتميزة، من بينها، فيلم "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، فيلم "ابنتي" للمخرج مازن لطفي، وفيلم "الأرض" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وفيلم "عرق البلح" للمخرج الراحل رضوان الكاشف، ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المهرجان على مدار عدة أيام، وسط حضور جماهيري من مختلف فئات المجتمع، تأكيدًا على أهمية دمج الثقافة والفنون في نسيج الحياة اليومية لأبناء الصعيد، ودورها الحيوي في دفع عجلة التنمية المستدامة.

طباعة شارك قنا أيام قنا السينمائية السينما في قلب الريف وزارة الثقافة مكتبة مصر العامة صناعة السينما

مقالات مشابهة

  • موظف بجماعة الفقيه بنصالح يكشف تفاصيل مثيرة حول تمويل المهرجانات ودعم مبديع
  • بمشاركة المحافظ.. افتتاح الدورة الثانية منأيام قنا السينمائية
  • مبادرة “أبناء السودان” تواصل دعمها للقوات النظامية بولاية شمال كردفان
  • "الارض مليانه الغام".. حمو بيكا يعلن عن موعد طرح أحدث أعماله الغنائية
  • يونيسيف: المساعدات لا يجب أن تكون أداة ضغط على المدنيين في غزة
  • وفد الكنيسة الأرثوذكسية يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى
  • قبل انطلاق المهرجانات الصيفية… صندوق التعاضد للفنانين يذكر برسوم العروض والعقود
  • "بلدي الظاهرة" يستعرض مبادرات المحافظة على النباتات البرية وزيادة الرقعة الخضراء
  • محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل
  • درة تواصل رحلتها السينمائية العالمية بفيلم "وين صرنا" في مهرجان روتردام للفيلم العربي