منذ انقلاب وسيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء في عام 2014، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرتها تحولات ثقافية خطيرة، تمثلت في تشييد قباب وأضرحة جديدة لأئمة سلاليين مقابل إهمال المساجد التاريخية.

وتهدد هذه الممارسات الحوثية الهوية الثقافية والدينية لليمن، وتفاقم الانقسام الطائفي في المجتمع، في الوقت الذي ترسّخ الهوية الطائفية.

تعرضت المساجد الأثرية في صنعاء ومناطق أخرى لإهمال متعمد أو تخريب منهجي. بعض المساجد تم تدميرها أو تحويلها إلى أماكن خدمية تخدم أجندة الميليشيا، في استراتيجية لطمس التراث اليمني العريق.

من أبرز الأمثلة انهيار أسقف بعض المساجد التاريخية، مثل مسجد الفليحي بصنعاء والمسجد الكبير في مدينة إب ومسجد زبيد في الحديدة، نتيجة غياب أعمال الصيانة اللازمة، ما أثار استياء السكان المحليين والمدافعين عن التراث.

وعمدت ميليشيا الحوثي إلى بناء عشرات القباب فوق قبور أئمتها وقادتها وترميم أخريات في صنعاء وصعدة وذمار وعمران، مستخدمة جزءًا من الموارد وأموال الوقف لتشييد رموزها المذهبية وتعزيز النفوذ الفكري والطائفي بغرض تحقيق هذا الهدف.

ومن بين تلك القباب السلالية ضريح "الإمام الرسي الهادي" بصعدة، وضريح مؤسس الميليشيا الصريع حسين الحوثي في جبل مران بمديرية حيدان، وضريح الحسن والحسين بن بدر الدين في منطقة رغافة بمديرية مجز.

كما قامت الميليشيا بتشييد قبة وضريح الإمام "الحسين القاسم العياني" في ريدة محافظة عمران، وبناء ضريح للإمام "أحمد بن حميد الدين" في الساحة الخلفية لمبنى نقابة الأطباء، وأعادت بناء جامع قديم أطلقت عليه تسمية "الرضوان" بشارع جمال وسط صنعاء في العام 2017م، وعشرات القباب والأضرحة التي تعود لأئمة السلالة ورموزها العنصرية.

اللافت في الأمر أن الميليشيا تقوم ببناء تلك القباب والأضرحة محاولة اختزال اليمن الكبير في إطارٍ عرقي أو مذهبي ضيق، وتشييد تلك الأضرحة والقباب على النمط المعماري لمراقد وعتبات الشيعة في طهران وقم وكربلاء.

هيمنة طائفية

تمثل هذه القباب رمزًا لتكريس الهيمنة الطائفية، حيث يتم الترويج لثقافة التمجيد المبالغ فيه لشخصيات سلالية تسعى الميليشيا لتقديسها، ما يعكس توجهًا لتغيير هوية اليمن الثقافية لصالح نفوذ مستورد يعكس الطابع الإيراني.

كما يعزز هذا الاستهداف من ثقافة الاستعباد والتبعية عبر التركيز على رموز مذهبية محددة، مما يهدد تماسك الهوية اليمنية الثقافية والدينية الأصلية.

أسهمت هذه السياسات الحوثية في تعميق الانقسامات داخل المجتمع اليمني، حيث يرى مراقبون أن هذه الممارسات تهدف إلى فرض هوية طائفية دخيلة تتعارض مع تراث اليمن الموحد.

كما شكل الإهمال الممنهج وتدهور المواقع التاريخية خطرًا محدقًا على وضع صنعاء كموقع تراث عالمي، ويهدد بتآكل الهوية اليمنية.

وطالب ناشطون ومؤرخون يمنيون بتدخل المنظمات الدولية لحماية المساجد التاريخية والتراث اليمني، والحد من التشويه الحوثي للمساجد والمعالم الدينية الأثرية وإهمالها وتدميرها، ورفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على المعالم التاريخية التي تشكل جزءًا من هوية اليمن المتنوعة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

زراعة الشيوخ: القفزة التاريخية للصادرات تعزز الاقتصاد وتفتح أسواقا جديدة

قال النائب محمد شعيب، أمين سر لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، إن ارتفاع الصادرات الزراعية المصرية لتصل 9 مليارات دولار في 2024 يمثل إنجازاً تاريخياً للقطاع الزراعي والدولة ككل، مشيراً إلى أن هذا الرقم القياسي يعكس نجاح السياسات الحكومية في دعم الزراعة وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

وأضاف "شعيب" أن هذه القفزة تعكس أهمية القطاع الزراعي كقاطرة للنمو الاقتصادي، حيث يساهم في 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويشكل نحو 24% من إجمالي الصادرات غير البترولية، ويوفر فرص عمل لما يزيد عن ربع القوى العاملة في مصر، مؤكداً أن هذه المؤشرات تجعل القطاع الزراعي أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني.

غسان المُعولي: الصادرات الزراعية المصرية لعمان زادت 94% في 6 سنواتأحمد عضام: الصادرات الزراعية المصرية إلى عُمان سجلت 125 ألف طن 2024

وأشار أمين سر زراعة الشيوخ إلى أن حجم الصادرات وصل إلى نحو 7.5 مليون طن تشمل أكثر من 400 منتج زراعي، مع التصدير إلى أكثر من 160 دولة، ما يعكس قدرة مصر على فتح أسواق جديدة وتعزيز حضورها في الأسواق الدولية، وهو ما يزيد من قدرة الاقتصاد المصري على النمو وتحقيق الاستدامة.

وأوضح محمد شعيب أن هذا الإنجاز لم يكن ليحدث دون الالتزام بتطبيق ضوابط صارمة للجودة وسلامة الغذاء وفق المعايير الدولية، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة تعتمد على منظومة متكاملة من المعامل المركزية وأنظمة المراقبة لضمان سلامة المنتجات ومطابقتها لمتطلبات الأسواق الخارجية.

وختم النائب، بالتأكيد أن هذه النتائج تؤكد أن الزراعة المصرية تسير على طريق التطوير المستدام، وتعكس التزام الدولة بدعم المنتج المحلي، ورفع قدراته التنافسية، وتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب وكبار السن على حد سواء.

طباعة شارك ارتفاع الصادرات الزراعية المصرية المنتجات المصرية الأسواق العالمية الناتج المحلي الإجمالي القطاع الزراعي الصادرات الزراعية المصرية

مقالات مشابهة

  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • «الديربي 14» بين الوحدة والجزيرة يجدد «المنافسة التاريخية»
  • الأمم المتحدة قلقة إزاء إحالة موظفين أمميين إلى محكمة حوثية خاصة وتطالب بإطلاق سراحهم
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم
  • بتمويل بريطاني… تأهيل قلعة طرابلس التاريخية بعد أشهر من الترميم
  • زراعة الشيوخ: القفزة التاريخية للصادرات تعزز الاقتصاد وتفتح أسواقا جديدة
  • رشيد في ذكرى يوم النصر يدعو إلى وحدة الصف وترسيخ الأمن والاستقرار