مقتل سليم عياش المدان باغتيال الحريري
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
10 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة : كشفت مصادر دولية، عن مقتل القيادي في حزب الله سليم عياش، المدان باغتيال رفيق الحريري، باستهداف إسرائيلي في سوريا.
وعياش مُدان بجريمة اغتيال الحريري، مع 3 آخرين من حزب الله، في حُكم صادر غيابيّاً عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ايلول 2020.
وعياش من بلدة حاروف قضاء النبطية، جنوب لبنان، مواليد عام 1963.
وفي وقت سابق، عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة، بحسب موقعه الإلكتروني، مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى سليم جميل عياش، المعروف أيضا باسم سليم جليل عياش.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
صفوت سليم يكتُب: الفقد الكبير.. وجع لا يزول
يعزّ عليّ أن أمسك قلمي، لا لأن الكلمات جفت، بل لأن الحزن أثقل من أن يُحتوى على ورق، ومع ذلك أمسكه اليوم كمن يقبض على جرحٍ نازف، يحاول عبثًا تضميده بالحروف، فلا يزيده إلا اشتعالًا، أكتب لا لأبوح، بل لأتنفس، لأن الصمت بعد رحيلك صار خانقًا، ولأن القلب إن طال كتمانه انفجر، ما أكتبه ليس كلمات، بل بقايا وجع، وشهادة حية على أقسى لحظة انكسار مررت بها في حياتي، لحظة فقدك يا حمايا، الرائد عاصم غريب، يا أبي الثاني، وسندي، وظهري الذي كنت أستند إليه مطمئنًا.
رحلت على حين غِرة، بلا وداع ولا تمهيد، كأن الموت استعجلك غير عابئ بالقلوب المعلقة بك، تركت خلفك سيرة نقية، وتاريخًا ناصعًا، ومحبة صادقة تشهد بها الوجوه قبل الألسنة، من عرفك اطمأن، ومن اقترب منك شعر بالأمان، أما أنا، فلم أفقد شخصًا فحسب، بل فقدت عالمًا كاملًا كان يهوّن عليّ قسوة الحياة ويمنحها معنى.
لم أتخيّل يومًا أن يأتي الفراق بهذه السرعة، كنا نعيش على يقين الوجود، نسأل عن بعضنا بلا سبب، ونتصل فقط لنسمع الصوت، نطيل الحديث بلا موضوع، ونضحك من القلب، ثم نغلق الهاتف ونحن واثقون أن الودّ موصول، كم مرة قلت لي، كنت لسة هكلمك، وكم مرة سبقتك بها، كأن بين قلوبنا عهدًا غير مكتوب، واليوم صمت الصوت، وبقي صداه يطرق قلبي كلما تذكرت.
حين بلغني خبر تعبك المفاجئ، شعرت بقبضة خفية تعتصر صدري، انطلقتُ أنا وزوجتي بخطوات مرتبكة وأنفاس متقطعة، وكان الزمن ينسل من بين أيدينا، الطرق مزدحمة، والقلق يسبقنا، تمنيت لو أسبق الوقت، لو أفتح الطرق بيدي، لو أصل إليك قبل أن يفعل الموت ما أعجز عن منعه، ثم جاءت المكالمة، كلمة واحدة أسقطت العالم من حولي، لم أفهم معناها، لم أستوعب وقعها، فقط شعرت أن النور انطفأ دفعة واحدة، وأن شيئًا في داخلي تهدم بلا أمل في الترميم.
دخلت المستشفى كمن يدخل محطته الأخيرة، أبحث عنك في الوجوه، في العيون، في الممرات، عن أي إشارة تقول إنك ما زلت هنا، لم أجدك، وجدت دموعًا مكتومة، ووجوهًا منكسة، وسكونًا ثقيلًا، صرخت كطفل فقد ملاذه، بلا وعي ولا تماسك، وبكيت كما لم أبكِ من قبل، بحثت عن زاوية أختبئ فيها لأبكيك أنت، وأبكي نفسي، وأبكي ظهرًا كنت أظنه لا ينكسر.
يا حمايا وأبي، رحيلك لم يكن فراقًا عاديًا، بل زلزالًا اقتلع أشياء في داخلي لم أكن أعلم أنها قابلة للاقتلاع، كنت الحكمة حين أحتاج الرأي، والسند حين أتعثر، والرفيق حين تضيق الدروب، كنت الأمان في زمن الخوف، والكلمة الطيبة في وقت القسوة، واليوم غاب كل ذلك دفعة واحدة، فوجدتني أواجه الحياة بفراغٍ موحش.
إلى من ألجأ بعدك، من يسمعني دون شرح، من يطمئن قلبي دون كلام، كل شيء بعدك يبدو ناقصًا، باهتًا، هشًّا، أمشي كأنني أفتّش عنك في الملامح، وأجلس في الأماكن التي تحدثنا عنها، فأسمع صوتك في الذاكرة، ثم أفيق على حقيقة أنك لن تعود، فيتجدد الوجع.
لقد قال لي كل من عزاني، كان دايمًا بيذكرك بالخير، وكأنك حتى في غيابك لم تكف عن حمايتي، تركتني مرفوع الرأس أمام الناس، مكسور القلب في داخلي، تركت لي اسمًا نظيفًا يشبهك، لكنك أخذت معك جزءًا من روحي لا يعوضه زمن ولا يداويه صبر.
وجعك لا يهدأ ولا يغفو، يختبئ أحيانًا ثم يعود أشد قسوة، أحاول أن أبدو ثابتًا، لكنني في الحقيقة مثقل، أجر أيامي ببطء، فقدك علمني كيف يكون الإنسان حيًّا بجسده، مكسورًا بروحه، يبتسم ودمعته حبيسة، ويعيش وهو يفتقد نعمة كان يظنها دائمة.
رحلت يا حمايا، لكنك لم تغب، أنت حاضر في الذاكرة، في الدعاء، وفي كل مرة أحتاج فيها سندًا فلا أجد سوى طيفك، ستبقى حيًّا في قلبي ما حييت، وسأحمل وجعك لا لأتخلص منه، بل لأنه شاهد على عظمتك، وعلى فداحة خسارتي.
رحمك الله رحمةً واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وربط على قلوبنا، فالفقد حين يكون بهذا العمق، يترك الإنسان نصفه حيًّا، ونصفه الآخر مقيمًا عند من رحل.