بوابة الوفد:
2025-10-13@12:16:26 GMT

حكاية بنت اسمها حسنات

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

إنها مَدرسة الأخلاق الحميدة، حيث يختلط الواقع بالخيال، فقد تتشابه الشخصيات ليصيب العقل الشتات، فالمكان ليس بغريب، والزمان ليس ببعيد، لكنها في جميع الأحوال من وحي الخيال، وها هي إحدى الشخصيات.. الأستاذة حسنات، رغم بلوغها سن الأربعين فإن خبرتها في الحياة توصف بالقَدْرِ المَهين.

فقد اعتادت الأستاذة حسنات الذهاب إلى عملها كل يوم؛ فهي مُعلمة بمدرسة الأخلاق الحميدة، تسعى دائما إلى الكمال، أو بكلمات أدق «إلى التظاهر به»، لكنها وفي سعيها هذا تقع في فخ الغيرة المهنية والحقد على الغير، فقد يشعر البعض بدرجة ما من الغيرة إزاء نجاح الآخرين، ويغدو هذا الشعور طبيعيًا في سياق العمل والتنافس المهني؛ لكن عندما يتحول شعور الانزعاج المؤقت إلى غيرة مزمنة وضيق مستمر؛ ينعكس ذلك على صاحبه ويؤثر سلبًا على صحته النفسية وأدائه في العمل.

ويمكن أن تظهر الغيرة المهنية بأشكال متنوعة، كشعور الشخص بالغيظ أو الاستياء من زميلٍ حصل على ترقية قبله، أو من زميل عمل في المدرسة أو الجامعة يحظى بحب الطلاب وجلوسهم المستمر معه دون غيره، أو من زميلة ودودة تحظى بالقبول من زملائها وإقبالهم على التعامل معها دون أن تبذل أي مجهود من جانبها، وفي ظل تلك المشاعر السلبية يشعر المرء بعدم الكفاءة وقلة الاحترام للذات، كما ترتفع مستويات القلق والتوتر بشكل كبير، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الإحباط والتباطؤ المهني.

وسرعان ما يتحول هذا الإحباط إلى مشاعر حسد وحقد وكره لمن حوله، فيبدأ في الحديث عنهم بشكل سيء في محاولة لتشويه سمعتهم بالباطل، كما يسعى إلى افتعال المشاكل، وصنع المكائد للنيل من نجاحهم الذي عجز عن مواكبته.

وفي حقيقة الأمر، إن المكائد التي تدبرها لزملائك في العمل، ورميهم بالباطل، وتطاولك في الحديث معهم أو عنهم، لن تضر إلا صانعها، فلا يبقى لك سوى السمعة السيئة، والحذر عند التعامل معك؛ الأمر الذي قد يصل في كثير من الأوقات إلى تجنبك من الأساس، خوفا من التعرض للأذى.

وأما الحقد، فقد ذمه الله تعالى في كتابه في قوله تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ) محمد(29)، وكذا نبيه، صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئاً ولم يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه».

وفي النهاية، فإن سلامة الصدر وتمني الخير للغير عبادة يؤجر عليها الإنسان، فاحرص على أن تفرح بنعم الله إذا نزلت على زملائك ومعارفك، ثم اسأل الله من فضله.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان الأخلاق الحميدة جميع الأحوال إلى التظاهر به

إقرأ أيضاً:

خبير اجتماعي وأسري يحذر: الغيرة تتحول إلى سيطرة مدمّرة في هذه الحالة

قال الكاتب والإعلامي حازم توفيق، الباحث في شؤون الأسرة والمجتمع، إن الغيرة العاطفية في أصلها شعور طبيعي وصحي، تعكس اهتمام الطرف بالآخر وحرصه على العلاقة، لكنها قد تتحول إلى نمط سلوكي مدمّر إذا تجاوزت حدودها الطبيعية وفقدت التوازن والوعي.

خبير أسري: لا توجد علاقة نرجسية بطرف واحد فقط والمشكلة تبدأ بتحول الحب لصراع استشارية نفسية: الشعور بالأمان أهم علامات العلاقة الإنسانية السليمة بين أي طرفين الارتباط المرضي.. كيف يدمّر النفس والجسد؟| استشارية نفسية توضح استشارية نفسية: إدمان العلاقات يشبه المخدرات وأخطر من الفقد نفسه إلهام شاهين: السيسي أعاد لمصر مكانتها في الشرق الأوسط باتفاق شرم الشيخ بعد وقف الحرب| محمد نجاتي: التاريخ سيُسجل ما فعله الرئيس السيسي من أجل فلسطين الموسيقار حسن دنيا: الفن المصري فقد بوصلته بعد ثورة يناير وأغاني المهرجانات أفسدت الذوق العام بعد إحالته للمحاكمة.. الموسيقار حسن دنيا يفتح النار على محمد رمضان (تفاصيل) بعد وقف حرب غزة.. إلهام شاهين: مصر ستظل رمز الإنسانية والضمير الحي للأمة العربية سعرها 25 مليون.. محمد سامي يهدي مي عمر سيارة فارهة في عيد ميلادها (شاهد)

وأوضح توفيق خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن بعض الأشخاص يخلطون بين الغيرة الإيجابية التي تُعبّر عن الحب والاهتمام، وبين الغيرة المرضية التي تدفع إلى السيطرة والشك والضغط النفسي على الطرف الآخر، مؤكدًا أن الخيط الفاصل بينهما هو الوعي الذاتي والنضج العاطفي.

وأشار الخبير الأسري إلى أن الإفراط في الغيرة غالبًا ما يؤدي إلى اختناق العلاقة وتحويلها إلى ساحة صراع على السيطرة، بدلًا من أن تكون مساحة آمنة للتفاهم والدعم المتبادل، لافتًا إلى أن السيطرة بدافع الخوف أو التملك هي انعكاس لضعف داخلي أو نقص في الثقة بالنفس.

 

وختم توفيق حديثه بالتأكيد على أن العلاقة الناضجة تتطلب من الطرفين القدرة على ضبط الانفعالات، واحترام المساحة الشخصية، لأن الوعي هو الضمان الحقيقي لاستمرار الحب في صورته النقية بعيدًا عن التملك أو القيد.

مقالات مشابهة

  • كيف يقبل الله عملك؟.. انتبه فهذا الأمر يصعد به للسماء السابعة
  • سقوط نصاب الجامعات الكبرى.. حكاية الوسيط الوهمي الذي خدع الجميع
  • ماذا يحتاج العمل التجاري في عُمان؟
  • فتاوى وأحكام| هل وفاة الجنين تشفع لوالديه؟.. ما حكم ترك المسكن في فترة العدة بسبب عدم الأمن؟.. كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • خبير علاقات دولية: مصر تحفر اسمها في التاريخ برعاية القضية الفلسطينية
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • إثم عظيم ومعصية تجلب سخط الله ..عطية لاشين يحذر من هذا الأمر
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • خبير اجتماعي وأسري يحذر: الغيرة تتحول إلى سيطرة مدمّرة في هذه الحالة