صنعاء تتعهد بردٍّ قاسٍ على أي تحركات عسكرية جديدة عقب فوز ترامب
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
تقرير : خالد الصايدي
وسط تلميحات وتحركات أمريكية جديدة تمهد لتصعيد عسكري جديد في اليمن؛ تؤكد القيادة الثورية والسياسية بصنعاء أن أي تصعيد محتمل سيواجه بردٍّ قاسٍ، وأن تغير القيادة الأمريكية في إشارة إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لن يؤثر على التزام الشعب اليمني بقضاياه القومية ومواقفه الداعمة لحقوق الشعوب المقاومة وفي أولويات ذلك موقف صنعاء الثابت إزاء دعم القضية الفلسطينية ومساندة غزة ولبنان.
عملياتنا مستمرة
التأكيد الأبرز جاء على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الذي قال إن “نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على موقفنا المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان”.
وأضاف: “لدينا في اليمن تجربة مع ترامب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”
وشدد السيد عبدالملك قائلا: “لا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، مهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”، معتبرا أن “الخيار الأفضل للأمريكي ولغيرهم هو وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب”.
قائد الثورة: لن يثنينا أي مجرم في هذا العالم عن موقفنا الثابت في نصرة فلسطين
وأكد قائد الثورة أن عودة ترامب أو غيره لا تُخيف الشعب اليمني الذي واجه العدوان الأمريكي وأدواته في ظروف أصعب مما هو عليه اليوم، مشدداً على أن الشعب اليمني سيواصل تصعيده المشروع والدفاع عن نفسه ودعم القضايا العادلة للأمة، خصوصاً نصرة الشعب الفلسطيني، ولن تثنيه أي محاولات للترهيب أو التهديد.
وأشار إلى أن “عملياتنا مستمرة في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وبالأمريكي والبريطاني وكذلك بالعمليات إلى عمق فلسطين المحتلة، وقرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني”.
لن يضرونا
أما عضو المجلس السياسي الاعلى محمد علي الحوثي فقد وجه رسالة شديدة اللهجة للرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”؛ أكد فيها أن أي تصعيد ضد اليمن لن يؤثر على الشعب اليمني، بل سيزيده قوة وإصراراً على الجهاد في سبيل الله، موضحاً أن الشعب اليمني يرى في أي عدوان عليه دافعاً لتعزيز قوته واستمرار عملياته الدفاعية.
وخاطب ترامب قائلا: “أنت تعرف الشعب اليمني وستعرفه اليوم أكثر، تلك الصواريخ التي كانت تنطلق وانت تحكم في تلك الفترة لا زالت بأيدينا والمصالح الأمريكية في المنطقة لا زالت تحت نيران صواريخنا وطائراتنا”.
وتابع قائلاً: “نحن وقفنا ضد الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني والأوروبي، الذي سعى لمحاصرة أبناء غزة وارتكاب الجرائم بحقهم. إن معاناة شعب غزة التي سمعناها، نحن في اليمن عانينا منها أيضاً، وواجهنا مجازركم دون أن يمنعنا ذلك من مواصلة المواجهة”.
الحوثي: المصالح الأمريكية لا زالت تحت نيران صواريخنا وطائراتنا
وأكد على أن الشعب اليمني لا يخشى ترامب ولا غيره، مذكّراً بأن ترامب، في فترته الأولى قد واجه صمود الشعب اليمني رغم دعم الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة. وأشار إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت رمزاً للقوة، أصبحت أضحوكةً أمام العالم، وأن الجنرالات الأمريكيين أعلنوا عن فشلهم أمام صلابة الشعب اليمني، متوعداً الأمريكيين بمواجهة أعظم في المستقبل.
فاتورة يجب تسديدها
من جانبه، أكد حسين العزي عضو المجلس السياسي لأنصار الله، أن موقف اليمن المساند لغزة ثابت وسيبقى قائماً حتى يأتي نبأ من فلسطين بتوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وفي ما يخص العلاقة بين اليمن وأمريكا، أوضح العزي أن هناك “فاتورة طويلة” تنتظرها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن دعماً لخيار السلام، يجب أن يكون ترامب مستعداً لدفع تعويضات عن كل ضربة استهدفت اليمن وعن كل عملية دفاعية قامت بها القوات اليمنية.
العزي: يجب على ترامب دفع تعويضات عن كل ضربة استهدفت اليمن
تحركات تصعيدية
تحركات الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو التصعيد واستمرار غاراتها على المحافظات وآخرها الغارات على صنعاء ومحافظتي عمران والحديدة وأيضا قيام سفارتها مؤخرا بتجميع مرتزقتها في تكتل سياسي جديد مكون من عدد من الأحزاب وسط خلافات حادة، لكنه خرج ببيان اتجه نحو الموافقة على خطة التصعيد العسكري الأمريكي، ودعوة المجتمع الدولي إلى تشديد الحصار على صنعاء، عبر اتهام حكومتها باستغلال قطاع الاتصالات وموانئ البحر الأحمر.
وحول هذه التحركات قال محمد علي الحوثي: إن “السفارة الأمريكية باركت تجمع أحمد بن دغر”، مضيفا أن “بن دغر الذي تتحدثون عنه لم يفيدكم وهو في رئاسة الحكومة التي تدعمونها فهل سيستطيع أن يفيدكم اليوم وقد جمعتم له شذاذ الآفاق، مردفا “لا تخيفنا تجمعاتكم”، والتحالف الأمريكي لن يضرونا بإذن الله، لأننا معتصمون بالله تعالى..
أما عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي فقال إنه “في الوقت الذي يخوض فيه اليمن معركة ضد أمريكا وإسرائيل إسنادا لغزة تقوم أمريكا بإنشاء ما أسمته التكتل السياسي الوطني كغطاء سياسي يمكنها من إعادة هيكلة قوات المرتزقة وتوحيدها تحت قيادتها المباشرة استعدادا لإشعال الجبهات الاقليمية والداخلية بهدف وقف عمليات اليمن المساندة لغزة”.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر وداخل الأراضي المحتلة ستستمر ولن تتوقف إلا بإيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عن أهلها، مشدداً على أن “التصعيد سيُقابل بالتصعيد”.
مخططات تآمرية
من جانبها أشارت الأحزاب السياسية والقوى المناهضة للعدوان في صنعاء، في بيان، إلى أن المخططات التآمرية على اليمن والدور الأمريكي التخريبي المباشر والمستمر في عرقلة العملية السياسية من خلال التحركات والاجتماعات التي عقدت مؤخراً في عدن المحتلة بهدف محاولة خلق غطاء سياسي جديد لإعادة العدوان على الوطن واستمرار الحصار.
ولفتت إلى أنه في ظل تلك المؤشرات والتلويح والتهديد بتنفيذ تصعيد عسكري ضد الشعب اليمني، فإن العدو وعملاءه ربما لا يتصورون ردة الفعل والجهوزية العالية والاستعداد الكبير لمواجهة التحديات المحتملة على كافة المستويات.
البخيتي: تجمعاتكم لا تخيفنا والتصعيد سيُقابل بالتصعيد
وأكدت استمرار تصاعد مواقفها الثابتة والصلبة تجاه القضايا الوطنية وقضايا الأمة ودعم وإسناد المقاومة في فلسطين ولبنان وتعزيز الاصطفاف الوطني بمختلف الوسائل والمجالات المتاحة والممكنة، كمسار وطني وإسلامي ثابت لا تململ أو تراجع عنه.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الشعب الیمنی فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد قصف “العُديِد” الأمريكية.. تخوفات من عدم تفعيل هدنة ترامب| وخبير استراتيجي: الهجوم معادلة جديدة حال عودة المفاوضات
شهدت الساحة الإقليمية تطورًا عسكريًا خطيرًا، بعد أن كشفت شبكة "سي إن إن" عن تنفيذ إيران هجومًا صاروخيًا مباشرًا على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، مستخدمة صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
هذا التصعيد العسكري يأتي في أعقاب ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، مما ينذر بتفاقم الأزمة وتوسّع رقعة المواجهة بين طهران وواشنطن، في حال عدم دخول الهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ.
الهجوم الإيراني.. رسائل عسكرية وسياسية
وأكّدت وزارة الدفاع الأمريكية تعرض قاعدة العديد لهجوم مباشر من الأراضي الإيرانية، باستخدام صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى. وأوضح مسؤول في البنتاغون لشبكة "سي إن إن" أنه لم يتم تسجيل إصابات في صفوف القوات الأمريكية حتى الآن، وأن الوضع يخضع للمراقبة الدقيقة.
وبحسب صور للأقمار الاصطناعية التقطت بتاريخ 19 يونيو، فقد تم نقل الطائرات الأمريكية من قاعدة العديد قبل تنفيذ الهجوم، ما يشير إلى أن الجيش الأمريكي كان على علم مسبق بالعملية، واستعد لتقليل الخسائر المحتملة.
ونقلت "فوكس نيوز" عن مصادر أمريكية أن الجيش لم يتفاجأ بالضربة، بل كان يتوقعها ضمن سيناريوهات التصعيد في ظل التوتر القائم مع إيران. كما أكدت وكالة رويترز أن طهران أبلغت واشنطن والدوحة قبل ساعات من تنفيذ الهجوم، في خطوة توحي بمحاولة تجنب التصعيد الشامل، رغم رمزية الضربة.
إيران ترد بالمثل وتبعث برسائل واضحة
وفي تصريحات رسمية، قالت طهران إن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قاعدة العديد يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في ضرب المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتعتبر هذه المعادلة في الرد رسالة واضحة من طهران مفادها أن أي استهداف مباشر لمنشآتها الحيوية سيقابله رد مماثل على أهداف أميركية في المنطقة.
ردود الفعل الأميركية والتحليل العسكري
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أمريكي أن الهجوم على قاعدة العديد كان الوحيد المؤكد في المنطقة، فيما لم يتم تأكيد أي هجمات أخرى على قواعد أميركية في العراق أو دول الخليج الأخرى.
تقييم استراتيجي وردود أفعال
وأكد اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الضربة الإيرانية تمثل نقلة نوعية في الصراع القائم، مشيرًا إلى أنها تحمل رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي استهداف لمنشآتها النووية أو سيادتها. وأضاف أن هذا الهجوم يسعى لفرض معادلة جديدة على الأرض تُحسّن موقف طهران التفاوضي مستقبلاً، في حال عودة المباحثات السياسية.
من الجانب الأمريكي، يرى السيد أن واشنطن تعتبر الضربة الإيرانية انتهاكًا مباشرًا لسيادة حلفائها في الخليج، وهو ما يضع الإدارة الأمريكية أمام معادلة معقدة إما الرد العسكري المحدود الذي يهدف لردع طهران دون الانجرار إلى حرب شاملة، أو التوسع في الحضور العسكري كخيار استراتيجي طويل الأمد.
المخاطر الإقليمية والتداعيات المحتملة
ويحذر السيد من أن هذا التصعيد قد يتوسع ليشمل جبهات أخرى، عبر دخول فصائل مسلحة موالية لإيران في لبنان واليمن على خط المواجهة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تهديد أمن الملاحة في الخليج العربي، وتداعيات مباشرة على أسواق الطاقة العالمية، خصوصًا في ظل التوترات الاقتصادية القائمة.
ضرورة التحرك الدولي الفوري
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يشدد اللواء نبيل السيد على ضرورة تحرك عاجل من قبل القوى الكبرى لإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض، محذرًا من أن أي تأخير قد يفتح الباب أمام اندلاع حرب إقليمية واسعة، ستكون تداعياتها كارثية على المنطقة والعالم بأسره. الحل لا يزال ممكنًا، لكن نافذة الفرص تضيق بسرعة.