شبكة اخبار العراق:
2025-06-23@11:32:20 GMT

إيران ما بعد قنابل ترامب

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

إيران ما بعد قنابل ترامب

آخر تحديث: 23 يونيو 2025 - 10:33 صبقلم: إبراهيم الزبيدي صراحة إن هذه الحرب الخاسرة المُذلة المنهكة للطرفين الإسرائيلي والإيراني معا، هي حرب الرئيس الأميركي  دونالد ترامب بامتياز.فهو الذي هيأ ظروفها حين حدد لإيران مهلة ستين يوما للعودة إلى طاولة المفاوضات لكي تتلقى مطالبه الاستسلامية، ثم هددها بما لا يسر إن هي لم تأتِ ولم تعقل ولم تدع العناد.

ثم كان انتهاء مهلة الستين يوما بمثابة الجبنة التي أغرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وورطته في هذه الحرب التي أدمت يديه وقدميه، وأحرقت شعر رأسه، وجعلته يتوسل ويستغيث بحليفه ترامب لإنقاذه. بالمناسبة هذه هي أول مرة في التاريخ تكون أميركا هي التي تستغل اليهود، وتحارب بدمائهم، لخدمة مصالحها، بعد أن كان اليهود، منذ عشرات السنين، هم الذين يحاربون أعداءهم العرب بسلاح أميركا وأموالها ورجالها.أما ما أراده ترامب، وصبر وتكتك من أجل الحصول عليه، من إيران تحديدا، وتبعا من حكومات الشرق الأوسط قاطبة، ومنها إسرائيل، فهو إدخال الجميع إلى خيمة “أميركا عظيمة مرة أخرى” كرعايا، وذلك بدوافع اقتصادية وسياسية إستراتيجية، وتخصيصا من أجل انتزاع إيران من عدوّتيْه اللدودتين، روسيا والصين، واحتكار الطاقة والاستثمار، من الآن إلى زمن قادم طويل. الآن، وفي ضوء وقائع الحرب وثبوت أن إيران بلا ناصر ولا معين، وبعد قنابل ترامب التي أمطرها على المفاعلات النووية الثلاثة، وأولها وأهمها مفاعل فوردو، لم يعد أمام النظام الإيراني سوى خيارين كلاهما سم؛ فإما مواصلة العناد والمغامرة بوجود النظام نفسه، والمقامرة ببقاء إيران دولة موحدة قابلة لاستعادة العافية، أو أن يدخل بيت الطاعة الأميركية مذعنا، وبلا شروط ولا مطالب، في نهاية المطاف.وفي الحالتين سيتمكن ترامب من أن ينتزع من روسيا والصين حليفتهما الأهم والأغنى والأقوى في المنطقة. يعني أن ترامب هو المنتصر في الحرب وليست إسرائيل التي نزفت دما غزيرا في غزة ولبنان وسوريا واليمن، ولا حكومة المرشد الأعلى التي أنهكتها الحرب وستبكي كثيرا وطويلا على موانئها ومطاراتها ومؤسساتها وبناها التحتية واقتصادها سنين طويلة قادمة.لقد نُكبت إيران، فعلا، في قدراتها العسكرية وبرنامجها النووي، وفي قادتها العسكريين وعلمائها وأمنها القومي وكرامتها، إلى الحد الذي اضطر معه وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى توسيط دولة ثالثة للحصول على موافقة إسرائيل على إقلاع طائرته من طهران متوجهة إلى جنيف للقاء وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك لأن الفضاء الإيراني أصبح ملعبا حرا للطيران الإسرائيلي دون منافس ولا شريك. ورغم كل ما تلقته إيران من خراب ودمار فقد أثبت النظام الإيراني أنه يمتلك قدرات عسكرية هجومية هائلة وفاعلة أدمت إسرائيل، وجعلتها تذوق لأول مرة طعم الكؤوس التي أشربتها لفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وتركتها تبحث عمن يعينها على وقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، ولكن ليس قبل إبطال معداتها النووية، بقنابل الرئيس الأميركي أو بمواهبه التجارية، لإرغام العدو على العودة إلى طاولة المفاوضات، تسليم سلاحه، دون قتال. وهذا ما يجعلنا نتساءل، لماذا لم تشترط إيران لوقف إطلاق صواريخها إلا سلامة مفاعلاتها، والسماح لها بتخصيب اليورانيوم، ولو بنسب مقنَّنة وتحت مراقبة دولية فاعلة؟ ولماذا لم  تشترط، مثلا، تحرير القدس، أو نزع سلاح إسرائيل النووي، مثلما اشترط الراحل صدام حسين مقابل انسحابه من الكويت دون قتال؟،أو لماذا لم تشترط، مثلا أيضا، أن تتعهد أميركا بمنع نتنياهو من مهاجمة ما تبقى من حزب الله، أو حماس، أو الحوثيين، أو الحشد الشعبي في العراق؟ سؤال آخر أكبر وأخطر، لماذا لم يمطر الحرس الثوري إسرائيل بهذه الصواريخ والمسيرات عند أول غزو إسرائيلي لغزة، وقبل قتل كبار قادة الجهاد الإسلامي وحماس، وعشرات الآلاف من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، أو عند اغتيال إسماعيل هنية في عقر دار إيران، في طهران، أو عند اغتيال يحيى السنوار في غزة؟ لماذا لم تطلق نصف هذا الطوفان من الصواريخ على مدن إسرائيل عند أول هجمة عدوانية إسرائيلية على حزب الله، لمنعها من اغتيال الآلاف من مجاهديها اللبنانيين، ثم اغتيال رجلها الأوحد المؤتمن في المنطقة، حسن نصرالله؟ترى لو أمطرت إيران تل أبيب وحيفا والقدس بنصف الصواريخ الهدارة الجبارة التي شاهدناها ونشاهدها على شاشات التلفزيون، عند أول رد إسرائيلي على طوفان الأقصى، أو عند أول صواريخ إسرائيلية تدك المنازل والمخابئ والمستشفيات ومحطات الماء والكهرباء والوقود، في غزة، أو في لبنان أو في سوريا أو في اليمن، ألم تكن قد أوقفت نتنياهو عند حده؟ وألم تكن قد منعت طائراته ودباباته من تدمير غزة والجنوب اللبناني والضاحية؟ ثم، لو أمطرت مدن إسرائيل ومؤسساتها بكل هذه الصواريخ والمسيرات عند أول عدوان على غزة أو لبنان، هل كان نتنياهو سيتجرأ وسيغير بطيرانه على مؤسساتها ومعسكراتها ومفاعلاتها، وهل كان سيقدم على اغتيال قادتها وعلمائها، وإهانة كرامتها، وتدمير سلاحها ومفاعلاتها بعد أربعين سنة من بعثرة أموال الشعب الإيراني على أسلحة ومفاعلات، وعلى إعاشة ميليشيات، بالضد من إرادة الملايين من الإيرانيين المعوزين الذين انتفضوا مرات عديدة، ثم قسا عليهم النظام بأكثر مما قسا على إسرائيل؟ نعم لقد أدمت إيران تل أبيب وحيفا، وهدمت معسكرات ومطارات وعمارات، وحتى مستشفيات، وأنزلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأجبرت الآلاف منهم على ركوب البحر هربا من صواريخ لم تكن في الحسبان. ولكن ماذا بعد أن حرثت قنابل ترامب ونتنياهو إيران من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، واستنزفت صواريخها ومسيراتها وأموالها وموانئها ومطاراتها، وحرمتها من أية قدرة على الصمود وعلى التحدي والعناد؟ أشك في ذلك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: لماذا لم عند أول

إقرأ أيضاً:

بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟

هل ما تحقق كان نصرًا استراتيجيًا يعيد رسم قواعد اللعبة؟ أم مجرد إنجاز آني قد تتجاوزه المواجهة المقبلة؟ اعلان

منذ اللحظة الأولى لانطلاق الهجوم الإسرائيلي المباغت على أهداف داخل العمق الإيراني، بدا أن تل أبيب تسعى لتغيير قواعد الاشتباك في الصراع مع طهران، مستندة إلى دعم سياسي وعسكري ضمني من الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية. ومع اتساع رقعة الضربات وتطورها لاحقًا إلى تدخل أميركي مباشر استهدف منشآت نووية بالغة التحصين، أثير تساؤل جوهري في الأوساط السياسية والعسكرية: هل حققت إسرائيل نصرًا حقيقيًا؟ وإن كان كذلك، فهل هو نصر آني تكتيكي أم تحول استراتيجي في المواجهة الطويلة مع إيران؟

الهجوم الإسرائيلي

بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل إيران بضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت عسكرية ومراكز قيادة وسيطرة، فضلًا عن مواقع لصناعة وتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتميزت هذه الضربات بسرعتها واعتمادها على معلومات استخباراتية عالية الدقة، مما أربك الدفاعات الإيرانية وشكّل صدمة أولى للنظام في طهران.

الرسالة الإسرائيلية كانت واضحة: لم تعد الجغرافيا تحمي الجمهورية الإسلامية من الضربات، والمواجهة لم تعد مقتصرة على ساحات الوكلاء، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق. ومع ذلك، فإن هذه الضربات لم تسفر بعد عن انهيار عسكري أو أمني داخل إيران.

يتصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في متحف إسرائيل بالقدس، 23 مايو/أيار 2017. AP Photoالتدخل الأميركي

التحول الأكبر جاء عندما تدخلت الولايات المتحدة بضربات نوعية استهدفت منشآت نووية رئيسية في فوردو وأصفهان ونطنز، مستخدمة طائرات B-2 الشبحية وصواريخ خارقة للتحصينات من طراز GBU-57. هذه الضربات شكّلت ذروة التصعيد ضد البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب تقرير قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أمام مجلس الأمن، فإن الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت كانت كبيرة، إلا أن الوكالة لم تتمكن من تقييم مدى الدمار داخل المرافق تحت الأرض.

Related"تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب".. غروسي في دائرة الاتهامات الإيرانيةضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟إيران: لا تراجع

رغم الضربات القاسية، لم تُبدِ إيران مؤشرات على التراجع، بل كثّفت من خطابها التعبوي وهددت بالرد على الولايات المتحدة الأميركية، فيما واصلت قصفها لإسرائيل.

تقييم المكاسب: آنية أم استراتيجية؟

استطاعت إسرائيل، بلا شك، تسجيل نقاط مهمة في المدى القصير، سواء عبر إظهار قدرتها على اختراق العمق الإيراني، أو من خلال توجيه ضربات مباشرة. كما نجحت في إعادة تسليط الضوء الدولي على البرنامج النووي الإيراني، وحشد دعم ضمني لاحتواء طموحات طهران.

لكن في المقابل، لم تنجح الضربات حتى الآن في تغيير المسار الاستراتيجي للسياسة الإيرانية، إذ لم تُجبر طهران الى الآن على العودة إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة. بل يبدو أن الصراع دخل مرحلة أخرى من التوترات المستمرة والضربات المتبادلة التي قد تطول.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت قد أطلق أمس تصريحات غاية في الأهمية. إذ رأى أن الغارات الأمريكية تحيّد البرنامج النووي الإيراني محذرا من تداعيات أكبر حجما. حيث قال إنه النظام لن ينهار رغم قوة الضربات ودعا للأخذ في عين الاعتبار ترسانة طهران الصاروخية. وقد أخذ أولمرت مسافة من التهليل الإسرائيلي بما جرى. فقال من الغطرسة ومن غير الواقعي اعتبار أن الغارات الاستباقية ستركّع دولة تعداد سكانها 90 مليونا وذات تراث عمره آلاف السنين.

وبناء على ما تقدم، يرى مراقبون أن ما حققته إسرائيل حتى الآن يمكن وصفه بنصر آني محدود التأثير من الناحية الاستراتيجية. فقد وجهت ضربة قوية للهيبة الإيرانية، لكنها لم تُنهِ المشروع النووي، بحسب ما صرّح به مسؤولون إيرانيون. ومع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، ارتفعت الكلفة، لكن أيضاً ارتفعت معها المخاطر. فهل ستتمكن إسرائيل من ترجمة هذا التقدم التكتيكي إلى تغيير دائم في المعادلة الإقليمية، أم أنها فتحت أبواب صراع طويل قد يتجاوز قدرتها على التحكم بمساره؟

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟
  • إيران: لم ننفذ الليلة الموجة 21 من الصواريخ على إسرائيل
  • قنابل للإقناع: هل ترضخ إيران بضربة وتستكين إسرائيل بخدعة
  • 6 قنابل خارقة وصواريخ توماهوك.. تفاصيل الهجوم الأمريكي المباغت على منشآت إيران النووية
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • كان المنسق الأول بين إيران وحماس.. إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال قائد فيلق فلسطين
  • إيران تنفي مزاعم إسرائيل بشأن تقلص مخزونها من الصواريخ
  • من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟