تايمز: حكايات حزينة للاجئين سودانيين فروا من جحيم الحرب
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
من مخيم للاجئين في بلدة أدري التشادية على الحدود مع السودان، وقفت مراسلة صحيفة تايمز البريطانية، جين فلاناغان، على أوضاع السودانيين الذين نزحوا من بلادهم هربا من ويلات الحرب المستعرة هناك.
وقالت فلاناغان إن الآلاف يفرون إلى الحدود التشادية بحثا عن أحبائهم الذين ربما يكونون قد ماتوا أو قتلوا بالفعل، وخوفا من عمليات القتل الجماعي المستمرة.
ومن بين من التقتهم الصحفية في المخيم "الأسرع توسعا في العالم" والواقع في صحراء أدري على الحدود الشرقية لتشاد، امرأة تدعى كلتومة (50 عاما) التي كانت تقطن بإقليم دارفور غربي السودان وانتقلت إلى المخيم في رحلة استغرقت منها قرابة العام، بحثا عن ابنها المفقود.
احفر قبرك بيدكوهي تخشى الآن أن يكون محمد (16 عاما) من بين آلاف الرجال والصبية الذين أجبروا على حفر قبورهم بأنفسهم قبل أن يقتلوا بأيدي المليشيات المسلحة التي غزت منطقتهم.
وتصطف النسوة بصمت لإدراج أسمائهن ضمن قائمة تضم 230 ألف سوداني "محشورين في هذا الملاذ الكئيب"، من بينهن فاطمة التي جاءت إلى المخيم وهي تحمل على ظهرها مولودتها سعيدة ذات الأربعة أشهر، وقد نال منها الهزال بسبب المجاعة المتعمدة.
تقول فاطمة "لقد أطلقوا النار وقتلوا الناس دون سبب"، وهو ما دفعها لترك منزلها في دارفور مع أطفالها الخمسة، دون أن تعرف مصير زوجها وأخيها.
ووفقا لتقرير التايمز، تقدر أعداد الوفيات من الجوع والمرض، في ولاية الخرطوم وحدها، بنحو 61 ألفا، طبقا لدراسة جديدة أجرتها مجموعة أبحاث السودان التابعة لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
أكثر قسوةيقول سكان المخيم من كبار السن إن هجمات قوات الدعم السريع هي أكثر قسوة من الهجوم العسكري الذي شنته مليشيا الجنجويد، وهي مجموعة تشكلت من القبائل البدوية العربية من منطقة الساحل الغربي الأفريقي، والتي قادت التطهير العرقي في عام 2003.
وتتمنى قسمت (21 عاما) -التي كانت طالبة جامعية في كلية التكنولوجيا في الجنينة عاصمة غرب دارفور- لو أنها قُتلت بدلا من أن يغتصبها مقاتلو قوات الدعم السريع الثلاثة الذين اقتحموا منزلها، "لقد فعلوها جميعا. لم أتمكن من المشي أو الحركة بعد ذلك"، تقول قسمت وهي تبكي.
وقد تمكنت من الهرب إلى بلدة أدري حيث رأت في طريقها جثث جيرانها تسحبها الكلاب، وهناك عثرت على شقيقتها ووالدتها الأرملة اللتين كانتا تنتظران سماع أخبار عن شقيقها الأصغر.
أزمة متجاهَلةوفي المخيم المترامي الأطراف، حاول اللاجئون إحلال النظام، وأنشؤوا حدائق داخله، ونظموا مناوبات لتنظيف المرافق المحدودة التي تقدمها منظمات الإغاثة الدولية.
ومع ذلك، لا يمكن للتمويل أن يلبي الطلب، وأصبحت الأوضاع مزرية، كما تقول فلاناغان، مضيفة أن حربي أوكرانيا وغزة طغتا على هذه الأزمة، كما أن قادة العالم والمشاهير الذين تحدثوا عن الإبادة الجماعية عام 2003 صامتون.
وترى مراسلة التايمز أن انهيار السودان ينذر بأزمة جيوسياسية جديدة، ذلك أن انتشار العنف عبر الحدود إلى تشاد قد يربط بين الحرب في السودان وانعدام القانون في منطقة الساحل، وهو حزام قاحل أسفل الصحراء الكبرى يشكل معبرا "مضطربا" يمتد من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي يستغله "المتطرفون الإسلاميون"، على حد وصفها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب
الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب.
د الرشيد محمد إبراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
المشروع الخارجي الاستعماري في مواجهة التيار الوطني وشرعية الداخل المستندة الي التاييد الشعبي لوحدة واستقلال السودان.
ارهاصات تأجيل لقاء الرباعية بشأن السودان في واشنطون.
ماهي دلالات رفض اعتراف جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي لحكومة المليشيا؟
اول ردود الأفعال على اعلان مجموعة جنرالات الحرب علي السودان هو رفض منظمة جامعة الدول العربية للخطوة واعتبرتها مؤشر تقسيم وتهديد لوحدة السودان وأمن المنطقة.
والبيان العربي يجرد اعلان المليشيا وداعميها الاقليميين من مبدأ الشرعية الخارجية فضلا عن افتقارها السند الداخلي والاطار الدستوري.
رفض الجامعة العربية رسالة إلى لقاء واشنطون المتوقع أن ينفض ببيان ذو صيغة شمال اطلسية وليس سودانوية.
بيان رفض الاتحاد الافريقي لحكومة المليشيا
لا نعترف إلا بمجلس السيادة والحكومة الانتقالية المدنية المُشكلة حديثًا في السودان
ندين ونرفض تشكيل حكومة موازية في السودان من قِبل “تحالف تأسيس”
الاتحاد الإفريقي يدعو إلى رفض “تجزئة السودان وعدم الاعتراف بـ الحكومة الموازية”
الاتحاد الإفريقي يدعو للامتناع عن دعم أي جماعة مسلحة أو سياسية تابعة لـ “الحكومة الموازية” بالسودان
الأمم المتحدة تعمل عبر المنظمات الإقليمية ولذلك يتوقع ان يشكل الرفض الافريقي والعربي اساس قوي يصعب تحاوزه في بلورة الموقف الدولي.
الرفض على مستوى الدول تتقدمه حتى الآن ارتريا.
ومتوقع ان تترأ مواقف الدول الرافضة لاعلان حكومة المنفى تباعا.
لأسباب تتعلق بطبيعة الاعتراف الذي تترتب عليه آثار والتزامات قانونية وسياسية واقتصادية وأمنية ولا يعتقد ان الدول يمكن أن ترهن مصالحها لمليشيا متقهقره ومتراجعة وعلى وشك خسارة معركة مشروع التمرد حتى الأرض تتناقص من تحت اقدامها كما أن الجيش السوداني قد لا يمهلها كثير وقت اصافي للمضي أكثر في استقطاب الدعم السياسي والعسكري ومعاودة الكره عليه.
بيانات القبائل الرافضة لطريقة الاختيار وتهميش بعض المكونات. هذا أخطر ما يمكن أن يحدث للمليشيا وتأسيس حالة الانفجار داخل المجموعات القبلية المكونة لمليشيا الدعم السريع حالة السخط وعدم الرضى هذه حتما ستقود الي تقسيم جسم المليشيا الذي يعتمد على الجغرافيا الاثنية في تكوينه وربما تؤدي إلى انشقاقات وانسلاخ جماعات ميدانية على نسق بيان قبيلة السلامات التي رفضت تهميشها في التشكيل الحكومي وسوف تحزو كثير من القبائل ذات المنحي وتأثير ذلك لا يقتصر على أداء العمل العسكري الميداني فحسب ولكنه قد يطيح بعضد وفكرة مشروع تمرد مليشيا الدعم السريع وتحول المواجهات الي الداخل عوضا عن الخارح.
إدارة حالة التشظي والسخط هذه من قبل أجهزة الدولة قد يغنيها عن كثافة النيران ويسهل من إدارة العمليات العسكرية القادمة فالجيش يحتاج فقط الي فك حصار الفاشر لاستكمال عملية تحرير ما تبقى من مدن دارفور.
تأجيل اجتماع الرباعية في واشنطون للمرة الثانية على التوالي له أكثر من مؤشر ومعنى.
_خلاف حول الأطراف
_تباين في القضايا والموضوعات.
_تضاد في الرؤى والتصورات لانهاء الحرب في السودان.
_مستوى الإدراك والوعي بالمهددات الناجمة عن أي صفقة غير مدروسة الجوانب يفسر حالة التردد وعدم اليقين التي تسيطر على نقاشات الرباعية.
تأجيل مواعيد الرباعية وتواتر الرفض الافريقي والعربي يفسر لصالح المشروع الوطني السوداني وشرعية الحكومة السودانية القائمة الان ولا يدعم باي حال من الأحوال اعلان تحالف المليشيا وتأسيس.
إذا كان هذا حال الشرعية الدولية من حكومة المليشيا فان الشرعية الداخلية ليست اقل ضعفا و وهنا بل ان الرفض الخارجي سيضعف من فرص التاييد الداخلي ويحبط كل ما بني عليه من امال وتعويل و وعود.