جامعة المنصورة تنظم احتفالية كبرى لإطلاق مبادرة "تمكين" للتوعية بحقوق ذوي الهمم
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
شهدت ساحة الشعوب بجامعة المنصورة اليوم الأحد ، إنطلاق فعاليات مبادرة "تمكين" بجامعات تحالف أقليم الدلتا، والتى أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع حملة مانحي الأمل العالمية، للتوعية بحقوق وواجبات الطلاب ذوي الهمم داخل الجامعات المصرية، وتوفير فرص متكافئة لهم.
بحضورالدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة، ورؤساء جامعات تحالف إقليم الدلتا الدكتور رضا حجازى رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم السابق، الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط، الدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنصورة الجديدة، الدكتور يحي المشد رئيس جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور السعيد عبد الهادي رئيس جامعة حورس، الدكتور محمد حسين محمود قائم بعمل رئيس جامعة طنطا، نواب رئيس جامعة المنصورة: الدكتور محمد عطيه البيومي، الدكتور محمد عبد العظيم، الدكتور طارق غلوش، ولفيف من نواب رؤساء الجامعات المشاركة، د.
ويأتى انطلاق هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة للدولة لتعزيز حقوق ذوي الهمم، ودعم اندماجهم في المجتمع، ونشر الوعي بحقوقهم وواجباتهم في الجامعات المصرية.
وتضمنت فعاليات حفل انطلاق المبادرة افتتاح المعرض الفني، فعاليات التدشين في ساحة الشعوب، تقدم الطالب علي إسماعيل رئيس إتحاد طلاب جامعة المنصورة بتقديم شعلة فعاليات الأسبوع لرئيس جامعة المنصورة حيث قام خاطر بإيقادها معلناً بدء الفعاليات، ثم تلى ذلك طابور حاملي الشعلات من الجامعات المشاركة، رفع صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إطلاق البالونات، والأعلام، محاطاً بالحمام الأبيض تعبيرا عن المحبة و المودة بين جامعات الأقليم.
وألقى الدكتور شريف خاطر رحب فيها بحضور كل الوفود المشاركة معربا عن إعتزازه باستضافة جامعة المنصورة لهذا الحدث ، وتقدم بالشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على دعمه الكامل واللامحدود لملف ذوي الهمم والعمل على دمجهم في كافة مناحي الحياة، ومد جسور التواصل مع أبنائنا من ذوي الهمم، ومنحهم فرص متكافئة تُمكنهم من المشاركة بفاعلية جنبًا إلى جنب مع باقي أفراد المجتمع، حيث أن الاهتمام بشباب الجامعات وتنمية قدراتهم يعُد ركيزة أساسية من ركائز إستراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشار الدكتورشريف خاطر أن فعاليات الأسبوع ستتضمن أنشطة فنية، ورياضية، وثقافية تجمع بين جميع الطلاب بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية وإثراء تجربة التعلم الجماعي، متوجهاً بالشكر لكل فريق العمل المنظم لهذا الحدث بقيادة د. محمد عطية البيومى – نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.
ثم بدأت فعاليات الإحتفال من داخل قاعة المؤتمرات الكبرى بكلية التجارة بالجامعة، بعرض تقديمي قدمه الدكتور شريف خاطر تضمن سرد لدور الدولة المصرية في حماية ذوي الهمم خلال العشر سنوات الأخيرة.
كما تضمن أيضا دور جامعة المنصورة وما تقدمه من خدمات تعليمية وبحثية ومجتمعية ودعم نفسي وإرشاد أسري لتعزيز تمكين ذوي الهمم، وكذلك الدور الرائد لمركز خدمات الأشخاص ذوي الهمم بالجامعة منذ افتتاحه في 2020، والذي يعد واحداً ضمن 24 مركزاً على مستوى الجامعات المصرية.
وعبرالدكتور رضا حجازي عن فخره بانتمائه لجامعة المنصورة، وسعادته بحضور هذا الحدث مؤكداً أن بصيص من الأمل يهزم الألم، ولاشئ مستحيل التحقيق، وأن الجميع قادرون باختلاف.
وعرض رؤية جامعة الريادة في دعم ذوي الهمم وتحسين نوعية حياتهم، ودمجهم في المجتمع، كما أعلن أن جامعة الريادة ستقوم بإنشاء مركزاً لخدمات الأشخاص ذوي الهمم ليكون المركز رقم 25 على مستوى الجامعات المصرية.
وأعرب الدكتورمعوض الخولي عن تقديره لجهود جامعة المنصورة في تدشين حملة تمكين لتحالف جامعات أقليم الدلتا، كما قدم سيادته لمبادرة جامعة المنصورة الجديدة لدمج ذوي الهمم التي تتضمن محاور: تطوير البنية التحتية بشكل كامل في كافة الجامعات المصرية لتتفق مع أكواد الإتاحة المخصصة لذوي الهمم، التوعية المجتمعية، تصميم برامج أكاديمية متخصصة، تطوير حلول مبتكرة، تطوير مراكز الدعم النفسي بالجامعات، حملات إعلامية.
كما دعا جامعة المنصورة لإطلاق منصة رقمية تتضمن مواد تعليمية واستشاري لتدعيم ذوي الهمم في سوق العمل، لما لها من دور بارز وتميز على مستوى الجامعات المصرية في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
وعرض الدكتور محمد حسين لتجربة جامعة طنطا في دعم منسوبيها من الطلاب ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع الجامعي من خلال إطار منهجي مدروس يضمن توفير الإتاحة والدمج والتمكين والمشاركة، وتوفير كافة أوجه الدعم المادي والمهاري والمعنوي.
كما تضمن فعاليات الحفل عرض قصص نجاح عدد من ذوي الهمم لتجاربهم الشخصية، وكيف تعاملوا مع إعاقاتهم، ولم يستسلموا، بل تحدوا بإراداتهم كل العقبات، لتتحول الإعاقة إلى مصدر للإلهام والإبداع، مؤكدين أن الرضا والصبر والإرادة، تقود إلى ملحمة ملهمة، تجعل من ذوى الهمم شركاء فاعلين فى المجتمع، قادرين على الاندماج الكامل، وهم: د. مينا مشيل مدرس العمارة بهندسة المنصورة، الدكتوراسماعيل محمد سعد مدرس مساعد اللغة العربية بكلية الآداب،الدكتور ة رنا حامد أول طالبة من ذوي البصيرة تحصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة المنصورة، عصام حمدي مدير معسكر جمصه ممثلاً عن الإداريين بجمصة.
كما تم عرض قصص إلهام لنماذج من طلاب جامعات الإقليم من ذوي البصيرة دينا أحمد حامد الطالبة بقسم الإعلام بآداب جامعة طنطا، مصطفى أيمن الطالب بكلية الحقوق جامعة كفر الشيخ.
كما اختتمت فعاليات الاحتفالية بفقرات فنية لأوركسترا جامعة المنصورة للموسيقى والكورال بقيادة الفنان د. عمرو المرسي، الدكتور ضياء الدين عبد الكريم.
جدير بالذكر أن تحالف جامعات أقليم الدلتا هو واحد من سبعة تحالفات إقليمية شكلتها وزارة التعليم العالي في إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في ضوء المُبادرة الرئاسية تحالف وتنمية، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الجامعات، وتوحيد الجهود لتحقيق التنمية، ووضع خُطط تنمية شاملة لكل إقليم، بناءً على دراسات علمية تلبي احتياجاته الخاصة، وتعمل على ربط البحث العلمي باحتياجات الصناعة المحلية، لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات المصرية، وتطوير مهارات خريجي الجامعات ليكونوا مؤهلين لتلبية مُتطلبات سوق العمل.
ويضم تحالف جامعات أقليم الدلتا عدد 14 جامعة و هم جامعات « المنصورة، طنطا، المنوفية، كفر الشيخ، الدلتا، دمياط، السادات، حورس، السلام، الدلتا التكنولوجية، المنصورة الجديدة، الريادة، المنصورة الأهلية، سمنود التكنولوجية»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قاعة المؤتمرات محافظة الدقهلية جامعة المنصورة اليوم رئيس جامعة المنصورة الجديدة وزارة التعليم رئيس جامعة الدلتا الجامعات المصرية رئيس جامعة طنطا انطلاق فعاليات احتفالية كبرى افتتاح المعرض شباب الجامعات رئیس جامعة المنصورة الجامعات المصریة أقلیم الدلتا الدکتور محمد ذوی الهمم من ذوی
إقرأ أيضاً:
كمال الخطيب لـعربي21: وقفتنا أمام السفارة المصرية جزء من سلسلة فعاليات داعمة لغزة
قال رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب، إن "الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت قبل أيام أمام السفارة المصرية في تل أبيب هي جزء من سلسلة فعاليات هدفها إرسال رسالة سياسية واضحة بأن فتح معبر رفح وإنهاء الحصار واجب عربي وإسلامي قبل أن يكون دوليا أو إنسانيا"، لافتا إلى أن "معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة نحو العالم".
وأوضح الشيخ الخطيب، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن وقفتهم الاحتجاجية التي أثارت جدلا واسعا "كانت ضد إغلاق معبر رفح، الذي لا يشك عاقل في أن نظام السيسي يتعمد إغلاقه، مانعا الغذاء والدواء والماء عن المجوعين في قطاع غزة".
ولفت إلى أن "وسائل الإعلام المصرية والخليجية التي هاجمتنا زعمت أن هذه أول فاعلية نقوم بها في الداخل الفلسطيني، وربما تكون الأخيرة، وإننا لم نفعل أي شيء على مدار عامين من المجازر الدامية في غزة سوى التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وفقط، وهذا كذب صُراح."
وأشار الخطيب إلى أن "هذه الوقفة الاحتجاجية لم تكن النشاط الأول الذي نقوم به، ولن تكون الأخير، دعما لأهلنا وأبنائنا في غزة ورفضا للبطش الإسرائيلي ولكل مَن يساهم في حصارهم أو التضييق عليهم"، متابعا: "قبل أسبوع فقط كانت مظاهرة كبيرة في مدينة سخنين، وقبل أشهر كانت مظاهرة كبيرة في بلدة مجد الكروم تحت لافتة لجنة المتابعة العليا لأبناء الداخل الفلسطيني."
وفي الوقت الذي أكد فيه أن "المسؤول الأول والأساسي والرئيس في كل ما يحصل في غزة من قتل وتجويع وتهجير، هي دولة الاحتلال الإسرائيلي"، لفت إلى أن "إسرائيل ما كانت ستنجح تماما في مخططاتها، لولا مع الأسف وجود دعم وخدمات قدّمتها أنظمة عربية، سواء كان بإغلاق المعابر أو عبر هزلية الإنزالات الجوية، التي لم تكن لتنفس عن أهل غزة، وإنما لتنفس عن إسرائيل".
تضليل الرأي العام
وردا على قول البعض بأنهم لم يفعلوا شيئا لغزة طوال عامين كاملين إلا التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال: "مَن يدعي هذا الكلام إما أنه يجهل الحقيقة أو يُضلّل الرأي العام عن عمد. نحن أبناء الداخل الفلسطيني قمنا بالعديد من المبادرات الإغاثية والدعوية والاحتجاجية على مدار السنوات، سواء عبر الحملات الشعبية، أو الفعاليات السياسية والإعلامية".
وتابع الشيخ الخطيب: "خلال العامين الماضيين، ارتفعت أصواتنا بإدانة المجازر الفاشية في غزة، وكنّا في الشوارع والساحات والمساجد والإعلام. نظّمنا حملات دعم، جمعنا مساعدات، نظمنا اعتصامات وإضراب عن الطعام، وأطلقنا مواقف لم يجرؤ عليها كثيرون، وفعلنا ما بوسعنا".
وأكمل: "الذين تطاولوا كثيرا بزعم أننا لم نؤدِ شيئا تجاه أهلنا في غزة، أقول لهم: مَن كانوا يكفلون قبل الحظر 22 ألف يتيم من أطفال غزة هم أبناء الداخل الفلسطيني، وهؤلاء لا يمكن أن ينسوا أولئك الأيتام. نحن وباعتزاز أطلقنا صرخة (الأقصى في خطر)، وأدينا واجبنا في المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره. ولم نلم أو نعتب على أحد من العرب أو المسلمين لماذا لم يؤدِ واجبه. قلنا: كل في موقعه."
وقال: "هؤلاء الذين يريدون تصوير أننا كنّا نجلس في بيوتنا لأننا نتمتع ونسعد بما يجري في غزة، هذا افتراء وظلم كبير ضد أبناء الداخل الفلسطيني. قبل عدة أشهر حينما فُتح المجال قليلا لحملات إغاثة لأهلنا في غزة، قام أهلنا في الداخل الفلسطيني بجمع مئات، إن لم تكن آلاف الشاحنات، لكن مع الأسف لم يُسمح بإدخالها."
حملات تشويه متواصلة
وأضاف: "نحن معتادون على حملات التشويه حينما نقول كلمة حق. ما جرى من هجوم ليس مستغربا، لكنه محاولة بائسة لتحريف الأنظار عن جوهر قضيتنا، وهي العدوان المستمر على شعبنا في غزة. الشيخ رائد صلاح وأنا لم نكن يوما إلا في الصف الأول دفاعا عن شعبنا وقضايانا الوطنية والإنسانية، وهذه الحملة لن تُثنينا عن واجبنا الأخلاقي والإنساني والديني والوطني".
وقال الخطيب: "هذه الحملة ليست جديدة، بل هي جزء من مسلسل قديم يُشنّ على كل مَن يرفع صوته دفاعا عن كرامة شعبنا الفلسطيني، وخصوصا في غزة. منذ متى كان الدفاع عن الأطفال المُحاصرين جريمة؟، منذ متى أصبح الوقوف بوجه سياسة التجويع والخنق تهمة؟.. كل جريمتنا أننا وقفنا وقلنا: (ارفعوا الحصار عن غزة). الحملة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح هي حملة يائسة يقودها من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواقا للأنظمة التي تقتل شعوبها وتخنق المقاومين. نحن لا ننتظر شهادات حسن سلوك من الإعلام الرسمي ولا من كتائب الذباب الإلكتروني".
وأضاف: "أهل الداخل الفلسطيني يشعرون بأنهم الأقرب إلى أهلنا في غزة، ونحن لنا امتداد أرحام وقرائن وأقارب. هناك صلات دم ونسب بيننا وبينهم. كيف ننساهم؟، لكن الذين يريدون تصوير أن أبناء الداخل لم يؤدوا الواجب، حقيقة هذه فرية، وهي كما يُقال: خير وسيلة للدفاع الهجوم."
واستطرد: "يريدون أن يدافعوا عن أنفسهم وعن تآمرهم على غزة وإغلاق المعابر عبر الهجوم علينا والنيل من أشخاصنا. أنا لا أعتبر أن مَن يريد أن ينتقد ينال من الأعراض ويشهّر بها ويفتري كذبا وبهتانا، ويأتي اليوم بفيديوهات مزورة ومزيفة استعملها الذباب السعودي ضدي قبل عدة سنوات، وهم الآن يخرجونها من الدواليب لاستعمالها في هذه الحملة المسعورة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح."
حظر الحركة الإسلامية
وقال الخطيب: "نحن أبناء الداخل الفلسطيني، منذ اليوم الأول لما حصل في غزة، فُرض علينا حكم عسكري غير مُعلن، حيث مُنعنا من التظاهر والتجمع، بل ومُنعنا حتى من كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. مَن كتب اعتُقل، وهناك 600 شاب من أبناء الداخل مُعتقلين اعتقالا إداريا، بدون محاكمة، وكل ذلك فقط لمحاسبتهم على نواياهم، وليس على فعل فعلوه."
وأضاف: "نحن الذين فُرض علينا الحظر في العام 2015. الحركة الإسلامية - التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح، وأنا نائبه – ممنوعة تماما من أي نشاط، لأننا نُعتبر وفق القانون الإسرائيلي (حركة إرهابية خارجة عن القانون). وبالتالي، لم يكن يمكننا القيام بأي نشاط باسم الحركة، في حين كانت النشاطات التي شاركنا فيها بمبادرة من قِبل جهات قانونية، سواء كانت أحزابا أو هيئات. حتى أن الدعوة للوقفة أمام سفارة السيسي أطلقتها مؤسسة تُسمى (هيئة أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني)."
وتابع: "نعم، نحن غير قادرين وممنوعون من أن نقوم بأي نشاط باسمنا؛ فنحن محظورين، حتى أنه حينما تمت إقامة هيئة شعبية تحت اسم (هيئة إفشاء السلام) لنشر السلم المجتمعي في داخلنا الفلسطيني تم حظرها ومنعها فقط لأن مَن يقف على رأسها كان الشيخ رائد صلاح، لكن بالرغم من ذلك نحاول فعل ما يمكننا فعله."
وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، قرّر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" حظر الحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها بدعوى أنها "تُشكّل تنظيما متطرفا لا يعترف بمؤسسات الدولة وينكر حقها بالوجود ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية بدلا منها".
وأردف الخطيب: "الآن واضح أن هذه الهجمة الممنهجة نابعة من الضغط الكبير الذي يعانيه السيسي، ومن الإحراج الذي يعيشه في ظل موقفه المتآمر – بلا تردد أقول – على أهلنا في غزة. السيسي منذ أكثر من عام وقف يقول: إذا كانت هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين، فلتكن إلى صحراء النقب، ولكن لا تقوموا بتهجير أهل غزة إلى سيناء؟، المشكلة بالنسبة له لم تكن مبدئية في رفض التهجير، وإنما في موقعه فقط."
فرية مكشوفة
وحول حقيقة رفع الأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرتهم أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال الخطيب: " هذه فرية مكشوفة ومفضوحة. أولا لا بد من التوضيح: عندما وصلنا إلى تلك الساحة كان معنا اللافتات الخاصة بنا، ولكن خلال لحظات تجمّع عدد من الإسرائيليين – رجال ونساء – وأتوا يحملون الأعلام الإسرائيلية، وبعضهم كان يحمل أسلحة شخصية، ووقفوا مقابلنا يسبّون ويشتمون ويستفزون."
وأضاف: "هذه الأعلام الإسرائيلية التي كانت قريبة منا جدا، كان يحملها الإسرائيليون اليهود رجالا ونساء استفزازا لنا. مع الأسف، الإعلام الخليجي والإعلام المصري التابع لنظام السيسي زعموا كذبا وزورا أننا مَن نحمل هذه الأعلام الإسرائيلية. الصور واضحة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ملابس نسائهم وملابس بناتنا المحجبات."
وزاد: "هذه الكذبة الهدف منها تحويل الأنظار عن مضمون الوقفة، وعن الرسالة السياسية التي أرعبت بعض الأنظمة: أن هناك مَن لا يزال يجرؤ أن يُسمي الأشياء بأسمائها، ويقول إن مصر الرسمية تُشارك في خنق غزة، وإن الصمت عن فتح معبر رفح جريمة. الذين يفتعلون هذه الأكاذيب لا يدافعون عن الأعلام، بل يدافعون عن الحصار والخذلان".
وواصل حديثه بالقول: "نحن لم نتجاهل الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة يوما ما، ولم نركز فقط على الممارسات التي يقوم بها نظام عبد الفتاح السيسي، بل نحن نفضح جميع المتورطين في الجرائم ضد أهلنا في غزة."
واستطرد الخطيب، قائلا: "أنا أعتز وأتشرف أنه منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تمر خطبة جمعة إلا وأتحدث فيها عن أهلنا في غزة، وعن إدانة المجازر الدموية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية".
صرخة مدوّية
ونوّه إلى أن "التظاهر أمام السفارة المصرية في إسرائيل ليس ضعفا، بل هو صرخة مدوّية في وجه شقيق يُغلق بابه بينما غزة تُذبح. أما من يتساءل عما قدمناه، فليسأل نفسه أولا: ماذا قدّم غير التبرير والمزايدة؟".
وأكمل: "علينا الجميع التفرقة بين الشعب المصري ونظام عبد الفتاح السيسي. نحن نعرف الشعب المصري الذي نكن له كل محبة واحترام وتقدير، وتربطنا به أواصر تاريخية وأخوية لا يمكن أن تمحوها مواقف نظام أو سياسات ظرفية".
وأردف: "الشعب المصري هو الذي خرج في الميادين يهتف لفلسطين، واحتضن المقاومة، وفتح بيوته لأبناء غزة والضفة والقدس. هو الذي تربّى على أن العدو هو مَن يحتلّ الأرض، لا من يدافع عنها. نحن نُفرق تماما بين الشعب المصري الأصيل، وبين النظام الذي يحكمه اليوم بالحديد والنار، ويصادر إرادته ويشوّه صورته. لا خلاف لنا مع مصر الوطن ولا مع مصر الشعب، بل مع مَن جعل من معبر رفح سكينا في خاصرة غزة بدل أن يكون شريان حياة لها".
وزاد: "نحن نعلم أن لمصر وزنا تاريخيا وجغرافيا، وأنها تملك مفاتيح كثيرة، لكن نظامها الحالي اختار أن يكون جزءا من الحصار لا من الحل. مَن يُبرر موقف مصر الرسمي عليه أن يبرر أيضا الصمت العربي والإسلامي، وعليه أن يتحمل مسؤولية كل طفل يُدفن حيّا تحت الركام في غزة، لأن الأبواب أُغلقت في وجهه، لا من العدو فقط، بل من الأشقاء".
وواصل حديثه: " مصر دولة محورية، وتستطيع أن تقدم الكثير والكثير لغزة، لكن الواقع يقول غير ذلك، ونحن لا نزايد على دور مصر، بل نناشدها أن تكون على قدر مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، وأن تكون نصيرة للشعب الفلسطيني لا شريكا في معاناته".
وأضاف: "أنا لا أتردد في القول: نعم، لو أن النظام المصري أراد الخروج عن الأوامر الإسرائيلية وتحداها، لكان فتح معبر رفح، وسمح بإدخال آلاف الشاحنات التي تنتظر هناك منذ أشهر طويلة، وهو قادر على ذلك لو توفّرت لديه إرادة."
واختتم بقوله: "أنا لا أتردد في القول: نعم، وقفتنا كانت أمام سفارة السيسي ضد إغلاق المعابر، لكن هذا لا يعني أننا لا نتحدث عن جرائم الاحتلال. وأنا أول عشر كلمات قلتها في كلمتي أثناء الوقفة الاحتجاجية: المسؤول الأساس عن كل ما يجري في غزة هو الاحتلال الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي. لكن هذا لم يكن لينجح لولا – مع الأسف – تواطؤ وتآمر وتنفيذ سياسات من قبل أنظمة عربية، وفي مقدمتها النظام المصري، كونه الأقرب إلى حدود غزة".
يُشار إلى أنه في 30 حزيران/ يونيو الماضي، أدانت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة الناصرة شمالي إسرائيل، الشيخ كمال الخطيب، بتهمتي "التحريض على العنف والإرهاب"، بينما برأته من تهمة "التماهي مع منظمة إرهابية".
وشملت لائحة الاتهام آنذاك خطبة ألقاها الشيخ الخطيب خلال فعالية نظّمتها لجنة المتابعة العليا في تاريخ 11 أيار/ مايو 2021، حيّا خلالها جموع المصلين الذين توافدوا إلى المسجد الأقصى للاعتكاف والصلاة، في محاولة لحمايته من اقتحامات الشرطة والمستوطنين، وبارك جهودهم ومواقفهم.
وفي مايو 2021، شهدت المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، مواجهات عنيفة بين المواطنين من جهة والشرطة واليمينيين الإسرائيليين من جهة أخرى بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، وقطاع غزة.