فعاليات خطابية في الحديدة إحياءً للذكرى السنوية للشهيد
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
يمانيون../
شهدت محافظة الحديدة اليوم سلسلة من الفعاليات الخطابية والوقفات التضامنية إحياءً للذكرى السنوية للشهيد، حيث نظم فرع البنك المركزي اليمني في المحافظة فعالية خطابية حضرها مدير البنك فايز حجاش وعدد من كوادر وموظفي الفرع.
وأكدت الكلمات خلال الفعالية على عمق معاني التضحية والشجاعة التي جسدها الشهداء في مختلف ميادين الكرامة، مشيرة إلى أن تضحياتهم كانت حجر الأساس لصمود الوطن في مواجهة العدوان والحفاظ على سيادته.
واعتبر المتحدثون أن إحياء هذه المناسبة هو واجب وطني، يُمكّن الأجيال من استلهام الدروس والعبر من مواقف الشهداء البطولية. وتخللت الفعالية فقرات ثقافية وإنشادية تعبيراً عن الامتنان والعرفان لتضحيات الشهداء.
وفي خطوة تعبر عن التضامن مع فلسطين ولبنان، نظمت الإدارة العامة لتنمية المرأة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمرأة وهيئة رعاية أسر الشهداء وقطاع الطالبات في كلية التربية بجامعة الحديدة وقفة تضامنية.
وأكدت المشاركات في الوقفة على أهمية إحياء هذه المناسبة، مشيرات إلى أن تضحيات الشهداء تعزز صمود الشعب اليمني وإصراره على مواجهة العدوان، وأن هذه الذكرى تحمل معاني خاصة تتماشى مع تطلعات الأمة في مواجهة قوى الظلم والاستكبار.
وأعربت المشاركات عن اعتزازهنّ بالانتصارات التي يحققها الشعب اليمني في مواجهة التحديات، مجددات العهد على مواصلة النضال وتأكيد التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في ظل الاعتداءات الصهيونية المستمرة.
وأصدر المشاركون في الوقفة بياناً حثّوا فيه الشعوب العربية والإسلامية على اتخاذ مواقف جادة لدعم القضية الفلسطينية وإيقاف الجرائم الصهيونية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، معتبرين الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم وصمة عار على الأنظمة المتخاذلة، ودعوا الحكومات إلى مواقف جادة تسهم في ردع الغطرسة الصهيونية.
وفي مديرية السخنة، نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بالتعاون مع قطاعات الزكاة والنقل والأشغال فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد.
وأشاد المشاركون بالتضحيات التي قدمها الشهداء الأبرار دفاعاً عن الوطن وكرامته، مؤكدين أن هذه الذكرى تأتي تجديداً للعهد تجاه الشهداء الأبطال ومواصلة للسير على نهجهم في الدفاع عن سيادة اليمن وحريته.
وأشار المتحدثون إلى أن هذه المناسبة تعزز التكاتف الوطني، وتؤكد على وحدة الصف في مواجهة الغزاة والمحتلين، كما أنها تبرز موقف الشعب اليمني الداعم للقضية الفلسطينية، مذكرين بالدور البطولي الذي اتخذته القيادة اليمنية، التي جعلت من اليمن منبراً مناصراً للشعوب المظلومة عبر عمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني نصرةً للشعب الفلسطيني.
واختتمت الفعالية في السخنة بفقرات إنشادية وثقافية، تعبر عن عمق الوفاء والولاء للشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن، ليبقى ذكراهم مشعلاً يضيء درب الحرية ويعزز العزيمة والصمود في قلوب الأجيال المقبلة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن في إحياء عيد الأضحى المبارك.. إرث تاريخي عريق وروح إيمانية جهادية
يمانيون|تقرير|محسن علي الجمال
مع بدء دخول أول أيام العشر الأواخر لشهر ذي الحجة من كل عام.. تتهيأ القبائل اليمنية على امتداد تاريخها في هذه الفترة القصيرة على مستوى الريف والحضر في الإعداد والتحضير على قدم وساق لاستقبال وإحياء “العيد الأكبر” بطريقتهم الخاصة, تختلف عاداتها وطقوسها من قبيلة لأخرى, كونه يتزامن مع شعيرة إيمانية كبيرة وهي فريضة “الحج”, وتحويله إلى موسم وطني وديني تتجلى فيه أسمى صور التلاحم والكرم والإيمان،, غير أن زيارة الأرحام وصلتها حيث تعد أحد أهم مظاهر الاحتفالات لتعزيز الترابط والإخاء بين كافة أفراد الأسر والعوائل التي تجمعها صلة القرابة والنسب.
حملات نظافة ذاتية
تبدأ مظاهر الاحتفال بهذه الشعيرة الدينية المقدسة من خلال حملات النظافة الذاتية الشاملة التي تقوم بها الأمهات وربات الأسر على مستوى المنازل والأحواش والأحياء, كأحد مظاهر فرحة حلول العيد تأسيا بما قاله الله تعالى ” ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” تعمل النساء فيها على إعادة الترتيب الكامل للأثاث للغرف سيما “مجلس الضيوف” الذي يعد واجهة المنازل , وكذا القيام بغسل الجدار بالمياه ومسحها, بما يكسبها لمعان ونظارة, تعكس نظافة المرأة وحصرها على ذلك, وتعطي الزائر انطباع إيجابي عن الأسرة, ويستمر الحفاظ على ذلك مع إصدار إرشادات متواصلة للأطفال للحفاظ على هذا المظهر كونه جزء من الدين ’ على مستوى أيام السنة كلها , غير أن أيام العيد وكذلك المناسبات المماثلة تبقى لها اهتمام خاص.
إضافة إلى ذلك تتولى الفتيات بإعداد المعجنات لصناعة الكعك والحلويات المتنوعة التي تقدم للزائرين في أيام العيد إلى جانب المكسرات, كجزء من مهامها الأسرية, مع الاهتمام بإبراز مظاهر الزينة الجمالية للأولاد والبنات على حد سواء, وغسل ملابس العيد خاصة للأسر التي تمتلك شحة في المال, وتعيش ظروفا منهكة جراء استمرار العدوان والحصار.
صيام التاسع والعاشر
ونظرا لما تتميز بها أيام العشر من فضائل حيث أقسم الله بها في طليعة الآيات الأولى من سورة الفجر حيث قال ” والفجر وليال عشر”.. تعودت معظم أسر القبائل في اغتنام أجرها واكتساب المثوبة فيها, وتضاعف الأجور واستغلالها , من خلال صيامها تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى والإنفاق في سبيله, ومواساة الفقراء والمساكين وغيرهم ممن جار عليهم الدهر ، مع الاكثار من التهليل والتسبيح والتمجيد لله تعالى والدعاء بخير الدنيا والأخرة، وترديد التكبيرات والتلبية التي تصدح بها حناجر حجاج بيت الله الحرام, يستمر ذلك حتى عصر رابع أيام العيد.
إكرام الضيف بالمكسرات والحلوى
تعتبر مكسرات العيد أحد الهدايا التي تقدمها الأسر للزائرين من الأرحام والأرقارب , وتتميز بهذه العادة الحميدة المتوارثة عبر الأجيال, ومع اقتراب يوم العيد , تتوافد القبائل والأسر إلى الأسواق المختلفة لشراء واقتناء مكسرات العيد المختلفة كل بحسب مقدوره واستطاعته والتي عادة ما تشمل (زبيب- لوز-جوز- كاجو- فستق-حب العزيز-قرع-دخش-فول سوداني وشكاليات متنوعة ) وتقدم في “صحون خاصة” بجانب أكواب العصائر والكعك والمعجنات, حيث تعبر عن مدى الحفاوة بالضيف والترحيب بوصوله ومقدمه, تتشرف الأسر بتقديمها وتراها من وسائل الكرم المتوارثة.
ليلة الألعاب النارية وفرحة الأطفال
مظاهر الفرحة والبهجة احد المظاهر الشعبية اليمنية حيث يقوم الشباب في الارياف منذ عصر يوم التشريق في الارياف بجمع الأحطاب لتكوين شعلة نارية على رؤوس الجبال او المنازل العالية, لإحراقها مساء, كدلالة على حلول العيد, فيما يقوم اولياء الامور بشراء العاب الزينة والمفرقعات النارية للأطفال لمشاركتهم الفرحة وادخال السرور الى قلوبهم، ويشترك في هذا ابناء المدن ايضا, وعقب الانتهاء من ذلك يتوجه الأطفال والبنات إلى غسل أجسادهم سواء في المنازل, أو في حمامات البخار استعداد لارتداء ملابس العيد في فجر يوم عرفة.
صباح العيد
بعد أداء صلاة فجر يوم عيد الأضحى تفتح مآذن المساجد تكبيرات العيد عبر المكبرات كي يتحضر الناس ويتجمعون لأداء الصلاة جماعة في المناطق المحددة او المعروفة سابقا والاستماع لخطبتيها، ثم يتصافحون ويتعانقون مباركين لبعضهم البعض حلول الفرحة العظيمة.
عسب العيد
وبالرغم من تبدل الظروف ، وتجدد ثقافات العصر إلّا أن هذه العادات بقيت من الموروث الراسخ التي لا زال الشعب اليمني يجدون فيها متعة كبيرة في إحيائها في أعيادهم دون أي حرج من إعطاء أو تلقي العسب, وبينما تقوم النساء والرجال بأداء صلاة العيد تغتنم النساء أوقات الخطبتين, لإعداد وجبات الضيافة التي ستقدم للأرحام’ وإحراق البخور, وبعد إكمال صلاتهم يتوجه كل منهم لصلة أرحامه بدءا بالتسليم على والديه واسرته، ومن تربطهم بهم علاقة في نفس الحي وإعطائهم مبالغ مالية تسمى “العسب ” نظرا لما لها من معاني كبيرة منها الحب والوفاء’ ورسالة تدخل الفرحة والسرور إلى قلوب النساء والأطفال, ثم التحرك لزيارة بقية الأرحام في القرى والارياف والمناطق التي ارتبطت بهم علاقة أسرية ونسب وصهارة، حيث تقوم النساء بجمع هذه المبالغ إما لتعين بها رب البيت في الترتيب لمائدة عيدية او الخروج الى المنتزهات والحدائق لقضاء الإجازة وسط أجواء يسودها السعادة والراحة, أو لاقتناء أدوات شخصية, إضافة قيامهم بزيارة مقابر الموتى أو حاليا بروضات الشهداء استذكارا لبطولاتهم وتخليدا لمأثرهم وعرفانا بما قدموه في سبيل الله جل وعز.
موسم الأطفال الذهبي
يغتنم الاطفال هذه الفرصة وينتظرونها بفارغ الصبر على مدار العام, باعتبارها موسم ذهبي لهم في السعي الجاد لجمع ما تسمى (جعالة العيد) بالتزامن مع أداء الرجال صلاة العيد، تزود الأسر أطفالها ذكورا واناثا ممن لا يتجاوز اعمارهم الثانية عشر عاما، بعد اقتنائهم ملابس العيد “أكياس بلاستيكية أوغيرها” للمرور والطواف على كافة المنازل المجاورة على مستوى الحارة في المدن والقرية في الريف، لمعايدة أهلها، بينما ترد الاسر عليهم بإعطاء كل فرد إما أنواع من الحلوى او الشوكولاته او مقرمشات او حتى مبالغ مالية ان وجدت لدى بعض الميسورين، ليعود الاطفال بعد ساعات إلى منازلهم بجعالة عيدهم التي قد توفر لهم متطلباتهم ما يسمى (الجعالة اليومية) حتى لنصف شهر على الأقل.
العسب مدد الجبهات الجديد
بعد أن تشرب الشعب اليمني الثقافة القرآنية , على مدى ١٠ سنوات من عمر العدوان الامريكي السعودي الاماراتي على بلادنا، اتجهت الأسر بما فيها الاطفال الى تخصيص مبالغ محددة من «العسب» لإنفاقها ضمن القوافل العيدية في سبيل الله تعالى دعماً لأبنائها المرابطين على مختلف محاور المرابطة والثغور, استشعارا منها بالمسؤولية تجاههم, وجزء من مسؤوليتها الدينية ’ تتنوع ما بين (فواكه متنوعة وكعك وعصائر وأموال وذخائر وحلي ومجوهرات وما تيسر من المواشي المتمثلة بالأغنام والأبقار والجمال , وملابس متنوعة صيفية وشتوية وغيرها) وصولا لأن تقدم في سبيل الله أغلى ما تملك وهي الدماء الطاهرة, في أعظم مشهد يجسد عظمة العطاء والكرم اليماني اللامحدود.
أعيادنا جبهاتنا
ما يميز اليمن عن غيره من الشعوب، أن القبائل اليمنية كانت دائماً في قلب الميدان، صانعةً للنصر، ورافداً للجبهات، ومع انطلاق العدوان على اليمن، تجلت هذه العلاقة بأبهى صورها، لتصبح القبائل رأس الحربة في معركة الصمود، عبر تقديم القوافل والرجال والدماء.
ومن أبرز ملامح العيد في اليمن، أن القبائل تجعل من أعيادها ليس عادةَ البقاء مع الأهل، بل تتحرك في مشارَكة المجاهدين في الجبهات حاملة عنوانها “أعيادنا جبهاتنا”، وما تُعرف بـ القوافل العيدية وهي قوافل مجتمعية تنطلق من كل القبائل اليمنية نحو خطوط الجبهات، محملة بالمؤن والمساعدات، تُعبر عن الإيمان الراسخ بأن المجاهدين هم رأس مال الأمة، وأن الأعياد لا تكتمل إلا بتكريمهم ومشاركتهم فرحة الصمود والعزة.
الأضحية
ورغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها شعبنا اليمني جراء العدوان والحصار إلا أنه لا يزال يتقيد بعادته وموروثه على مر السنوات, التي يجسد فيها صورا ناصعة في البذل والعطاء والمواساة والإحساس والإحسان للآخرين, واقتداء بني الله إبراهيم عليه السلام واستجابة لرسول الله صلى الله عليه واله يتشارك عدد من أفراد القبيلة في شراء «ثور» او «خروف» ليقوم العاملون في المسالخ بذبح الاضحية وتوزيعها لكل مساهم بقدر نسبته، وبينما يستلم المساهم ذبيحته، يخصص جزء منها للفقراء واليتامى والمساكين, كجزء من واجبه الديني والأخوي, تجاه من جار عليهم الدهر وتقلب عليهم الزمن, فيما بعد ذلك تؤدي بعض القبل رقصة البرع على أنغام الطاسة الفلكلورية, ويقوم الشباب في الأرياف بتعلم القناصة كجزء من تقاليدها وأعرافها.
خاتمة
ومع حلول هذه المناسبات العظمية تبرز فيها قبائل اليمن كمكوّن أصيل يُعبّر الإيمان والجهاد والموقف، فالعيد بات بالنسبة للقبائل ، هو عيد الصدق مع الله، وعيد الجود والبذل، وعيد الوفاء للمجاهدين في جبهات العز والكرامة ، متمسكين بإرث قبلي عريق وروح إيمانية جهادية تُميزهم عن سائر الشعوب الأخرى تتجلى فيه أسمى صور التلاحم والكرم والصمود.