السِير الذاتية وتابوهات المجتمع
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
تحفُّ كتابةَ السير الذاتية للكُتّاب العرب محاذيرُ عدة، ليس أبسطها المحذور الاجتماعي الذي يخشاه الكاتب، ويمعن في التفكير قبل الكتابة، أو ربما استخدم كوابح عديدة أثناءها، وهو ما يقلِّل من مصداقية كتاباته أو حتى يضعفها إلى حد بعيد.
وعندما بدأ الإنسان الأول كتابة سيرته الذاتية البسيطة في الكهوف التي يسكنها، ثم قام الفراعنة بذات العمل في معابدهم، وكذلك سائر الحضارات، فإنهم بذلك كانوا يهدفون إلى تخليد أعمالهم، وما يقومون به للأجيال القادمة.
وإذا ما تجرّدنا من تحيُّزاتنا الشخصية، فإنه ربما لا توجد سيرة ذاتية حقيقية خالصة دون شوائب؛ إما لصعوبة ذلك عمليًّا، أو خشية بطش المجتمع، الذي قد لا يرحم كاتبها، ولو كان تحت التراب. ولذلك، فإن معظم من كتبوا، كان لهم رقيب من أنفسهم، يكبر أو يصغر، اعتمادًا على شجاعة من كتب، أو على تسامح مجتمعه، أو ربما على بعد الكاتب عن مجتمعه جغرافيًّا.
وتختلف نوعية التابوهات من مجتمع لآخر؛ فقد تكون دينية، أو مذهبية، أو وطنية، أو سياسية، وقد تكون دائمة، أو مرتبطة بزمن معين، وذلك حينما ينتفي المحذور، وتتغير الظروف.
وليس في مكتبتي الشخصية، سوى عدد محدود من السير الذاتية، لكنني قرأت الكثير منها، إما في مكتبات عامة، أو من النسخ المجانية من النت. ويوجد من هذه الكتب آلاف، بل عشرات الآلاف، باللغة العربية، وربما بالملايين، بمختلف لغات العالم.
ورغم أن بعضها، ذو طابع شخصي، يهم كاتبَها والأشخاصَ القريبين منه فقط، فإن قسمًا كبيرًا منها، مهم جدًّا، إذ يؤرخ لمرحلة مغفول عنها، في منطقة ما من العالم، أو حتى في منطقة زمنية منسية. كما أن أهمية بعضها، تتأتى من ارتباطها بأحداث مهمة. ولذلك، فإن هناك شريحة مهمة في العالم، تحب هذا النوع من الكتابات، أكثر من أي نوع آخر؛ لكونه يكشف جوانب غامضة من شخصيات، يهمهم معرفة تلك الجوانب عنها، أو لأنها تسلط الضوء على جوانب، لا يتم التطرق لها في العادة وسط زحام الاهتمامات الأخرى.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تهاجم واشنطن وتل أبيب: تحالف عدواني يُشعل العالم
أدانت كوريا الشمالية الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع نووية إيرانية، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية وخرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، شددت وزارة الخارجية في بيونغ يانغ على أن الضربة الأمريكية تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد السلام والاستقرار الدوليين، داعية المجتمع الدولي إلى “إدانة أشد لسياسات المواجهة العسكرية التي تنتهجها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وجاء في البيان على لسان متحدث باسم وزارة الخارجية: “تدين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بشدة الهجوم الأمريكي على إيران، وتعتبره انتهاكًا خطيرًا للسيادة ومساسًا بمبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، المنصوص عليها في القانون الدولي”.
وأضاف البيان أن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط يعكس “نتيجة حتمية لتمادي إسرائيل في توسيع مصالحها الأحادية عبر الحروب المستمرة والاستيلاء على الأراضي”، مشيرًا إلى أن “النظام الليبرالي الغربي” يغض الطرف عن هذه السياسات، مما يفاقم التوترات ويقوّض الأمن الإقليمي والدولي.
وأكدت الخارجية الكورية الشمالية أن ما وصفته بـ”التحالف العدواني” بين واشنطن وتل أبيب يثير قلقًا بالغًا، داعية المجتمع الدولي إلى موقف موحد ضد ما اعتبرته “أعمالاً عدائية تخالف العدالة الدولية”.
وقالت الوزارة في ختام بيانها: “يجب على المجتمع الدولي، الذي يدافع عن العدالة، أن يدين ويرفض بالإجماع سياسات المواجهة التي تنتهجها الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت ليلة 22 يونيو هجمات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لتقويض البرنامج النووي الإيراني أو تدميره كليًا، بحسب الرواية الأمريكية.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران “يجب أن توافق على إنهاء هذه الحرب، أو أن تتحمل العواقب”، بينما أوضح نائبه جي دي فانس أن الولايات المتحدة “ليست في حالة حرب مع إيران”، رغم ما وصفته طهران بالهجوم “الهمجي والإجرامي”.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن باب الدبلوماسية “يجب أن يبقى مفتوحًا دائمًا”، لكنه أضاف: “الآن ليس الوقت المناسب”، متهمًا واشنطن بـ”خيانة الدبلوماسية”.
في الأثناء، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن “التطور الصناعي النووي للبلاد سيستمر دون توقف”، في تحدٍ مباشر للضغوط الدولية المتزايدة.