“الكيان الصهيوني” يعطل اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة ولبنان، تتواصل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبين حزب الله وكيان العدو الصهيوني، وسط رفض متزايد من حركة حماس وحزب الله لأي تسوية وفقًا لإملاءات الكيان الغاصب ورفض أي شروط استسلامية.
وانتهت المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة قبل أن تُستكمل، وبالنسبة إلى حزب الله، في الأساس لم يكن الحزب قد بنى آمالاً على إمكانية نجاحها، فهو يعتبر أن بنيامين نتنياهو لا يريد وقف الحرب ولا وقف إطلاق النار الدائم.
ويرتكز الحزب في قراءته على مواقف نتنياهو ومنهجيته، وعلى كلمة مفتاحية قالها في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي، بأنه سيواصل الحرب إلى حين “القضاء” على الراديكالية والواقع العسكري في غزة.
وهذا يعني أن الحرب ستكون طويلة وتحتاج إلى سنوات، في حين يعتبر حزب الله أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال توفر الغطاء الكامل لنتنياهو، على الرغم من تراجعه في أكثر من مرّة عن ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، بما في ذلك المقترح الذي وافقت عليه الحركة في 2 يوليو 2024.
وفي جولة المفاوضات الأخيرة في قطر، جدد الصهاينة فرض شروطهم بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، ومعبر نتساريم، أي عدم الانسحاب العسكري من قطاع غزة، بينما تتمسك حركة حماس بهذا المطلب.
ورفضت حماس هذه الشروط بشكل كامل واعتبرتها تغييراً لما كان قد اُتفق عليه سابقاً، ووصفت ما يجري بأنه وضع شروط استسلامية على الحركة.
وفي المفاوضات التقنية التي شهدتها القاهرة بين الجيش المصري ووفد من جيش العدو الصهيوني والشاباك لم يتم الوصول إلى أي اتفاق بِشأن محور فيلادلفيا، إذ أصر الصهاينة على بقائهم هناك.
وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، سُرِّبت المقترحات الأمريكية الصهيونية لوقف إطلاق النار، وهي لا تحظ أن يكون وقف إطلاق النار دائماً، بل تبُقي التفاوض حول ذلك للمرحلة الثانية من إنجاز الاتفاق، وهذا يعني اللجوء إلى الموافقة على المرحلة الأولى من الهدنة لمدة ستة أسابيع يُطلق خلالها سراح الأسرى، وبعدها يواصل نتنياهو الحرب والعمليات العسكرية، ويستكمل التفاوض تحت الضغط العسكري حول وقف إطلاق النار الدائم، وهذا ما رفضته حركة حماس بشكل كامل.
وينص المقترح على أنه يتم التفاوض حول وقف إطلاق النار لفترة محددة، خصوصاً أن نتنياهو لا يزال يطالب بالحصول على تعهد أمريكي بدعمه لمواصلة الحرب بعد الهدنة.
كما أن الاتفاق ينص على مراقبة صهيونية لعمليات إدخال المساعدات، وتمسك الكيان الصهيوني بمراقبة وتفتيش الفلسطينيين الذين سيعودون من الجنوب إلى الشمال عبر معبر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين.
كما عاد الكيان الصهيوني إلى رفع عدد الأسرى الذين يطالب بإبعادهم إلى 150 أسيراً، ورفض التفاوض على إعادة الإعمار، وطلب تأجيله إلى المرحلة الثانية.
كما أن المقترح لا يتضمن أي إشارة لانسحاب الكيان الصهيوني من القطاع في المرحلة الثانية من الاتفاق أو الهدنة.
وكل هذه الشروط رفضتها حماس، واعتبرت أنها شروط استسلامية، وأن نتنياهو يريد أن يكرّس في المفاوضات والسياسة والاتفاق ما يسعى إلى تحقيقه بالحرب والعمليات العسكرية.
وهذه الشروط أيضاً أججت الخلاف في الكيان الصهيوني بين نتنياهو ووزرائه وجيشه، وصولاً إلى تهديد رئيس الأركان بالاستقالة في حال عدم الموافقة على الصفقة، خصوصاً أن جيش العدو الصهيوني قدم تقريراً للحكومة بأنه لا حاجة للتمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا بل يمكن العودة إليه في الوقت الذي تريده، لكن نتنياهو رفض ذلك، وأصر على البقاء في المحور.. كذلك وزير الحرب السابق يوآف غالانت في حينه وجه اتهامات لنتنياهو بأنه هو الذي يعرقل الصفقة.
وفي الشأن اللبناني مع الكيان، في الوقت الذي يسعى فيه البعض للتوصل إلى تسوية سياسية تهدف إلى تهدئة الأوضاع، يرى حزب الله أن الكيان الصهيوني ليس في موقف يمكّنه من فرض شروط على لبنان، ويؤكد ضرورة أن تكون أي تسوية في مصلحة لبنان أولًا، بعيدًا عن الهيمنة الصهيونية.
ويرى خبراء أن الكيان الصهيوني يسعى إلى فرض شروط غير مقبولة على لبنان عبر الأمم المتحدة والقوات الدولية (اليونيفيل)، بهدف شن عمليات عسكرية مفتوحة ضد حزب الله كما يرغب الكيان الغاصب من الجيش اللبناني واليونيفيل تنفيذ ما فشلا في تحقيقه، وهو نزع سلاح عناصر حزب الله في منطقة جنوب الليطاني”.. مؤكدين أن الاستسلام لهذه الشروط يمثل تجاوزًا لكل تضحيات المقاومة اللبنانية.
ويعتقد الخبراء أن هذه التصورات تهدف إلى “تنظيم خطاب الكيان الصهيوني في الحرب ضد لبنان وتحديد أهداف غير واقعية”.. وبحسب الخبراء، فإن المطالب الصهيونية تمثل تحديًا للكرامة اللبنانية، حيث إن “الاستسلام بعد كل ما حدث من تضحيات هو أمر مستحيل وغير مقبول”، كما أن أي تسوية تتم وفق هذه الشروط لا يمكن أن تُقبل.
ويأتي رفض حزب الله للمقترحات الصهيونية المتعلقة بوقف إطلاق النار بحسب الخبراء لأن الكيان الصهيوني في وضع لا يُسمح له بفرض شروط” على لبنان، وحزب الله لن يقبل بأي اتفاق يعطي الجيش اللبناني مهمة تدمير البنية التحتية للحزب في جنوب الليطاني.
ويرى الخبراء أن هذا سيكون بمثابة تحويل الجيش اللبناني إلى “ذراع صهيونية” لتحقيق أهدافها، كما أشاروا إلى أن أحد البنود التي تضمنتها المقترحات الصهيونية، التي تسمح للكيان الغاصب بـ”حماية نفسها من حزب الله” عبر العمل العسكري داخل لبنان، غير مقبول، لأن ذلك سيعطي الكيان الحق في التسلل وشن عمليات اغتيال واختطاف وهجمات داخل الأراضي اللبنانية تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”، واعتبر حزب الله هذا البند بمثابة “إذعان للهيمنة الصهيونية على لبنان”.
ويؤكد الخبراء أنه لا يزال هناك تشاؤم كبير داخل لبنان بشأن إمكانية الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
وفيما تتواصل المحادثات، يُبدي حزب الله قلقًا من أن تكون الضغوط الأمريكية سببًا في دفع لبنان إلى القبول بشروط صهيونية قد لا تضمن السيادة الوطنية للبنان.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أعطى موافقته على الخطوط العريضة لاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الشمال اللبناني.
وبحسب التقرير، قدّم وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، رون ديرمر، هذه المقترحات خلال لقاء مع ترامب هذا الأسبوع، الذي أبدى أمله في إمكانية تنفيذها قبل دخوله البيت الأبيض في 20 يناير.
وفي إطار جهود الوساطة، سلّم المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، الثلاثاء الماضي، مسودة اتفاق وقف إطلاق النار إلى الحكومة اللبنانية، حيث أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه لن يزور بيروت إذا لم يكن هناك استعداد جاد من قبلهم لإبرام الاتفاق.
وكان “هوشستين” سلّم المسودة إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تسلم النسخة باسم حزب الله، في خطوة تهدف إلى ضمان دعم فاعل لهذا الاتفاق.
——————————————-
وكالة سبأ- عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی الکیان الصهیونی هذه الشروط على لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
مقتل سياسية أمريكي وإصابة آخر بالرصاص في “اغتيال بدوافع سياسية”
يونيو 14, 2025آخر تحديث: يونيو 14, 2025
المستقلة/- تجري عملية مطاردة بعد مقتل سياسية أمريكية وزوجها بالرصاص في منزلهما في “عملية اغتيال ذات دوافع سياسية”، كما أُصيب سياسي آخر وزوجته بالرصاص أيضًا.
أكد حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، مقتل ميليسا هورتمان، ممثلة ولاية مينيسوتا، وزوجها في منزلهما.
أُصيب أيضًا عضو مجلس الشيوخ جون هوفمان وزوجته بالرصاص في منزلهما، لكن من المتوقع نجاتهما. ووفقًا للمسؤولين، فإن حالة السيناتور مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية طارئة.
أكدت السلطات أن المشتبه به الذي تبحث عنه هو فانس بولتر، البالغ من العمر 57 عامًا، والذي وُصف في مؤتمر صحفي بأنه رجل أبيض، طوله 180 سم، بشعر بني وعينين بنيتين.
حُثّ الجمهور على عدم الاقتراب منه لأنه قد يكون مسلحًا.
وورد أن المشتبه به كان ينتحل صفة ضابط شرطة، وقال المسؤولون إن المهاجم المزعوم لاذ بالفرار بعد تبادل لإطلاق النار.
كلا السياسيين عضوان في حزب مينيسوتا الديمقراطي-المزارع-العمالي.
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بيان: “لقد أُطلعتُ على حادث إطلاق النار المروع الذي وقع في مينيسوتا، والذي يبدو أنه هجوم مُستهدف ضد أعضاء مجلس نواب الولاية.
“وتُجري المدعية العامة، بام بوندي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، تحقيقاتٍ في الحادث، وسيُلاحقان أي شخص متورط قضائيًا بأقصى ما يسمح به القانون.”
لن يتم التسامح مع هذا العنف المُروع في الولايات المتحدة الأمريكية.”
وحثّت السلطات سكان منطقتي تشامبلين وبروكلين بارك على البقاء في منازلهم.
وفي منشورٍ سابق على فيسبوك، قال والز: “لقد أُطلعتُ هذا الصباح على وضعٍ مُستمر يتضمن إطلاق نار مُستهدف في تشامبلين وبروكلين بارك.”
“وتتواجد إدارة السلامة العامة في مينيسوتا وسلطات إنفاذ القانون المحلية في موقع الحادث. سنشارككم المزيد من المعلومات قريبًا.”
وفي مؤتمر صحفي لاحق، قال والز: “يجب علينا جميعًا، في مينيسوتا وفي جميع أنحاء البلاد، الوقوف ضد جميع أشكال العنف السياسي.
وسيُحاسب المسؤولون عن هذا”.
كما حثّ سكان مينيسوتا على عدم حضور التجمعات السياسية حتى يتم القبض على المشتبه به.
وأخلت الشرطة مبنى الكابيتول في ولاية تكساس ومحيطه في أوستن قبل احتجاج مناهض لترامب يوم السبت، مشيرةً إلى وجود تهديد حقيقي للسياسيين.
سيتم إجراء فحوصات ما بعد الوفاة لتحديد مدى إصاباتهما.
ومع ذلك، صرّح درو إيفانز، المشرف على مكتب التحقيقات الجنائية، بأنه من الواضح أن السيدة هورتمان وزوجها توفيا متأثرين بجراحهما الناجمة عن طلقات نارية.
انتُخبت السيدة هورتمان، وهي أم لطفلين، لأول مرة عام 2004، وكانت زعيمة الحزب الديمقراطي في المجلس التشريعي للولاية. كما شغلت منصب رئيسة مجلس نواب مينيسوتا.
انتُخب السيد هوفمان، وهو ديمقراطي أيضًا، لأول مرة عام 2012، وكان يدير شركة استشارية تُدعى “هوفمان ستراتيجيك أدفايزرز”.
وصف حكيم جيفريز، زعيم الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، إطلاق النار بأنه “مقلق للغاية، مضيفًا أن “العنف غير مقبول أبدًا”، وأنه “يدعو بصدق” للضحايا.
وقالت نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي، إنها “مفجوعة” بهذا الخبر.
وأضافت: “للأسف، نحن نُدرك تمامًا مأساة العنف السياسي الذي يُلامس قلوبنا.”
“علينا جميعًا أن نتذكر أن العنف ليس مجرد فعل، بل رد الفعل عليه أيضًا، هو ما يُمكن أن يُضفي عليه طابعًا طبيعيًا. يجب أن ينتهي هذا المناخ من العنف ذي الدوافع السياسية”.