تايمز: قصة عميل زعم اختراق القاعدة وتنظيم الدولة والآن يقود سيارة أجرة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية تفاصيل مثيرة عن جاسوس عمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إذ تمكن من اختراق تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، لكن نهايته مثل بدايته كانت شديدة الإثارة حيث يعيش حاليا على مداخيل سيارة الأجرة التي يقودها.
وروى الجاسوس بليريم سكورو لمراسلة الصحيفة جوزي إنسور كيف تمكنت المخابرات الأميركية من تجنيده، كان ذلك في صباح يوم 12 سبتمبر/أيلول 2001 عندما زاره عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) و"سي آي إيه" في مركز احتجاز في بروكلين بمدينة نيويورك حيث كان معتقلا بتهمة الاتجار بالمخدرات.
كان العملاء يحملون عرضا للمعتقل بليريم سكورو غيَّر مسار حياته بالكامل.
يقول سكورو -الذي كان قد فر من الحرب في كوسوفو في تسعينيات القرن الماضي، وكان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات- إن أولئك العملاء أخبروه بأنهم بحاجة إلى مساعدته "وكنت أريد فقط الخروج والعودة إلى عائلتي".
رأى عملاء المخابرات و"إف بي آي" في سكورو "العميل المثالي"، ذلك أن أحدا لن يشك في مسلم من كوسوفو يخضع لعقوبة سجن قاسية
وقال سكورو (53 عاما) إنهم شاهدوا من خلال نافذة زنزانتهم الطائرة الثانية تصطدم بأحد برجي التجارة العالمي.
ووفقا لإنسور في تقريرها، فقد رأى عملاء المخابرات و"إف بي آي" في سكورو "العميل المثالي"، ذلك أن أحدا لن يشك في مسلم من كوسوفو يخضع لعقوبة سجن قاسية، مما يعطي النزلاء الآخرين انطباعا بأنه لن يتعاون مع الحكومة.
أخذ سكورو مهمته في السجن على محمل الجد، فشرع على الفور في إطالة لحيته وحفظ القرآن، وسرعان ما حاز على احترام وثقة مئات المعتقلين المسلمين الذين كان عدد منهم من المقاتلين المشهورين، وبعضهم التقوا أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقد نقل سكورو ما سمعه منهم إلى المسؤولين عنه خلال مكالماتهم العديدة في السجن.
وفي الوقت نفسه، كان سكورو يشعر بالامتنان للولايات المتحدة لدعمها سكان كوسوفو في قتالهم ضد القوات الصربية، وقال إنه لم يفكر لحظة "فقد أردت أن أرد الجميل لهذا البلد"، وكان يعتبر نفسه "وطنيا أميركيا أولا ومسلما ثانيا".
احتُجز سكورو لأشهر في إدارة الهجرة والجمارك قبل ترحيله إلى كوسوفو، وكان ذلك جزءا من خطة متعمدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لإرساله إلى بعض الدول من أجل التجسس
احتجاز وترحيل ومهامولكن عندما حان وقت إطلاق سراحه في عام 2007 احتُجز سكورو لأشهر في إدارة الهجرة والجمارك قبل ترحيله إلى كوسوفو، وكان ذلك جزءا من خطة متعمدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لإرساله إلى بعض الدول من أجل التجسس، بحسب حديثه لـ"تايمز".
ويتابع أن تلك المهام امتدت من أفغانستان إلى سوريا والعراق واليمن وعبر البلقان، حيث تسلل إلى معسكرات تنظيم القاعدة في باكستان في إطار مطاردة أسامة بن لادن واعترض "مؤامرات إرهابية" لتنظيم الدولة في سوريا.
كل ذلك تحت وعد بأن شمله سيلتئم يوما ما مع زوجته سوزان وابنتيهما مدينة ودفينة اللتين كانتا مواطنتين أميركيتين تعيشان في نيويورك.
وقد خضع سكورو للتدريب من قبل الوكالة التي زودته بـ5 جوازات سفر مختلفة، وخصصت له راتبا شهريا متواضعا.
وقال إن عملاء الاستخبارات حذروه من أمرين: ألا يخبر أحدا بأنه يعمل لحسابهم، وألا يقتل أحدا.
ويعترف بأنه ما لبث أن خرق التحذير الأول بأن أبلغ زوجته سوزان، توضح "تايمز".
وفي السنوات ما بين 2007 و2010 أمضى بعض الوقت في معسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية، قبل أن يبايع الجماعة الإسلامية ويشق طريقه في صفوفها.
ومما أثار حفيظة وكالة الاستخبارات المركزية منه أنه لم يقترب أبدا من بن لادن رغم الوعود المختلفة التي قطعها بالاجتماع معه.
يقول سكورو إنه بدلا من أن تنقله الوكالة جوا إلى الولايات المتحدة حفاظا على سلامته طلبت منه عبور الحدود إلى كوسوفو المجاورة بعد أن أعطوه مبلغا من المال في مظروف
سائق سيارة أجرةوذكر سكورو في حديثه مع "تايمز" أنه في إحدى الأمسيات وبينما كان في طريقه إلى منزل "آمن" تابع لـ"سي آي إيه" في مقدونيا لمناقشة خطط رحلته القادمة إلى اليمن لمقابلة أنور العولقي أحد قادة تنظيم القاعدة تعرض لكمين وأصيب في ساقه.
ويتابع أنه بدلا من أن تنقله الوكالة جوا إلى الولايات المتحدة حفاظا على سلامته طلبت منه عبور الحدود إلى كوسوفو المجاورة بعد أن أعطته مبلغا من المال في مظروف، وقرر في تلك اللحظة أن الكيل قد طفح "لقد وعدوني بالكثير، وأنهم سيطلقون سراحي لأذهب إلى الولايات المتحدة، كانت كلها أكاذيب".
وتمكن من السفر إلى كندا، حيث عاش حياة طبيعية وحقق دخلا مناسبا من عمله في بيع السيارات، لكنه تسلل في أكتوبر/تشرين الأول 2015 إلى الولايات المتحدة مختبئا في قارب صيد.
وقبض عليه عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي وإدارة شرطة نيويورك بعد أن اكتشفوا أنه مقيم في البلاد بصورة غير قانونية، ثم أُطلق سراحه بعد أن قضى 6 أشهر في الاحتجاز.
واليوم، يعمل سكورو سائق سيارة أجرة في نيويورك، ونقلت "تايمز" عنه القول إنه لا ينصح أي شخص بالعمل لصالح المخابرات الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات وکالة الاستخبارات المرکزیة إلى الولایات المتحدة إلى کوسوفو بعد أن
إقرأ أيضاً:
مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
قال مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن تُفاقم الأدلة على تنامي التعاون بين حركة الشباب في الصومال والحوثيين في اليمن المخاطر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي، مع تعزيز القدرة التخريبية لكلا الجماعتين.
وأضاف المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن حركة الشباب تحصل على معدات مُحسّنة (طائرات مُسيّرة مُسلحة، صواريخ باليستية) وتدريب من هذه العلاقة. كما تُمكّنها هذه العلاقة من توسيع وترسيخ المؤسسات الإجرامية التي تُموّل عملياتها.
وأفاد التقرير أن هذا التعاون يوسع من قدرات هذه الجماعات المسلحة المُزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب.
وحسب التقرير فإن الحوثيين يستفيدوا من دعم حركة الشباب لأنشطة القرصنة التخريبية في خليج عدن وغرب المحيط الهندي، بالإضافة إلى تنوع شرايين الإمداد. وهذا يُعزز قدرة الحوثيين على تهديد حركة الملاحة البحرية في المنطقة، ويعزز نفوذهم في مواجهة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن.
يُوسّع هذا التعاون وفق المركز قدرات هذه الجماعات المسلحة المزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب، ويُعقّد تحديات مراقبة 1800 ميل من السواحل المعرضة للخطر على طول البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي.
تعاون متنامٍ
في فبراير 2025، أفادت الأمم المتحدة بوجود أدلة على وجود اتصالات بين الحوثيين وحركة الشباب، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية في عام 2024 تتعلق بنقل المعدات والتدريب من الحوثيين إلى حركة الشباب مقابل زيادة القرصنة وتهريب الأسلحة. في السابق، اعتقد معظم المراقبين أن حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة لا تتعاون مع الحوثيين، وهي جماعة ذات أيديولوجية وأجندة مختلفة تستفيد من دعم ومساعدة إيران.
يقول مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية "ما دام تحالف الحوثيين والشباب قائمًا، فإن الملاحة عبر قناة السويس ستظل في خطر دائم.
يضيف "حتى وقت قريب، لم يكن هناك ما يدعو الطرفين للتعاون. في الواقع، كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فرع حركة الشباب في اليمن، هدفًا لهجمات الحوثيين في الماضي. ومع ذلك، ومنذ عام 2022، حافظت القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيون على اتفاقية عدم اعتداء تضمنت التعاون في مجالي الأمن والاستخبارات، وتوفير ملاذات آمنة لبعضهما البعض، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية اليمنية.
وحسب التقرير فإن اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أتاح للجماعات على جانبي المضيق فرصةً للاستفادة من الترتيبات البراغماتية بين الحوثيين وتنظيم القاعدة لبثّ حالة من انعدام الأمن في منطقة عمليات إقليمية أوسع، مع تعزيز مصالح كلٍّ منهما.
"يُحيط خليج عدن بالكامل تقريبًا بسواحل الصومال واليمن. وطالما حافظ الحوثيون وحركة الشباب على تحالفهما، وحسّنا قدراتهما في هذه العملية، فإن الشحن عبر قناة السويس سيظلّ مُعرّضًا باستمرار لخطر الهجوم، ودفع ضريبة "حماية"، أو فدية (بسبب القرصنة) لإحدى الجماعتين أو كلتيهما" وفق التقرير.
فوائد الحوثيين
وزاد "مع توسّع نفوذهم الإقليمي، عملوا على توسيع شبكة شركائهم الدوليين لتشمل روسيا والمقاومة الإسلامية في العراق. تحتفظ الأولى بأفراد استخبارات عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقد شاركت بيانات استخباراتية عبر الأقمار الصناعية مع الجماعة. يعتمد هذا النطاق الأوسع من النشاط على الحفاظ على سلسلة توريد الأسلحة وتوسيع مصادر التمويل لتغطية تكاليفها".
واستدرك "نتيجةً لهجماتهم على السفن واستمرار عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، أفادت التقارير أن الحوثيين كسبوا ما يُقدر بنحو 180 مليون دولار شهريًا من الرسوم التي يدفعها وكلاء شحن لم يُكشف عن هويتهم لتأمين مرور آمن عبر المنطقة".
وطبقا للتقرير فإن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفر للحوثيين وصولًا أكبر إلى بحر العرب وغرب المحيط الهندي. علاوةً على ذلك، تُتيح شبكة الشباب من المقاتلين والمتعاطفين والمهربين عبر الصومال وشمال كينيا للحوثيين فرصًا أكبر لتهريب شحنات الأسلحة (التي جاء الكثير منها من إيران) من المحيط الهندي إلى زوارق تلامس الساحل أو برًا إلى خليج عدن حيث قد تكون لديهم فرصة أفضل للوصول إلى الشواطئ اليمنية.
في يناير/كانون الثاني 2024، تم اعتراض مركب شراعي في المياه الصومالية يحمل مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وتوجيهات ورؤوسًا حربية لصواريخ باليستية متوسطة المدى (MRBM)، وصواريخ كروز مضادة للسفن (ASCM) كانت مُوجّهة إلى اليمن. كانت هذه واحدة من بين 10 عمليات اعتراض على الأقل لتهريب أسلحة وثّقتها الأمم المتحدة وجهات أخرى بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 و2024. في أغسطس/آب 2024، استولت قوات المقاومة الوطنية اليمنية على سفينة تُهرّب خلايا وقود الهيدروجين، والتي يعتقد الخبراء أنها ستسمح لطائرات الحوثي المُسيّرة بحمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير.
صور توضيحية لحالات اعتراض أسلحة بين الصومال واليمن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023
فوائد حركة الشباب
يفيد "على الرغم من قدرتها على تصنيع العبوات الناسفة محلية الصنع، وسرقة الأسلحة من الجيش الوطني الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي، والحفاظ على تجارة تهريب الأسلحة (مثل قاذفات الصواريخ والرشاشات وبنادق القنص)، إلا أن حركة الشباب واجهت صعوبة في الحصول على أسلحة متطورة. ومن خلال المساعدة في إبقاء طرق التجارة الحوثية مفتوحة وزيادة القرصنة قبالة الصومال، تلقت حركة الشباب أسلحة متطورة وتدريبًا من الحوثيين، بما في ذلك طائرات مسيرة مسلحة".
وخلصت الأمم المتحدة إلى أن حركة الشباب تلقت تعليمات فنية من الحوثيين وشحنات أسلحة من اليمن بين يونيو وسبتمبر 2024. وقد استُخدمت هذه الأسلحة في هجمات الشباب ضد قوات الاتحاد الأفريقي في سبتمبر ونوفمبر. كما اكتشفت الأمم المتحدة أن حركة الشباب أرسلت أكثر من اثني عشر عنصرًا إلى اليمن لتلقي تدريب من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة.