عمّان- قالت الأميرة غيداء طلال إنها تنظر إلى مستقبل أبحاث السرطان في العالم العربي بكل تفاؤل وثقة، مشيدة بانتشار الوعي الطبّي والعلمي في أوساط العالم العربي بسبب تنامي حملات التوعية عن أخطار السرطان.

وأكدت الأميرة غيداء -في حوار خاص مع الجزيرة صحة بمناسبة تكريم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان– أعلى ضرورة أن يواصل الباحثون العرب التركيز على دراسة الجينات العربية.

ويوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ومندوبا عن ملك الأردن عبد الله الثاني، كرّم الأمير طلال بن محمد الباحثين الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان لعامي 2023 و2024 بحضور رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال.

وشمل التكريم 13 من العلماء الباحثين العرب المقيمين في مختلف أنحاء العالم، من أصل 472 باحثا تقدموا للجائزة من أكثر من 20 دولة، تقديرا لإسهاماتهم المؤثرة في أبحاث السرطان.

وفي كلمتها بالحفل قالت الأميرة غيداء طلال "لقد قمنا بتأسيس جائزة الحسين لأبحاث السرطان من أجل هدف محدد، وهو إطلاق مبادرات علمية عربية تكون هي القاعدة الأساسية لتقدمنا وعدم الاكتفاء بالأبحاث الغربية، والليلة، نحتفل بالعلماء والباحثين العرب الذين تميزوا في أبحاث السرطان، ونكرمهم كرموز للمثابرة والإبداع والابتكار".

أفتخر بالباحثين العرب المتميّزين الذين يقودون الابتكار في مجال أبحاث السرطان في كل أنحاء العالم.
هؤلاء العلماء يكرّسون جهودهم لتحقيق هدفهم الأساسي السامي: التغلّب على السرطان من خلال البحث العلمي.#البحث_العلمي #الأردن

Incredibly proud to celebrate distinguished Arab… pic.twitter.com/kRosjwi7Qx

— Ghida Talal (@GhidaTalal) November 15, 2024

مستقبل أبحاث السرطان في العالم العربي

سألنا سمو الأميرة غيداء حول رؤيتها إلى مستقبل أبحاث السرطان في العالم العربي، لتجيب "أنظر إلى مستقبل أبحاث السرطان في العالم العربي بكل تفاؤل وثقة. ومصدر تفاؤلي أنّنا، خلال 4 سنوات، أي منذ تأسيس جائزة الحسين لأبحاث السّرطان، استطعنا أن نجمِّع العقول والعلماء العرب من جميع أنحاء العالم. وعملنا على تحقيق تعاون حثيث بين العلماء العرب، الذين كرّسوا كلّ الجهود من أجل غاية مشتركة وهدف واحد ألا وهو: التغلب على السرطان من خلال البحث العلمي الدؤوب".

وأضافت الأميرة غيداء "كما أنّ منبع التفاؤل ينطلق من انتشار الوعي الطبّي والعلمي في أوساط العالم العربي بسبب تنامي حملات التوعية عن أخطار السرطان. لكن لدينا المزيد من العمل والجهد وسنواصل العمل بتكريس كافّة الجهود اللّازمة للارتقاء بمستوى الأبحاث".

جوانب تحتاج المزيد من العمل

وحول الجوانب التي يحتاج الباحثون العرب إلى التركيز عليها في العقد القادم، قالت الأميرة غيداء إن "الباحثين العرب يحتاجون أن يواصلوا التركيز على دراسة الجينات العربية، وتوسيع نطاق الدراسات لتشمل أعدادا أكبر من المرضى حتى نصل إلى نتائج أكثر دقّة واختصاصية. فعلى سبيل المثال: قام مركز الحسين للسّرطان بتأسيس "برنامج الاعتلالات الجينية الوراثية المسببة للسرطان" الذي يهدف إلى الوقاية من الإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي والمبيض".

وأكدت أن "هذا البرنامج البحثي يضمّ حتى الآن 9 آلاف مشاركة، ويُعتبرُ هذا رقما قياسيّا في المنطقة العربيّة، لا بل حتى على النطاق العالمي. ونأمل بأن تقوم باقي مراكز السرطان في الوطن العربي بإنشاء برامج خاصّة بالأبحاث على أمل أن يكون هناك مركز بحثي عربي مشترك للعالم العربي. والأبحاث العالمية للسرطان تتوافق مع تركيزنا في المركز على الأصول الجينيّة في توارث مرض السّرطان".

تشرفنا اليوم بالاحتفال بهذه الإنجازات العربية في مجال أبحاث السرطان، ونتطلع للدورة القادمة من #جائزة_الحسين_لأبحاث_السرطان.

Today, we were honored to celebrate achievements in the field of cancer research, and we look forward to the next round of the King Hussein Cancer…

— مؤسسة ومركز الحسين للسرطان (@KHCFKHCC) November 14, 2024

دور جائزة الحسين لأبحاث السرطان

وعن الدور الذي تلعبه جائزة الحسين لأبحاث السرطان في تشجيع وتطوير البحث العلمي العربي، قالت الأميرة غيداء إن "جائزة الحسين للسرطان تلعب دورا مهما وأساسيا في جمع العقول العربية، وخلق فرص العمل البحثي بينهم من خلال المؤتمرات والمحاضرات وتبادل نتائج الدّراسات والأبحاث. كما أنّ الجائزة توفّر حوافز لعدة فئات من الباحثين من أجل تشجيعهم ودعم أبحاثهم".

وأضافت أن "الجائزة تسهم في تسليط الأضواء على الإنتاج البحثي العربي حول العالم لأن الثقافة العربيّة تحتاج إلى مزيد من مواكبة التطوّرات العلميّة المتعلّقة بأبحاث السرطان. وجائزة الحسين لأبحاث السّرطان تأتي في سياق التعاون العالمي بين مركز الحسين والمراكز العالميّة المتعلّقة بالسّرطان".

وختمت سمو الأميرة غيداء حديثها الخاص للجزيرة صحة بتأكيدها على استمرار الجهود الحثيثة، وقالت "نحن في مركز الحسين مصمّمون على المساهمة في زيادة الإنتاج البحثي العربي المتعلّق بالخصوصيّة البيئية والجينيّة للعالم العربي في انتشار مرض السرطان".

والأميرة غيداء طلال هي رئيسة مؤسسة ومركز الحسين للسرطان في الأردن. وهي متزوجة من الأمير طلال بن محمد.

تخرجت الأميرة غيداء من كلية العلاقات الدولية في جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف بشهادة بكالوريوس وماجستير مشتركة.

في عام 2001 عيّن الملك عبد الله الثاني الأميرة غيداء طلال رئيسة لهيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان. في ذلك الوقت، كان مشهد رعاية مرضى السرطان في العالم العربي قاتما للغاية، وكانت هناك وصمة عار قويّة مرتبطة بالسرطان.

كفاح ضدّ مرض السرطان

وقد كانت بداية كفاح الأميرة غيداء ضدّ مرض السرطان بعدما تمّ تشخيص زوجها الأمير طلال بن محمد بالسّرطان، وواجها السّرطان معا وأصبح أحد الناجين منه.

وخلال فترة علاجه، شهدت الأميرة غيداء عن قرب التحديات النفسية والجسدية لمرضى السرطان والتي لا تقتصر على المريض فحسب، بل على أُسرته بأكملها. ومن هنا، أخذت عهدا على نفسها بأن تكرّس حياتها في العمل الإنساني من أجل الكفاح ضد مرض السرطان.

والأميرة غيداء هي أم لثلاثة أطفال: الأمير حسين (مواليد 1999) والتوأم الأميرة رجاء والأمير محمد (مواليد 2001). تتقن 4 لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الباحثین العرب البحث العلمی مرض السرطان مرض الس من أجل

إقرأ أيضاً:

السعودية تُدخل «ثاد» الخدمة.. أقوى درع صاروخي أمريكي في قلب العالم العربي

أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن تدشين أول سرية تشغيلية لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكية “ثاد” (THAAD)، وذلك بعد اجتياز النظام جميع مراحل الفحص والاختبار الميداني وبرامج التدريب المكثف داخل أراضي المملكة، ويعد هذا التطور نقلة نوعية في قدرات المملكة الدفاعية ضمن خطة شاملة لتحديث منظوماتها الجوية وتوطين الصناعات العسكرية.

وجاء في بيان رسمي لوزارة الدفاع: “قوات الدفاع الجوي تدشن أول سرية من نظام الدفاع الجوي الصاروخي ‘الثاد’ بعد استكمال اختبار وفحص وتشغيل منظوماتها، وتنفيذ التدريب الجماعي الميداني لمنسوبيها داخل أراضي المملكة.”

صفقة دفاعية استراتيجية

تعود خلفية المشروع إلى عام 2017، حين وقّعت المملكة العربية السعودية اتفاقية دفاعية كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية لشراء سبع بطاريات من منظومة “ثاد”، تشمل 44 منصة إطلاق، و360 صاروخاً اعتراضياً، وسبعة رادارات متطورة من طراز AN/TPY-2، بقيمة إجمالية بلغت نحو 15 مليار دولار.

وتمثل هذه الصفقة واحدة من أضخم اتفاقيات التسلح بين البلدين، وجاءت ضمن جهود المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية في مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة في ظل تنامي تحديات الأمن الصاروخي في منطقة الخليج.

التوطين والتدريب.. من الاستيراد إلى التشغيل الذاتي

نص الاتفاق الدفاعي على أن يتم تصنيع جزء من مكونات المنظومة داخل السعودية، في خطوة منسجمة مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى توطين أكثر من 50% من الإنفاق العسكري بحلول نهاية العقد، وتسلمت الرياض أولى مكونات “ثاد” في عام 2023، لتبدأ بعدها سلسلة من برامج التدريب والتأهيل المتقدمة للكوادر السعودية.

وخضعت الفرق التشغيلية السعودية لتدريبات ميدانية وجماعية مكثفة على الأراضي السعودية، بإشراف مشترك بين خبراء أمريكيين ومختصين من وزارة الدفاع السعودية، ما يعكس الجدية في بناء قدرات محلية قادرة على إدارة وتشغيل منظومات دفاعية متقدمة دون الاعتماد المباشر على الأطقم الأجنبية.

أبعاد استراتيجية.. الدفاع الجوي كركيزة للأمن الإقليمي

يأتي تدشين أول سرية تشغيلية لمنظومة “ثاد” في توقيت حساس إقليمياً، حيث تسعى السعودية إلى تعزيز منظومة دفاعها الجوي المتكاملة في ظل التهديدات المستمرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ويمثل “ثاد” مكوناً رئيسياً في شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات التي تعمل المملكة على تطويرها، وتشمل أيضاً منظومات “باتريوت” و”سكاي جارد” وغيرها.

وتعتمد منظومة “ثاد” على تكنولوجيا الاعتراض “خارج الغلاف الجوي”، مما يمنحها قدرة على التصدي للصواريخ الباليستية طويلة ومتوسطة المدى بدقة عالية، ويعزز ذلك من فعالية الدفاع السعودي في العمق، سواء لحماية المدن الحيوية أو المنشآت الاستراتيجية.

التحولات الدفاعية في سياق إقليمي متغير

تتزامن هذه الخطوة مع تحركات دبلوماسية وأمنية مكثفة تقودها الرياض لإعادة ترتيب أولويات الأمن الإقليمي، بما في ذلك الحوار مع إيران واستئناف العلاقات مع عدد من الدول العربية والآسيوية، ويُنظر إلى التطور في قدرات المملكة الدفاعية، خاصة في المجال الصاروخي، باعتباره رسالة واضحة تؤكد التزام الرياض بحماية أراضيها ومصالحها الحيوية، مع المضي في سياسة تنويع الشراكات الدفاعية والتقنية.

يذكر أن منظومة “ثاد” للدفاع الجوي، وهي اختصار لعبارة Terminal High Altitude Area Defense، تُعد واحدة من أكثر الأنظمة الصاروخية تطورًا في العالم، وقد طورتها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية لحماية الدول من التهديدات الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى، وتعتمد المنظومة على تقنية الاعتراض الصاروخي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتعمل وفق مبدأ الصدم المباشر، حيث يصيب الصاروخ المعترض الهدف بدقة عالية دون الحاجة إلى رأس حربي متفجر، ما يقلل من المخاطر المصاحبة لتفجير الصواريخ في الأجواء القريبة من المناطق السكنية أو الحيوية.

وتتكون المنظومة من عدة مكونات متكاملة، أبرزها صواريخ الاعتراض ومنصات الإطلاق المتنقلة، إلى جانب نظام راداري فائق الدقة من طراز AN/TPY-2، القادر على رصد وتتبع التهديدات الباليستية من مسافات تتجاوز الألف كيلومتر، مع مركز قيادة وتحكم يربط البيانات الواردة ويوجه العمليات تلقائيًا، وتُصنّف “ثاد” باعتبارها منظومة دفاع على ارتفاعات عالية، ما يجعلها جزءاً مهماً في منظومات الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات التي تدمج بين أنظمة مثل باتريوت وآيجيس.

وتتميز “ثاد” بسرعة استجابتها وقدرتها على التعامل مع تهديدات متعددة في آن واحد، وهي قادرة على تغطية نطاقات واسعة سواء من داخل الدولة أو على أطرافها الحدودية، وتُستخدم اليوم في عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، منها كوريا الجنوبية والإمارات، وأصبحت السعودية أحدث مشغّل فعلي لها ضمن خطة واسعة النطاق لتحديث بنية الدفاع الجوي للمملكة وتوطين جزء من تقنياتها ضمن رؤية السعودية 2030.

https://twitter.com/modgovksa/status/1940383468850131233?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1940383468850131233%7Ctwgr%5E3440e3faddf3052708350324ca8768f61bcef855%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fsarabic.ae%2F20250702%2FD8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98AD8A9-D8AAD8AFD8B4D986-D8A3D988D984-D8B3D8B1D98AD8A9-D985D986-D986D8B8D8A7D985-D8ABD8A7D8AF-D8A7D984D8B5D8A7D8B1D988D8AED98A-D8A8D987D8AFD981-D8A7D984D985D986D8B4D8A2D8AA-D8A7D984D8ADD98AD988D98AD8A9-1102285368.html

مقالات مشابهة

  • مستقبل ميسي يثير الجدل: هل يرحل عن إنتر ميامي؟
  • السعودية تُدخل «ثاد» الخدمة.. أقوى درع صاروخي أمريكي في قلب العالم العربي
  • غرست ورودًا تحمل اسمها.. الأميرة كيت تتحدث عن تجربتها الصعبة للغاية في التعافي من السرطان
  • استاد لوسيل يشهد 25 ألف طلب في برنامج المتطوعين لكأس العرب FIFA قطر 2025
  • مؤسسة الحسين للسرطان توقع اتفاقية تعاون مع شركة المجموعة العربية الأوروبية للتأمين
  • الأميرة كيت تشبّه رحلة تعافيها من السرطان بـ"قطار الموت"
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي اليوم
  • "فلكية جدة": رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي مساءً
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول في سماء العالم العربي اليوم
  • قناة الأهلي تشيد بإنجاز الهلال أمام مانشستر سيتي: الزعيم رفع راية العرب.. فيديو