صحيفة التغيير السودانية:
2025-08-01@10:47:51 GMT

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

فيصل محمد صالح

بمجرد ظهور نتائج الانتخابات الأميركية وفوز دونالد ترمب واكتساح الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب، اتجهت التحليلات السياسية لمحاولة قراءة وتوقع سياسة ترمب الخارجية، وانعكاساتها على المناطق المختلفة من العالم. رغم أن هناك قدراً من الضبابية فيما سيفعله الرجل بالعالم، فإنه من المؤكد أن شعار «أميركا أولاً» الذي يرفعه سيدفعه لمراجعة موقف الولايات المتحدة وتعاملاتها مع الجميع، بما يجعل الحلفاء والخصوم في حالة من القلق الشديد.

كذلك يعتقد كثير من المراقبين والمتابعين للسياسة الأميركية أنه سيسير في النهج الجمهوري المعروف نفسه، الذي يركز على الداخل الأميركي، ويقلل من تورط واشنطن في النزاعات الخارجية بشكل مباشر، ويحاول دفع الحلفاء في كل منطقة للعب دور أكبر في هذه النزاعات. كما أنه، وكما هو متوقع، سيركز على أولوية المصالح الاقتصادية الأميركية في العلاقات الخارجية أكثر من مواقف الدول والحكومات من شعارات التحول الديمقراطي، ووضع حقوق الإنسان، والحريات العامة.

تثير سياسة ترمب المتوقعة حيال القضايا والنزاعات المتعددة في العالم قلق حلفائه الغربيين في حلف «الناتو»، بجانب حلفائه الآخرين. فمن المتوقع أن يمارس ضغوطاً على حلفائه الأوروبيين ليلعبوا أدواراً أكبر في النزاعات العالمية، ويزيدوا من إنفاقهم العسكري ليرفعوا الضغوط عن ميزانية «الدفاع الأميركية». كما أنه سيجعل مصالح أميركا في تحقيق نوع من الاستقرار يساعد الاقتصاد الأميركي على النمو، أولوية على كل التزاماتها الأخرى. لهذا يبدو أنه سيتجه لتحقيق ما وعد به بالعمل على إنهاء الحروب والنزاعات، لكن وفقاً للرؤية الأميركية. فهو غالباً سيتجه لإنهاء حرب أوكرانيا عبر صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة ولبنان، لكن من دون الاتجاه نحو حل الدولتين، الذي لا يبدو أنه متحمس له. ومعروف عن الجمهوريين أيضاً أنهم لن يعولوا كثيراً على منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسيفضلون تنفيذ ما يقررونه عبر إقامة تحالفات خارج المنظومة الدولية، مثلما فعلوا في حرب الخليج.

فيما يتعلق بالسودان، فهو بالتأكيد ليس على جدول الأولويات في السياسة الخارجية في عهد ترمب، فهناك مناطق أكثر أهمية وأكثر التهاباً وأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي. لهذا لن يكون الوضع الداخلي في السودان، والصراع العسكري- المدني حول التحول الديمقراطي، أو الأوضاع الإنسانية، هي المداخل للسياسة الأميركية تجاه السودان. ربما ينظر له ترمب من خلال ازدياد النفوذ الروسي في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر للساحل الأفريقي، مقروناً بمحاولته الضغط على إيران، إلى جانب مقاومة النفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا. كذلك فإن سياسته المتوقعة تحت شعار «محاربة الإرهاب» قد تكون واحدة من محددات سياسته تجاه السودان، بجانب تشجيع دول المنطقة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

لهذا، فإن موقف السياسة الأميركية من الأوضاع في السودان سيتأخر قليلاً لحين الانتهاء من رسم السياسة الخارجية ومحدداتها الأساسية، ولا يتوقع أن يكون هناك مبعوث أميركي للسودان في عهد ترمب يخلف المبعوث الحالي توم بيريللو، وقد يتم الاكتفاء بوجود سفير أميركي بصلاحيات المبعوث. ومن المؤكد أيضاً أن الاتجاه نحو تحجيم الدور الأميركي سيتبعه تقليص المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان، والطلب من الحلفاء الدوليين والإقليميين لعب دور أكبر وزيادة مساعداتهم الإنسانية. ومن المتوقع أيضاً محاولة العودة لمنبر جدة مرة أخرى بعد ممارسة الضغوط على الطرفين، وإعطاء دور أكبر للمملكة العربية السعودية ومصر.

وبحسابات القرب والبعد، فإن الطرفين المتحاربين في السودان لا يتمتعان في الوقت الحالي بعلاقة جيدة مع واشنطن، فهناك توجس من اتجاهات تحالف الجيش والمجموعات السياسية الإسلامية من ناحية، وعدم رغبة في تبني «قوات الدعم السريع»؛ بسبب عدم وضوح تحالفاتها، وسجلها الدموي في الانتهاكات ضد المدنيين. لكن الطرف الحكومي يملك ما يقدمه لواشنطن أكثر مما يمكن أن تقدمه «قوات الدعم السريع»، لهذا فإن التغيرات في السياسة الأميركية تجاه السودان قد تميل لصالح الحكومة الحالية، عبر تخفيف الضغوط عليها، التي فرضتها الإدارة الديمقراطية عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. ولن يكون مطلوباً منها تنفيذ وعود التحول الديمقراطي وتحسين أوضاع حقوق الإنسان، بقدر الابتعاد عن النفوذ الروسي والإيراني، والقبول بالمضي في إجراءات التطبيع مع إسرائيل التي بدأها البرهان وعطلتها الحكومة المدنية، ثم الابتعاد بخطوات ما عن التحالف مع الإسلاميين طمأنةً للحلفاء الإقليميين، إن استطاع الجنرال البرهان فعل ذلك.

* المقال الاسبوعي بصحيفة الشرق الأوسط

الوسومإيران البحر الأحمر السودان السياسة الخارجية القوات المسلحة الناتو دونالد ترمب روسيا فيصل محمد صالح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيران البحر الأحمر السودان السياسة الخارجية القوات المسلحة الناتو دونالد ترمب روسيا فيصل محمد صالح فی السودان

إقرأ أيضاً:

لم يتوقع زلزال روسيا.. سخرية واسعة من عالم الزلازل هولندي

#سواليف

في الوقت الذي #شهد فيه #العالم أحد #أقوى_الزلازل خلال #العقود_الأخيرة، والذي ضرب شمال غرب #روسيا بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، تسائل الكثيرين عن غياب #عالم_الزلازل_الهولندي الشهير #فرانك_هوغربيتس.

عادةً ما يثير هوغربيتس الجدل بتوقعاته التي يربطها بحركة الكواكب والاصطفافات الفلكية، حيث يحرص على إصدار تحذيرات قبل أي نشاط زلزالي كبير،من خلال بث مباشر يشاركه عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

وهذه المرة، ورغم قوة الزلزال غير المسبوقة وما تبعه من موجات تسونامي طالت اليابان وسواحل المحيط الهادئ، لم يظهر هوغربيتس بأي بيان أو تعليق، ما أثار موجة واسعة من السخرية عبر منصات التواصل.

مقالات ذات صلة موجات تسونامي تضرب هاواي الأمريكية وسواحل اليابان وأوامر إجلاء في الدول المطلة على المحيط الهادئ 2025/07/30

تصدر اسمه الترند في عدة دول بعد دقائق من الزلزال، حيث عبّر آلاف المغردين عن دهشتهم من غيابه، وكتب مغرداً “أين أنت يا هوغربيتس؟ روسيا انقسمت نصفين!”

ونشر مغرد آخر صورة لهوغربيتس تصف صمته في هذا الوقت، وعلق بالقول :”غيابه هذه المرة دليل على أن توقعاته السابقة كانت مجرد صدفة وليست مبنية على أسس علمية”، وأثنى على رأيه آخرون وقالوا بالفعل غيابه يضع علامات استفهام حول مدى صحة ما يقدمه من تحذيرات، لاسيما أنه اعتاد إصدار إنذارات عامة قبل وقوع هزات أرضية أقل حدة بكثير.

وأشار آخرون إلى أن العالم الهولندي كان دائم الظهور عند أي نشاط زلزالي محدود، بينما غاب تماماً عند وقوع زلزال هو الأقوى منذ عام 1952 في المنطقة، وكتب أحد المغردين: “إذا كنت تتوقع الزلازل، فهذا أكبر زلزال في العالم منذ سنوات.. أين أنت الآن؟”

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يطلق تصريحات جديدة عن السودان
  • تقبّل التعازي بزياد الرحباني في الجامعة الأميركية
  • العودة الطوعية… السودانيون يودعون ارض الكنانة
  • عون التقى قائد القيادة المركزية الأميركية لبحث التعاون العسكري
  • تعاون دفاعي مشترك في لقاء قائد الجيش والقيادة الوسطى الأميركية
  • لم يتوقع زلزال روسيا.. سخرية واسعة من عالم الزلازل هولندي
  • وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه
  • وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية
  • ترمب يتحدث مجددا عن فكرة نقل سكان غزة
  • استطلاع لـ «رويترز» يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.6% وتراجع التضخم لـ 7.3%