رموز خيانة ستوكهولم.. اليماني يصف 26 سبتمبر بالانقلاب وجباري ينفي شرعية الرئاسي
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
في الوقت الذي يناضل فيه أبناء تهامة لكسر الحصار المفروض على مدنهم من قبل مليشيا الحوثي، ذراع إيران، عاودت رموز اتفاق السويد الذي أوقف معركة تحرير مناطقهم الظهور إعلامياً بمواقف مثيرة للجدل.
وشهدت مديرية حيس بمحافظة الحديدة، الثلاثاء، وقفة مجتمعية حاشدة تقدمها قيادة السلطة المحلية والتنظيمات السياسية والفعاليات المدنية والأعيان، للمطالبة بفتح طريق حيس ـ الجراحي، المغلق من قبل مليشيا الحوثي رغم فتحه من جانب القوات المشتركة منذ أشهر.
المشاركون بالوقفة طالبوا الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة اتفاق ستوكهولم بتحمل مسؤوليتها في الضغط على مليشيا الحوثي وإرغامها على سرعة فتح طريق حيس الجراحي وكل الطرقات في بقية المحافظات المحاصرة وفي مقدمتها مدينة تعز المنصوص على فتح طرقها في اتفاق ستوكهولم.
الاتفاق الذي وقع أواخر عام 2018م، مثل بنظر أبناء تهامة واليمنيين طوق النجاة لمليشيات الحوثي من هزيمة ساحقة بتحرير مدينة الحديدة التي كانت حينها مطوقة من قبل القوات المشتركة، وكان سقوط المدينة يعني تحريراً سريعاً لمدن تهامة التي تعاني اليوم من بطش وحصار المليشيات الحوثية ذراع إيران في اليمن.
اللافت كان تزامن هذه الوقفة الاحتجاجية ومطالب أبناء تهامة، مع تصريحات مثيرة أطلقها رموز هذا الاتفاق، وعلى رأسهم رئيس الوفد الحكومي في الاتفاق وزير الخارجية السابق خالد اليماني، الذي ختم مشهد التوقيع على الاتفاقية بلقطة شهيرة ارتبط بالاتفاق بالمصافحة التي قام بها مع رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.
مشهد بدا فيه اليماني متحمساً أثناء المصافحة وهو يخاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعدم الحاجة إلى أن يقوم بتقريب يد عبدالسلام للمصافحة، قائلا: "لا داعي للتقريب فيما بيننا فهذا أخي"، كما أوضح ذلك في تغريدة نشرها عقب التقاط الصورة.
اليماني أثار الغضب مؤخراً، جراء مقال له نشره في "اندبندنت عربية" بعنوان "فشل الدولة ومعاناة اليمنيين" وهاجم فيه بشدة كل تجارب الحكم التي شهدها اليمن خلال القرن الأخير في الشمال والجنوب، ولم تسلم من هجومه ثورة الـ26 من سبتمبر رغم الاحترام والتقديس الذي تحظى به لدى أغلب اليمنيين لإنهائها الحكم الإمامي المتخلف.
حيث وصف اليماني ثورة الـ26 من سبتمبر عام 62م بأنها "انقلاب قام به مجموعة من الضباط في محاكاة لحركة الضباط الأحرار في مصر"، مضيفاً: فتح الانقلاب أبواب جهنم على اليمنيين، فكانت حرباً ضروساً دامت قرابة العقد لم ينتصر فيها أي طرف، لكنها طحنت الشعب اليمني.
توصيف اليماني لثورة الـ26 من سبتمبر بالانقلاب أثار غضب الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا بأن هذا الوصف لم يجرؤ على قوله إلا بعض القيادات الحوثية وعلى استحياء خوفاً من إثارة غضب الناس ضدهم، مستذكرين دور اليماني في اتفاقية ستوكهولم وخدمتها للحوثيين بإنقاذهم من الهزيمة في الحديدة.
وبالتوازي مع مقال اليماني، ظهر أحد رموز الاتفاق وهو عضو الفريق الحكومي، عبدالعزيز جباري على قناة "المهرية" الإخوانية معيداً تكرار الهجوم الذي دأب عليه خلال السنوات الماضية ضد التحالف وضد القوى الحليفة له على الأرض، مجدداً موقفه السابق بأن "المجلس الرئاسي الحالي في اليمن غير شرعي وغير منتخب ولا يمثل الشعب اليمني".
هجوم جباري وصل حد وصفه لمنظومة قيادات الشرعية الحالية بأنها "ليست رجال دولة وأنهم غير قادرين على قول كلمة لا ضد ما يملى عليهم من التحالف"، حد زعمه، معبراً عن ذات الرؤية التي ترددها مليشيات الحوثي بأن الحرب في اليمن هي حرب بالوكالة وأن السلام مرتبط بالاتفاق بين إيران والسعودية والإمارات.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي
الثورة /يحيى الربيعي
عقب استهداف العدوان مطار صنعاء الدولي ومينائي الحديدة ورأس عيسى، بالإضافة إلى مصنعي إسمنت باجل وعمران ومحطات ومحولات الكهرباء في العاصمة، تحركت حكومة البناء والتغيير بخطوات عملية لإعادة الحياة إلى هذه المرافق الحيوية.
وفي ميناء الحديدة، باشرت الكوادر الهندسية والفنية إعادة تأهيل الأرصفة المتضررة بوتيرة متسارعة بهدف إنجازها في فترة قصيرة لضمان استمرار تدفق السلع. وقد استمرت السفن في إفراغ حمولتها على مدار الساعة، ولم تتأثر برامج الاستقبال والتفريغ بفضل جهود الكوادر الفنية والملاحية.
وفي مطار صنعاء الدولي، بدأت الفرق الفنية والهندسية عملية إعادة الجاهزية والتشغيل للمطار في أقرب وقت ممكن لتقديم خدماته الإنسانية وتسهيل عودة العالقين والمرضى. وقد ناقش اجتماع موسع خطة العمل الطارئة والاحتياجات الضرورية لاستئناف الرحلات المدنية.
وفي مصنعي الإسمنت عمران وباجل، وجه وزير الاقتصاد والصناعة بسرعة إعداد تقارير فنية حول حجم الأضرار ووضع تصورات للإصلاح والتأهيل، مع تجهيز فرق العمل والطوارئ لبدء العمل بأسرع وقت.
وعلى مستوى تأمين الاحتياجات الأساسية، وتحديداً، توفير المشتقات النفطية، وعقب استهداف ميناء رأس عيسى، بذلت الحكومة جهوداً مكثفة لضمان توفير المشتقات النفطية، وتكللت هذه الجهود باستئناف عمليات الضخ لمادتي البنزين والديزل من السفن إلى الناقلات وتوجيهها إلى مختلف المحافظات لتزويد محطات التعبئة بعد انتهاء أعمال الصيانة لإعادة تأهيل منصات التعبئة المتضررة. وقد أكدت شركة النفط اليمنية على توفر المواد البترولية وحرصها على تحقيق الاستقرار التمويني.
فيما يتعلق بمشاريع التنمية المستدامة، ففي القطاع الزراعي، بدأت وزارة الزراعة تنفيذ مشروع زراعة مليون شتلة خلال الموسم الزراعي الحالي، بالإضافة إلى زراعة 100 ألف شتلة سدر في تهامة وصعدة، وإنشاء مشاتل جديدة في محافظات كانت تفتقر إليها كالجوف.
ورغم وطأة العدوان وتحدياته الاقتصادية والإنسانية، تُظهر الأرقام والخطوات العملية التي تتخذها حكومة التغيير والبناء إصراراً على تجاوز هذه الظروف الصعبة. من العمليات العسكرية النوعية التي فرضت واقعاً جديداً، مروراً بالجهود المضنية لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وصولاً إلى مشاريع التنمية المستدامة ومكافحة الفساد والحفاظ على الإرث الحضاري، تتجلى إرادة صلبة تسعى لبناء مستقبل أفضل لليمن رغم نيران الحرب.