بنول خشبي وقطع فنية متفردة… امتثال معلا تستعيد روح الماضي
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
اللاذقية-سانا
كعادتها في فترة بعد الظهر تجلس السيدة امتثال معلا على أريكتها تحتضن نولاً خشبياً مربع الشكل متوسط الحجم، وتتبادل الأحاديث مع زوجها وأبنائها، بينما يداها تنسجان بقايا القطع القماشية بخفة ورشاقة وتحولها إلى قطع فنية تتفرد بجمال ألوانها وتصاميمها.
البسط بأشكال وأحجام مختلفة ووجوه الوسائد والمساند ومفارش المائدة والمعلقات الجدارية وغيرها تحيكها السيدة معلا بإتقان مستفيدةً من موهبتها بالرسم وفن المكارم في تنسيق الألوان وتناغمها، واختيار الأقمشة التي تطاوع هذا النوع من المنسوجات لتصميم قطع مميزة تزين بها منزلها أو تقدمها كهدايا للمقربين والأصدقاء.
تقول معلا لمراسلة سانا: “إن كل ما هو قديم وتراثي يستعيد روح الماضي يلامس قلبها ويسافر بها إلى بيوت الأجداد بدفئها وبساطتها، حيث كانت النسوة يجلسن على المصاطب الحجرية أمام منازلهن يتنافسن في إبراز مهاراتهن والتباهي بأعمالهن، وسط أجواء من الألفة والمحبة بتنا نفتقدها كثيراً في ظل مشاغل الحياة التي أصبحت أكثر مشقةً والتطور التكنولوجي الذي اجتاح مجتمعاتنا “.
وتضيف: إنه على الرغم من عملها كمدرّسة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها تجاه منزلها وعائلتها إلا أنها تجد الوقت للنسج على النول، وتحرص على تعليمه لولديها باعتباره أحد عناصر التراث العريق الذي تركه أسلافنا ويشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا وشخصيتنا.
وتحدثت معلا عن الشعور الذي يرافق إنجاز كل قطعة وكأنها تبث فيها شيئاً من روحها لتبدو بهذا الجمال، ولا سيما أنها ترى في النسج على النول هوايةً أكثر من كونها وسيلةً لتحقيق كسب مادي، كما أنها تساعدها في ملء وقت الفراغ بنشاط مفيد يبعث على الراحة والسكينة ويخفف من التوتر، مبينةً أنها حرفة بسيطة وسهلة ويمكن لربّات البيوت تعلمها والاستفادة منها في تأسيس مشروع صغير لإعالة أنفسهن ومساعدة أزواجهن، دون الحاجة إلى مغادرة المنزل أو ترك أطفالهن.
وترى معلا في فكرة إحياء حرفة النول الخشبي بالمدارس خطوةً مهمةً لتعريف الأجيال بموروثنا الشعبي ومن بينها الحرف اليدوية التي تناقلها الأجداد عن الأسلاف، وبذلوا ما بوسعهم لتبقى حيّة حتى الوقت الحاضر، فضلاً عن دورها في تشجيع ثقافة إعادة التدوير واستخدام الملابس القديمة والبقايا القماشية في ابتكار منتجات جديدة تلائم نمط الحياة العصرية مع لمسات تراثية، واستغلال الوقت بشكل مثالي عوضاً عن الجلوس ساعات طويلةً أمام الأجهزة المحمولة بأثرها السلبي على صحتهم.
وتختم معلا بالقول: من واجبنا الحفاظ على هذا التراث الذي تركه الآباء والأجداد، فعلى الرغم من بساطته إلا أنه مرآة الماضي الجميل وصلة الوصل مع الحاضر ونافذة تطل الأجيال من خلالها على حضارة البلدان وتاريخها العريق وتطورها على مر العصور.
رشا رسلان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاته.. محطات فنية هامة في حياة عزت أبو عوف
تحل اليوم الثلاثاء الموافق 1 يوليو ذكرى وفاة الفنان عزت أبو عوف، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم في عام 2019، بعد صراع طويل مع المرض، رحل وترك بصمته الفنية الخاصة في كثير من الأعمال الفنية التي شارك بها، على مدار مشواره الفني.
ولد الفنان عزت أبو عوف في مدينة القاهرة في عام 1948، درس الطب في الجامعة، ثم تفرغ للموسيقى والعزف على الأورج، حيث انضملفرقة "بلاك كوتس"، وأسس مع شقيقاته الأربعة فرقة "فور إم" في أواخر حقبة السبعينات.
ومع حلول التسعينات، اتجه عزت أبو عوف إلى التمثيل، وكانت بدايته مع المخرج خيري بشارة من خلال فيلم "آيس كريم في جليم"، ومنذذلك الوقت استمر في مجال التمثيل، وقدم العديد من الأدوار المتنوعة مابين السينما والدراما.
كان من أبرز الأعمال التي شارك بها الفنان عزت أبو عوف في السينما: أيس كريم في جليم، كشف المستور، حرب الفراولة، بخيت وعديلة،طيور الظلام، امرأة هزت عرش مصر، حسن اللول، عيش الغراب، إسماعيلية رايح جاي، اضحك الصورة تطلع حلوة، عبود على الحدود،أرض الخوف، سيب وأنا أسيب، هو فيه إيه، كذلك في الزمالك، الرجل الأبيض المتوسط، واحد من الناس، عمر وسلمى، مطب صناعي،الجزيرة، بوشكاش، هروب اضطراري.
ومن أبرز الأعمال التي شارك بها في الدراما:عفاريت عدلي علام، الأب الروحي، ألف ليلة وليلة، نيللي وشريهان، ربيع الغضب، باب الخلق،أسرار، طعم الخياة، اللهم إني صايم، العملية ميسي، رحيل مع الشمس، شيخ العرب همام، كريمة كريمة، أنا قلبي دليلي، شط إسكندرية،لحظات حرجة، عباس الأبيض في اليوم الأسود.