ترامب: الأولوية لحرب الشرق الأوسط وأوكرانيا
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن إدارته تعطي الأولوية للوضع في الشرق الأوسط والصراع الروسي الأوكراني، فيما يواصل اختيار أعضاء إدارته، التي من المقرر أن تتولى السلطة رسمياً في 20 يناير.
وأوضح ترامب، في أول خطاب علني له منذ فوزه بانتخابات عام 2024، أن إدارته "ستتعامل مع الوضع في أوكرانيا بشكل أفضل ونعمل الوصول إلى حل للأزمة"، فيما أشار إلى أن "فوزه بالانتخابات انعكس بشكل إيجابي على حركة الأسواق والمؤشرات الاقتصادية وهذا أمر في غاية الأهمية".
ووصف ترامب، خلال كلمة في مارالاجو ببالم بيتش في ولاية فلوريدا، الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنها "الانتخابات الأكثر أهمية منذ أكثر من 129 عاماً.. لم يكن أحد يعلم أننا سنفوز بها بالطريقة المذهلة التي فزنا بها"، متذكراً كيف خسر التصويت الشعبي في عام 2016، لكنه فاز حينها أيضاً، حسبما ذكرت شبكة ABC NEWS.
ومازح الرئيس المنتخب الحضور قائلاً: "كان يجب أن أتولى مهامي في 5 نوفمبر (تاريخ فوزه) لأنّ الأسواق (منذ ذلك الحين) ارتفعت إلى أعلى مستوياتها".
وأوضح ترامب أن لجنة الكفاءة الحكومية التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك تصدر تقارير ضمن مهمتها الهادفة إلى ترشيد عمل الحكومة الأمريكية.
وتحدث ترامب على العديد ممن اختارهم في إدارته الجديدة، حيث قال إنه "قضى مع ماسك وقتاً طويلاً منذ فوزه"، لافتاً إلى أن لديه "معدل ذكاء مرتفع للغاية. كما تعلم، أنا شخص يؤمن بمعدلات الذكاء العالية".
وقال الرئيس المنتخب: "سيصدرون تقارير فردية وتقريراً مجمعاً في النهاية"، في أول تفاصيل جديدة عن مخرجات اللجنة منذ الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأضاف ترامب: "سيوفر مايك و(فيفيك) راماسوامي الكثير من المال ويجعلون بلدنا أقوى وأفضل.. أن تضع الاثنين معاً، سيكون الأمر رائعاً حقاً. لذلك نتطلع إلى رؤية إيلون والعمل معه وستكون هذه تجربة رائعة".
وكان ترامب أشار إلى أن اللجنة "ستقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة" بشأن تقليص حجم الإدارة وتبسيط القواعد التنظيمية وخفض الإنفاق وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية.
وفي مسعى لتحقيق الشفافية، قال ماسك إن اللجنة ستنشر "إجراءاتها" من أجل النقاش العام.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.
منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...
إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.
بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.
هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.
تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.
ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!
في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.
هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.
ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.
في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.
أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».
ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.
في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.
ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.
وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.
في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟
الشرق الأوسط